عاجل جداً…إلى من لا يهمه أمر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين

إلى من لا يهمه أمر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين

‎ مراد السوداني*

 

 * ” معاداة الكتّاب ليست من فعل ذوي الألباب، وإنّ مماراتهم ندامة ومسالمتهم سلامة(…) وما ظنّك بقوم يملكون أزمّة المنى والمنايا بحسن كلامهم، ويرتقون دماء الأعداء بأسنّة أقلامهم؟

وقديماً أغنت كتبهم عن الكتائب(…) ففي سواد مدادهم بياض النّعم وحمرة الدم”.

عبد الملك بن محمد الثعالبي

* ” فما أيسر معرفة المنافقين بشيء من حطام الدنيا”.

تاريخ البيهقي

* تقول العرب: ” والله ما سألت فلاناً حاجة قط: والحاجة ضرب من الشجر له شوك والجمع حاج”.

إبن دريد الأزدي

 تلويحات واجبة:

1- تلويح سياسي : المثقف الجيّد هو السياسي الجيد.

2- تلويح ثقافي صادر عن المتنبي:

وليس يصحّ في الأفهام شيء

إذا احتاج النهار إلى دليل

3- تلويح طبّي: من لم يعجبه المقال من الساسة فهو له وعنه، ويقرأ دفعة واحدة.

 قبل عام وبعد انتخابات الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء، وعلى الرغم من نصال الغدر والاستهداف الناقع في جسد الأمانة العامة.. إلاّ أنها تحاملت على جراحها ولم تلتفت للوراء لأنها ذاهبة نحو غد جدير بالحياة : أمام أو أمام أو أمام.. وتمّ تفكيك كافة الألغام بهدوء ودقة جراحية يعرفها أهل الثقافة في البلاد، ولم نطلق من الكنانة سهماً واحداً لأننا ندرك من نحن تماماً وننتقي الخطى باقتدار ناجز، وبعد أن حملنا هذا الإرث الثقيل أعلنا بأننا لا نبحث عن امتياز، جلّ همنا أن نعان على القيام بواجبنا،ولأننا لا نقلّد السالفين، ولم نتبّع السافلين ولنا وجه واحد وموقف واحد، لا مناورة ولا مداورة، فهم البعض التعفّف هبلاً، والتواضع ضعفاً وأدار لنا البعض من جمهرة السياسة ظهر المجنّ، فاصطبرنا واحتملنا غمّة الإنكار.. قرعنا الجرس غير مرّة مطالبين بما هو حق الثقافة والمثقفين، ولكن لا مجيب.. موازنة الاتحاد العام للكتاب والأدباء سبعة آلاف شيكل، بما يساوي نثرية مسؤول متواضع، وكذلك بقية الاتحادات والنقابات. والموازنة البائسة تعني لنا تغطية فواتير الماء والكهرباء والتلفون، للضفة وغزة ولفلسطين المحتلة العام 1948 وللشتات.. ولأننا نتبع منظمة التحرير تحديداً دائرة الثقافة والإعلام التي تتأسس حديثاً أي بعد ستين عاماً من الثورة وثمانية عشر عاماً من سلام أوسلو الجنائزي، فهذا هو الحال.

ولأنّ الصرف للاتحادات أنيط بأمين سرّ اللجنة التنفيذية فقد وقعنا منذ انتخابنا حتى اللحظة في حيص بيص.. فمنذ شهر 11 العام الماضي وحتى قبل أيام تكرّم السيد ياسر عبد ربه بصرف السلفة المضحكة للاتحاد..بعد أن قطعت الكهرباء عن مقر الاتحاد.. أما والحال كذلك فلا بدّ من الإشارة لما يلي: هل سبق وقطعت الكهرباء عن مكاتبالسيد ياسر عبد ربّه وهل موازنته كموازنة الاتحاد.. وإذا كان مقره في العمارة الخضراء في البيرة يكلّف ما يكلّف مقارنة بمقر الاتحاد المتواضع، وإذا كان من حق السيد ياسر عبد ربه أن يتربّع في مقار فاخرة فمن حق الاتحاد أن يكون له المكان والمكانة والإمكانات في جبل الأولمب. وإذا كانت مقاره تضج بالموظفين من تحالف السلام وجنيف ووثائقها الراكضة بين دار ودار ومركز الإعلام ومؤسسة محمود درويش( الذي اختطف حيّاً وميتاً وما زال الاختطاف على أشده)، والإذاعة والتلفزيون وأمانة سرّ اللجنة التنفيذية و…. فلماذا لم يوقّع السيد عبد ربه على توظيف سكرتيرة للاتحاد منذ العام 2010، على الرغم من مخاطبة مدير عام الخزينة له بتوظيفها بعد قرار د. سلام فيّاض.. هل يعقل أن لا يكون موظف واحد في الاتحاد على كادر المنظمة، أم المطلوب أن تقوم الأمانة العامة بالسكرتاريا والمحاسبة والعلاقات العامة لأنه لا يوجد موازنة لدى دائرة الثقافة!!!

ولماذا لم يرد السيد عبد ربه على مخاطبة السيد فريد غنّام منذ 23/11/2010 حتى اللحظة بصرف المبلغ الذي وقع عليه د. سلام فيّاض.. ولماذا لم يقم بصرف قرار السيد الرئيس بصرف مبلغ خمسة عشر ألف دولار للاتحاد منذ ما يزيد على العام.. وصرف قراراً مماثلاً لنقابة الصحافيين بمبلغ عشرين ألف دولار.. هذه الإنتقائية، محمد يرث وعلي لا يرث، مذهب نكفر به، ولا يليق بالكتاب والأدباء.. منذ تأسيس الاتحاد وهو يجهد في تظهير المقولة الثقافية التي لا تستجدي ولا تستعطي، ولا مكان للمثقفالحانوتي الذي يقف على باب ( النعمان) مهما علا الخورنق، أو علا خوار السياسي.. ليس مطلوباً من المثقف أن يكون على الخط وأن يتقفّى خطى الممكن السياسي، فإذا وقع المثقف في شراك السياسي اتّباعاً وبوقاً، فعلى الثقافة والمثقف السلام.. ففي الوقت الذي تنفتح نوافذ السياسي على الواقعي واللحظة بسقوطها المريع، يفتح المثقف بيكاره الرؤيوي على فلسطين، كل فلسطين، كل فلسطين من الماء إلى الماء…

فهذا هو جذر الاتحاد منذ التأسيس وحتى اللحظة، ولا تراجع ولا مداورة.. فالعدو واضح في ذبحنا، ولا معنى لشيء موقعاً ووظيفة في ظل استباحة العدو للهواء والماء والتراب والبلاد ومن عليها..

لم نحرر شبراً لا في الضفة ولا في قطعة غزة.. ونغمض الأعين وكأننا نتحكّم في أربعة رياح الأرض، فالبلاد بخير، والثقافة بخير !!!

إنّ محاصرة الاتحاد العام تعني إلغاء دور المثقفين وتجاهلهم في المنافي، أو ليسوا مسؤوليتنا وأين دائرة الثقافة والإعلام في المنظمة منهم، ألم يجع مثقفونا في الشتات!! ألم يتركوا للفقر والغربة والاغتراب!!

وهنا نذّكر بأجمل شعرائنا محمد لافي، ولتسألوا عنه شرقي النهر فحاله يختصر المئات من مثقفينا الذين أضعناهم لا لشيء إلاّ لأنهم اختلفوا في الرؤية وقالوا هذه فلسطين حبّة القلب من شردها الذابح إلى بردها النائح..

وماذا عن فلسطين المحتلة العام 1948.. لقد أسسوا اتحادهم أخيراً في حيفا، لمن نتركهم، كما تركناهم لوزارة المعارف الاحتلالية!!

إذا عجز السياسي عن مقاربة حياتهم فالثقافي يضعهم على شفة الانشاد العليا من البلاد لأنهم ركازنا الأعلى والأغلى.

أمّا مقر الاتحاد في غزة والذي لم تصرف أجرته منذ سبع سنوات وحتى اللحظة وكأن شيئاً لم يكن.. إننا ومن موقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا في القيام بواجبنا تجاه مبدعينا ومثقفينا نعلن رفضنا لتسلّم هذه الموازنة البائسة باسم الاتحاد، مؤكدين أن المرجعية في (م.ت.ف) هي لرئيس دائرة العمل والتنظيم الشعبي أبو اسماعيل، مطالبين بما هو حقّ الاتحاد في الوطن (غزة، الضفة، 48) والشتات بما يعيد الاعتبار للثقافة والمثقفين، وندعو أعضاء الاتحاد والمثقفين إلى إعلاء الصوت لكسر الحصار عن الاتحاد لأننا سنبقى على ذات المقولة التي خطّها السادة الشهداء والشهداء الأحياء: إمّا فلسطين وإمّا فلسطين، وها نحن في الاتحاد العام نقول للمنظمات الشعبية كافة: المرءبأصغريه، قلبه ولسانه، فقوموا بواجبكم، وإذا لم يتحقق ما هو حقّ للاتحاد وأفراده بما يعيد له دوره وفاعليته، ويمكنّنا من القيام بواجبنا فسنقوم بخطوات تصعيديّة تحدّد في حينها، وسنأتي بعدد أوله عند خازن المال في )م.ت.ف) وآخره عندنا، وإن يكُ صدر اليوم ولّى فإنّ غداً لناظره قريب.

وها نحن نردّد مع الشاعر الفحل :

ألا لا يجهلن أحدٌ علينا

 فنجهلُ فوق جهل الجاهلينا

:::::

*أمين عام اتحاد الكتاب