التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية


د. منذر سليمان

 

مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي

واشنطن، 26 ابريل 2013

المقدمة:

          التوقف عند حزمة من القضايا التي تحيط بتفجيرات بوسطن كانت اولوية معظم مراكز الفكر والابحاث، للتعرف على كنه ما يحيطها من الغاز وتناقض المعلومات وتصريحات مسؤولي الاجهزة الأمنية المختلفة.

           كما اولت المراكز اهتماماتها الى قضايا متعددة في المنطقة العربية من الشرق الاوسط.

          سيستعرض قسم التحليل ما يتيوفر من معلومات متناثرة، وربما متناقضة، في مسالة تفجيرات بوسطن؛ وتسليط الضوء على تنامي النشاطات الارهابية في منطقة الشيشان وعلاقات الاخوين المتهمين بالتفجير مع تلك المجموعات.

ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث

          دشن عامل الحوافز ودوافع الاخوين المتهمين في تفجيرات بوسطن اولويات مركز التقدم الاميركي Center for American Progress ، اذ سعى للنظر في تأثير عامل الصراع في الشيشان مع روسيا وتداعياته المرتقبة على مستقبل العلاقات الاميركية الروسية. وذكّر باوجه التعاون بينهما في الماضي القريب اذ ادت تفجيرات سبتمبر 2001 الى “رفع مستوى التعاون الامني بين البلدين،” والتي ينبغي البناء عليها لتحقيق تقدم في مسائل مشتركة “مثل عدم انتشار الاسلحة النووية و(مفاوضات) الحد من الاسلحة .. تفجيرات بوسطن توفر مدخلا للمفاوضات في مجال مكافحة الارهاب.”

          مركز ويلسون Wilson Center اشار الى الاسلوب النمطي في المجتمع الاميركي لتفسير ما جرى “بالعودة الى الانتماء الديني والاصول العرقية (للفاعل) بغية اضفاء بعض المنطق على المجريات.” وحذر من تلك النمطية التي لا تقرب الوعي الجمعي من ادراك الحدث سيما وان “العنف العرقي (في اميركا) لا يشكل ارهابا بل جرائم كراهية، اي عنف موجه ضد اقليات عرقية او دينية او اخرى – لم ترتكبها.” واشار الى “ما ينوف عن 1،000 من مجموعات الكراهية المتشددة” عاملة داخل الولايات المتحدة وفق احصائيات العام الماضي، والتي “الهمت مايكل بيج، المنتمي للنازيين الجدد، لاطلاق النار على معبد للسيخ ادى الى مصرع 6 اشخاص.”

          مركز السياسة الأمنية، Center for Security Policy، استند الى ما ورد في الرواية الروسية التي اشارت الى “زيارة الشقيق الاكبر الى منطقة القوقاز التي يترعرع فيها الارهاب، علاوة على ارتياده المركز الثقافي للجمعية الاسلامية في بوسطن .. وثيق الصلة بالاخوان المسلمين.”

سورية:

          حث معهد الدراسات الحربية، Institute for the Study of War، صناع القرار في اميركا على حث الخطى لتقديم سبل الدعم “للقوى العلمانية المناوئة للرئيس السوري (بشار) الاسد .. اذ ان الاحجام عن توفير مواد فتاكة (للمعارضة) لا تخدم الا  في تقويض مصداقية الولايات المتحدة ..”

          اما مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، Foundation for Defense of Democracies، فقد سلطت جهودها على مزاعم استخدام سورية لاسلحة كيميائية، وما يتعين على الرئيس اوباما الاقدام عليه. وحثت الادارة الاميركية على “انشاء منطقة حظر جوي .. التي بوسعها استضافة الهاربين من قوات الأسد وتوفير الحماية لهم.” واستدركت ان ما “يعقّد المسألة .. (امكانية) استغلال مجموعات مرتبطة بالقاعدة مثل جبهة النصرة” لتلك التسهيلات.

          قام مركز التقدم الاميركي Center for American Progress، واحد اقطاب النخب السياسية، بازداء النصح للرئيس اوباما عما يتعين عليه القيام به حيال مزاعم استخدام الكيميائي. وحث الادارة الاميركية على “عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي .. والزام روسيا بموافقتها على السماح لمفتشي الأمم المتحدة المتواجدين في قبرص العودة الى سورية .. وتوفير تسهيلات فورية وغير مشروطة لهم .. للحصول على عينات وبيانات اخرى مطلوبة من الولايات المتحدة وآخرين لاستكمال اجراءات التحقيق” على استخدام السلاح الكيميائي..” كما يتعين على الرئيس اوباما “اشراك دول حلف الناتو واطراف اخرى في تخطيط طبيعة رده” على سورية.

          معهد واشنطن Washington Institute، بدوره طالب الادارة الاميركية بردٍ حاسمٍ وقوي “الذي من شأنه حمل روسيا والصين، وربما ايران، لابداء تعاون افضل” في حل المسألة السورية. واستدرك بالقول انه ينبغي “تقديم ما يطلب من ضمانات لطمأنة (الصين وروسيا) باننا لا نضمر السيطرة على سورية بعد رحيل الاسد .. (وكذلك) طمأنة ايران لنيتنا (خفض العقوبات الاقتصادية) مقابل تقديمها تنازلات في ملفها النووي..”

          معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، كان سباقا في اعادة تغليف خيار “انشاء منطقة حظر جوي” بتسمية جديدة “منطقة يحظر فيها التحرك،” اشارة الى القوات البرية اضافة لسلاح الجو. وعلل المركز “اقتراحه الجديد” استنادا الى اعتقاده بتراجع قوة واداء القوات العسكرية السورية مما يتيح فرصة افضل “لجهد مشترك بقيادة الولايات المتحدة يضم بريطانيا وفرنسا وقوى اخرى في حلف الناتو (تركيا) .. فرض خيار “حظر حركة الطيران وحظر استخدام الصواريخ وحظر تحركات (القوات البرية) الى المناطق الآمنة” .. وبامكان الولايات المتحدة وحلفائها الابقاء على استخدام مصطلح “حظر الطيران” مع التحذير بتوضيح مغزاه بان البعد في “حظر التحرك” .. يعني ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية .. سيؤدي لشن غارات على اهداف للنظام.”

مصر:

          معهد واشنطن Washington Institute طالب وزير الدفاع الاميركي في زيارته لمصر “نقل الاهمية المعلقة على استتاب الاوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء فضلا عن الأهمية التي تعول عليها واشنطن عزم القوات العسكرية (المصرية) لاداء المهمة .. وتوفير التدريب اللازم للقوات المصرية في مجالي مكافحة الارهاب والتهريب.”

فلسطين:

          اعرب معهد بروكينغز Brookings Institute عن امتعاض الدوائر الاميركية من تقديم رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، سلام فياض، استقالته؛ مؤكدا ان نظرة كل من الولايات المتحدة و”اسرائيل” للظاهرة “الفياضية .. تتجاوز بُعد كونها ثمة محطة على طريق قيام الدولة الفلسطينية، بل اضحت اسلوبا “لاعادة انتاج” السياسة الفلسطينية .. بصورة مسار ديموقراطي حقيقي يرمي الى انهاء النزاع (مع اسرائيل).”

لبنان:

          بعد نجاح جهود وزارة المالية الاميركية U.S. Treasury Department باستهداف القطاع المصرفي اللبناني، الذي ادى الى اغلاق “المصرف اللبناني الكندي،” استهدفت مجددا شركتي صيرفة، “قاسم رميتي وشركاه” و”حلاوي للصيرفة،” وادرجتهما على لائحة “المؤسسات المالية التي تقوم بغسيل الاموال .. وتمويل نشاطات الارهاب من خلال شبكة دولية تتاجر بالمخدرات والسيارات المتسعملة.” يذكر ان هذه هي المرة الاولى التي تستهدف وزارة المالية مؤسسات غير مصرفية/بنكية. وقال وكيل وزارة المالية لشؤون الإستخبارات، ديفيد كوين، إن وزارته “تعتقد أن هاتين المؤسستين سدّتا الفراغ الذي خلفه إقفال المصرف اللبناني الكندي.”

ايران:

          اصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS دراسة حول دور العقوبات الاقتصادية على ايران ومستقبل برنامجها النووي، ملحق بها معلومات محدثة عما سلف. واوضح ان البرنامج النووي “يستهدف اسرائيل والولايات المتحدة علنا، وبعض التقنية الايرانية المتطورة مصممة باتجاه الدولتين .. بيد ان هدف القوات (والاسلحة العسكرية) التقليدية ليس جيران ايران من العرب فحسب، بل لاطراف تتدخل من خارج الاقليم..”

          استضاف معهد كارنيجي Carnegie Endowment ندوة نقاشية بمشاركة باحثين ومختصين بالشأن الايراني رمت الى تفنيد حجة ايران بانها تحتاج للطاقة النووية السلمية لتوليد الكهرباء. وزعم المشاركون ان لدى ايران “45 موقعا مثاليا للتوليد بالاعتماد على طاقة الرياح .. التي ستثبت بأنها افضل فائدة لايران من البرنامج النووي .. بل ان مفاعل بوشهر للطاقة النووية يماثل في خطورته مفاعل فوكوشيما كونه اقيم على منطقة تجمع ثلاثة صفائح تكتونية” تشهد تحركات زلزالية.

التحليل:

تفجيرات بوسطن : فشل استخباراتي اميركي ام خديعة شيشانية المصدر؟

 

          سهام الاتهامات تطلق جزافا باتجاه الاجهزة الأمنية بالتقصير بمهامها ووظيفتها في دوامة السعي الجماعي للتوصل الى حقيقة ما حدث في بوسطن، كما يتجدد طرح الاسئلة المهمة والمحيرة في آن لحقيقة انتماء وارتباط المتهمين الاخوين، تيمورلنك وجوهر سارنييف، اللذين شبّا في الولايات المتحدة، ومنها: هل جاء نزوعهما للتطرف الجهادي الاسلامي بمحض ارادتهما؛ هل يوجد لهما علاقة ما مع القاعدة او مجموعات الشيشان الارهابية الاخرى؛ هل كانا يتبعان خلية في الداخل الاميركي؛ وهل انتقلت حرب الشيشان الى واجهة المسرح الدولي؟ مهما تكن نوعية الاجابات الحقيقية، فمن شأنها ان تترك تداعياتها على مجمل السياسة الاميركية، الداخلية والخارجية على السواء.

          القدر اليسير من المعلومات الذي افرج عنه للحظة يوثق بعض القضايا: اولها، واستنادا الى رواية مصدرها مكتب التحقيقات الفيدرالي – اف بي آي، مبادرة الحكومة الروسية، في مطلع عام 2011، باخطار الولايات المتحدة حول وضعية تيمورلنك، الشقيق الاكبر، نظرا “لتبعيته لنمط اسلاموي متطرف وتشكيل قناعاته بذات الاتجاه، وقد طرأ عليه تغير ملحوظ منذ عام 2010 قبيل عزمه مغادرة الاراضي الاميركية للسفر الى منطقة (داخل حدود روسيا الاتحادية) بغية الانضمام الى مجموعات سرية لم يجر تحديدها.” كما ان الأف بي آي استجوب تيمورلنك في العام 2011 حول الاشتباه بعلاقاته مع ارهابيين، وقرر الافراج عنه. ايضا، عزوف الأف بي آي عن ملاحقة المشبوه به في اعقاب التقرير الروسي لعام 2012. بل في الساعات الاولى بعد التفجير، نقلت شبكة ان بي سي للتلفزة، في نشرتها الصباحية، خبرا مفاده ان المشتبه به “خضع لتدريبات من قبل جهة (او جهات) أجنبية” دون تقديمها مزيد من التوضيح.

          تبين لاحقا ان تيمورلنك ادرج على قائمة منظومة مركزية للمراقبة عممت على المعابر الحدودية باشراف “هيئة الجمارك وحماية الحدود” التي تتبع وزارة الأمن الداخلي، كاجراء وقائي روتيني بعد تحقيق الأف بي آي مع اي مشتبه بضلوعه في نشاطات ارهابية، كما افاد مسؤول رفيع في الوزارة.

          كما تبين اقدام تيمورلنك على شراء مفرقعات نارية للاستخدام التجاري، التي وصفها مسؤول في الشركة المنتجة بان كمية البارود فيها لا تكفي لصناعة القنبلة التي قيل ان انفجارها ادى لمصرع ثلاثة افراد وجرح مئات آخرين. وتمضي بعض التقارير بالقول ان الاخوين اجريا اختبارات تفجيرية في مناطق نائية قبل سباق الماراثون.

          وافادت المصادر الأمنية ان الشقيق الجريح اخبرهم خلال فترة التحقيق بانهما كانا ينويان التوجه لمدينة نيويورك للقيام بتفجيرات هناك. وتبدو الرواية ضعيفة الحجة في ظاهرها سيما وان الاخوين لم يتوجها لمدينة نيويورك على الفور بعد الانفجارين، بل مكثا في منطقة بوسطن لبضعة ايام. ومن الجائز ان ما افصح عنه الجريح المعتقل تم استحداثه على عجل خلال فترة ملاحقتهما من اجهزة الشرطة.

خداع وايقاع، توريط واسقاط

          تداعيات الانفجارين الاولية طالت كل من الجالية الاسلامية والشيشانية في الولايات المتحدة، اللتين اعربتا عن استنكارهما الصريح للهجوم الارهابي – كما وصفه الرئيس اوباما. بل ذهب إمام احد المساجد المحلية في بوسطن الى رفضه اقامة صلاة الميت على جثمان تيمورلنك، بحسب رواية احدى قريبات الاخير.

          لم تتضح لنا بعد الاسباب التي دفعت السلطات الروسية الى اخطار نظيراتها الاميركية، او لطبيعة المعلومات المتوفرة لديها حول نوايا تيمورلنك. بل لم يرشح اي معلومات تشير الى تفصيلات رحلة تيمورلنك واقامتة لنحو ستة أشهر خارج الاراضي الاميركية في العام 2012. ينسب الى تقرير الاجهزة الروسية انها اخطرت مكتب التحقيقات الفيدرالي في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2012 عن قيام تيمورلنك عقد ستة لقاءات متتالية مع شخص له ارتباطات بالحركة السرية الاسلامية المتطرفة في داغستان، قيل لاحقا انه احد قادة المجموعات الاسلامية المحظورة المعروف باسم غازي مراد دولغاتوف، واسسمه الحركي أمير ابو دُجانة. ولقي ابو دجانة مصرعه في شهر كانون الاول / ديسمبر 2012 خلال مواجهة عسكرية شرسة مع القوات الامنية الروسية في داغستان.

          يقال انه بعد عودة تيمورلنك الى الاراضي الاميركية تبين ان المنتديات الالكترونية الخاصة به والتي يرتديها طغى عليها طابع الراديكالية، وقام بربط صفحاته بالمواقع الالكترونية للمجموعات الجهادية المتطرفة.

          وهنا يبرز السؤال الكبير: ما الذي دفع اجهزة الشرطة او الاستخبارات الاميركية للاقلاع عن استكمال ربط الحلقات المفقودة في المعلومات المتوفرة لديها. البعض يفسرها بانها ثمة فشل مخابراتي تفاقم لدوافع سياسية وتنافسية بين الاجهزة المختلفة.

          على نطاق اوسع، ادى الصراع الدائر منذ زمن بين روسيا ومجموعات مسلحة في الشيشان الى توجيه الموقف الاميركي نحو الريبة والشك من التحذيرات الروسية لما تصفه بالخطر القادم من الشيشان. بل يذهب معظم الساسة وصناع القرار الاميركيين الى اتباع غرائزهم في معاداة روسيا وكل ما يصدر عنها، واعتبارها عدو لم تنجح نهاية الحرب الباردة في تبديده، وتاييدهم الطرف الاضعف – الشيشان في الصراع بالمقابل. كما لعبت الوسائل الاعلامية الاميركية المختلفة دورها في تجهيل الشعب وخلو نشراتها الاخبارية اليومية حول ما يجري في الشيشان مما اسفر عن عدم تبلور وعي في الرأي العام لتنامي التهديدات الارهابية الآتية من منطقة القوقاز.

          علاقات موسكو مع الشيشان متوترة منذ زمن الحرب العالمية الثانية، اذ اتهم الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين مواطني الشيشان بالتعاون مع القوات النازية آنئذ، واقدم على اقتلاع وتسفير كافة المواطنين الى اصقاع سيبيريا وكازاخستان. وتم السماح لهم بالعودة الى ممتلكاتهم في عهد نيكيتا خروتشوف في العام 1957. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي بفترة وجيزة، اعلنت الشيشان استقلالها عن روسيا مما اشعل فتيل الحرب بينهما بين 1994 – 1996، اسفرت عن استعادة روسيا سيطرتها على الاراضي ومصرع عشرات الآلاف من الطرفين.

          في اعقاب ازمة القيادة السياسية الاميركية، جراء حروبها الخارجية، جَهد الرئيس اوباما لاعلان نهاية الحرب على الارهاب، والتي كان من تداعياتها صرف النظر عن التهديد الارهابي القادم من الشيشان، التي يربطها علاقات مع المجموعات الاسلامية في افغانستان. بل وَثِقت الى ان المعضلة تخص روسيا وحدها. وعبر عنها منسق جهود مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية، دانيال بنجامين، متشدقا في تصريحه لشبكة سي ان ان للتلفزة قائلا “ندرك ان الشيشان تعد تربة خصبة للمتطرفين، لكن في الاغلب هم متطرفون يستهدفون الروس.” وعليه، اقلعت اميركا عن مواجهة حقيقة ان الدولة الروسية لديها شبكات من المخْبرين الفاعلين في اوساط الارهابيين الشيشان.

          اضحت الشيشان مرتعا للارهاب الدولي خلال فترة العشرين سنة الماضية، اذ حل عليها شخص يدعى عمر ابن الخطاب في العام 1997 حيث بات زعيما للمجاهدين الاجانب يشرف على مخيمات التدريب ويتلقى دعما من زعماء تنظيم القاعدة. ووصف ابن الخطاب حال الشيشان بانها “ليست مسألة تخص الشيشان