صهيوني أو ضد صهيوني
عادل سمارة
يدور نقاش متكرر حول موقف اليسار من الكيان أو الأزمة السورية، وهذا صحيح. ولكن أعتقد ان علينا وضع الأمور على اتساعها ووضوحها.
ربما من أجل حفظ الطاقة واستثمار الجهد، افضل النظر إلى سوريا كي نفهم أن المسألة أصبحت وطني أو لا وطني. كتبت مقالا في كنعان قبل عام بعنوان: “الأصل أن تكون وطنيا”. وأعتقد انه جيداً لتحديد معايير الموقف السياسي.
في سوريا، قدري جميل شيوعي ووزير الاقتصاد وليلى خالد مع سوريا بوضوح. بينما ، جورج صبرا شيوعي وفي معسكر الناتو وجهاد النكاح؟ ومعه صادق جلال العظم وفواز طرابلسي وجلبير اشقر (صلاح جابر).
وفي فلسطين، بدأ توابع السوفييت الاعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي وانصبت عليهم اللعنات، وحتى اليوم لم يعتذروأ واسماهم الرفيق احمد حسين المتعاقدين.
وخطورة موقفهم ليس في حجمهم وعددهم، بل في تثبيت موقف خطير وصهيوني. لقد ظل حتى اليوم عبر عقود من المداراة وعدم المحاسبة، وبالمناسبة عزمي بشارة اساسا من تفريخات الحزب الشيوعي. عدم اضطرارهم للاعتذار جعلهم في وقت ما يتفاخرون بأنهم اصحاب رؤيا ثاقبة باعترافهم بالكيان الصهيوني الإشكنازي. ولاحقا تم تثبيت الكيان على أيدي البرجوازية العربية والفلسطينية بمن فيهم اثرياء النفط، ومثقفون كثيرون. وهذا يدفع للقول: وطني أو لا وطني أو ضد صهيوني أو صهيوني. لذا لا أعتقد أن من قنا نناول طرف وترك آخر.
لقد وصلنا إلى مرحلة ارتزاق فظ ووقح. قرأت اليوم مقالة لشخص لا يستحق ذكر اسمه يدافع عن أمير قطر بشأن “وعد بلفور الجماعي”! لست أدري كيف يحمل المرء قلما ويكتب هذا.
الخطورة أنه يرتكز على ان قطر 2% من الوطن العربي وأن أميرها ليس وحده من فعل ذلك. لاحظ أن هذا مدخل خبيث وناجح لتمرير الموقف وتطبيع الشعب تجاهه ليصبح لاحقا قاعدة في العمل السياسي العربي.
لذا، أعتقد أن علينا كشف الجميع وحتى بالأسماء سواء أحزاب أو أفراداً.
قرأت مؤخرا بيانا من مثقفين غربيين وبينهم بعض العرب والفلسطينيين ضد سوريا مكتوب بالإنجليزية يدعم ثورة الناتو والنكاح! طبعا أغلب الموقعين عليه تروتسكيون لأن بين هؤلاء الكثير من الصهانية اليهود بطلاء أحمر.
منذ 1970 وحتى اليوم وأنا أُلام على نقدي للشيوعيين الذين اعترفوا بالكيان، ولذلك لقبوتي في المعتقل Black Left اليسار الأسود، ومنذ بداية انحراق قيادة م ت ف وأنا ألام على نقدي لها، فولدت أوسلو، وحين لقحها النفطيون بمني النفط البدوي جيدا برضاها ولدت “وعد بلفور الجماعي”. ومنذ 17 عاماً وأنا أُلام على نقدي ل عزمي بشارة مع انه تمكن من دخول عرين السيد نصر الله والأسد، وانزوا اين هو اليوم! لقد ذهب في مهمة تطبيع كل العرب، واليوم تتقاطر إليه الأكاديميا الفلسطينية وساكنو الكيبوتسات، وهو بعد وعد بلفور الجماعي يتجهز للعودة ظافرا.