قانون درومي والاستيطان الارهابي …!

نواف الزرو

Nzaro22@hotmail.com

    في الوقت الذي تتعاظم فيه التهديدات والتحضيرات العدوانية، وتصعد فيه “اسرائيل” والادارة الامريكية حملتها الاعلامية التحريضية ضد سورية، و”ارهاب الكيماوي السوري”، يتعاظم فيه الارهاب الاحتلالي والاستيطاني الصهيوني في انحاء الضفة الغربية على نحو  يتجاوز كل الخطوط الحمراء، دون ان يتجرأ احد الاطراف المتواطئة في العدوان على سورية، على رفع صوته ضد هذا الارهاب المستشري الذي يحرق الاخضر واليابس الفلسطيني هناك، والذي تمنحه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ترخيصا صريحا على رؤوس الاشهاد.

      ففي احدث تطورات هذا المشهد، وفي جلسة عاصفة للجنة التشريعات في الكنيست الاسرائيلي عقدت الثلاثاء-30/04/2013- بناء على طلب من عضو الكنيست يريف ليفين، رئيس كتلة “الليكود بيتنا”، وأوريت ستروك من “البيت اليهودي”، تم بحث موضوع تطبيق”قانون درومي” في الضفة الغربية، الذي يسمح بإطلاق النار على الفلسطينيين، وحتى قتل كل من يجتاز حدود مزرعة أو ساحة بيت، وليس بالضرورة دفاعاً عن النفس بل دفاعاً عن الأملاك أيضاً، وحضر الجلسة قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يعقوب بنجو، الذي شرح أن الجيش وزع الأسلحة على المستوطنين، واستطرد بأن الذين يخرقون الأوامر العسكرية لا يحاسبون إذا عملوا، كما ادعى، “دفاعاً عن النفس والأملاك”، وقد تصدى النائب العربي في الكنيست الدكتور جمال زحالقة، لنواب اليمين قائلاً: “ليس للمستوطنين الحق بالدفاع عن النفس وعن أملاك ليست لهم، فهم غزاة معتدون سرقوا الأرض واستوطنوا عليها، ويجب طردهم منها”، مضيفا أنهم يطلبون “رخصة للقتل”، متسائلا: “هل تعترفون بحق الفلسطيني في إطلاق النار على المستوطنين الذين يعتدون على كروم الزيتون؟، هل يحق للفلسطيني إطلاق النار على كل من يدخل أرضه وساحة بيته؟”، مؤكدا: “أنتم غزاة ومستعمرون، سرقتم الأرض، وفرضتم استيطانكم بالقوة، وتتباكون بوقاحة على أنكم ضحايا اعتداءات،  كفاكم عبثاً، اخرجوا من أرضنا…!”.

    وعن جرائم وممارسات هؤلاء الغزاة فحدث….؟!، فهي بلا سقف او حدود او كوابح، وارهابهم هو اعلى درجات الارهاب، وقد وصفت وزيرة التربية والتعليم الاسرائيلية ورئيسة حزب ميرتس سابقا  شولميت ألوني ممارساتهم وقيامهم باقتلاع أشجار الزيتون الفلسطينية بانه عمل لا أخلاقي، وهو انتهاك حتى للشريعة التي قالت :”لا تقتلعوا الأشجار المثمرة”، ووصفتهم بالشعب الشرير:” نعم نحن شريرون، ما نفعله في الضفة هو قمة الشر وهو يفوق ما صنعه الآخرون باليهود”، وقد اصابت الوني كبد الحقيقة في ذلك، انهم قطعان المستوطنين اليهود المنتشرين في انحاء جسم القدس والضفة الغربية ويتكاثرون كالسرطان، ويعربدون على نحو منفلت يستحضرون خلاله عصر الكاوبوي الامريكي الجامح..!، وهم يصعدون من اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين يوميا بل من ساعة لساعة عبر سلسلة من الممارسات الارهابية المجرمة التي لو كنا في زمن آخر فيه من العدل الدولي ما ينصف، لاتخذت الاجراءات لتقديمهم الى محكمة الجنايات الدولية فورا، فنحن عمليا امام دولة من المستوطنين يصل عدد افرادها الى نحو 600-700 الف مستوطن يستحق كل منهم محاكمة جنائية، فهم شريرون وارهابيون ومجرمون، وشرهم وارهابهم واجرامهم شامل واسع النطاق والمساحة ولا يقف عند حد او خط، وهم محميون تماما من جيش الاحتلال، وشرهم لا يقف عند اقتلاع اشجار الزيتون او حرق بستان أو الاعتداء على  رجل او امرأة او طفل مثلا، بل يتعداه الى الاعتداء على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، ولهم في ذلك سجل طافح ومفتوح على المزيد حسب    المؤشرات.

    ان الارهاب المنفلت الذي يشنه المستعمرون اليهود ضد الفلسطينيين في انحاء القدس والضفة، والذي يصل الى ذروته بهذه الحملات الاجرامية اليومية المتصلة ضد المزارعين الفلسطينيين في انحاء الضفة،  ليس عفويا او ردة فعل على فعل فلسطيني مثلا، وانما هو ارهاب مبرمج مخطط مبيت مع سبق الترصد، وهو ارهاب منفلت بلا رادع وبلا عقاب، فلو كان هناك من يردع الاحتلال بالاصل لما شهدنا مثل الارهاب الاستيطاني المنفلت، والاهم والاخطر ان هذا الارهاب الاستيطاني انما هو جزء عضوي تفرخه ما اصبحت تسمى “دولة المستوطنين” في الضفة، التي تحظى بدعم وحماية سلطات الاحتلال بجيشها ومخابراتها وحرس حدودها ووحداتها الخاصة وفي مقدمتها المستعربون.

    فتلك الدولة الاستيطانية في الضفة الغربية تقف وراءها كافة الحكومات والقوى السياسية الإسرائيلية من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها، وتتكامل فيها ممارساتها الإرهابية، مع سياسة الاجتياحات والاغتيالات والانتهاكات والاعتداءات والعقوبات الجماعية التي تنفذها أذرع الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ف”إسرائيل” في الحاصل هي اضخم واخطر مستعمرة على وجه الكرة الارضية، وهي في أدق تفاصيلها، غزو واغتصاب واستعمار استيطاني، وهي بالتالي أعلى درجات الإرهاب.

  وكل ذلك في ظل غياب وتغييب عربي عجيب عن المشهد الفلسطيني بكل ما يجري فيه من ارهاب صهيوني، في الوقت الذي يحضر العرب فيه بكامل ثقلهم الاعلامي والمالي والعسكري لتدمير سورية….!