من ترك سوريا لمصيرها، فليتوقف عن مضاجعة الكلام

عادل سمارة

لا بأس، بعد لحظة السخط والانفعال الأولى، ماذا بعد؟ بداية، علينا أن نتعلم حتى لا نكرر وقوعنا في لحظة الغضب الأولى، فقد مررنا بآلاف صدمات العدوان. يجب ان تصبح هذه اللحظة وراء ظهرنا. ليس لأنها ليست مؤلمة، ولكن لأنها تعيق التصرف المناسب في اللحظة الصعبة.

ليس هذا الحديث تحليلا مفصلا، ولكن لنقرأ المضمون المزدوج للعدوان الصهيوني: يفهم الكيان ان السير على الأرض بالأقدام هو المعنى الاستراتيجي للانتصار. هذا التقدم للجيش العربي السوري هو الذي فجر أعصاب الكيان وأمريكا. العدو الصهيوني أكثر من اي طرف آخر يفهم معنى السيطرة على الأرض. فهل قام الكيان في الهواء؟ أم في قلب فلسطين.  من هنا كان العدوان الجوي كمأزق بمعنى:

·       إن العدوان المكشوف هو إحراج وكشف لعمالة الأنظمة العربية الرسمية ومثقفيها العضويين والإرهاب المسلح. وماذا يختلف عن دعوة القرضاوي لأمريكا بضرب سوريا باسم الله؟

·       ولكنه في الوقت نفسه محاولة رفع معنوياتهم بأن العدو جاهز لمساعدتهم. لكننا جميعا نعرف أنه لن يعمل نيابة عنهم.

وهذا يعني أن واشنطن وتل ابيب هما اللتان تقرران نوعية العدوان وتحسبان أضراره طبقا لوضعهما السيد لا كثر ولا ابعد. فهو يعامل عربه كأدوات مأمورة. لذا قرر العدو المركزي والأساسي رفع معنويات الإرهاب المسلح بالعدوان رغم كونه يفضح عمالة هذا الإرهاب.

من لا يعتقد أن الكيان متدخل في الأزمة السورية بل يقود خلية التخطيط الميداني لها، هو الذي يندهش مما يحصل، وعلينا أن نندهش لحماقته. وذلك:

·       لأن العدو يتدخل من جنوب السودان إلى عديد الحجيج إلى مكة، فلا تخدعوا عقلكم.

·       ولأن قيادات الإرهاب الميدانية استقبلت بالصوت والصورة مراسلين صحافيين صهاينة في أرض سوريا، وظهرقادة الإرهاب على فضائيات العدو. فلماذا يتسائل البعض حتى الآن؟ نرجو الحذر من النسيان، وإلا فإن خللاً ما في السيكولوجيا.

أليس وعد بلفور الجماعي هو جزء من الحرب، وهو مكافأة وتحفيز للكيان كي يتدخل؟ أليس الموقف المخصي لمشعل من هذا الإعلان جزء من الحرب على سوريا؟ دعك من عنتريات الشيخ اسماعيل هنية على الهواء بينما يجلس على ملايين قطر. هل سيأخذها معه إلى الجنة، هذا إن دخلها!

انتبهوا مجدداً لأفاعي السياسة أي المثقفين الذين اسسوا لتعمية الشعب العربي عن فهم أمريكا وأوروبا. كم مثقف كتب سطراً عن قرار الاتحاد الأوروبي سرقة نفط سوريا؟ أليس هذا عدوان، أو دور اوروبا في العدوان.حينما يقول أوباما ان من حق اسرائيل حماية نفسها من حزب الله. ألا يجب أن يحرك كل عربي ضد امريكا؟ لم يجرؤ حاكم أو مثقف متخارج على قول كلمة. فهل لا تزال الصورة غباشاً؟ ألم تتضح الصورة؟

غارات صهيونية على دمشق، هل هي أخطر من غارات قطر؟ هل هي أخطر من “غارات” الصمت العربي!!! قطر اليوم هي مقدمة هجمة المشروع الصهيو امريكي، فهي مجموعة مؤسسات  ذات تخصصات متعددة تقوم كل واحدة بدور في نسق متكامل: الجزيرة، مركز ابحاث بشارة، الخارجية لتكريس المبادرة العربية، العيديد والسيلية للتدريب على تخريب سوريا، القرضاي للفتاوى وحوار كهان الأنظمة، الشيخة موزة في اللقاءات مع بيرس وليفني ، والمخابرات القطرية تنقل مركز عملها إلى تركيا وتل ابيب، الشركة القطرية للاستثمار مع الشركات الصهيونية.  قطر تقوم بتنفيذ ما تطلبه امريكا والكيان، وتضع السعودية فيها أمكاناتها مختفية بخبث .ولا ننسى ان بعدها عن الحاضر العربية  يجعلها في مأمن.

لكن، ليس السؤال لماذا العدوان، وحتى ليس السؤال: هل يحق لهم الاعتداء، بل السؤال: لماذا لا تخرس الثرثرات العربية حتى في الشارع؟ دعونا من مضاجعة الكلام، فالأمة التي : إما تركت سوريا لمصيرها أو تآمرت عليها لا يحق لها الحديث. من يحق له القول هو المقاومة والممانعة.