موفق محادين
منذ اندلاع الأزمة السورية وأوساط أمريكية وفرنسية وبريطانية تحذر من “الحرب الأهلية في سورية” وعلى نحو ما جاء في تعليق للمعارض هيثم المناع الذي تساءل اكثر من مرة عن التحذير من الحرب الأهلية أم عن العمل وتورط أطراف دولية وإقليمية من أجل إشعالها وتمزيق سورية واسقاط الدولة برمتها..
وبالعودة إلى تاريخ سورية منذ القرن التاسع عشر فإن الحرب الأهلية استراتيجية ثابته عند قوى الاستعمار القديم “فرنسا وبريطانيا” والجديد “الامريكان” ومن أخطر هذه المحطات:-
1 – عندما حاول محمد علي باشا توحيد مصر مع بلاد الشام في مطلع القرن التاسع عشر وواجه تحالفا عثمانيا – بريطانيا قويا ضد هذا التوحيد، حاول العثمانيون والانجليز خلق فتنة طائفية واستمالة “أهل السنّة” بعد قيام ابراهيم باشا “ابن محمد علي بالتبني” وقائد الحملة بدمج المسيحيين والدروز في الاصلاحات الكبيرة التي أجراها وشملت المدارس وبيوت العبادة والادارة، علما بان محمد علي وأركان حكمه كانوا من اهل السنّة ايضا.
2 – مع ازدهار صناعة وتجارة الحرير في جبل لبنان وعموم سورية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبغية سيطرة الاستعمار الفرنسي والانجليزي على هذه الصناعة والتجارة وحرمان البرجوازية المحلية منها، قام المستعمرون بخلق فتنة طائفية بين الموارنة والدروز وحاولوا مدها الى سورية لولا تدخل الامير عبدالقادر الجزائري.
3 – بعد احتلال فرنسا لسورية 1920 وتحطيم الدولة المركزية راحت تغذي النزعات الطائفية لصرف الانتباه عن المقاومة ضدها وقسمت سورية الى دويلات طائفية بفدرالية تحت سيطرتها ووضعت لها العلم والراية “اعتمدها مجلس اسطنبول بدلا من راية الوحدة مع مصر 1958” وكلفت جد رئيس الائتلاف المستقيل برئاستها.
4 – بعد استيلاء ما يعرف بيسار اللجنة العسكرية لحزب البعث على السلطة في شباط 1966 “صلاح جديد وحافظ الاسد ومعهما الاتاسي وزعين وماخوس” وبعد فشلمحاولة الانقلاب التي قادها سليم حاطوم، هرب حاطوم الى دولة مجاورة، وعقد مؤتمرا صحافيا حذر فيه من نشوب حرب اهلية وقال: ان صلاح جديد وابراهيم ماخوس يخططان لاعلان دولة علوية في جبال اللاذقية.
5 – بعد توقيع السادات الاتفاقية الاولى مع تل ابيب 1975 التي مهدت لكامب ديفيد 1978 وردا على انتقاد سورية لهذه الاتفاقية، شن اعلام السادات واذاعة الكتائب واوساط اسلامية حملة اعلامية واسعة على دمشق كان عنوانها الابرز “الاسد يقود سورية الى حرب اهلية” وقد تلت ذلك سلسلة اغتيالات في سورية ضد رموز علوية مثل رئيس جامعة دمشق محمد فاضل.
6 – وقد ترافق ذلك ايضا مع تفجير لبنان ومع تعالي اصوات عربية اكاديمية تدعو الى استبدال الشكل الحالي للدول العربية بفدراليات طائفية كما اقترح الدكتور سعد الدين ابراهيم وهو من قادة جماعات التمويل الاجنبي العاملة باسم حقوق الانسان..
:::::
العرب اليوم، 13 أيار 2013
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.