بيت لحم، تمزيق راية سوريا الصورة وما خلفها

عادل سمارة

مخيم الدهيشة في خاصرة مدينة بيت لحم، وكما نعرف في خاصرة كل مدينة مخيم أو أكثر يضغط عليها بالضرورة طبقيا على الأقل. وكأنه يقول يومياً لي حق في التحرير ومن ثم العودة. فلا معنى للحديث عن العودة المسترخية هكذا، لأن الكيان لا شك يستريح على هذا.

من مخيم الدهيشة كانت مسيرة حاشدة لحق العودة. وفي المسيرة كان شابان يرفعان العلم السوري، ويعتقدان كما يبدو بأن ما يقومان به أمر جميل بل واجب اصيل. ربما هما مستصرقين لا يعرفان خريطة الفلسطينيين. ربما يعتقدا بان فلسطين هي جنوب سوريا. لا شك غاب عنهما أن الضفة الغربية هي أوسلو-ستان!

لماذا قامت مجموعة من الشباب بالاعتداء عليهما وتمزيق العلم السوري؟ هكذا ببساطة.

الصورة المنشورة في الفيس بوك والصحف تبين أن مسيرة مؤيدة لسوريا خرجت، ولكنها لا تبين المخفي وهو تمزيق العلم السوري وضرب حامليه. ما نعرفه أن الضفة الغربية لم تمزق سوى العلم الصهيوني والعلم الأميركي. حتى علم بريطانيا وفرنسا والماني وإيطاليا كأعداء  أيضا تاريخيين وحقيقيين لنا  لم تمزق، ولا حتى الدول التي تعمل كأدوات للمركز الإمبريالي والكيان اي النرويج والدنمارك. طبعا لا نطمح في تمزيق  علم إمبراطورية قطر والسعودية، أهل الخير والمال!

لأول وهلة، حين قال لي ذلك صديق، تخيلت أنه العلم الذي خاطته زوجة الجنرال الفرنسي غورو، وفرضه هو على سوريا. وهو نفس العلم الذي وضعه كل من السيدين خالد مشعل وإسماعيل هنية على عنقيهما ومقدم صدريهما مبتسمين. حتى الآن لا أدري ما معنى تلكم الابتسامات؟ هل معناها وهابي أم أمريكي! ولا أستطيع الزعم ان ممزقي العلم هم من الوهابيين، فالمصالحة لم تحصل بعد، وحتى لو حصلت فلا يمكن لحماس وهي تقاتل ضد الجيش العربي السوري ان تشترك في مظاهرة مؤيدة لسوريا. ولنأخذ مقياسا فضائية القدس التي سبقت الجزيرة في تزييف واقع المخيمات كاليرموك مثلا. فهو محتل من قبل الوهابيين ولكن المحطة تكتب كل لحظة بأن الجيش السوري يقصف المخيم/ات.

لذا، ورغم أنني كنت أمنح نعم أمنح هذه المحطة كثيرا من وقتي  حينما كانت حماس في جانب المقاومة وقبل أن تتحول إلى عدوة لسوريا، وسوريا بلدي ببساطة. لذا، قبل اكثر من شهر اتصل بي مراسلها من غزة لأعلق على أمر ما، فقلت له : يا اخي باختصار، أنتم ضد سوريا وأنا مع سوريا، لذلك أعذرني لن أطلع على قناتكم. ربنا الله، كان الرجل منطقياً وقال معك حق. اذكر هذا لأن أحد المستمعين كتب لي قبل يويمن سؤال عن الإسلام. واجبته بما أفهمه. فقال: لذلك نشعر بانك حماس.

عودة إلى الموضوع، فوجىء صديقي ليقول لي: لا مزقوا علم الدولة السورية.!

من جانبي لم استغرب. وقلت له الآن فهمت ولذا أقول لك أمر طبيعي. بل طبيعي جداً.

وذلك لعدة أسباب:

1- لأن العلم السوري يشير إلى كونها القطر الثاني في الجمهورية العربية المتحدة وهي وحدة تثير رعب كل الإقليميين والقطريين لأن كل قرية تحلم أن تكون دولة.

2- لأن هذا العلم، يمثل رعبا لمختلف القطريات العربية التي تعلم أن تجاوز سوريا للأزمة يعني بدء هجمة مد قومي جديد.

3- لأن إعلان سوريا أنها بلد مقاومة، يعني أن هذا لا يستقيم في بلد الحكم الذاتي التي تعلن أنها مقاومة سلمية تتغطى بكلمة شعبية.

4- لأن الموقف من سوريا محكوم بمواقف الممولين عربا وأجانب.

هذه حقيقة الوضع الفلسطيني في الأرض المحتلة 1967، غزة ترفع علم الاستعمار مبتسمة مفتخرة، ورام الله تمزق العلم السوري وتزعم الحياد..

ولكن، بقي ان نقول بأن العلم السوري يُرفع في المحتل 1948! ولولا أن الكيان انخرط علانية في العدوان على سوريا، ولولا أن سوريا فتحت الجولان للمقاومة، ولولا أن سوريا اعلنت أنها بلد مقاومة،  لقال أصحاب التحليل العميق: نعم يُرفع في المحتل 1948 لأن  سوريا ضمانة للكيان!