سؤال حامض ـ اليهودي والصهيوني
أود الإشارة بأن علينا أن نكون حذرين ولكن دون السقوط في الرُهاب من استخدام يهودي. نعم يجب ان لا نصف الناس بأديانها، ويجب أن لا نعمم ظاهرة ما على كل ذي ديانة مثلا على كل اليهود. ولكن حين يتطابق موقف يهودي مع الصهيونية ويُعلن هو أنه يهودي/صهيوني، فلماذا لا نذكر ذلك وخاصة اليهود الذين يعتبرون اليهودية “قومية” هم يعتبرونها وليس نحن. هنا يتم انحياز هذا أو تلك إلى موقع جديد وخطير هو تحوله إلى قوى الدين السياسي وهذا ينطبق على الوهابية والتكفيرية والإخوان المسلمين كحزب وعلى المحافظين الجدد. وأقصد أن ذكر الدين لا يعود هنا مسألة ممجوجة لأن الدين تم توظيفه سياسيا لا عبادة وقناعات روحانية شخصية.
حينما جاء المستوطن أناتولي شارانسكي إلى فلسطين في سنوات تدهور الاتحاد السوفييتي، واستقبله شمعون بيرس في الأرض المحتلة 1948 :قال وهو يقدمه في احتفال رسمي وبحضور وسائل الإعلام: إن اسمه اليهودي ناثان. أي كان مصرا على يهوديته كيهودي جاء يستوطن في فلسطين. فما الخطل في قولنا عنه يهودي /صهيوني كما وصفه بيرس وقبل هو بذلك، بل لم يأت إلى فلسطين إلا بهذا الدافع ولاحقا شكل حزبا ودخل الكنيست حيث أقسم يمين الولاء “لدولة اليهود” المقامة على أرض فلسطين. وبالمناسبة هذا نفس القسم الذي يقسمه كل فلسطيني دخل الكنيست ومنهم عزمي بشارة. ولكن الخنوع الذهني والفكري والسياسي والقومي والديني لكل عربي استقبل بشارة كان وراء استقباله واعتباره مفكرا قوميا وهذا ساهم في تضليل عشرات ملايين العرب تجاه الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع دون وعي. تصوروا مثلا، لو رفض حزب الله استقبال عزمي بشارة منذ البداية؟ أنا واثق أن الجزيرة حينها رغم قوتها ما كانت لتكسب معركة الدفاع عنه. ومن المفارقات أن مركز دراسات الوحدة العربية استقبل بشارة كثيرا وهو مركز دراسات “الوحدة العربية”؟؟؟
من هنا التفريق بين يهودي وصهيوني ضروري، ولكن حين يقرر أحدهم دمجهما وتطابقهما وخاصة سياسياً، فنحن من حقنا استعمالها تجاهه كفرد أو أكثر. ولا ننسى أن لينين كان يسمي تروتسكي يهودا الصغير؟ طبعاً، اتضح معنى هذا بعد رحيل لينين وانتهاء تروتسكي في المكسيك، ووقوعه في تواطؤ التحريض لإسقاط الاتحاد السوفييتي بحجة موقفه من ستالين، وهذا ملف سوف نكتب عنه لاحقاً. ولا سيما توريث تروتسكي للكثيرين من الحركة التروتسكية توريثه موقفا معاديا للاتحاد السوفييتي تحت تبرير الموقف من ديكتاتورية ستالين. وبالمناسبة، فإن معظم التروتسكيين يقفون بالعمى المطلق ضد القومية العربية خاصة. ألا يثير هذا تساؤلات حول تأثير الصهيونية عليهم؟
* * *
الغائب في الحرب على سوريا
دار ويدور الحديث عن تجنيد وتوريد وتسليح وتدريب وتمويل (وحتى تزويد الممسلحين بنساء لجهاد النكاح) ولكن ما لا يتم التركيز عليه، أن هؤلاء مدربين وخبراء في حرب الغوار وأقصد عشرات الالاف الآتين من الخارج. بين 1984-87 كنت ادرس في بريطانيا أعمل في جريدة العرب وكانوا يأتون بأعداد كبيرة من الوطن العربي للتطوع في افغانستان بإشراف المخابرات البريطانية. هؤلاء خبراء في ومن: أفغانستان والعراق والبوسنة وليبيا …الخ. بدا التمويل قبل 30 سنة سعودياً واليوم فهو سعودي وقطري. المهم ان هؤلاء ليسوا مجرد (فزِّيعة) بل خبراء وكذلك متدربين على ومتوفر لهم تجهيزات اتصالات وخدمة اقمار صناعية وخبراء مخابرات من جميع انظمة الثورة المضادة، وتحديدا الكيان وامريكا وأوروبا، ولا يأتي مهابيل الخليج سوى في نهاية القائمة. لذا معركة القصير ليست مجرد نزهة على الجيش العربي السوري. هناك يقاتل العالم كتكنولوجيا وخبرات إضافة للمال والسلاح والضحايا من النساء المتطوعات !!!!!!. اسمحوا لي ببعض الدعاية سيصدر قريبا كتابي في عمان عن دار فضاءات “السياق التاريخي لجهاد النكاح ذكوري وليس ديني”
::::
صفحة الكاتب على الفيس بوك