سؤالان
سؤال حامض (1) :
راسمالية اجتثاث الثدي وبداوة جهاد النكاح: لم يعد غريبا قط تحالف هؤلاء. فمن على حافة استدخال الهزيمة لا تكتفي البرجوازية الأميركية بالتمسك بأرباحها بل تتجرد من إنسانيتها، مثلاً، أقدمت جولي على إزالة ثدييها لأن طبيبها اخبرها بأن احتمال إصابتها بسرطان الثدي تصل 87%، أما الإعلام فأحاطها بهالة البطولة تعميماً لهذه النسبة على المجتمع! وهذهمعطيات تعود لفحوصات على أسر ذات حالات استثنائية فقط. هذا التعميم الفردي على المجتمع شبيه بتعميمات فرويد لحالات الأفراد المرضى نفسياً. إذا كان هذا مسموح به في المجتمع الأميركي، ما الذي سوف تتحفظ عليه الولايات المتحدة في سوريا!!! هل تتحفظ على استجلاب النساء لجهاد النكاح في سوريا؟ والولايات المتحدة دولة “الديمقراطية وحقوق الإنسان وشعلة الحرية” أم أن شعلة الحرية هي شعلة لايقاع العالم في حريق لانهائي؟
سؤال حامض (2) :
مأزق حماس والشماتة: لم يعد من السهولة بمكان تغطية الخلافات في حركة حماس، وقد يكون الأدل عليها صمت خالد مشعل. يعتقد البعض أن مشكلة حماس وخاصة جتاح مشعل هي مسألة خطأ في الحسابات. وأعتقد أن هؤلاء يرون في العمل الوطني لعبة سياسية أو مسألة إيديولوجية مأخوذين ياستخدام الدين من قبل قوى الدين السياسي أو استخدام متمركسين للنظرية الثورية للوصول إلى أهداف صغيرة وليس لأمر مبدئي. لذا يقف خفيفو التحليل موقف الشامت من حماس. وعلى راس هؤلاء معسكر التسوية والتطبيع بدءأً من سلطة أوسلو-ستان وصولا إلى أشتات الأنجزة. والأنجزة في أغلبها (يساااااااااااار) . يسار يتنعفل بالمال ويرشح تنظيرات ونصوصا ماركسية لو علم بها ماركس لعاد إلى رحم أمه.
لكن الموقف الوطني يحزن على ما آلت إليه حال قيادات في حماس. صحيح أننا نختلف مع حماس فيما يخص الموقف من المرأة، والموقف الطبقي بمعنى “عبادتها” للملكية الخاصة ولنمط من الرأسمالية أقرب إلى الميركنتيلة. وكنا نعرف هذا قبل أن غدر جزء من قيادتها بسوريا، ولكن كونها حركة مقاومة كنا ولا نزال ندعم ذلك ونحرص على استمراره.
وهنا تحديداً تظهر خطورة الشامتين من اليمين المتمول من المانحين ومن اليسار المتمول من الأنجزة، لأنهم يريدون للجميع أن ينتهي خلايا ميتة يف طحال التسوية والتطبيع.
مرة أخرى، مشكلة حماس ليست في خطأ الحسابات، لأن المقاومة والنضال لا يخضع للحسابات بل للمبادىء. مشكلة حماس كامنة في وجود جناح قوي فيها أخذ النضال، بل تضحيات المقاتلي والشهداء والاستشهاديين والأسرى والجرحة والأرامل والأيتام وذوي قرباهم آلية وصول حُكم وسلطة ومال وقوة وبالطبع هذا الجناح مدعوم بمواقف الإخوان وعلاقتهم بالمركز الإمبريالي. من هنا وجد المقاتلون والمبدئيون أنفسهم في مأزق بل إنسداد، فإما مع المقاومة وإما مع التجار والبازار ؟ إما مع طهران وحزب الله وسوريا وإما مع قطر والكيان وأمريكا.
بعد جدل طويل، أصر اسماعيل هنية على أن يزور الشيخ القرضاوي قطاع غزة، وكانت زيارة عنوة ولوي ذراع، لا وطنية ولا دينية بل زيارة قُصد بها دعم خط التسوية في حماس، وهي زيارة ما كانت لتتم لو كان المرشد العام لإخوان مصر ضدها. ثم جاءت خطبة الشيخ القرضاوي التي هاجم فيها حزب الله واتهمه بالكفر. وقد يكون هذا أهون بكثير من التوجه إلى أمريكا للهجوم على سوريا، وكل من وصل العاشرة من العمر في العالم يعلم أن هذه الدعدوة تشمل الكيان ليشارك في تدمير سوريا. كان مشعل في نفس المسجد يستمع للخطبة، ولم يخرج ولم يتكلم. وفي عام 1978 كان ياسر عرفات في مجلس الشعب المصري حينما أعلن السادات أنه سيزور الكيان وبقي عرفات جالساً. فماذا نفهم من هذا.
ليس المهم ماذا نفهم، المهم ماذا نريد؟ هذا هو السؤال الحامض. ما نريده من مناضلي حماس أن يرفضوا معسكر قطر والسعودية والكيان وأمريكا.
لذا، الأمر وطني وليس أمر شماتة!!!
وليتمثلوا قول ذي الإصبع العدواني:
وتجلُّدي للشامتين اريهم…أني لريب الدهر لا اتضعضعُ
::::
صفحة الكاتب على الفيس بوك