ماذا يقول العدو في معركة القصير؟

في اعقاب الفشل الاسرائيلي الغربي في القصير : تصدعات وزلزلات عسكريه قد ابتدات في هضبة الجولان لبنان وقطاع غزة

ترجمة من العبرية جمال سواعد

فلسطين المحتلة 1948

صحيح انه ليس كل ما تقوله اسرائيل صحيح ، لكن هذا المقال لاولئك الذين لا يصدقون “الفاتحة ” ان لم يسمعوها بالعبرية ، اورد هنا ترجمتي له الى العربية وبعدها رابط المقال بالعبرية.

جمال سواعد

  • * *

ليس المتمردون السوريون وحدهم من جنى هزيمة استراتيحية يوم الاربعاء 5.6 في القصير ،عندما هزموا امام قوات مزدوجة من سوريا وحزب الله يقودها ضباط ايرانيون ، الولايات المتحدة ايضا ،غرب اوروبا وإسرائيل منوا بفشل استراتيجي كبير ، الرئيس السوري بشار الاسد ،الذي كان موقع تيك دبكا هو الوحيد الذي اشار منذ خمسة اشهر الى انتصاره ، لم يتعاف فقط ويأخذ بزمام المبادرة العسكرية والسياسية انما اقام مجددا محورا استراتيجيا موسعا ومعززا يتكون من روسيا ، ايران ،العراق ،سوريا وحزب الله.

قيمة هذا المحور وتأثيره يمكن ملاحظتهما منذ الآن 6/6 ليس في سوريا وحسب بل وفي محيطها :

جيش عراقي من 20 الف جندي تحرك في الايام الاخيرة من مركز العراق وانتشر على طول الحدود مع سوريا لقطع الطريق امام اية امدادات بالمقاتلين السنة او بالسلاح قد تصل الى سوريا ،قوات كوماندو عراقية تستعد للعمل داخل سوريا بهدف ابادة مقاتلي القاعدة الذين اختفوا فجأة من ميادين القتال السورية متبعين تكتيك (عدم الاشتباك ).

حزب الله اعطى زعما ءالدروز السوريين مهلة لاعلان ولائهم للاسد والا فسيجد نصف مليون درزي سوري في جبل الدروز انفسهم هدفا لهجوم عسكري من الحزب ، وفي حال حصول هذا العمل العسكري ستكون له تداعيات بعيدة المدى على ما يحدث في لبنان : مهلة حزب الله لدروز سوريا معناه ستكون هناك مهلة مثلها لدروز لبنان برئاسة جنبلاط ، وقوف دروز سوريا الى جانب الاسد يعني وقوف دروز لبنان الى جانب حزب الله الامر الذي سيجعل تهديد المتمردين السوريين بنقل الحرب الى لبنان خاليا من المضمون ، وسيضطر دروز هضبة الجولان للتأقلم مع كل هذه التغييرات .

في قطاع غزة ، وامام ناظري اسرائيل ، يحدث انقلاب عسكري في حماس :

الكتلة المؤيدة لايران وحزب الله برئاسة كل من نائب الجناح العسكري لحماس مروان عيسى الذي هرب من غزة مع نهاية عملية عمود السحاب ويتواجد في طهران ، ومحمود الزهار المهزوم بانتخابات المكتب السياسي لحماس ، ويطالب الاثنان قيادة حماس بوقف علاقاتها مع قطر وتركيا ويطالبان بتجديد الاتفاق العسكري الذي وقعته حماس في ايلول 2012 مع كل من ايران وحزب الله ،في 6 يونيو صباحا اصدرت كتائب القسام بيان تأييد ووفاء لايران وحزب الله ، فالآن حيث باتت امكانيات الحصول على اموال قطرية تركية اقل وبعد ان اثبتت معركة القصير يد من هي العليا ،عليهم ان يبدؤوا مجددا بالحصول على صواريخ من ايران وحزب الله ،لقد كان صدى انتصار سوريا وحزب الله في القصير قويا لدرجة انه واثناء كتابة هذه السطور فان وفودا حمساوية تجلس في بيروت وطهران متوسلة توقيع اتفاقيات عسكرية جديدة .

بكلمات اخرى، جميع الانجازات الاستراتيجية لاسرائيل ولجيش الدفاع في عملية عمود السحاب قد تلاشت ، ومعها ايضا احتمالات استمرار الهدوء النسبي السائد من يومها على طول حدود اسرائيل مع غزة .الانتصار السوري في القصير سيشكل بداية عودة حماس الى المحور السوري الايراني ، وهذه ليست فقط ضربة استراتيجية لاسرائيل وانما ايضا لادارة اوباما ولوزير الخارجية جون كيري الذي انفق في الاشهرة الاخيرة الاف الساعات في الطيران والنقاشات اللانهائية مع قادة اسرائيليين وفلسطينيين من اجل تجديد المحادثات السياسية بين الطرفين . اية قيادة فلسطينية في رام الله ، مع عباس او بدونه ، لن تذهب الى مفاوضات مع نتنياهو في حين توشك جبهتان على ان تُفتحا ضد اسرائيل واحدة في هضبة الجولان والاخرى في قطاع غزة .

الانتصار السوري في القصير كشف ان سياسة اوروبا واسرائيل القائلة : لا نتدخل في سوريا ، وانه من الجيد ان حزب الله اشترك في القتال حيث تُستنزف قواه ، هي سياسة مفلسة ففي الوقت الذي كان فيه الغرب واسرائيل يستخدمون موضوع السلاح الكيماوي السوري كغطاء لعدم الفعل ، وعندما كانوا يطلقون تهديدات خالية المضمون حول عمل عسكري كانت موسكو طهران وبغداد تعمل على اعادة بناء قوة الجيش السوري ولتحويله ،وحزب الله، الى ماكنة عسكرية معدة جيدا وقادرة على العمل الميداني بنجاعة ، الامر الذي وضع امام اسرائيل والاردن والقوات الامريكية المتواجدة فيهما جيشا موحدا من سوريا وايران وحزب الله عبر للتو امتحان التصليب الاول في الميدان ويستعد الان للمرحلة القادمة : احتلال حلب واحتلال جنوب سوريا وتطهيرها من المتمردين .

في حال نجاح العملية العسكرية في جنوب سوريا كما نجحت في القصير فإن اسرائيل وجيش الدفاع سيجدان نفسيهما في مواجهة حزب الله في الجولان ،بدلا من جنوب لبنان .

http://app.debka.co.il/n/article/23020/הכישלון-המערבי-והישראלי-באל-קוסייר-הזעזועים-והסדקים-הצבאיים-מתחוללים-כבר-בלבנון-רמת-הגולן-ורצועת-עזה