الوحدة الاخبارية….
انعقد المكتب الدائم للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب برئاسة الامين العام للاتحاد , الاستاذ محمد سلماوي , وذلك في ابو ظبي خلال الفترة ( 3-5 حزيران 2013) وباستضافة من اتحاد كتاب وادباء الامارات برئاسة الشاعر حبيب الصايغ.
وبالاضافة لمناقشة التقارير المختلفة والفعاليات الشعرية والنقدية الموازية, فقد توافق المشاركون على اصدار اليان الثقافي التالي:
إذا كان دور المثقفين دورا رائدا وهاما في الارتقاء بالذائقة الجمالية والوعي النقدي والمعرفة الخلاقة والوجدان العام , وفي التهيئة للتحولات الكبرى والنهضة ودرب الحضارات , فان ما تواجهه ثقافة التنوير, و الاختلاف وما تواجهه الأمة هذه الايام , يضاعف من اهمية هذا الدور والتعويل عليه اكثر من اي وقت مضى, وذلك بالنظر الى ان الامة عموما والاوساط الثقافية خصوصا تواجه تحديات غير مسبوقة, تتجاوز العابر والراهن العادي الى ما يتعلق بمصيرها ووجودها نفسه.
وحيث كانت الامال كبيرة وعريضة لمواجهة العسف والفساد وترويض النمور الثقافية في اليوم العاشر, فقد بدأت هذه الامال بالتبدد والانحسار مثل غيمة صيف عابرة, وحل الخوف والقلق والالتباس مكانها, وصرنا امام قديم يحتضر وجديد غامض محفوف بالمخاطر
ومن ذلك على سبيل المثال :
1. ظاهرة التكفير الثقافي والتطاول على الرموز الثقافية والقومية للامة. ويشار هنا الى اعتداءات القوى الظلامية على المراكز والمتاحف التراثية والثقافية في القاهرة وبغداد وتونس وعلى تماثيل ونصب لمفكرين وادباء مرموقين في التاريخ العربي مثل ابو العلاء المعري وابو الطيب المتنبي في سوريا, وكذلك تهديد مثقفين وعلمانيين واحراق كتبهم واعمالهم, بالاضافة لما تعرض له تمثال الرئيس جمال عبد الناصر في بنغازي , ولما يمكن تسميته بمذبحة التراث الاندلسي في تمبتكو, مما يذكر بالموجة السوداء ضد طه حسين وعلي عبد الرازق ونجيب محفوظ ونصر حامد ابو زيد وغيرهم
2. الانبعاثات والثارات والاحتقانات الطائفية والمذهبية والجهوية والتحريض عليها في المنابر المختلفة , وذلك جنبا الى جنب مع ( ازهار الشر ) الظلامية. وتاتي تصريحات القرضاوي في هذا السياق
3. خلط الاوراق والاولويات والتناقضات وخلق حالة من البلبلة وانعدام الوزن والياس وصولا الى موت مجاني كما رجال غسان كنفاني الثلاثة تحت الشمس.
4. خلط المفاهيم, وسواء كان هذا الخلط ناجما عن التباس معرفي او خلطا مقصودا فقد صار مادة برسم التوظيف وخدمة اجندة وسيناريوهات مريبة كما هو الحال في الخلط بين الليبرالية التي تفصل حقوق الانسان عن العدالة والأمن الوطني للدول والشعوب وبين الديموقراطية التي تلحظ العلاقة الجدلية بين حرية المواطن وحرية الوطن
5. محاولة ترويض المثقفين باشكال شتى , لدمجهم في مشاريع ومراكز الفوضى الهدامة والثورات البرتقالية على نحو ما ورد في كتاب من يدفع للزمار او الحرب على الجبهة الثقافية , ويشار هنا الى خلط اخر شديد الخطورة بين المنظمات غير الحكومية وقوى المجتمع المدني الحقيقية وبين مراكز وجماعات مرتبطة بمؤسسات و مراكز دولية تولي اهمية كبيرة لاختراق المثقفين والاعلاميين ونشطاء الحراك الشبابي وغيره.
وفي كل ذلك , فان انسحاب العقل او استقالته والفراغ الثقافي ومقاربات مبهمة للمدارس والتيارات الفكرية والادبية , يرتب علينا مسؤوليات كبيرة في تقديم اجابات ملموسة وشجاعة و وبديلة بحجم المرحلة وتحدياتها:-
• اعادة الاعتبار للثقافة في الحياة العامة وللمثقف العضوي الملتحم بامته وقضاياها ومصالحها في الوحدة والديموقراطية والتنمية المستقلة وتحرير الارادة والارض العربية وفي مقدمتها فلسطين الحبيبة
• احياء ثقافة التنوير والعقل النقدي ومواجهة ثقافة الاقصاء والتهميش والتكفير والفرقة الناجية , والاستلاب والانعزال في الوقت نفسه , والمبادرة الى عقد مؤتمر خاص يلحظ دور المثقف ويعيد ربطه بالمجتمع دون اسفاف او تبسيط شعبوي ودون انعزال نخبوي
• عدم التساهل او الانطواء ازاء معركة الديموقراطية والمجتمع المدني ولكن مع ربطها بالقضايا العامة والعدالة, وبما يعمق الوحدة الوطنية ووحدة الدولة وسيادتها وليس بتحويل هذهالديموقراطية الى صندوق شر مفتوح , وذريعة لانفجار الدولة والمجتمع وتفكيكهما مذهبيا وجهويا
• اعادة اعتبار للهوية واللغة العربية كهوية ثقافية وجدانية جامعة , مقابل الهويات الفرعية والمذهبية, القاتلة على حد تعبير الروائي امين معلوف.
• اعادة الاعتبار لثقافة المقاومة ودور المثقفين في النهوض القومي والمدني الديموقراطي
• تنظيم مؤتمرات وملتقيات عربية تقارب الموضوعات والقضايا الساخنة المستجدة على الصعيد الفكري والنقدي , مثل : ثقافة التكفير – التباس المفاهيم – التنوير والعقلانية – المثقف العضوي , الاسنشراق الجديد , نظريات ما بعد الكولونيالية والحداثة , حوار وتواصل الثقافات والحضارات
• اعادة الاعتبار لثقافة الجوار العربي وشركاء العرب في الحضارة والتاريخ والجغرافيا , جنبا الى جنب مع اشكال التواصل الثقافي مع العالم الاوسع
• توسيع مساحة العمل الثقافي العربي المشترك وخاصة الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب , من خلال العمل الحثيث مع الاوساط المعنية ( السعودية و قطر ) لتشكيل اتحادات للكتاب والادباء في هذين البلدين
• تطوير اشكال التبادل الثقافي والايام الثقافية العربية بالاستفادة من التجربة العمانية, وكذلك العمل على اصدار مختارات عربية في الشعر والقصة والعمل على ترجمتها
• دعوة الحكومات العربية للكف عن اعتقال المثقفين و التضييق على حرية الفكر والتعبير والنشر والافراج الفوري عن اي معتقل بسبب افكاره
• ايلاء اهمية خاصة للحالة الثقافية الفلسطينية ودورها المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني واستهدافاته وخاصة الصعيد الثقافي ودعم الاتحاد العام للادباء والكتاب الفلسطينيين بتامين مقر دائم ومستقر ومستقل في رام الله
• ومن قبل ومن بعد اعادة الاعتبار للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب كشريك اساسي في نهضة الامة والتصدي للتحديات العامة التي تواجهها
حضور لافت لرابطة الكتاب الأردنيين وكتاب فلسطين في اجتماع ( الكتاب العرب ) في ابو ظبي
انعقد في ابو ظبي خلال الفترة بين 3 و 5 حزيران 2013 اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب, وناقش الاجتماع التقرير الاداري المقدم من مكتب الامانة العامة , وكذلك تقرير لجنة الحريات وجائزة القدس لهذه الدورة.
وقد مثل الرابطة في الاجتماع وفد مكون من رئيس الرابطة د. موفق محادين, نائب الرئيس حسين نشوان , وأمين السر هشام عودة, وامين العلاقات الخارجية جعفر العقيلي.
وعلى عادة المشاركات الأردنية عموما كان حضور الوفد الأردني ملحوظا الى جانب الوفد الفلسطيني برئاسة الشاعر مراد السوداني , والقى رئيس الرابطة كلمة الوفود المشاركة في الافتتاح , فيما القى مراد السوداني كلمة الوفود في اختتام الاجتماع.
و باقتراح من الوفد الاردني صدر لاول مرة ( بيان ثقافي ) كما تم إضافة ندوة حول ( التكفير الثقافي ) في الدورة القادمة التي ستعقد في سلطنة عمان.
اما ابرز القرارات و التوصيات التي صدرت عن الاجتماع فهي:
1. في ما يخص جائزة القدس , ساند الوفد الاردني الاقتراح الفلسطيني بمنحها هذا العام للروائية والكتابة المغربية خناتة بنونة , المعروفة على الصعيد الأدبي كما بالتزامها الثابت بالقضية الفلسطينية ودفاعها عن القضايا القومية العربية وهي من اصل امازيغي , وقد فازت بنونة في الجائزة المذكورة , علما بأن رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد كتاب فلسطين سبق وان تقدمابترشيحات سابقة للجائزة وفازت جميعها, واخرها ترشيح الشاعر العراقي حميد سعيد الذي اقترحته الرابطة وسانده اتحاد كتاب فلسطين
2. تبني رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد كتاب فلسطين لاقتراح نال اجماع المشاركين بدعم الكتاب العرب لفكرة ايجاد مقر دائم لاتحاد كتاب فلسطين في رام الله, بعد اغلاقه من قبل مسؤول الملف الثقافي في السلطة الفلسطينية ياسر عبد ربه
3. مساندة رابطة الكتاب لاقتراح اتحاد كتاب فلسطين بادانة زيارة القرضاوي لغزة وادانة تصريحاته الطائفية الاخيرة , وقد حظي الاقتراح بموافقة شبه كاملة باستثناء وفدي الكويت والبحرين. وبالاضافة لاتحاد كتاب فلسطين ورابطة الكتاب الاردنيين, فقد لعبت وفود مصر والمغرب والجزائر وتونس والامارات دورا ملحوظا في هذه الادانة
4. في ما يخص سوريا وبالرغم من غياب الوفد السوري, إلا أن الاجتماع وباستثناء الكويت ادان التدخل الخارجي ودعا الى الحوار ووقف القتال والتأكيد على حق الشعب السوري فيالديموقراطية, كما اهمل الاجتماع دعوات تلقتها الامانة العامة تطالب ( بمقعد سوريا ) في الاتحاد
5. في البيان السياسي, لم يخرج الاجتماع عن تقاليد معروفة باضافة فقرات مقترحة من هذا الاتحاد او ذاك , بيد ان الاجتماع وافق بالاجماع على اقتراحات لادانة اثيوبيا فيما يخص المشاريع المائية التي تهدد مصر والسودان وعلى حق الامارات في اتخاذ الاجراءات الملائمة ضد الجماعات الظلامية فيها
6. بخصوص البيان الثقافي, الذي اقترحته رابطة الكتاب الأردنيين , وقامت بصياغته, فقد توقف البيان عند ظواهر التكفير الثقافي والاعتداءات الظلامية على المراكز والمتاحف الثقافية والتراثية , ودعا الى اعادة الاعتبار للثقافة عموما ودورها في الارتقاء بالذائقة الجمالية ولثقافة المقاومة والعقل النقدي والهوية القومية العربية
التاريخ : 2013/06/10
:::::
المصدر: “شبكة الوحدة الاخبارية”
http://wehdanews.com/News.aspx?id=16388&sid=10
[1] في فلسطين حاليا يقبع حوالي 5000 مناضل في سجون الصهيونية، صدرت بحق 530 اسير منهم احكام مؤبدة، وبحق 947 اسير احكتم بالسجن تزيد على 20 عاما. ويضاف اليهم كثير من الاسرى السجناء في زنازين سلطة اوسلو الفلسطينية، هبة من راس المال الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي.
[2] المعلومات اللاحقة مستقاة من مقالة للصحفي الامريكي الللاتيني آنخيل غيرّا كابريرا Angel Guerra Cabrera، بعنوان “اقدم سجين سياسي امريكي لاتيني” نشرت بتاريخ 8 حزيران 2013 على موقع كوباديباتي الكوبي.
[3] والعاقبة عند اهل فلسطين في غزة والضفة والقدس والمحتل 48 والشتات.
[4] في منتصف شهر ايار الماضي شاركت ارملته في نشاط سياسي اقيم في هافانا كوبا الثورة، تضامنا مع سوريا التي تتعرض للتدخل والعدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي المعولم، تعبيرا عن وحدة النضال المشترك ضد العدو المشترك.
[5] “لا طاعة لطاغِ في معصية الوطن” من فلسطين الى بويرتو ريكو.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.