محمد فوزي
كعادتها اخطأت جماعة «الإخوان المسلمين» في تقدير الموقف، فلم تتوقع مستوى الرد الشعبي على تعيين المحافظين الجدد (17 محافظا)، بهذا الغضب والعنف، قبل أيام على «يوم النزول الكبير» في 30 حزيران.
موجة من الاحتجاجات اجتاحت، أمس، 10 محافظات رفضاً لتعيين محافظين محسوبين على «الإخوان»، وقد تراوحت بين اقتحام الدواوين واقفالها، واحتجاز المحافظين أو منعهم من دخول مقار عملهم الجديد، واشتباكات مع مناصري «الإخوان» الذين هبّوا لكسر حــصارالناشــطين الغاضبين عن مباني المحافظات.
هو تطوّر نوعي في «الحرب» بين «الإخوان» والمصريين الرافضين لـ«حكم المرشد»، بعدما سعت الجماعة للسيطرة على عدد من المحافظات معروفة برفضها لسياسات الجماعة.
وفي المحلة، أضطر محافظ الغربية أحمد البيلي («إخوان») إلى دخول مقر ديوان المحافظة متخفياً بسبب حصار المحتجين للمبنى. وأكد شهود عيان لـ« السفير» أن البيلي حضر بسيارته الخاصة من دون حراسة، ومر أمام مبنى المحافظة، وهمّ للتوجه إلى مكتبه، لكنه واصل سيره عندما شاهد شباب المعتصمين أمام المبنى، فتوجّه عقب ذلك للاستراحة الخاصة به ودخلها من الباب الخلفي، ثم اندلعت اشتباكات بين مناصري «الإخوان» وبين المحتجين عندما حاول الإسلاميون ادخال المحافظ بالقوة إلى مبنى المحافظة، وأسفرت الاشتباكات عن اصابة ما يقرب من 20 شخصاً، معظمهم من المحتجين.
وفي شبين الكوم، أغلق المتظاهرون بوابات محافظة المنوفية لمنع دخول محافظها الجديد أحمد شعراوي إلى الديوان العام، حيث تواجدوا أمام البوابة الرئيسية والخلفية، حاملين لافتات كتب عليها «انزل 30 رجّع حق الملايين»، و«نرفض أي محافظ إخواني». وانضم عدد من أعضاء «ألتراس» المنوفية إلى الاعتصام، ودعا عدد من الشباب المواطنين الى الانضمام الى الاعتصام أمام الديوان لمنع المحافظ من الدخول، ورددوا هتافات معادية للجماعة من بينها «أنا مش كافر أنا مش ملحد… بس أنا بهتف ضد المرشد». وعلّق الأهالى لافتة كبيرة على مدخل المحافظة تعلن استقلال المنوفية عن حكم «الاخوان». ولم يتمكن المحافظ الجديد من دخول المبنى حتى وقت متأخر من مساء أمس.
وفي دمياط، لجأ المحافظ الجديد الى الشرطة للدخول الى المبنى وحضر في وقت مبكر من صباح أمس نظرا إلى التظاهرات التي عمت المحافظة مساء أمس الأول.
المفارقة أن المحافظ لم يجد عند دخوله المبنى سوى فردين من الألتراس يحملان طبلة ويهتفان ضد «الإخوان» وحاولا منعه من الدخول إلا أنه طالبهما بالصعود معه إلى مكتبه، مؤكداً أنه ليس من جماعة «الإخوان»، فرفضا وأخذا يهتفان: «عبد الناصر قالها زمان.. الإخوان مالهمش أمان». بعدها اشتبك أنصار المحافظ من التيار الإسلامي مع عدد من الشباب تجمعوا رفضاً لتعيينه، واستطاعت الشرطة الفصل بين الطرفين باستخدام الغاز المسيل للدموع.
وفى الدقهلية نجح شباب «الاخوان»، بحسب ما قال شهود عيان لـ«السفير»، في ادخال المحافظ صبحي عطية المتحدث الإعلامي السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، الى مبنى المحافظة بعدما اعتدوا على المعتصمين، ثم انسحبوا من أمام المبنى ليعود المعتصمون مرة أخرى للسيطرة على محيطها، مؤكدين أنهم لن يسمحوا له بالخروج مرة أخرى. وظل المحافظ محبوسا داخل المبنى حتى استطاعت الشرطة اخراجه بعدما اشتبكت مع المتظاهرين.
واعتراضا على حركة المحافظين الجديدة، حاصر عدد من الناشطين السياسيين في الإسماعيلية المحافظ الجديد حسن الرفاعي داخل مكتبه في ديوان عام المحافظة القديمة. وكتب المعتصمون على جدران مبنى المحافظة عبارات من بينها «لا لأخونة محافظة الإسماعيلية»، «إرحل»، و«يسقط حكم الفاشل».
وفي القليوبية تجمع المئات أمام ديوان المحافظة في محاولة لمنع المحافظ الجديد حسام أبو بكر الصديق من الدخول، لكن قوات الشرطة التي انتشرت بكثافة، نجحت فى تهريبه من الباب الخلفي، فما كان من المتظاهرين الا أن مزقوا لافتات التهنئة المنتشرة على سورالمحافظة، ثم رشقوا قوات الأمن بالحجارة. وتطورت الاشتباكات بعد اصابة عدد من المتظاهرين بالاختناق من الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته عناصر الشرطة، فقام الأمن بتهريب المحافظ.
وفى البحيرة نظم العشرات من الناشطين وقفة احتجاجية امام مبنى المحافظة، احتجاجا على تعيين اسامة سليمان محافظاً، خصوصاً أنه كان يشغل منصب امين عام «حزب الحرية والعدالة» في المحافظة. وردد المحتجون هتافات مناهضة لمرسي و«الإخوان»، من بينها «ارحل يا ظالم.. كفاك مظالم»، و«يسقط يسقط حكم المرشد «، و«يوم 30 العصر.. الشعب هيحكم مصر»، و«يا سليمان اطلع بره.. دمنهور هتفضل حرة».
ويبدو من خلال هذه الاحتجاجات أن التحضير للتظاهرات التي دعت اليها المعارضة وعدد من القوى السياسية، بدأت مبكرا مع اصرار الجماعة على عدم الاستجابة لمطالب المحتجين، والاصرارعلى تنفيذ مخطط «الاخونة».
:::
السفير