الدويك: خبث فلسط/صهيوني متقن!

أم مقابلة مشتراة!

عادل سمارة

أتت تصريحات عزيز الدويك كرجحة خفيفة واستكمال لا وزن له لصالح شبكة الثورة المضادة على نطاق عالمي والتي تشتغل بتنسيق دقيق ومعلن.  ولا بد من توصيف هذاالفريق قبل توضيح ماذا يمثل الدويك.

ينقسم هذا الفريق إلى قسمين

  • القيادة الغربية التي تراوح بين عدم القدرة وعدم توفر الفرصة لعدوان جوي على سوريا
  • والحكام العرب والإخوان المسلمين الذين يطلبون تجديدا إثر تجديد لعل وعسى يتمكنون من سوريا.

بدأ التجديد الأخير بغضبة الرئيس المصري وإعلانه الجهاد في سوريا، ثم مؤتمر ما يسمىون “أصدقاء سوريا” بقيادة أميركية ثم إعلان وزير خارجية السعودية الحرب على سوريا، وثرثرات وتهديدات قيادات فرنسا وبريطانيا، وفي نهاية الطابور جاءت صرخة الدويك.

يراوح الفريق “العربي” المعادي لسوريا أو يغوص في مأزق بين ما يعتقده وما يفعله من أجل ذلك:

  • يعتقد هؤلاء بأن الإمبريالية لا يمكن أن تُهزم فهم أعجز عن رؤية واقعها الاقتصادي المأزوم، وهذا نتاج ثقافة استدخال الهزيمة أمام الغرب.
  • وإلى جانب هذا فهم يعملون على تطويل أمد الحرب معتمدين على عوامل ستة هي:1- توفر الأموال لحرب المرتزقة الدوليين،2- توفر السلاح وشرائه من الغرب، 3- توفر الدهماء من أوساط العرب والمسلمين4- توفر الدعم اللوجستي والتدريبي من الموساد والمخابرات العربية والغربية،5-شبكة إعلام دولية 6- فرق هائلة من مثقفي الطابور السادس الثقافي/فلاسفة النفط والناتو:والعينات: (صادق العظم وفوازطرابلسي) ينضم لهم شاعر النفط والناتو (إبراهيم نصر الله) فلا بد من فلسطيني لإضفاء قداسة على الجريمة.

وأما الهدف المتوخى فهو إنهاك سوريا بحرب إمبريالية طويلة الأمد يتحقق من ورائها:التدمير والإبادة ومن ثم المراهنة على أنه إن لم يسقط النظام بالإرهاق الاقتصادي والبشري فستكفر الناس به باعتبار ان ما حصل لسوريا هي خطيئة ذلك النظام.

وهذا يشترط على الدولة في سوريا البحث عن اقتصاد آخر في هذه المرحلة. فحرب الشعب تتطلب اقتصاد الحماية الشعبية (ولهذا حديث مطول آخر).

 

صرخة (الديك بل الدويك)

 في الموجة الحالية للعدوان على سوريا، جاء الدويك كاذبا ومتأخراً. كاذباً لأنه زعم بأنه رئيس برلمان. فلترجع الصحافة العربية في الجزائر واليمن إلى اتفاقات أوسلو الخطيرة. ولأن من أجرى المقابلة لا يقرأ  فمن الإهانة للقارىء العربي أن يكتب دون أن يعرف!! فهذا عيب مقصود.

في حقيقة الأمر لا يوجد برلمان في الأرض المحتلة. حسب اتفاق أوسلو هناك “مجلس الحكم الذاتي” الذي لا صلاحيات تشريعية له. وهو مجلس تم انتخابه تحت الاحتلال في منطقة بلا سيادة، يعيش ناخبيها تحت احتلال استيطاني. فهو نتاج “ديمقراطية” تحت الاحتلال، ومع ذلك لا صلاحيات تشريعية لهذا المجلس. كما انه لا يوجد لهذه السلطة:لا دستور ولا عملة ولا حدود معروفة والكيان الصهيوني لا يزال يقضم الأرض بحرية تامة ويتقدم في هذا بقدر ما تسمح به إمكاناته المالية. فالرجل يكذب، تماما مثل أكاذيب تسمية الأرض المحتلة 1867 ب فلسطين.

وليتذكر من يتابع بأن حركة حماس رفضت الانتخابات الأولى “لديمقراطية الاستعمار الاستيطاني” وشاركت في الثانية بإذن أمريكي ولم تقدم حتى الآن تفسيرا لناخبيها لماذا قررت الاشتراك في الانتخابات الثانية؟؟؟

إن استثمار الدويك لكونه كان في السجن –فأي فلسطيني/ة لم يُعتقل على الأقل-، فقد اتت حماس (قوى الدين السياسي)على كل شيىء متأخرة سواء في المقاومة، أو دخول المعتقلات الصهيونية وها هي تأتي على الارتباط بأموال النفط مغادرة المقاومة ايضا متأخرة بدل أن تأخذ عبرة من غيرها!

أما بالنسبة للصحافة العربية التي تلقفت تصريحاته عن سوريا فلا أقل من وصفها بالجهل المتعالم. فالصحافي الذي لا يعرف عن قضية بحجم القضية الفلسطينية نقول له: يكفيك هذا العلم العليم!

دعك من سوريا، لا داع للتلطي وراء الأزمة السورية. اساس موقف حماس هو مغادرة المقاومة والانتهاء في معسكر الثورة المضادة. هنا بيت القصيد. وللتوضيح، فإن موقف حماس من سوريا يمكن لحماس وغيرها تغطيته بما هي جزء  من الثورة المضادة إيديولوجياً:اي من حيث موقفها الإخواني ضد الوطن، كما قال أحد قادتهم في مصر “طز في مصر” لم يقل اي صهيوني هكذا عن فلسطين وهي ليست أرضهم. وحماس حركة ضد المرأة وحماس حركة مع الرأسمالية وتقديس الملكية الخاصة ومع اللبرالية الجديدة. وهذا يكفي. أما أن تنتهي قيادة حماس في قطر، وأن ينادي الدويك بالتحول عن النضال في فلسطين، فهذا الأخطر.

إن زعم الدكتور عزيز دويك، أن “البرلمان الفلسطيني” يساند نضال الشعب السوري ضد النظام السوري الاستبدادي. غير صحيح لأن هذا ليس برلمان  اساساً، وهو مجلس حكم ذاتي للضفة والقطاع!!! ولا حاجة لتوضيح أن الرجل يتحدث باسم ذلك “البرلمان” دون أن يسأل الآخرين، فهل هذا سلوك من يُفترض أنه يمثل ممثلي شعب؟ ولنقل شقفة من شعب هي المحتل 1967.

لقد أفتى الشيخ الدويك بتأجيل الجهاد في فلسطين! والجهاد لا يؤجل يا شيخ، لأن من يؤجل لن يعاود ذلك ثانية، وأمامك من أجلوه وها هم أمامك ايضا على ابواب الكيان الصهيوني وحكام النفط، ويقرعون باب جون كيري ولا من مستمع. وها نحن ننتظر عودة حماس إلى الجهاد. وكي لا نقع في الخطأ، فإن اي عدوان صهيوني على غزة، لن يكون الرد عليه جهادا بل اضطرار للدفاع عن النفس، والفارق بين المبادئة والمقاومة والدفاع عن النفس واسع. والكيان سوف يعتدي لأنه يريد ممن ركع أن ينبطح وفي النهاية أن يوقع وثيقة”يهودية الدولة” وللأسف، فغن تورطات حماس ذاهبة إلى هناك.

لا يستحق ما تفوه به الدويك قولا أكثر، ولكن من يستحق السؤال هو أولئك الصحفيين العرب الذين يصرون على الجهل وربما على ما هو أدنى. فهم لم يسألوا الرجل مثلا: عن جهاد النكاح؟  وحينما ركز على أن نظام سوريا دكتاتوري، وهذ صحيح، فهل سألوه عن قطر والسعودية  والإمارات التي انتهت حماس في أحضانها؟ هل يجهلون هذا السؤال؟ وماذا عن تركيا التي تقيم مع الكيان الصهيوني علاقات عسكرية لا حدود لها، وهي جزء  الناتو على ابواب العرب؟

على الأقل من قبيل الفن الصحفي وجوب توجيه اسئلة محرجة وصولا إلى حقائق تفكير من يُسأل؟ ولكن البؤس في الوطن العربي لا يتوقف عند هذا الصحفي أو ذاك؟

لعل أطرف أسئلة هؤلاء عن اختلاف آراء العلماء تجاه الأزمة السورية!! فمتى نخلع هذه الكذبة المخزاة؟ فحين تترجم هذا للغات الأخرى تتخيل أن الأسئلة عن علماء الفيزياء  والكيمباء والاقتصاد السياسي؟ من قال بأنهم يفهمون القرآن اكثر من غيرهم؟ وعليه، من قال ان من حقهم الإفتاء للناس؟ إنهم شيوخ فتنة لا إفتاء.

ينادي دويك بتدخل المسلمين باعتبارهم ليسوا اجانباً؟ طريف، ما علاقة أردوغان بفلسطين وهو يقيم اقوى علاقات عسكرية مع الكيان؟ وما علاقة إندونيسي بفلسطين؟ ورغم ذلك، قبل الأزمة السورية، اين كان كل هؤلاء؟ وأين كانت أنظمة الخليج؟ ومختلف الأنظمة العربية؟ وخاصة التي تعترف بالكيان، فالنظام السوري قل عنه ما شئت:لم يعترف بالكيان! وحين يكون الاختيار بين ديكتاتورية وطنية وقومية وبين “ديمقراطية” عميلة نقف مع الوطن.  فما بالك حين يكون أحد الخيارات انظمة بدوية عائلية نصَّبها الاستعمار!

بنهي الدويك حديثه السطحي والخبيث معا بالترحيب بدعم الغرب. ولكن: من قال له أن الغرب بانتظار ضوء أخضر منه؟ الغرب لا يتورط ولا يُخدع، الغرب يدرس اين يستفيد ويدرس إن كان بوسعه العدوان. ليس أكثر.

وأخيراً، تُرى ألم يسمع هؤلاء الصحفيون بجهاد النكاح؟ لماذا لم يسألوا الشيخ؟ حتى لو لم يعاني هؤلاء من إسقاطات فرويدية فكان يجب أن يسألوه بما يُحرجه. وهذا يطرح السؤال الأكبر: فربما اشترى الرجل المقابلة. والله أعلم.