لكي لا يضيع دم شهيد جديد/العودة لروح انتفاضة ديسمبر 2010
شكري لطيف
من اغتال الشهيد شكري بلعيد استهدف ادخال تونس في مرحلة الرعب الثوري المضاد و الجام الحركة الشعبية الثورية و قبر مطالبها و شعاراتها
لتحقيق :
المواطنة الفعلية للتونسيين و التونسيات
و العدالة الاجتماعية
و السلطة النابعة من الشرعية التشاركية الشعبية
و السيادة الوطنية.
من اغتال اليوم الشهيد محمد براهمي يهدف الى تحقيق نفس اهداف الجريمة الاولى.
لحظة اعتيال الشهيد شكري بلعيد كانت لحظة مفصلية في تاريخ الصراع بين قوى الثورة و قوى الثورة المضادة في تونس ،و كانت لحظة سانحة لاعادة المسار الثوري الى سكّته و بوصلته الاصلية عبر الاطاحة بالتحالف الرجعي الحاكم و بكل مؤسسات حكمه المواصلة في تنفيذ نفس خيارات نظام بن علي و و في خدمة نفس اسياده.
الارتباك و الارتعاش و غلبة نزعات المهادنة و الصفقات الفوقية و عدم الثقة في الجماهير الشعبية لدى القيادات السياسية اليسارية التقليدية فوّت على تونس و على شعبها المنتفض اقتناص تلك اللحظة التاريخية للتخلص من الاعداء المتربصين بها و من محاسبة كل من اجرم في حق كل شهداء تونس.
اغتيال الشهيد محمد براهمي لحظة مفصلية تضع اليوم كل من يدعي الوفاء للثورة و لقيمها و اهدافها على محك التاريخ الذي لن يغفر و لن يرحم من سيجبن عن رفع شعار وحيد و هو العودة لشعارات انتفاضة ديسمبر 2010 في اسقاط النظام و حل كل مؤسساته و اقامة السلطة الشعبية الثورية النابعة من الهئات الشعبية القاعدية محليا و جهويا و وطنيا.
الرصاص الذي اغتال غدرا الشهيدين شكري بلعيد و محمد براهمي هو -لمن لا يريد ان يبصر- رصاص الرحمة لوهم و مسرحية المسار الديمقراطي المزعوم و لخديعة 23 اكتوبر المتواصلة في المجلس التدليسي للارادة الشعبية و التي لم تكن في الحقيقة سوى عملية التفاف ممنهجة من قوى الثورة المضادة الداخلية و الخارجية لاجهاض المسار الثوري ف .
. الوفاء للشهيدين و لكل شهداء انتفاضة تونس يكون فقط
بالعودة لروح انتفاضة ديسمبر 2010 .
عبر :
الاعتصامات الشعبية في الساحات العامة
العصيان المدني لاسقاط النظام و حل مؤسساته
تنظيم التعبئة الشعبية لقطع الطريق امام كل محاولات الاختراق و التوظيف من فلول بن علي القدامى و الجدد.
تولي الهيئات الشعبية السلطة محليا و جهويا و وطنيا
[1] كانت باناسيا panacea في الميثولوجيا الاغريقية ملكة “الدواء العام” الذي يشفي كافة العلل والأمراض. وأصبحت المفردة اليوم تدل على “الحل العام لكل المشاكل” والقادر على تجاوز كافة الصعوبات.
[2] ظهر الحزب الديمقراطي على المسرح السياسي الأميركي في مطلع تسعينيات القرن الثامن عشر أي مع نشأة الدولة الأميركية المستقلة عن بريطانيا الأم، أما تأسيس الحزب الجمهوري فيرجع الى عام 1854.