خاطرة بقلم مواطن عربي
ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ ..ﻓﺘﺎﺓ ﻋﺸﺮﻳﻨﻴﺔ … ﺇﻟﻰ ﻣﻄﻌﻢ ﻣﻤﻠﻮﺀ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ …
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻠﺘﺤﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺣﻠﻴﻖ ﺍﻟﺸﺎﺭﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺃﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﺮﻭﻕ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺷﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ.
… ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻭ ﺍﻓﺘﺮﺵ ﺳﺠﺎﺩﺓ ﺻﻼﺓ ﻭ ﺃﻗﺎﻡ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﺑﻨﺘﻪ … ﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﺫﻧﻬﺎ ﺑﻀﻌﺔ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﻫﻤﺲ ﺑﺄﺫﻧﻪ … ﻓﻬﺰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺠﻮﺍﺏ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ .. ﺟﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻳﻬﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻴﺐ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻴﻬﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ …
ﺗﻮﺟﻪ ﺭﺟﻞ ﺟﺮﻳﺢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺭﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ .. ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻓﺘﺢ ﻳﺪﻳﻪ ﻧﺎﻇﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﻟﻪ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﺛﻢ ﺳﺎﺭ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺗﺎﺭﻛﺎً ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ … ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻫﻤﺲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً : “ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺃﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺣﻤﺎﺱ ﻭﺃﻥ ﺍﺳﻤﻚ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﺃﺣﺒﻪ … ﻋﺮﺿﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻴﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﻚ ﻟﻘﺎﺀ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ … ﻭﻣﻦ ﺣﻈﻚ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻋﺎﺟﺰﻭﻥ ﺟﻨﺴﻴﺎ ﻭﻣﺨﻤﻮﺭﻭﻥ .. ﺃﺧﺮﺟﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﻮﺩﻱ ﻟﻮﺍﻟﺪﻙ. ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺰﻝ ﻟﺴﻴﺪﺓ ﺗﺤﻤﻲ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺩﻣﺸﻖ ﺳﺘﻤﻜﺜﻴﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗُﺤﻞ ﻗﻀﻴﺘﻚ .
ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ …..
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ … ﻭ ﻭﺿﻊ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻄﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﻴﺚ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻓﻲ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ …