أؤيـــد مـا جـــاء فـي رسـالـــة د. هـــدي جـمـال عـبـد الـنـاصـــر

بقلــــم: د. محمد فؤاد المغازي

إلي جيشنا العربي الوطني كل عام وأنت بألف خير وعافية .. ودائما في رباط إلي يوم الدين… وفق الله على النصر خطاك.

السيد الفريق أول عبد الفتاح السيسي

هذه رسالتي الثانية ابعثها إليك لأهنئ جيشنا وقيادته بالعيد، ولقد قررت أن امتنع عن أن أتذوق حلوي العيد إلا بعد أن تتذوق مصر حلوي النصر على الإرهاب.

سيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي

إن ما ورد في رسالة د. هدي عبد الناصر من إشارات لهو صحيح. ففي اللحظات التاريخية الحاسمة لأي شعب لا يملك الفرد حق أن يختار لنفسه، وإنما تخضع اختياراته حيث تلتقي بالتوافق مع اختيارات شعبه وحيث مصلحته وأمنه. وإذا كان هذا الاختيار مفروض على أفراد الشعب بحكم الانتماء الوطني، فهو مفروض على جيشنا الوطني وقادته بحكم الولاء لوطنهم وبقسم ينطق به كل جندي فيه، وبحكم أنه الجهة المخول إليها حماية أمن الوطن في الداخل والخارج. وهذه مسئولية يتفرد بها الجيش عن باقي مؤسسات الدولة حيث القسم والمهمة.

وإذا كان الشعب قد اصدر تفويضا إلي الجيش لحماية مصر من الإرهاب الذي يهدد استقرار الحياة ومصالح الشعب، فإن تفسير التفويض تضمن كل أعمال من شأنها أن تكون موجهة بالعداء لأمن الشعب ومصالحه.

ومن بين المشاهد التاريخية المتعلقة بالتفويض الذي منحه شعب مصر لجيشه كان لابد له من وجود عنوان محدد وواضح لتصل رسالة الشعب إليه. فكان المرسل له هو قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي. وحتى يتجنب الشعب حدوث خطأ بالفهم / أو تأويل خاطئ لمن لا يحسنون قراء العربية، خرج الشعب إلي الشوارع ليشهد العالم على صحة عنوان المرسل إليه، وعلى صحة اسم المرسل إليه، ويشهد العالم على نص رسالته والتي أوجزها: (حماية مصر من الارهاب).

السيد الفريق أول عبد الفتاح السيسي

إن نص الرسالة الذي فوض بها الشعب جيشه في غاية الوضوح تمنحه حق التعامل بحزم وعزم مع كل من يهدد أمن مصر واستقرارها وعلى الجيش بموجب التفويض أن يتصدى للإرهاب ومصادره. وهو تفويض ليس موجها ضد جماعة محددة، ولا لدولة محددة وإنما هو تفويض يجري التعامل به مع كل الحالات التي تهدد أمن مصر واستقراراها. وجماعة الإخوان الارهابية هي جهة التهديد لأمن مصر واستقرارها الآن، وبالتالي فهي مصدر الإرهاب المباشر.

السيد الفريق أول عبد الفتاح السيسي

إن ما جاء في نص التفويض لم يحدد زمنا معينا ينتهي بعده التوقف بالعمل بهذا التفويض، وإنما التفويض محصورة صلاحياته وفترة تطبيقه بمواجهة حالة سياسية محددة وهي القضاء على الارهاب ومصادره. وعليه فإن كل فعل من شانه أن يهدد سلامة وأمن البلاد ومصالحها، وأيا كانت الجهة التي ترتكب جرم العدوان على الشعب المصري، محلية كانت، أو إقليمية كانت، أو دولية فإن التعامل معها يندرج تحت مسمي الارهاب، وبالتالي فإنه وعلى الفور يفعل صلاحيات التفويض، ويوظف جميع امكانيات الشعب لمواجهة الارهاب والعدوان.

من هنا فالتفويض بين من أرسل وبين من تلقي لا ينتهي أجله طالما أن هناك حالة تهديد قائمة. والتفويض في الأول والآخر هو يمثل شكلا من أشكال الحراسة للاختيارات السياسية والاجتماعية والأمنية للشعب يتولاها الجيش وبتكليف من الشعب مصدر السلطات، والغاء التفويض لا يتم إلا بخروج 35 مليون مصري + واحد إلي ميادين مصر وشوارعها ليلغوا التفويض الصادر عنهم في 26 يوليو عام 2013.

السيد الفريق أول عبد الفتاح السيسي

ما جاء في رسالة د. هدي عبد الناصر والتي بدأتها بمدخل تاريخي لتبني عليه مطلبها، وهو مطلب (التوافق). و(التوافق) في هذه المرحلة الحرجة هو أشبه بخطة للعبور بمصر مما هي عليه ألان، إلي ما ينبغي أن تكون عليه من استقرار في المستقبل.

فما يجري الآن على أرض مصر يشير إلي ظهور حالة من الانقسامات ظهرت بوادرها بالفعل ولسوف تنعكس بنتائجها الكارثية على الحاضر والمستقبل. كخطر أن تستمر مصر تدور في حلقة مفرغة من المشاكل والكوارث وهذا وارد عندما يجري استبدال الأدوار، بأن تسلم جماعات الاتجار بالدين القيادة لجماعات الاتجار بالساسة.

وهناك مؤشرات تنبهنا إلي ذلك:

1_ التدخل الأجنبي الواضح جدا في الشأن المصري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومن قبل نفايات إقليمية لا تتحقق رؤيتهم بالنظرة العادية.

2_ موقف عام لحكومة رخوة لا تتوازن قراراتها ومواقفها مع حالة ثورية لشعب بأكمله، ومع حالة من عدم الاستقرار تتردد في مواجهتها. الأمر الذي أوصلها إلي ارتكاب خطأ طرح  شعار المصالحة بديلا عن طرح شعار المقاومة، وفي توقيت خاطئ، ومع طرف يهدد حاضر مصر ومستقبلها بالخراب، وكانت النتيجة أن تحول شعار المصالحة الوطنية في أيدى أعداء الوطن لمصدر ابتزاز أطمع هذه الجماعة الارهابية من أن تغالي برفع سقف مطالبها.

3_ القاء تصريحات من عدد من الأفراد لم يكن لهم أي دور وطني قبل 25 يناير 2011، وأقصد تحديدا د. محمد البرادعي. فظهوره على المسرح لم يكن اختيارا خاصا به وانما كان تكليفا من الإدارة الأمريكية ولكي نتأكد من صحة ما أقوله علينا مراجعة تصريحاته منذ أن وصل إلي مصر عقب ثورة 25 يناير 2011 حتى جلوس الارهابي محمد مرسي على كرسي الرئاسة.

4_ أن ذكر أسم محمد البرادعي ضمن التشكيل الحكومي المؤقت جاء في إطار توليفة سياسية لم نشهدها من قبل، وهو لدليل واضح على أمرين:

أ_ على رخوية الحكومة القائمة، وخضوعها لمنطق الابتزاز.

ب_ أن مشاركة محمد البرادعي في الحكومة كانت بدافع أن وجوده هو بمثابة رسالة تطمئن الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ونظم النفط في الخليج. وهذا مما يؤكد أن اختياره لم يتم على قاعدة الكفاءة، ولكن جاء اختياره على اساس أنه الأقرب سياسيا للأجندة الغربية / الإسرائيلية منه إلي الأجندة الوطنية. هذه القناعة التي جيئت بمحمد البرادعي وكانت أساسا في اختياره إنما تؤكد على ترجيح صريح لحلول مصدرها الأجندة الغربية / الإسرائيلية وهذا في حد ذاته إن لم يكن تواطئا صريحا، فعلي الأقل فإن شبهة التواطئي تظل قائمة.

ثم تولي محمد البرادعي بنفسه تأكيد الشكوك التي تحيطه عندما بدأ يدعوا لسياسات ليست قائمة على مفاضلة بين اختيارات وطنية، فكشف بعضا من أوراقه في تصريحاته التي تضمنت انحيازه لجماعة الإخوان الارهابية، التهديد باستقالته، ليؤخذ بالبلاد مرة أخري إلي حالة من البلبلة ومن ثم تعميق حالة الانقسام. وكيف بدأ البرادعي دعايته الانتخابية لمنصب رئيس الجمهورية .. فراح يصور للناس صعوبة موقفه بين اختيار الزاهد في منصب رئيس الجمهورية، وبين أن يدفع إليه دفعا!!! هذه الدعاية الانتخابية المبكرة من ِشأنها ايضا إثارة الشكوكوالانقسامات.

ولسوف يشهد الشعب المصري والجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسي أن حالة الانقسام سوف تتسع دائرتها في المرحلة القادمة التي تلي اصدار الدستور، والمرحلة التي ستصاحب انتخابات رئيس الجمهورية. لهذا تقدمت د. هدي عبد الناصر إلي الفريق أول عبد الفتاح السيسي كي يقطع الطريق على دعاة الانقسام من المتاجرين بالسياسة.

فالنقطة المركزية التي وردت بالرسالة التي بعثت بها د. هدي عبد الناصر على حد فهمي لقراءتها هو خلق حالة من (التوافق) بين عناصر رئيسية تحقق الاستقرار العام لمصر في هذه المرحلة. وان هذه المرحلة من الاستقرار تبدأ بإعلانك عن استعدادك لترشيح نفسك رئيسا لجمهورية مصر العربية. هذا الإعلان من شأنه أن يوفر العناصر المطلوبة لخلق حالة (التوافق):

1_ العنصر الأول للتوافق هو تنفيذ ما اتفق عليه الشعب المصري، ورفعه في شعاراته وهو تحقيق العدالة الاجتماعية التي تقود بدورها إلي تحقيق مطلب الحرية السياسية، ومن ثم الأمن الاجتماعي والوطني في الداخل والخارج.

2_ العنصر الثاني للتوافق أن تطبيق ما اراده الشعب من أهداف يتطلب شخص تثق فيه جماهير الشعب المصري، وتستأمنه على مطالبها، وقد وجدت د. هدي جمال عبد الناصر ومن قبلها ومن بعدها ملايين الشعب تؤيدها في هذا الاختيار، لهذا الدور، ولا أقول لهذا المنصب.

3_ العنصر الثالث للتوافق هو أن الشعب المصري على استعداد أن يدفع تكاليف اختياراته، وأولها أنه أعلن على استعداده لرفض المعونة الأمريكية التي تحولت إلي طوق من حديد ظهرت آثاره من خلال التبعية التي شملت القرار السياسي والاقتصادي والأمني للوطن.

ولهذا خفف عن نفسك سيادة الفريق .. فما سوف تتولي تنفيذه هو من اختيار الشعب المصري وحده. وعليك أن تسأل نفسك: اليس مطلب خروج الشعب من أزمته متماسكا يمثل أهم مطلب لك كمواطن مصري؟ إذا كان الاجابة بنعم .. إذن فأنت واحد من المنضمين إلينا في مطالبة الفريق أول عبد الفتاح السيسي في أن يتولى منصب رئيس الجمهورية لكي ينجز (التوافق) .. الذي أشارت إليه د. هدي عبد الناصر في رسالتها.

أما إذا وجدت أن تقدمك لمنصب الرئيس يضعك في مرمي القيل والقال، فلا عليك، فإن كل من سيصوب لك نقدا أو سهما أو اتهاما لن يخرج عن ثلاث طوائف:

أ_ جماعات الاتجار بالدين.

ب_ جماعات الاتجار بالسياسة.

ج_ قوي السيطرة العالمية وتوابعها من وكلائها في منطقة الخليج.

والله إنه لشرف لعبد الفتاح السيسي أن يكون أول المتقدمين وبإصرار وبغير نداء من أحد كي ينال شرف مناجزة هذا الثالوث البغيض، وهو ثالوث قد واجهه من قبلك يوما قائدك الخالد جمال عبد الناصر.

السيد الفريق أول عبد الفتاح السيسي

أؤيد ما جاء في رسالة د. هدي عبد الناصر وأتعشم أن لا ننتظر طويلا. إن مصر يحيطها بالفعل خطر حقيقي، ومواجهة الخطر تكشف بدورها عن معادن الرجال والنساء في درئ الخطر عن مصر.

فالنـَّصـْــــــــرْ .. تحــدده صــراع  الإرادات بيــــن مقـاتــل قاتــل من أجل وطنه .. وبين جماعات تأكل على كل الموائد، أو بين مأجور جــاء لـيـنـفـذ مـطـالـــب مـن أرسـلـــوه.

ملحوظة أخيرة: لن أبعث لك برسائل إلا إذا كانت رسالتي تتضمن تهنئة وعلى عنوان المرسل إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية. مبني الاتحادية. القاهرة.