عادل سمارة
من المقولات الشعبية عن الأمور قصيرة الأمد “ما فيهاش بركة” . هذا ينطبق على وقت الفضائيات حيث لا مجال لطرح أمور هامة بما تستحق. في مشاركة أمس على الميادين اشرت إلى موقف وموقع الشارع العربي في الحرب على سوريا. نلاحظ جميعاً أن الشارع الغربي مع الأنظمة ومع الكيان الصهيوني. يجب ان لا نكتفي بنقاش في مجلس العموم البريطاني، لأن مبدأ طرح العدوان مرفوض أصلاً. إن سعادة بعضنا بأن هناك معارضين في بريطانيا أو غيرها لا يزال يؤكد بأننا نعيش على فُتات لغتهم وافكارهم الخطيرة. إن أمة تسمح لأبنائها بالغزو والتدمير والقتل هي أمة معتدية إن المفروض أن تمنع ذلك، وليس واجبنا البحث لهم عن آليات. علينا تجاوز الرضى الوضيع بان بعضهم يرفض الحرب لأن من حقنا عدم حصولها. ولذا ليست مجتمعاتهم مدنية كما يزعمون. إنها مجتمعات دموية نفعية وعنصرية حتى تتوقف عن كل هذا. ولنتذكر جيداً أن هذا الغرب الراسمالي لم يعتذر عن جرائمه ضدنا، مثلا لم تعتذر فرنسا عن مذابحها في الجزائر!!!وكل الغرب يحمي الكيان الصهيوني الإشكنازي مثل بؤبؤ عينه!!!
نعم إذن شارعهم معهم. فتاريخهم وحاضرهم هكذا، “عدوان الشعب” وهذا عكس نظرية ماو “حرب الشعب” أي دفاع الشعب عن وطنه.
شارعنا في غالبيته للأسف معهم. أي مع الثورة المضادة (الغرب الرأسمالي وعرب التبعية والظلام المطبق والكيان الصهيوني الإشكنازي) . حين يكون شارع ضد وطنه، فهذا موقف انتحاري مجاني. شارع ليس مع نفسه، بل غالبا ضد سوريا.
إن كانت هذه حقيقة يصبح السؤال لماذا؟ طبعا الأنظمة الحاكمة معهم، وضد وطنها، ولكن كذلك كثير من الأحزاب والمثقفين معهم وهذا يضع الشارع في حالة شلل حتى يضيع الوطن. ثم نبكي.
حين تكون الطبقات الحاكمة أنظمة الدين السياسي وقوى الدين السياسي وأحزاب يسارية ولبرالية وجنرالات الثقافة وأنصاف البيْضْ مع العدوان. أليست هذه حالة عار!
يفهم المرء أن بشارة والعظم وطرابلسي وجلبير أشقر (اقصد تمييزه عن الصغير أحمد اشقر) وإبراهيم نصر الله وتمفصلات صغيرة جدا كلها تعزف للعدوان، ولكن لا يفهم المرء أن حمدين صباحي وبإسم عبد الناصر يرقص 30 شهرا في حضن العدوان ثم يزعم اليوم أنه “مش مع العدوان” شكراً!!!
الشارع عليه اللوم كذلك، لأنه لا احد يجهل معنى احتلال وطنه. الناس في التاريخ كانت تقاوم الغزاة ومعظمها لا يقرأ ولم تكن هناك وسائل معلوماتية. صحيح أن الإعلام خطير اليوم، ولكن لا يمكن لأي إعلام أن ينفي وجود عدوان على أرضك أو أن يخفي أن فلسطين محتلة أو أن حرائر العراق أُغتصبت أو أن في سوريا جهاد النكاح…الخ.
من هنا علينا عدم مجاملة الجهل أو الخذلان ، لا بد من كي الوعي.