· الغرب الراسمالي والعرق الأبيض
- · التطبيع مع الكيان الصهيوني
تعلق من الاستاذ سعيد يقين:
يا دكتور عادل المحترم
مرة اخرى نقول، لك نصف حسنات وكثير من البراعات، فأرجوك ان لا تتوقف عن الكتابة كي لا يتوقف عطاؤك للباحثين عن تعلم المهارات
من بعض حسناتك عداؤك للغرب الحاقد وفي هذا نشاطرك العداء، بل نزيد عنك فيه بحجم حبنا لأبطال حطين وغيرهم الذين لا تذكرهم أبداً، وتهرب من ذكرهم حتى عند ضرورة الحديث عنهم لمواجهة واقع مشابه هم سبقونا إليه في فضل النصر على الأبيض المجرم الذي أتانا من الغرب الذي تكره، وتتوجس منه دوماً بسبب تاريخه المقرف، ونضع ايدينا في يدك للسير إلى الأمام في مواجهة هذا الغرب السافل
كتبنا قبل وقت طويل بأن آخر من يستحق له الحديث عن أسلحة الدمار الشامل هي أمريكا المخزية في العراق، والمخروقة في أفغانستان التي لم تستوقفك بطولات أبنائها في دك رؤوس العلوج والأطلسيين،أمريكا صاحبة الجريمتين في نجازاكي وهيروشيما يجب أن لا يتوقف الناس عن عقابها كي لا تقود شروراً أخرى على الناس، لو كان عند اليابانيين خُلق او ضمير لما سامحوا أمريكا على جريمتها، ولكن خرس اليابانيين عن المطالبة من الإنتقام والثأر من امريكا يجب أن لا يُقعد بني الإنسان في بقاع الأرض الأخرى عن المطالبة بذلك وفعل ما أمكن منه، مشكلة الأحرار كبيرة مع الأمم التي تنسى مثل اليابان، هذه الإمبراطورية التي ركعت برأسماليتها للعنجهية الأمريكية كما تقول، ربما يكون خرسها قد طال لأنه ليس لها دين.
يبدو واضحاً بانه من يكتب كثيراً يصيب كثيراً ولكنه أيضاً يخطئ كثيراً، اليوم تريد من قرائك أن يتحاملوا على الجنس البشري الأبيض، معقول يا دكتور ما تفكر به !!؟
لو اطاعك من حولك لحملوا على الروس أكثر مما حملواعلى الأمريكيين لأن الروس كلهم بيض، أما الأمريكان فنصفهم فقط أبيض ونصف النصف الاخر منهم أسود، وماتبقى منهم بعد ذلك أي الربع فهم من الملونيين مثلي ومثلك، هل يعقل أن نحاسب الناس على ألوانهم ورسولك الكريم يقرر ببطلان ذلك
ثم لماذا العداء المتواصل من جانبك للموتى والمفكرين، رحل الشاعر درويش إلى الدار الاخرة ولم يرحل عداؤك له، وقلت فيه ما أغضب الكارهين لشعره أكثر من المحبين لشعره، واليوم تواصل الطعن في د.عزمي بشارة في كل المناسبات، فما يجده د. بشارة من قبول لدى مستمعيه ومشاهديه يقطع بأن الرجل معلم كبير، محب لوطنه وشعبه ومخلص لقضيته، هل تعتقد بان عزمي بشارة كان يتجسس على سوريا ؟ بالعقل لماذا يتجسس على سورية ؟ أم لأنه كشف ما يقززه من افعال بشار
يا دكتور عادل، إن مصادمتك لعالم الشر كله مُرحب بها، ولكن صدامك مع أكثر أكثرية أهل وطنك وأمتك بحاجة للمراجعة إذا أردت ان تكون فيهم مؤثراً
كما قلت لك بأن لدي، ولدى من كان مثلي في مخزون غضبه ما يماثل ما لديك أو يزيد عنه للعداء مع الغرب الإمبريالي، عليك ان تكون منصفاً في معاداة كل من يستحق العداء، تحريضك اليوم على امريكا غير كاف، عليك بالتحريض الصحيح الذي يؤذي أمريكا فعلاً، خذ الدرس كاملاً من البطل اسامة بن لادن الذي هاجم الأمريكيين في عقر دارهم، في واشنطن الدنسة وفي نيويورك النجسة،بدل تحريض طلاب المدارس والجامعات على الخروج إلى الشوارع،
يا حضرة الفلاح الأصيل الأحرى بك ان تحث الطلاب على سرعة العودة من المدرسة (بعد اكتمال ساعات الدرس) إلى المنزل للدراسة او إلى الحقل للفلاحة او إلى المشغل للصناعة
وقت الطالب مفيد، ووقت الفلاح مفيد ووقت الصانع مفيد، التحريض على أمريكا وحلفائها يجب ان يطول ملبسها ومأكلها، بسبب طمع أمريكا في مضاعفة إنتاجهم مغلبين الكم على الكيف والجودة،ضاعف الأمريكان نسب وكميات المخصبات والكيماويات والهرمونات لمزروعاتهم إلى حد جنوني، فجاءت في النهاية على هذا الشكل المضعف لا بل القاتل لمناعة جسم الإنسان والحيوان
حتى اليوم لا يستحي الأمريكان من استيراد مكعبات الدماء الحمراء المجمدة بالتبريد من مزارع المواشي في أمريكا الوسطى لخلطها مع اللحوم البيضاء لزيادة نسبة البروتين فيها، وتقديمها غذاءٍ للأمريكيين ولمن ياكل من اكلهم ويستورده بدون خجل أو إدراك، في امريكا وسائر دول الغرب يقحمون دهن الخنزير في الشيكولاتة والمكسرات المحمصىة والبوظة، ويدهنون به صفائح معلبات اللحوم كي لا تصدأ من الداخل، أنى لمن لا يضع الدين أساساً في تفكيره أن يبعد الناس عن الدم المسفوح ولحم الخنزير !!!!!؟؟؟
***
رد عادل سمارة
عزيزي الأستاذ سعيد يقين المحترم،
بداية صياح الخير، وشكرا على النقد الجميل، ربما ليس جميلا، ولكن لأنني أحبك على الأقل،
بشأن العرق الأبيض كما تلاحظ أربطه بالراسمالي كما اربط الغرب بالراسمالي دوماً ولا أطلقه على علاته إلا إذا كان سهواً أو من أجل تقليل الكلمات في لحظة تفضل الناس البرقيات. ذات مرة زايد علي في هذه الغلطة لبرالي فرانكفوني ما بعدوي قبل أن يكتشف عزلته وتغامز الطلبة (وليس الطالبات)عليه في بير زيت، كان يقول لهم: أنتم الفلسطينيين!!!. فأنا لست مع اية عنصرية، ولكنني أؤمن بالحقد الواعي قوميا وطبقيا، والحقد لا يحصل في بني الإنسان إلا إذا تعرضوا لاعتداء. لو أنك قرات ردي على بشارةحينما اتهم الصين وروسيا بأنهما امبرياليتان لما وصلت حد الاعتقاد بأنني أُحاسب على اللون. وإذا كان اللون معيارا فذلك يعني أن امدح بشارة وحمد وكل السمر في الخليج المتآكل بالحتِّ!
وبخصوص نصف الأبيض، وبصراحة قصدت الكتابة عنه عدة مرات دون توضيح، كي أوضح لاحقاً يا صديقي سعيد، اسمح لي أقل لك إن هذا من قبيل الترويج لتاصيل الفكرة، وقد توقعت احتجاجاً من أُناس بوعي مثلك أو حتى طيبين أو متسائلين بل قصدت استدعاء الساؤل والنقد كي ابرر الكتابة عن الأمر. وكل هذا صحيحاً، لم أقصد به اللون، وسأكتب عنه قريباً. دعني اسمي هذا إثارة لأن ورائه موضوع. ثم لا تنسى أنني درست الاقتصاد وفيه كم كبير من الترويج والتسويق.
فيما يخص الراحلين، سواء درويش أو إدوارد سعيد او إميل حبيبي، ليست المسألة بهذا الشكل، المسألة متعلقة بالمواقف ومتعلقة بحصول مواقف تُعيد إلى الذهن مواقف هذا أ ذاك. والموقف السياسي لا علاقة لها بالموتى كشخوص. الثقافة والفكر هي السلعة الأشد خطراً لأنها لا تموت مع صاحبها، بل هي اقوى آلاف المرات من السلع المعمرة. كم تعيش السيارة أو الثلاجة وحتى المنازل. أما سلعة الثقافة فتعيش دهراً وتُفيد دهراً وتؤذي دهراً
تعلم لا شك أن إميل حبيبي قبل جائزة الدولة اليهودية، ناهيك عن عضوية الكنيست، قبلها من رابين بعد أن انهى الأخير حياته بتكسير عظام اولادنا. بينما صنع الله إبراهيم رفض استلام جائزة من مبارك. كلاهما شيوعي!!! حبيب يؤمن بأن الكيان ضروري وطبيعي ونحن طارئون. وهذه مشكلة اثيرها مؤخرا قصداً للرفاق الشوعيين أن خلصونا من عار الاعتراف، لأننا ندفع ثمن تعاقدكم/ن. أعلم بأنهم سغضبون ويشتمون ولا بأس.
طبعاً لك أن تدافع عن بشارة أو غيره، أنا لا احتكر النقد ولكنني أؤمن بالنقد المشتبك لأن فيه صدق مع الناس. ولأني اعرفك، أستغرب احتجاجك بشأن كل هؤلاء لأنهم يعترفون بالكيان الصهيوني الإشكنازي. وخاصة عضو الكنيست بل إنهم وخاصة عزمي مقاولي اعتراف بالكيان. ألم يخترق ابناء البلد ويهبش ثلثيهم ليكونوا راحلة وصوله للكنيست. ليس لهذا فقط اسميته فتى الموساد. طبعا كتب ضدي احد المنشقين مع عزمي، دفاعا عن عزمين اقصد عوض عبد الفتاح بأنني سي، آي. إيه ربما لأنني اعرف بعض اللغة الإنجليزية!!!.
حينما ترشح للمرة الثانية للكنيست وكذلك لرئاسة الوزراء مقابل باراك، (وطبعاً تنازل لباراك بصفقة) وكتب ذات مرة صحفي صهيوني يقول : “يا الله رئيس وزراء-طبعا غزلا في عزمي وليس قلقا منه). في نفس الفترة كتب باراك في بروشوره الانتخابي: “واصلت إطلاق النار على أبو يوسف النجار حتى تطاير بياض عينية على سترتي”! أنا اقول الآن : يا الله! الا يبرر هذا الحقد الواعي! ألا يبرر عدم دخول الكنيست!
قد تخالفني الراي فيما يخص الاعتراف بالكيان. هذا ممكن، ولكنني لا اؤمن أن يأخذ احد وطني ولا أؤمن أن أبارك له ذلك حتى لو لم أُقاوم، اي حتى لو أنني كنت منشغلا بالمال الحرام أو الحلال فيبقى لي حق رفض فقدان الوطن. من يُقسم يمين الولاء للكيان، يمكن جداً أن يعمل مخبراً. بل وابعد تابع قصة عزمي، ألم يكن فيها مبالغ تحول له من حزب الله عبر صراف من القدس؟ يا سيدي من يقبض حتى ثمن وطنيته لا يُعوَّل عليه (يرحم إبن عربي: المكان إذا لم يؤنث لا يعول عليه)
ربما لا تنطلق مثلي من موقع عروبي وشيوعي، ربما تفضل ان تكون من موقع وطني فلسطيني، هذا حقك، ولكن من ينتهي في قطر التي تسخر كل شيء ضد المشروع القومي لا استطيع أن اراه سوى مشبوه فالموقف من الوطن ليس اختيارا وليس الموقف من الوحدة اختياراً، قد يكون الموقف من الاشتراكية اختياراً.
ورغم دفاعي عن سوريا الدولة والوطن والسيادة والجيش والشعب، إلا أنني شبه مقتنع أن عزمي خرق القيادة وخدعها وحتى خرق حزب الله. أما كيف : هل كمخبر صغير، أو كعميل ثقافي إيديولوجي فهذا أمر آخر, وهنا انقد القيادة السورية من الرئيس حتى عضو المخابرات المرتشي، وانقد حزب الله كذلك، ولا اخشى في الله لومة لائم (أو قطعة عملة)! هناك أُناس لا تسمع. بدأت التحذير من عزمي منذ عام 1994، ولكن لا يُسمع لفلاح قول). لا تُسمع إلا إذا كنت مُخبراً. بلاش من هالسماع إذن. ذات مرة كتبت لي مخبرة أكاديمية صغيرة نصف بيضاء بالمعنى العرقي هذه المرة، بأنك: أنت-يعني أنا-عميل لسوريا.
وبخصوص الطلبة، لهم من العمر ما يكفي للعودة إلى المقاعد بعد يوم أو يومين من التظاهر وممارسة التخريب الثوري. العلم يا صديقي لا ينتهي ومقعد الدراسة ليس وحده وربما ليس الأفضل للثقافة والعلم. ألم ينقطع طلبة الانتفاضة ويلا عن مدارسهم/ن؟ يا صديقي أنا انقطعت من عام 1965 وحتى 1984 وماذا حصل لي، عدت للدراسة ! حينما يكون الوطن في خطر، يمكن تأجيل كل شيء حتى الجسد.
أوافقك بان تحريضي ضد امريكا غير كاف، ليس لأنه غير كاف، بل لأنها تستحق المزيد. لو كنت تقرأ حقا كل ما أكتب وليس هنا او هناك، لربما لم تقل ذلك. ثم من قال ان التحريض ضد التسوية والعرق الأبيض الراسمالي، والاعتراف بالكيان واضطهاد المرأة لا ينتهي تماما ضد أمريكا؟ اليست السعودية ذلك البلد الذي يطوي نصفه تحت فرجه النصف الآخر وتحميه امريكا بنما تمر سوريا! والله هذه تهمة حرام منك.