ملاحظة من “كنعان”
تكمن أهمية هذا البيان في أن قيادة “الجبهة الشعبية لاستكمال أهداف الثورة” (هذا هو الإسم الرسمي للجبهة) تحالفت مع اليمين الذي كان يحكم تونس قبل مجيء الإخوان المسلمين (النهضة وحلفاؤها)، وهبط سقف المطالب إلى استقالة الحكومة فقط، وهناك معارضة داخل الجبهة ترفض الدخول في “الجبهة الوطنية للإنقاذ”، التي يسيطر عليها أنصار بورقيبة وزين العابدين بن علي… أما ذريعة هذا التحالف فهو الإدعاء بأن الإخوان المسلمين يمثلون الفاشية، ما يبرر التحالف مع أي قوة أو أي حزب يناهض الفاشية (أي يناهض حزب “النهضة” الحاكم)، وأعلن الناطق الرسمي باسم الجبهة أن الجبهة ليست لليسار أو للقوى التقدمية وإنما هي جبهة واسعة وعريضة، من صالحها التحالف مع معظم القوى السياسية من أجل إسقاط الحكم الحالي (الإخوانجي)، دون ذكر جملة واحدة عن ما بعد سقوط حكومة الإخوان، وما هي الخطوات التي ستقوم بها الجبهة مع حلفائها الجدد، وما هو برنامجها…
لذا فإن هذا البيان الذي صدر عن جلسة عمومية مفتوحة يشكل تعبيرا عن معارضة هذا النهج اليميني الذي انحرف عمدا عن أسس ومبادئ تأسيس “الجبهة الشعبية لاستكمال أهداف الثورة”.
لقد سبق ونُشرت في وسائل الاعلام صورة للقاء الذي جمع بعض قيادات الجبهة مع السفير الأمريكي في تونس يوم 27 آب 2013، أي يوم إعلان “ضرورة إعلان الحرب ضد سوريا، بموفقة مجلس الأمن أو بدونها”، وهو موقف دافعت عنه فرنسا وأمريكا، والتقى وفد من الجبهة الشعبية مع أعضاء من الحكومة الفرنسية وربما الرئيس الفرنسي ذاته… ماذا يمكن أن ننتظر من مثل هؤلاء القادة، الذين انبطحوا قبل أن يجف دم آخر شهدائنا، “محمد براهمي”…
هيئة تحرير “كنعان”
***
بيان الجبهة الشعبية
تنسيقية باريس وضواحيها
إن فرع الجبهة الشعبية بباريس وضواحيها الذي عقد جلسة عامة عادية يوم السبت31 أوت 2013 بباريس بحضور أغلبية أعضاء التنسيقية
ـ يلاحظ الازمة السياسية التي أغرقت فيها الترويكا بقيادة النهضة البلاد منذ توليها الحكم. فهي بانفرادها بالسلطة لم تحقق أيّا من التطلعات الشعبية لا في الميدان الاجتماعي ولا الاقتصادي ولا السياسي. كما إنها هيأت المناخ للعنف السياسي الذي وصل حد اغتيال الرفيقين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.و تغاضت عن الميليشيات الاسلامية مما زاد من التهديد لكل المقاومات والمقاومين لسياستها. فعلى كل الاصعدة لا تمثل خياراتها السياسية سوى امتداد لسياسة حكم بن علي
ـ يلاحظ أن الخيارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لنداء تونس لا تختلف عن خيارات النهضة بل هم يفاوضونها بدعم من القوى الامبريالية على تقاسم السلطة
ففي هذا المناخ
ـ نؤكد حرصنا على متابعة وتعميق المسار الثوري وعلى تحقيق أهداف الثورة
ـ نؤكد دعمنا لكل أشكال التعبئة والمقاومة لهذه الحكومة الرجعية المعادية لطموح الطبقات الشعبية وندعو الى حل المجلس الوطني التأسيسي وكل المؤسسات المنبثقة عنه : حكومة ورئاسة
ـ تماشيا مع الارضية السياسية للجبهة الشعبية فإننا نرفض كلا الوجهين للرجعية : نداء تونس المكون الاساسي لجبهة الانقاذ الوطني والنهضة
ـ نجدد رفضنا لخيار بعض مكونات الجبهة الشعبية الانضمام الى جبهة الانقاذ الوطني معتبرين ذلك خطأ سياسيا يهدد مصداقية الجبهة الشعبية ووحدتها
وختاما نؤكد إرادتنا في مواصلة بناء الجبهة الشعبية كأداة للنضال، متأصلة في اليسار ووفية للطبقات الشعبية ولأهداف الثورة
المجد للشهداء
عاشت الجبهة الشعبية وعاشت تونس