حوار في الشأن السوري

عادل سمارة

 

قد لا يكون ما يلي مقالة بالمعنى المنهجي، فهو في الأصل نقاط حاولت ذكرها في برنامج بين قوسين لقناة المنار يوم أمس الإثنين 16 ايلول الجاري، أدارته السيدة بتول ايوب نعيم  وشارك فيه السيد أمين إسكندر من مصر والسيد فردوسي بور من إيران.

قواعد عامة لعالم على حافة الانتقال:

لا بد من قراءة التحولات التي يمر بها العالم بل يفرزها وهي:

1-    تحولات قطبية وإقليمية عالمية لا يمكن تجاهلها بمعنى بروز قطبيات جديدة بالمعاني الاستراتيجية والقووية (العسكرية والاقتصادية) وما يترتب عليها من مواقف جديدة في السياسة الدولية. هناك روسيا التي تمكنت فيها البرجوازية الإنتاجية قومية الاتجاه بعد يلتسين من النهوض مدعومة بوجود قاعدة صناعية وتقنية تحتاج لطريقة مختلفة من الاستثمار.  وهناك إقليمياً إيران التي ايضا تقودها برجوازية قومية إنتاجية. وفي الحالتين، يمكننا ملاحظة الفارق بين نظام يلتسين والبرجوازية الطفيلية والكمبرادورية الاستتباعية التي هربت الأموال إلى المصارف الأمريكية وبين قيادة بوتين، كما يمكننا مقارنة نظام الشاه مع نظام الجمهورية الإيرانية الإسلامية اليوم.

2-    أزمات اقتصادية عالمية تشدد الاستقطاب الطبقي وتعيق توجهات الحرب  أو تلجم التوحش الحربي لدى الراسمالية في المركز.

3-    ميل الأمم لعدم الحروب والذي اساسه الاقتصاد، ولكنه لم يتحول بعد إلى قرار الشعوب بأن تواجه عُتاة الحرب وتمنعهم من ذلك. فالاكتفاء بالاعتراض لا يلجم ضواري الإمبريالية. اي أن الجماهير في حالة وسيطة، فهي ليست مع الحرب ولكنها ليست جاهزة لمنعها.

4-    وهذا يعني ضرورة انتقال الشعوب من الألم من الاقتصاد إلى تشغيل تحليل الاقتصاد السياسي واستخدامه لمواجهة دعاة الحروب. أي نقل المشاعر إلى تجسيدات.

 

في الوطن العربي:

يدور الصراع في الوطن العربي بين الثورة المضادة وبين المقاومة والممانعة

يصطف ويضرب القطب الأول وهو معظم  العواصم العربية وتل ابيب لإسقاط دمشق، بينما القطب الثاني هو امتداد لشعار: تحرير القدس يبدأ من العواصم العربية، اي ان التطور اللافت هو أن العواصم العربية قلبت الشعار القومي الصحيح والسابق وهو: إن تحرير القدس يبدأ بتحرير العواصم العربية، ليصبح  ما نواجهه هو اصطفاف عواصم عربية لصالح الكيان الصهيوني لتدمير دمشق تابيدا لاغتصاب فلسطين.

 

لذا الصراع شديد الاحتدام لأنه باتجاه تغيير مبنى النظام الإقليمي بمعنى:

  • العدوان على دمشق هو محاولة  الثورة المضادة (الخليج والكيان الصهيوني والغرب) الإجهاز على القومية العربية  وحتى الإسلام، بمعنى أن حكام الخليج المعادين اساساً للقومية العربية من مداخل مصلحية قطرية وحتى عائلية والقلقين جدا من  الإتيان المطلق عليها، ولجوئهم إلى الدين السياسي تشاركا مع قوى الدين السياسي لم يعودوا يكتفون بالإصرار على اجتثاث القومية العربية عبر الانخراط في عدوان ضد دولة عربية في خدمة الكيان الصهيوني والإمبريالية،  بل كذلك تشويه الإسلام عبر ممارسات تبينه كدين دموي متوحش وحتى إباحي (جهاد النكاح) وذلك عبر اممية وهابية وإخوانية.

  • يقابلها معسكر الممانعة الذي يساهم في تقويض السيطرة الاستعمارية ويعيد الكيان الصهيوني إلى سؤال قلق مجرد وجوده.

 

فزاعة القاعدة والنصرة:

تدور ثرثرات كثيرة تتهم الغرب بالتناقض أو عدم وعي مصلحته بمعنى أن عناصر القاعدة وجبهة النُصرة سوف تعود إلى أماكن انطلاقها ضد سوريا لتمارس نفس الإرهاب في تلك الأماكن. وأرى أن في هذا تزلُّفا لا تحليلاً لأن الغرب يعرف مصالحه. وأعتقد ان الغرب يدير هذه المجموعات على ارضية  من أوجدها يلجمها، وذلك عبر تحكمه بقياداتها التي هي باب يفتح على وجهين: من الأعلى منسجم مع الإمبريالية والصهيونية وفي خدمتهما ومن الأدنى له وجه وهابي ودين سياسي يحرك به الصغار، وحين يشاكسون، يُقتلون ببساطة. أستذكر هنا خبث شمعون بيرس  منذ عشرين سنة بقوله، بأن من لا يقيم تسوية مع فتح سوف يضطر للحوار مع حماس. ماذا كانت النتيجة؟ الانقسام الفلسطيني بسبب اوسلو واكتفاء حماس بغزة وعقد هدنة مع الكيان عبر إخوان مصر.

وعليه، فإن الغرب والكيان ليسا قلقين من جبهة النصرة في سوريا حتى لو امسكت السلطة نظرا لإمكانية تدجينها، وربما هذا ما يمكن قرائته من حديث قادة الصهيونية عن منطقة عازلة في الجولان. ومن يدري فربما تتم ذات وقت الفتوى لليهود بالاعتراف لهم بفلسطين بما هم أهل كتاب وقد تكون رسالة (صديقك الوفي) من الرئيس  المعزول محمد مرسي إلى بيرس مؤشراً! هذا ناهيك عن دور الوهابية في إسقاط النظام الأفغاني التقدمي بإسم محاربة الشيوعية إلى جانب أهل الكتاب (المحافظين الجدد).

ما هو مرتكز قراءة الكيان:

قراءة موقف الكيان الصهيوني من الأزمة السورية يجب أن تبدأ من الأفكار المؤسسة للكيان وليس من تلاعبات الإعلام.

كتب جابوتنسكي: “إن المشهد الوحيد الذي يحمل أملاً لنا هو تفتيت سوريا…إن واجبنا التحضير لهذا المشهد. وكل ما عدا ذلك هو تضييع عبثي للوقت” زئيف جابوتنسكي

“Zeév Jabotinsky, Zionist militant : Source -“We and Turkey” in Di Tribune, November 30, 1915

وكتب بن غوريون:

“علينا تجهيز انفسنا للهجوم. إن هدفنا هو تحطيم لبنان و شرق الأردن وسوريا. إن النقطة الضعيفة هي لبنان، حيث ان النظام المسلم هناك مصطنعاً ومن السهل علينا تقويضه. علينا إقامة دولة مسيحية هناك، وبعدها علينا تحطيم الجيش العربي، ومحو شرقي الأردن وعندها تسقط سوريا في يدنا” ديفيد بن جوريون، “

 David Ben-Gurion, From “Ben-Gurion, A Biography” by Michael Ben-Zohar, May 1948

 

” إن تغيير النظام في كل من سوريا ولبنان، هو بالطبع، هدفنا. لقد كتبنا منذ زمن بعيد أن هناك طرقاً ثلاث لإنجاز هذا، – فالديكتاتور الذي اختار التغيير، يجب أن يسقط أمام شعبه غير السعيد، أو حينما يشكل تهديداً للخارج، فإن على الخارج أن اقتلاعه…”

” -Jewish Institute for National Security Affairs (JINSA), From strategy paper #474 “Priorities in Lebanon & Syria”, March 2, 2005

 

“وكتب شاريت أن ما كان يدور في ذهن بن غوريون والضباط هو: ” ليس هناك ما يقلق إسرائيل، لا على المستوى الدولي ولا الاقتصادي.لا وجوداً لمسألة السلام. كل ما يحدث في المنطقة والعالم لا علاقة له، لا نأخذه بالحسبان. فمن وجهة نظرهم، (فالدولة) يجب ان تنظر إلى الحرب كمبدأ اساس وربما الوسائل الوحيدة لزيادة وضع الرفاه والإبقاء على التوتر المعنوي…(إن العمليات الانتقامية) هي إكسير الحياة…. إنها تساعدنا على إبقاء التوتر المدني والعسكري.وبدونها، لن تكون لدينا امة محاربة، وبدون نظام محارب سوف نضيع… ومن أجل هذا الغرض لا بد أن نختلق مخاطراً، وفي الواقع لا بد أن نقوم بذلك. وفروا لنا حرباً مع البلدان العربية وجميع مشاكلنا سوف تنتهي… إن بن جوريون نفسه هو الذي تلفَّظ قائلاً، إن علينا أن ندفع لعربي مليون ليرة ليقوم بشن حرب علينا” (شاريت1978: مجلد 3، ص ص 1201-2) وقبيل الاطلاع على المذكرات الشخصية لشاريت، قبل طباعتها، فإن آرنسون وهوروفيتس (1971) قد تكهنا بنفس الروحية، حيث جادلا بالتحديد بأن الوظيفة الكامنة للعمليات الانتقامية هي تأدية دورين: زيادة اندماج جماهير المهاجرين وزيادة دعمهم لحكومة بن غوريون”

Quated in The Global Political Economy of Israel by Jonathan Nitzan and Shimshon Bichler, Pluto Press, 2002.p. 102.

وحتى يوسف عجنون الحائز على جائزة نوبل كتب في الستينات بأنه ينتظر احتلال إسرائيل لدمشق.

إن اية قراءة لموقف الكيان من سوريا لا بد له أن يبدأ من هذه الأسس كي يدرك محورية سوريا في الاستراتيجية الصهيونية.

وهذا معاكس للاعتماد على تصريحات القيادات الصهيونية التي تحمل معان متناقضة قصدا أوعفوا، ناهيك عن أخبار الصحافة وتحليلات الصحافيين لا سيما أولئك الذين يقولون ما ينكشف بعد ساعات بأنه بلا معنى أو هو كذب مقصود. يتبين هذا مما يلي:

ما صدر عن الكيان طوال حرب العدوان:

 

ما صدر من الكيان وعنه تجاه سوريا مربك ومضلل ولا يسمح ببناء تصور مناسب إذا لم نبني التحليل على الأفكار المؤسسة للكيان الصهيوني من دمشق. مثلا:

  • نظام الأسد أفضل لإسرائيل من اي نظام آخر،
  • نحن نراقب كمحايدين
  • دعهم يقتلون بعضهم.
  • إرسال مساعدات للمسلحين وجلبهم للعلاج  داخل الكيان ووصول صحافيين صهاينة إلى الداخل السوري مع العصابات المسلحة فماذا عن المخابرات وبيع اسلحة للسعودية لتتبرع بها للعصابات؟؟؟ وهذه لم تعد خافية العلاقة
  • الأسد يجب أن يذهب
  • سوريا يجب ان تضرب؟

كل هذا وصولاً إلى التهكم على اوباما لأنه لم يُسقط النظام السوري.

 

مأزق الكيان الصهيوني بمعزل عن العدوان الجديد حصل أم لم يحصل:

رغم تركيز الغرب الراسمالي الأبيض على حماية الكيان إلا أن وضع الكيان في كفة موازية لمصالح الغرب (النفط والسوق والموقع الجغرافي الاستراتيجي)  هوتحليل غير دقيق لأن الكيان جزء اساسي  من مصالح الغرب وليس هو في كفة وهي في أخرى مواز ومعادل لها.

من علائم مأزق الكيان الصهيوني فقدان كاريزما الدور: فمن احتلال 1948 لمعظم فلسطين وهزيمة سبعة جيوش عربية إلى نتصار حرب  1967 واحتلال بقية فلسطين وأراض مصرية وسورية إلى نصف هزيمة عام 1973  إلى هزيمة الكيان  عام 2000 وعام 2006 إلى صمود غزة 2008 ول 2012. إلى اليوم حيث يطلب الكيان من الولايات المتحدة إن لم تضرب إيران نيابة عنه فلتضرب سوريا. أي الانتقال تراجعياً من أداة تطويع المنطقة إلى مستجير لضمان وجوده في المنطقة.

الافتقار إلى قيادات كارزمية من طراز بن غوريون ودايان ورابين  وبيجن.

فقدان كاريزما الجيش الذي لا يُقهر إلى جيش مدجج بالسلاح ولكن يحسب ألف حساب لأي اشتباك حتى مع منظمات مسلحة.

درس موقف أوباما:

طبعاً ليس الأمر متعلقا بأوباما الشخص بل بالمؤسسة السياسية والعسكرية الأميركية. فقد توصل الإسرائيلي إلى القول : لا يمكن الاعتماد على امريكا ويجب الاعتماد على النفس. وفي الحقيقة فإن هذه مشكلة مؤبدة للكيان. فمنذ عام 1985 كان يتحدث بيرس عن وجوب أن تبني “اسرائيل” نفسها اقتصاديا وعسكريا بحيث لا تعتمد إلا على نفسها أمام تطورات خطرة قد تحصل. لكن هذا الحلم  لا يزال غير قابل للتحقيق. فحتى عام 2009 تسلمت من الولايات المتحدة وألمانيا الغربية مساعدات بمقدار 139 بليون دولار.

لقد كتب يوئيل ماركوس: في هآرتس: 14 ايلول: “هل ننظر الى المطارات المكتظة بالعائلات الخارجة الى خارج البلاد ام الى طوابير المصطفين في الحر للحصول على الأقنعة الواقية”.

كما أن تطور المبنى الاقتصادي للكيان قد خلق تفارقات طبقية هائلة في هذه التشكيلة الراسمالية وهذا أغرى الشباب بعدم الإقدام على الجيش والحرب، كما أنه خلق وضعا رفاهيا عاما حيث يصل متوسط دخل الفرد إلى 31 ألف دولار سنويا، مما جعل من الطبقة العاملة هناك طبقة تتعفف عن الكثير من الأعمال والتي يقوم بها قرابة 300 ألف عامل أجنبي و 80 الف عامل فلسطيني. وبين الأجانب والفلسطينيين من جهة وبين العمال اليهود يتموضع فلسطينو المحتل 1948 من جهة ثانية.

وهكذا، فإن إسبرطة لم تعد محترفة قتال.

الموقف من أوباما:

لقد انقسم الموقف في الكيان في البداية بين العسكر والدبلوماسية، إلا أنهم جميعاً اتفقوا، وإن بدرجات،  على ما يلي:

  • كلهم يتخوفون من ان سوريا ستماطل كثيرا  قبل إنهاء سلاحها الكيماوي
  • وستطلب بعد توقيعها على معاهدة حظر الكيماوي أن تقوم اسرائيل بتفعيل توقيعها على تلك الاتفاقية
  • وخوفهم الاكبر هو من اعطاء ضمانات امريكية لروسيا بعدم ضرب سوريا
  • الامر الذي سيجعل دمشق تحسم بالجنوب تحت غطاء المفاوضات على الكيماوي
  • وهذا سيجعل حزب الله على حدود الجولان اي بدل “جبهة الصرة”

لذا كتبت أليتا شمولفافي في صحيفة  يديعوت أحرونوت (12 ايلول 2013) قول موشيه يعلون (وزير الحرب):” لدينا خطوط حمر لا يمكن التنازل عنها علينا الاعتماد على أنفسنا” وبالمناسبة كان ذلك في ذكرى قتلى جيش الكيان في معركة اللطرون مع الجيش العربي الأردني عام 1950 (لست متأكدا من السنة) حيث فشلوا في ذلك العدوان. وبدوره كرر نتنياهو القول:” اسرائيل لا تثق بأحد.(نحن لأنفسنا).

ولكن انتهت القيادات هناك إلى اجماع على ضرورة إعادة التفكير واستثمار قرار تخلي سوريا عن الكيماوي. وهو ما اوضحته  صحيفة (واشنطن بوست 13 ايلول 2013، حيث تمحور حول ما الفعل الأفضل ضد سوريا. فبعد التهكم بأن أوباما لم يجرؤ على الضغط على الزر،  مما قاد إلى الرعب في إسرائيل، قال عوديد عيران، النائب السابق لرئيس البعثة الإسرائيلية في سفارتها بواشنطن: بأن نزع الكيماوي السوري هو مقدمة لنزع النووي الإيراني.

ويذهب إسرائيل زئيف  الجنرال المتقاعد من منصبه كرئيس سابق لعمليات الجيش الصهيوني إلى ابعد من ذلك من مدخل استثمار الموقف بقوله: قد لا تكون الضربة مؤثرة بقدر تجريد سوريا من الكيماوي كما أن الحرب النفسية والحصار ضد طهران إذا ما دُعمت بفعل ستكون رادعا لإيران.

ولكن، ماذا على الأرض؟ موقف وتكتيك الكيان:

علينا التنبه إلى تمسك الكيان الصهيوني بمشروعه الأساس وهو سحق ومواصلة سحق الحيز الفلسطيني وإعادة تشكيله بما يطَّرح الفلسطيني خارجاً أو احتوائه داخليا بلا فاعلية  وخاصة لا كيانية قومية سياسية.

1- في 48

إصرار الكيان الصهيوني وبشراسة على يهودية الدولة من ناحية سياسية وعقيدية ومواصلة سحق الحيز الفلسطيني  بمصادرة بقايا الأرض (النقب مؤخراً) وصولا إلى تبادل السكان والترحيل من المحتل 1948 إلى المحتل 1976.

2- في 67 الضفةالغربية:

مواصلة حصر الضفة الغربية في حكم ذاتي بما يتضمنه من مواصلة سحق الحيز بمصادرة الأرض وإزاحة الفلسطيني بمختلف الوسائل  لإيصال الفلسطينيين إلى قرار الانزياح الذاتي بالرحيل.

تجدر الإشارة إلى أن اتفاق أوسلو يجعل ذلك سهلاً لأن جوهر هذا الاتفاق الذي هو: قرار من الحكومة المركزية في تل أبيب بإعطاء منظمة التحرير الفلسطينية (كحزب) إذنا بالنشاط في منطقة حكم ذاتي ضمن الدولة اليهودية، وبأن الفلسطيني هو من يعيش في الضفة والقطاع حين توقيع ذلك الاتفاق. وعليه، فإنه في مبنى هذا الاتفاق ما يعيق تحوله إلى مشروع وطني/قومي اي دولة مستقلة بغض النظر عن مساحتها وبالطبع ضمن التنازل عن المحتل 1948.

يتراكب مع هذا:

  • تقطيع وقت بمفاوضات غير مثمرة ليس بمعنى الأيام بل عشرات السنين
  • التهام الأرض
  • خلق طبقة مصلحتها بقاء الاحتلال
  • تعميق الاعتماد على المال الأجنبي المسموم مما وضع المجتمع في مصيدة جوهرها: عدم الإنتاج، انتظار الوظائف ومن ثم بقائه اسيراً للمال المسموم.

3- في قطاع غزة:

تستفيد “إسرائيل”: من وجود سلطتين فلسطينيتين لأن الانقسام يسمح بتعاطي مختلف بين غزة ورام الله بغض النظر عن موقف فتح و حماس. كما تخطط لاستهداف البندقية بيد أيٍّ كانت.

وهنا تجدر الإشارة إلى خطة الجنرال الصهيوني المتقاعد جيئورا أولاند (2006) التي تدعو لضم 720 كم مربع من سيناء إلى غزة وإقامة دولة فلسطين هناك. وقد طُرح في فترة مرسي توسيع هذه “الدولة” لتأخذ 40 بالمئة من سيناء على أن تتشارك في هذا المشروع: إسرائيل ومصر والأردن والسعودية (أخطأت وأنا اتحدث للمنار فقلت روسيا). وهذا ما يثير قلقا استراتيجيا ووطنيا لدى القيادة المصرية الحالية.

4-    عموماً

يجب التذكير هنا على أن هزيمتي 2000 و 2006 قد وضعتا حدا للتوسع الجغرافي للكيان خارج فلسطين المحتلة. ولكن المطبعين العرب قدموا له ما يعوض ذلك سواء عبر:

 · علاقات التطبيع الاقتصادي سواء باستثمارات خليجية (ومنها)فلسطينة في الكيان والتبادل التجاري معه.

  • وعبر تشريك البنى التحتية كهرباء وماء وقناة البحرين… مما يخلق مصالح للكثير من الناس تتناقض مع وجوب الصراع القومي ضد الكيان الصهيوني.

  • وعبر الحفاظ على علاقات الاعتراف بالكيان الصهيوني ولعل اوضح ذلك دعمه 2006 لتصفية حزب الله.

وعبر المستوى الثقافي بوجود الكثير من المثقفين الذين يدعون للاعتراف

بالكيان اي طابور سادس ثقافي.

يغذي هذا كله وقوع الحواضر العربية الثلاث الأساسية (القاهرة ودمشق وبغداد) في مآزق هائلة. واصطفاف الجامعة العربية ضد سوريا.