سورية: الردع لا ينتهي
لست خبيرا في الأسلحة، وكل ما أعرفه يعود لما قبل 1967 بقليل وبعدها بقليل، يعني رشاش كارلوستاف (وطبعته المصرية بورسعيد) . لذا، حين كتبت بأن إتلاف الكيماوي ليس كارثة هوجمت من كثرين ومنهم من أحب. واعتقد ان من يدينون نزع الكيماوي (مع انني احب أن يبقى) هم فريقان: واحد مخلص وبسيط، وآخر مخروق الوعي لا يؤمن بإمكانية هزيمة أمريكا. لذا يرى أن أية معاندة لأمريكا عمل جنوني، فيلجأ للمزايدة لتغطية موقفه، وهؤلاء مأزومون نفسياً. لكنني فهمت اليوم من الأخبار أن الصواريخ لا تزال موجودة وبأنها لا علاقة لها بالكيماوي وأن الأمر مختلف. صحيح أن الكيماوي أفعل، ولكن الحائط الصاروخي شديد الفعالية. فلا تحزنوا.
■ ■ ■
اضراب جامعة بيرزيت
قوة الطلبة وأحفاد أدورنو
دائماً، وأسألوا اللحظات الثورية في التاريخ، نعم دائماً هي البرجوازية التي تلجأ للعنف، ليس لأنها جريئة، وليس لأن لها حقوقاً، بل لأنها سارقة وناهبة ومستغلة. ودائماً تلجا الطبقات الشعبية للمطالب ولأن البرجوازية تخشى على ما سرقت، فترد بالقوة فتضطر الطبقة العاملة للثورة.
الماساة أن البرجوازية ترد بأدواتها، اي ما تجنده من ابناء الطبقات الشعبية!!!
يدور حديث عن فتح جامعة بير زيت بالقوة، ويقول بعض الطلبة بأنها أهم جامعة في الأرض المحتلة 1967 (اي ليست الأهم في الوطن لأن الوطن ليس 1967). ولا أعتقد أن هناك جامعة حتى عادية هنا. كلها تحت عادية أكاديمياً. والدليل، أن المحاضرين لم ينحازوا للطلبة.
كيف ينحاز محاضر يجهز بحثاً ليذهب للارتزاق من قطر عبر مركز الخائن عزمي بشارة؟ أو لمركز أبحاث أنجزة تتمول من ألمانيا او امريكا او بريطانيا او النرويج،…وألف او اخرى؟؟؟؟ هل هذا المحاضر قلق على الطلبة أو الأكاديميا؟
كيف يمكن لمحاضر أن ينضم للطلبة وهو مخبر حكومي، من تحت الطاولة، طبعا ليس فقط لحكومة اوسلو –ستان، بل حتى لحكومات وضيعة مثل حكومة النرويج؟ .
إن نضال الطلبة بحاجة لنضال المحاضرين لأن انضمام المحاضرين للطلبة يعني تحويل الجامعة، فما الذي يبقى بعد الطلبة والمحاضرين؟ إدارة الجامعة والجدران.
حين ينضم المحاضرون للطلبة، تخسر البرجوازية فرصة القمع. لأن فتح الجامعة بلا محاضرين يعني احتلال الطلبة للجامعة وهذا مستوى مشرف.
حينما فجر الطلبة في أوروبا ثورة 1968، اتصل ميخائيل أدورنو (وهو من جماعة فرانكفورت) التي يهلل لها كثير من المحاضرين/ات في بير زيت وأخبر الشرطة فأتوا واعتقلوا أبرز الطلبة والذي كان يدوخ إعجابا بأفكار أدورنو: وحين مر من جانب أدورنو وهو مكلبش، كاد أن يبصق عليه.
قد تلجأ الجامعة وسلطة أوسلو-ستان لقمع الطلبة بالقوة. ومتى؟ في الوقت الذي يصب جون كيري المليارات ثمنا للوطن! اليس هذا غريباً؟
ترى هل خصص كيري للجامعات بعض المال؟
اما السؤال الحامض: هل تقوم السعودية بدفع مساعدة للجامعة؟ أم أن السعودية قد افرغت خزينتها في لمهور “جهاد النكاح”!!!
لا يقلق الطلبة، فالتعليم يمكن تعويضه، هذا اذا كان مفيداً في الأصل، ولكن ما لا يمكن تعويضه هو تحول الطلبة إلى قطيع.
■ ■ ■
لم أقرأ خطة كيري (للقطط السمان- بل الضباع): عنوان يؤذي مشاعر من لا مشاعر لهم!!! لا شك، لكن اللحظة تفرض ما هو اقسى. فماذا نكتب! لكن لنبدأ من باب مختلف. سألني ذات مرة د. موسى البديري، الذي أحبه ولكننا لانتفق، قائلاً: مش معقول شو بتكتب! قلت المهم الدقة والمستوى. قال ، هذه هي المشكلة. قلت له طالما رفضتم توظيفي في الأكاديميا فلدي وقت. وحتى مخابرات السلطة رفضت توظيف إبني فقط لأنه إبني، في فضائيتهابتهمة أنني جبهة شعبية، طبعا هم والإسرائيلي والأردني يعاقبونني على الماضي. فرقيب وعتيد على الأرض في عصر راس المال.
يعرض اليوم جون كيري خطته من 4 مليار دولار لتطوير اقتصاد أوسلو-ستان. ويذهب د. محمد مصطفى لمناقشتها في الولايات المتحدة. نعم لم اقرأها. ولكن يبدو أنها من الخطط التي نُقرأ من عناوينها وحتى بيد واحدة (كما كتب جان جاك روسو-مع المعذرة أخلاقيا).
لدي اعتراضين عليها:
الأول: أية “تنمية وهذه تسمية كاذبة واستغبائية” للأرض المحتلة 1967 على يد النخب المخابراتية من الولايات المتحدة التي لا شك تكره شعبنا، وحتى تكره شعبها! كيف جُهزت الخطة من المستعمِر دون مشاركة الطرف المتلقي؟ أليس الحد الأدنى أن يؤلفها فريق مشترك؟ هذا يعني انها خطة تم تجهيزها مخابراتيا من المستعمِر وعلى اسس وضعها اقتصاديون واستراتيجيون صهاينة، وما على الجائع سوى أن لا (يشترط ولا يتطعوج). هكذا كان اتفاق أوسلو وبروتوكول باريس. واليوم، من يلهج بتعديلهما هم من تلقفوها، وهم أنفسهم اليوم يتلقفون خطة كيري!!!
والثاني: إذا كانت 25 مليار دولار لم تُسمن ولم تُغني من جوع فإن 4 مليار مثابة خردلة بالمقارنة. على الأقل لأن الفريق الفاشل في إدارة الأموال هو الذي سيدير المبلغ الجديد، ولأن المستفيد منه القطط السمان التي صارت ضباعاً، والتي تستثمر في الكيان الصهيوني. هذا دون أن نتوسع في القول بأن هناك رائحة شواء لحمنا لأن هذه الأموال تجري في عروق التسوية في لحظة ما تسمى مفاوضات
.
سيدتي، يليق بنا أن ننعت كل شيء هنا بأنه “يُسمى”ولكي يفهمني أهل الأنجزة The so-called . نعم يثسمى لأنه ليس حقيقيا، السيادة تُسمى، التنمية تُسمى، الاستقلال يُسمى، النضال يُسمى، الشفافية تُسمى. وغذا ظل الحال على حاله سوف تُصبح فلسطين “تُسمى”.
■ ■ ■
تمويل مصيدة أوسلو-ستان
سألني من طهران، ما الحل لأزمة الحكم الذاتي المالية؟ سؤال كبير يحتاج إلى كبار الأثرياء للإجابة عليه، أو كبار أهل الأنجزة. ليس لأن لديهم الكثير من المال أم لا، بل لأن طبيعة مداخيلهم/ن تنسجم تماماً مع مداخيل سلطة أوسلو-ستان، اقصد مداخيل ريعية. مال مسموم حقاً، ويسمم البيئة فلا تُعطي. وهذا ليس شعراً. فكلما مضى على الريع عام جديد كلما محلت الأرض وأقحل الشجر وتدهورت مواقع الإنتاج. إنه سحر العائدات غير المنظورة.
يا صديقي من يقبع في المصيدة لا يُسأل كيف يخرج. فليس كل سجين من قامة أبي فراس الحمداني كي يقفز من حصن خرشنة!
أجبت السائل بما يلي: بداية، من يدري إن كانت هناك أزمة أم لا؟ كما أن مؤتمرا لفاعلي “الخير” المانحين ستعقد في واشنطن، بالتوازي مع المفاوضات، فإن الحال يقول: “فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
طالما أن تمويل السلطة في أغلبه من المال المسموم الذي يقدمه المانحون، وطالما أن حصة الاستثمار الإنتاجي فيه ضيئلة حتى اللاشيى، وطالما أن مواقع الإنتاج تتراجع، فإن مقومات التغلب الذاتي على الأزمة المالية أو حتى تلطيف وقعها، هو أمر محال.
نعم محال حتى لو توقف الفساد وطورد الفاسدين، وحتى لو عرفت الناس مقاديلا اموال الأنجزة وحساباتها السرية، كل هذا لا يحل المشكلة.
قد يقول قائل، ولكن شيطان العصر كارل هنريخ ماركس قال ذات يوم: “في كل مجتمع مال يكفيه”. هذا صحيح حين يكون هناك مجتمع يتمتع على الأقل ب:
- السيادة
- والشفافية
- وكونه متماسكاً وليس شُقَفاً
وإلى أن يحصل هذا، لا إخاله حاصلاً بهذا الوضع من كل ما هو سلبي، يكون الحل المؤقت لنخرج من فتحة المصيدة:
أن تتحدى سلطة الحكم الذاتي أنظمة العرب بأن يتعهدوا بتقديم ما هو مطلوباً
وان تتمتع الأنظمة العربية بقلب الأسد، وتواجه الولايات المتحدة بتحدي الإصرار على مساعدة الفلسطينيين.
لا هذا سيحصل ولا ذاك سيحصل، بل إن الحكام العرب معنيون ببقاء الفلسطينيين في المصيدة بل المقلاة.
ويا قلبي لا تحزن، فطالماالمفاوضات جارية فالسيولة المالية سوف تجري كدموع أمهات البلد. (ولا تشبيه)
■ ■ ■
بدء نقاش لفدرالية نقاش
لعل من سوء طالع القومية العربية أنها بُليت بأنظمة سهَّلت حشر المسألة القومية في الأنظمة قومية التوجه فأبانها كقومية عنصرية…الخ وخاصة ما يتعلق بالقومية الكردية، دون نقد (قومية) تركيا وإيران والأكراد كأن تركيا وإيران كانتا نموذج جنة الخلد للأكراد، ناهيك عن أن تقسيم كردستان لم يكن أخطر من تجزئة الوطن العربي وكلا التقسيمين ليس اختيارا الأمتين. واليوم يستغل دُعاة جدد (الأستاذ أنيس نقاش على الفضائية السورية مساء السبت 14 ايلول 2012) هذه المسألة لطرح بديل للفدرالية العربية فدراليات مع إيران وتركيا والأكراد بشرط اقتطاع بلاد الشام مع هذه الدول ونبذ البلدان العربية الأخرى. بل قال نقاش عن الوحدة بين سوريا والعراق: لا فالعلاقات بينهما مسمومة!. وليس هذا مجال نقاش هذه المحاولات (لنتناولها لاحقاً) إنما تفيد الإشارة إلى أن هذه أطروحة معادية للقومية العربية ومتغزلة بالأخريات –الفارسية والطورانية والكردية حيث لم يصف الأستاذ نقاش ايا منها بالعنصرية. وعليه، يصطف السيد نقاش إلى جانب ألطورانية، وقوى الدين السياسي والإمبريالية والتحريفية السوفييتية في معاداة القومية العربية وحدها!!! هذا وإن عغَّف الهجوم على القومية بأنها بدعة أورروبية!!!
■ ■ ■
حاكم عُمان: مَنْ خان أباه يخون سوريا
بداية حينما رشحت بعض الإخبار عن زيارة حاكم عمان طهران، وتحدثت عن مشاورات بشأن سوريا كان الخبر رمادياً، وكدنا نتخيل أن الرجل قلق من الدمار ويبحث عن وسلية وقاية. لكن طهران عملت بمبدأ أخلاقي واضح وليس بمبدأ سياسي براجماتي فأعلنت أن زيارة حاكم عمان كانت لمراونها عن نفسها تجاه القطر العربي السوري، اي عرض عليها أن تخون سوريا. طبعا كلنا نعرف أن الرجل خلع اباه بدعم من بريطانيا تماما كما هو حاكم قطر السابق حمد. وحينما اشتعلت ثورة ظفار بقيادة الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير ظفار تجمعت قوى العدوان وهي بريطانيا وشاه إيران والأردن لدعمه لاقتلاع الثوار الذي كانوا قد حرروا ثلثي عمان وجعلوا صلالة مركز قيادتهم ووكانت نهاية للثورة. حاكم عمان لا يستطيع أبداً الخروج على الذين سوَّدوه على الشعب العربي في عُمان، ولذا يلعب دور طابور خامس على الصعيد القومي والإسلامي. وضمن دوره خدمة الصهيونية بالطبع لأن الكيان جزء اساسي للمصالح الإمبريالية في الوطن العربي. أنظروا للصورة المرفقة حيث توضح خيانة هذا الحاكم لقرارات العرب في مقاطعة الشركات ومعه حاكم الإمارات العربية المتحدة في رفع الحظر عن شركة كوكا كولا. هذا الخبر احتفظت به منذ عام 1987 وأنا أدرس في لندن من جريدة The Times. هذا الخبر كان من القضايا التي أعطتنب جرأة تسمية كتابي: “التطبيع يسري في دمكَ” وكأن التطبيع والخيانة مسألة في الجينات. تاريخ الخبر هو 15 تموز 1987 اي اسبوع قبيل اغتيال ناجي العلي على يد المطبعين. ولعل ما يحضرني وأنا اتذكر ذلك المشهد، ، فإني أتذكر أناسا (هو/هي) عاديين ليسوا حكاماً ولكنهم خونة مثل حكام عمان والإمارات. كانوا يندسون لصالح عزمي بشارة على مجلة كنعان لتحويلها تطبيعيا وحين فشلوا خرجوا. لنكتشف اليوم أنهم/ن يعملون لدى عزمي بشارة في قطر. اللافت أن هؤلاء طالما تحدثوا عن ناجي بقداسة في حين كانوا يمارسون الخيانة. معركة التطبيع والمقاطعة هائلة والعمل ضدها هو مشروع تنموي يقوم على إنتاج ما تتم مقاطعته وهو تجنيدالشعب جميعه للنضال اليومي وملىء الفراغ بين معركة مسلحة وأخرى.
■ ■ ■
الصراع: إما من العواصم إلى القدس أو من العواصم والقدس إلى دمشق:!!!
سألني السيد محمد علي حداد أن اضع “لايك” على نشرة جدلية:
عزيزي، اشكرك على دعوتي لكتابة (لايك) على جدلية. الإسم لافت، وكنت سمعت عنها قبل سنوات (على الأقل من الرفيق احمد قطامش-الذي طواه الناس نفاعلا مع طوي الاحتلال له!!!!!!!)، كما تعلم الوقت لا يسمح للمرء بقراءة كل ما يرغب. دخلت على الصفحة، لفتني اسم حازم صاغية، لأنني اعرف عنه كثيرا، قرأت ما كتب عن ما يسمى الثورة السورية وحزنه على عدم حصول العدوان (هو كغيره من الظرفاء مع خطاب المركزانية الغربية و الثورة المضادة يسميها -ضربة). سؤالي للتفكير وليس للترادد والمناكفة: هل لا يزال النظام السوري وحده الذي لم يكن ديمقراطياً؟ وهل فكرتم في ان ما يدور ضد سوريا هو بتكثيف تام: بعد أن كان الصراع وجوبا-وليس تنفيذا بعد من العواصم إلى القدس كما كان يردد الحكيم حبش إن كنتم تعرفونه، فقد اصبح الصراع من العواصم والقدس وكل الثورة المضادة ضد دمشق لبقاء الكيان الصهيوني الإشكنازي؟ وهل اليسار مع الحرية الجنسية أم مع جهاد النكاح؟ وهناك سلسلة تتوالد جدليا من هل وهل وهل…الخ مع الشكر
::::
صفحة الكاتب على الفيس بوك
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.