إزدراءالعروبة من على فضائية العروبة!


أنيس نقاش: العروبة وحدها عنصرية ويجب شطبها

(الحلقة الثالثة والأخيرة)

عادل سمارة

لغم النقاش من الشفهي إلى الكتابي

يعتني هذا الجزء من المقالة ببعض ما ورد في مقالة عن الموضوع نفسه كتبها أنيس نقاش في جريدة السفير، وهي كذلك، إن صح اعتقادي، موقع قومي عربي. ولست أدري إن كانت نشرت رداً من أحد عليه أم لا. (لن أكتب هنا ما قاله لي الشهيد ناجي العلي).

لا تختلف المقالة[1] (السفير 15 أيلول 2013) عن المقابلة التي عالجتها في الحلقة السابقة سوى أن المقالة أكثر احتشاماً وأقل إهانة للقومية العربية.

يبدأ نقاش مقالته بخدمة هدفه الأساس وهو طعن المسألة القومية العربية عبر الهجوم على أحد الأنظمة العربية ذات التوجه القومي العربي فيقول: “فبعد سقوط القبضة الاستبدادية للنظام في العراق، على أثر الغزو الأميركي، شهدنا ولادة دولة منقسمة دينياً ومذهبياً وقومياً”.

 

 طبعا كان بوسعه القول فإثر الغزو الأمريكي…لكنه أصر على وصف النظام بالاستبداد ليصل إلى نتائج يسحبها على ما يريده من الأنظمة؟؟؟؟ وجميعه للإمساك بخناق القومية العربية. كما كان بوسعه القول بأن نظام الرئيس صدام حسين مستبد، ولكنه ليس المستبد الوحيد. ولكن نقاش لم يفعل!. ونحن نقول، بوجوب التفريق بين نظام قومي وموضوعية، الوجود الموضوعي للقومية العربية، والقول ايضاً، ان النظام المستبد كان :

  • وطنيا
  • ولجم الهويات التي فتت العراق بعد الغزو الأمريكي الذي فدم تسهيلات مذهبية محلية عراقية، نعم فتت البلد بمتوالية هندسية. والتي اطلق لها المحتل العنان. بل الغريب أن نقاش حتى لم يذكر بأن الاحتلال أتى لهذه الأغراض.

ويقول: ” والعملية الديموقراطية السياسية في العراق لا يمكن أن تحجب حقيقة ما يجري من عنف طائفي ومذهبي وعرقي وقومي، مع بقاء الاحتمالات مفتوحة على جغرافية تقسيمية، ستقع إذا لم يعكس مجرى الاحداث المزيد من التفتيت وظهور حاد لمطالب الهويات الفرعية نحو اتجاه معاكس لعملية توحيدية جامعة لمصالح الجميع تحت هوية جامعة”.

 

أين هي العملية السياسية الديمقراطية في العراق؟ أليس اساسها طائفي من جهة ويفوز بها من تدعمه امريكا او إيران؟؟؟ فمن ديمقراطية الزيت والسكر وتكفير من لا ينتخب مرشح الإخوان المسلمين في مصر والتي جاءت بمحمد مرسي إلى زجاجات نفط طائفية سنية وشيعية في العراق أو عصبيات قومية متصهينة في كردستان العراق التي أصبحت مثابة إقليم صهيوني وحبذا لو قومي كردي وحسب.

لسوء الطالع، فإن ما أخذه العراق من التجربة الفلسطينية هي عملية إجراء إنتخابات “ديمقراطية” تحت الاحتلال!!! هل هذا مصدر فخر للسيد نقاش.

يخشى نقاش “الهويات الفرعية بحثا عن هوية جامعة”، ولكنه في الوقت نفسه يصر على تذويب احتقاري للهوية العربية بما هي هوية جامعة، جمعت العرب بعد التخلص من الاستعمار العثماني السلجوقي. بل يفك من الهوية العروبية الجامعة جزئها الشامي ليرهنه بهوية جامعة مفترضة مع إيران وتركيا اي مع الهويتين الفارسية والعثمانية وذلك مع إبقاء تلكم الهويتين على تماسكهما بل ومع الإبقاء على الأرض العربية المحتلة منهما (الإسكندرون من قبل تركيا والأهواز من قبل إيران) وبهذا فهو يُضيف إلى ذلكم الجزئين الشام نفسها.

كما يتعرض نقاش إلى المشهد الكردي ليكون جزءاً من هذه الهوية الجامعة. وبالطبع من قال بأن الأكراد سوف يقبلون بهذا، وحتى الأتراك والإيرانيين؟ هل يهدف الرجل لهوية إسلامية مجددة لهذه الكتل؟ وإن حصل، ما مصير العرب المسيحيين إذن، بغض النظر قلوا أو كثروا؟ أم سوف يُذبحون كما حصل للأرمن على يد الأتراك، وللمسيحيين العرب في العراق على يد القاعدة ولكل السوريين على يد جبهة النصرة والجيش الحر…الخ وهل ستبقى ضمن إطار الهويات الدينية!

وأعتقد أن المشهد الكردي سيكون كالمشهد العربي شديد الاعتراض على مشروع نقاش هذا، لأن الأكراد باتجاه الدولة الكردية كأمة. والطريف، أن نقاش تماماً كالاستعمار، لا يتحدث عن القمع الذي وقع على الأمة الكردية إلا عن الجانب العربي منه، وكأن اكراد تركيا وإيران هم الصفوة أو النخبة الحاكمة في تلكم البلدين. هذا مع العلم بأن العراق القومي قد أعطى الأكراد حكماً ذاتياً بينما منعت تركيا مجرد استخدام اللغة الكردية! أما في الحالة الأمازيغية، فينقض النقاش على القومية العربية كما لو كانت الأنظمة العربية هناك هي التعبير الفعلي عن القومية العربية، ما علاقة زين العابدين والغنوشي وملك المغرب بالقومية العربي؟.  حتى الآن ثورة عزمي بشارة في تونس أنجبت جهاد النكاح في سوريا، تماما كما أدواته في فلسطين أنجبت اولاد الموشاف والكيبوتس.

إن ما يحل هذه القضايا ليس نقل الحالة الراهنة إلى هوية مركبة متناقضة كالتي يطرحها نقاش، بل إعطاء كل قومية فرصة الانفصال والتوحد الذاتي، ومن ثم فرصة أن تقرر أين تتجه، وليس اصطناع هوية جامعة لمتناقضات. ولعل ما يكشف عمق هذه التناقضات أنه بقدر ما هو حزب العمال الكردستاني تقدمي، بقدر ما هي كردستان العراق صهيونية.

ويواصل نقاش قوله: “في سوريا المشهد ليس أقل خطورة، بل يقارب الفاجعة العراقية وبسرعة قصوى. أصبح من الحديث عن ثورة في هذا البلد بعد أن توضحت حقائق مجريات الأمور باهتاً. البلد يتفكك طائفياً ومذهبياً، مع ظهور للمشهد الكردي القومي المختلف، والمنفتح على احتمالات الضم والفرز كافة مع أكراد المنطقة.”

إن تفكير نقاش هنا تفكير يتطابق مع علياء السيد الاستعماري الذي يصوغ للمتخلفين ما يقيهم شر تورطهم ومآزقهم وخاصة المشهد الكردي الذي يريد الرجل لملمته نيابة عنهم. ولا ينتبه نقاش أن الخراب في المشهدين السوري والعراقي لم يكن بفعل داخلي بقدر ما هو بفعل خارجي عدواني.

صحيح أن الديكتاتوريات كانت في العراق وسوريا، ولكنها لم تكن طائفية قط. ولم يكن كل العرب متمتعين بخيراتها كما يزعم نقاش، وكان القمع والاستغلال عابر للطوائف والمذاهب والقوميات كان في الأساس طبقياً.

ويقول: “إذا كان سيل الدماء وحدة العنف والاستقطاب في المشرق، يمنعون الرؤية الواضحة لحقيقة ديناميكية ومؤثرات الاحداث الحقيقية، فإن نظرة لما يجري في شمال افريقيا والمغرب العربي حتى الساحل، قد تعطينا صورة أوضح وأسهل لطريقة علمية في فهم الأمور ومجرياتها.

ما يهمنا في هذه الفقرة فقط إقرار نقاش بأن هناك شيىء عربي اسمه المغرب العربي…شكراً، فلماذا يدفعنا في بلاد الشام للاندماج في هوية جامعة لا عربية، والله يعلم إن كان الشركاء فيها سوف يقبلونها اساساً. وإذا كان نقاش يرى بأن علاقة جديدة ما تتطور بين سوريا وكثير من العرب وإيران وهذا صحيح وجميل، وإذا كان يرى هذه العلاقة صالحة كارضية لتحالف عميق، فإن العلاقة مع تركيا معاكسة تماماً. ثم هل تركيا اقرب إلى المشرق العربي من المغرب العربي؟ ولا حتى إيران اقرب.

لعل ما يلي يبين مدى استخفاف نقاش بواقع الأمور: “فمع غياب الانقسام السني الشيعي في تلك البلدان، نلحظ بروز الهويــة القبلــية والعــشائرية والجهــوية التي تلــعــب دوراً أســاسياً في ليبيا، أو في سيناء وفي النوبة في مصر ما بعد الثورة، ودوراً للطوارق والأمازيغ في المغرب العربي ومالي، كل ذلك على حساب الهويات الجامعة التي كانت تجمع كل هذه المكونات تحت حكم الاستبداد“.

إذن مسألة التفتيت هي المشكلة وليست التنوع في المشرق، كما أن مسألة التفكيك القسري للدولة الوطنية أو القُطرية هي السبب في المغرب وحتى في المشرق. وهذا يبين ان التفتيت ليس دينامية محلية ذاتية ويؤكد أن الدولة القطرية والهوية العروبية قادرة على حسم هذه الأمور. ولو كان نقاش أكثر جرأة بدل أن يكون أكثر تطاولاً، لنظر إلى الوضع العربي في حقبة الناصرية حيث كانت كافة هذه الهويات كامنة عن ضعف وليس عن مكانة أو أحقية. ولذا، كان لا بد للغرب الراسمالي أن يحطم الناصرية ليفتح الباب لرقص الشياطين. وهذا يعيد التأكيد على أن بوسع العروبة احتواء هذا جميعه، وربما هذا ما يقلق نقاش من أن تنحو سوريا منحى ناصريا لاحقاً فاخذ على عاتقه وضع الألغام في طريقها عبر مظهر الناصح والخبير والمحب.

ويواصل نقاش هجومه على القومية العربية حاصرا إياها في الأنظمة:

“يظنّ البعض، من الذين يتصدّون للدفاع حقاً عن مصالح الأمة، ان الحفاظ على العصبية الجامعة لفئة ما، مع التزامها حق الدفاع هذا، هو خير وسيلة لحماية المشروع المقاوم.العلم يقول إن العصبية مهما كانت إيجابية تخلق ضدها، وبالتالي تزيد من حدة الصراعات المذهبية والعرقية. المقاومة الجزائرية التي جمعت العرب والبربر ضد الاستعمار الفرنسي أصيبت بنكسة الصراع القومي العربي البربري عندما لم يراعَ هذا المكون بإعادة صياغة الهوية الجزائرية. المسألة ليست في المسائل الدينية والمذهبية فقط، بل هي مرتبطة بالمكوّنات العرقية والقومية في كل حيّز جغرافي سياسي مشترك. هذا هو حال الأكراد، مع تغاضي القوميين العرب والبعثيين عن هويتهم من خلال إظهارهم للمكوّن العربي في هوية بعض الأقطار ونفي المكوّن الكردي فيها.

 

يرفض نقاش قراءة الصراع العربي البربري على أرضية خطورة الدولة القُطرية، وارتباط كثير من الإثنيات والقوميات بالمستعمِر وخاصة النخب الكمبرادورية اقتصاديا وثقافيا، الكمبرادور الثقافي. فهذه الأنظمة لم تكن ممثلة للقومية العربية، بل لا تطرحها. وتكفي مقارنتها بالطرح الناصري. هل بوسعه القبول منا أن نقول بأن حكومة أردوغان تمثل الشعب التركي بما تفعله؟ حينها سيقول لا، فلماذا يسحب الأمور على العرب وحدهم؟

ومن جهة ثانية، فإن الخبير الاستراتيجي قد تجاهل الاقتصاد السياسي وبالطبع مضمونه الطبقي، فليس كل شيء هو معرفة حجوم آبار النفط والغاز وطرق تسييلها إلى أوروبا واستلحام قطر على تدمير سوريا ليجري سائل النفط عبر سوريا إلى أوروبا على حساب سائل الدم. ليس الأمر برسم الخرائط والتاشير عليها بعصا الجنرالات!!! بل الأمر هو في الاقتصاد السياسي، المصالح والطبقات.

وهنا نلفت الانتباه إلى التجزئة من جهة ووظيفة الكمبرادور من جهة ثانية. لقد قامت فرنسا بفبركة مؤتمر طنجة 1956 ومنح استقلالات شكلية لتونس ومراكش مخافة أن تمتد إليهما الثورة الجزائرية فتجد نفسها أمام مغرب عربي موحد. ومعروف أن فرنسا عرضت على بريطانيا الوحدة عام 1956 (اي قبل مجرد الحديث عن اتفاقية روما 1958 لإنشاء السوق الأوروبية المشتركة) وذلك كي تشاركها بريطانيا في العدوان على مصر الناصرية لإسقاط النظام الناصري الذي كان يسند ظهر الثورة الجزائرية التي كانت جزائرية عربا وأمازيغ. فمن توحد في التحرير لماذا لا يتوحد في التنمية لولا الكمبرادور والدولة القطرية؟؟ ومعروف كذلك أن الجزائر في فترة بومدين كانت تتجه إشتراكياً، ولكن نفس الخلل الذي لحق بالموجة القومية الثانية هو الذي لحق بالجزائر فسيطرت طبقة الكمبرادور وتورطت الجزائر منتقلة من التسيير الذاتي إلى التبعية الاقتصادية والتبادل اللامتكافىء. فليست المشكلة في القومية العربية هناك ولا في الأمازيغ وإنما في المسألة الطبقية، في الاقتصاد السياسي للطبقات الكمبرادورية. وهنا أُحيل الاستراتيجي نقاش على كتابات فرانس فانون قبل أكثر من خمسين عاماً.

إن من حق الأمازيغ أن ينفصلوا، وهذا سوف يدفعهم إلى دورة طويلة من التبعية للغرب الراسمالي وسيطرة كمبرادور محلي هناك ليعودوا بعدها إلى علاقات تحالفية مع العرب.

وكعادته يعود نقاش للهجوم على القومية العربية، وخاصة حزب البعث في العراق والشام فيما يخص الأكراد، وكأن ليس أكراد تركيا أكثر عدداً وعرضة للفتك مقارنة مع أكراد العراق. أما في إيران فلا نسمع لهم صوتاً؟!!! أما أن يشتم نقاش الناس في بيتها، فهذه ديمقراطية سورية خاصة.

ورغم موقف نقاش لصالح سوريا ونقده للنظام التركي، إلا انه في هجومه على القومية العربية يقول، كان على العرب العمل مطلبيا مع تركيا، اي المطالبة بحقوق وليس الانفصال؟ وهذا يكشف القاع الإسلاموي العميق للرجل متجاهلا أن تركيا هي دولة استعمرت الوطن العربي باسم الدين لأربعة قرون. وهي مدة إكتفى بها معظم الأتراك ولم يكتفي بها أنيس نقاش! ولكن اين يستقر إسلام نقاش؟ في إسلام تركيا أم الوهابية أو الإخوان وحبذا على الأقل لو يستقر في إسلام إيران، إن كان ولا بد؟

ويضيف: “في ليبيا مع وجود دين واحد ومذهب واحد وقومــية واحــدة باستثناء الطوارق، فإن الهويات القبلــية والجهــوية ارتفــعت إلى أعلى مستوى عنفي تشهــده هذه البــلاد بين مكــونات الشــعب الواحد. كل ذلك بسبب غياب المشروع الجامع الذي يضمن مصالح الجميع ولا يترك مجالاً للخوف من المستقبل عند مكوّن ما، بل يستبدل ذلك بالأمن والأمل للجميع من خلال الخطاب الجامع والموحّد.

ولكن نقاش لم يقل لنا كيف ارتفعت هذه الأمراض والأوبئة كلها. أليس ذلك بعد الاحتلال الغربي الراسمالي لها وتدمير البلد؟ وليسأل القارىء نفسه: ترى هل كان نقاش في بداية العدوان مع احتلال الغرب ل ليبيا؟ هل كان ممن هتفوا لثوار الناتو كإسلاميين حنفاء بينما طائرات الناتو وقطر والإمارات والسعودية تناكح السماء!!! ما اكثر الذين يبكون ليبيا اليوم، وهم انفسهم الذين ابتهجوا لاحتلال ليبيا كما احتلال العراق؟ شكرا للتكنولوجيا التي تحوي توثيقا بالصوت والصورة للكثيرين!!!

ولكن الشكر الحقيقي لمواقع الإعلام اليسارية الغربية التي كشفت أن ليبيا الديكتاتور القذافي لم تكن البلد الوحيد الذي لا توجد فيه تعددية حزبية وعقيدية، ولم تكن البلد الوحيد الذي لا مكان لشيوعي ان يعيش فيه يوما واحدا!!!ولكن، ليبيا كانت على بضع خطى من إقامة صندوق نقد إفريقي، الدينار الذهبي وهي الأرصدة التي سرقها الغرب بين عشية وضحاها!! لصوص بلا مواربة، ، وبأن ليبيا التي اقامت النهر الصناعي العظيم واصر الناتو الإسلامي على تدميره وكأنه سلاح تدمير شامل. فليس العقيد هو الذي فتت ليبيا[2].

ويواصل نقاش بالقول:

“المشروع الجامع يجب أن ينطلق من استراتيجية بلاد الشام، وقد اخترنا له هذا الاسم لأسباب عدة:
أولاً، يجب أن يتصدى للمشروع الصهيوني الذي هو مشروع احتلال استيطاني، له أبعاد استعمارية وامبريالية دولية من خلال امتداده عبر تاريخيته من الاستعمار القديم إلى الاستعمار الجديد المتمثل بالهيمنة الأميركية، مما يجعل من الصراع مع هذا المشروع بداية التحرر من الهيمنة الخارجية وبناء المصالح المستقلة والهوية الإقليمية الحرة”.

إن نقاش هنا يقوم برثي وتجديد قميص عثمان كما سابقيه. فلست أدري قط إن كان هناك اي عربي ثوري أو عميل لم يضع فلسطين على قمة كلامه. ولست أدري كيف سيقوم نقاش بتحويل تركيا التي يخترقها الصهاينة من طرفها الأوروبي إلى قفاها الاسيوي (تماما كما يفعلون بنساء جهاد النكاح)[3]، كيف سوف تنخرط في هوية مع استراتيجية بلاد الشام؟ بل حتى بلاد الشام نفسها، هل لبنان والأردن وحتى الحكم الذاتي ليست قلقة على فلسطين؟ وهل هذه الكيانات وتركيا وحتى إيران أكثر حرصا على فلسطين من مصر؟

ولست أدري لماذا يصر نقاش على حرمان العنصريين الصهاينة من دولتهم الدينية بينما يبيحها لعقيديته:

كما أن الصراع مع هذا المشروع العنصري الذي يُصرّ ليس فقط على الاستيطان وطرد الآخر بل على الاعتراف به كدولة عنصرية دينية متفوقة في ممارساتها على بقية مكونات الدولة ومتسلطة على بقية دول وشعوب الجوار”.

صحيح أن الكيان هو الدولة الدينية الأولى في المنطقة والعالم بمفهوم الدولة العصرية، وهودولة دينية بدون بنية قومية، فهو مثل “ثوار” سوريا من قرابة مئة قومية. ولكن الهوية الجامعة التي يطرحها نقاش لبلاد الشام وتركيا وإيران والأكراد هي أيضا هوية دينية من نوع ما! فلو رفض نقاش وجود الكيان الصهيوني بما هو استيطاني اقتلاعي لقلنا هذا عين الصواب، أما أن يضن عليه بدينيته ويتبرع بها لغيره، فهذا موقف طريف! إن الخلافة الإسلامية التي يرى كثيرون بانها سوف تلتهم عشرات القوميات هي غير قابلة للتحقق، هي طوبى لا اكثر. وهي نفسها التي تمنح الصهاينة فرصة ذهبية ليقفوا ذات يوم في الأمم المتحدة ويقولوا: نحن مع دولة “للأمة” الإسلامية، فيا ايها المسلمون، إعطونا دولة لليهود!

ويضيف: “من هنا تأتي أهمية مقاومة هذا العدو على صعيد أبناء بلاد الشام الذين يجب أن ينتقلوا من مستوى التنسيق إلى مستوى المأسسة الجامعة، كي لا يبقى مجال للاختراق السياسي والتعبيرات الفئوية التي يمكن أن تضرب هذه القوى بعضها ببعض”.

 

لست أدري على ماذا يرتكز الرجل في اختراع ابناء بلاد الشام؟ ما هذه النزعة العنصرية والتفكيكية عن العمق العربي؟ وما هذا التجاهل للتاريخ المشترك قديمه وحديثه مع العرب؟ ألم تدخل مصر عدة حروب لتحرير فلسطين، فلماذا يخرجها نقاش من المعركة تساوقا مع ما فعل السادات ومرسي لاحقاً؟ ثم اليس سليمان الحلبي سوريا وجول جمال سوري وإن كان “كافر نصراني”! أي خلط للأوراق هذا؟

في بعض اللحظات يقارب الحقائق نقاش كأن يقول:

 “كما ان اتساع جبهة الصراع وسقوط خطوط حدود «سايكس بيكو» نتيجة لانتقال القوى المتصارعة عبر الحدود واتساع جبهة المقاومة، قهراً، إلى الحدود السورية مع العدو الصهيوني، يحتم رسم مثل هذه الاستراتيجية المقاومة على صعيد الإقليم الجامع في الجغرافيا والإطار الجامع في المأسسة.

 

هذا صحيح فيما يخص انخراط حزب الله في الدفاع عن سوريا علماً بأن هذا الموقف المشرف  لا يعني ان الجيش العربي السوري ضعيفاً. ولكنه إسقاط ل سايكس-بيكو من منظور عربي وليس شامي فقط. ويقابله بالطبع إسقاط بالمعكوس ل سايكس-بيكو بمفهوم الدين السياسي بدءا من تدفق المسلحين من الشيشان إلى الصومال إلى سوريا، وصولا إلى تدفق مجاهدات النكاح[4]. ولولا خلع مرسي لكانت مصر اليوم تتصدر العدوان على سوريا. لذا، فاستراتيجية المقاومة ليست شامية بحتة ولن تكون هكذا.

وهكذا يصر باسم المقاومة على إخراج العرب من معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني، بل ويحصر الصراع في إطار المقاومة الموجهة فقط ضد الكيان الصهيوني فيقول:

“إن إعادة بناء الأطر المقاومة للمشــروع الصهــيوني عــلى هــذه الأسس الجامعة في بلاد الشام يجعل من هذه المنطقة نقطة استقطاب، وقيادة محورية جامعة موحدة لباقي اطراف المكونات الاجتماعية والسياسية والدينية والمذهبية والقومية حتى، خاصة إذا ما وضع مشروع المقاومة ضمن الإطار الأوسع لمشروع الكونفدرالية المشرقية.

 

فهو يؤكد موقفه هنا بأن توسيع المقاومة سوف يكون في أعلى أحواله باتجاه الكونفدرالية المشرقية. اي يقوم بتكليف تركيا وإيران بمقاومة الكيان الصهيوني بديلا لمصر والجزائر مثلا! جميل، وإلى أن يقوم الناتو بإصدار ورقة الطلاق لتركيا، يكون تحرير فلسطين قد نضج!

لا أود هنا، إتهام نقاش بأنه إسلامي بمعنى الدين الإسلامي السياسي بالضبط والتحديد، وإن كان ما يكتبه يشي بذلك. فهو لا ينظر إلى الصراع من مدخل مركزه، اي الصراع مع النظام الرأسمالي العالمي، وبأن الكيان الصهيوني جزء منه. هذا وكأن تحرير فلسطين (طبعا على يد تركيا) سينهي الصراع في المنطقة؟ وربما كان نقاش على حق. فإيران ليست محتلة من الغرب الراسمالي ولا تركيا، فلماذا تقاتلان الغرب خاصة إذا ما تمكنتا من تخليص فلسطين من الصهاينة شكلاً ولتأكلا مقابل ذلك كل بلاد الشام!!! وهو على حق أكثر لأنه لا مشكلة له مع الراسمالية، بمعنى أنه حين تتصالح مشرقيته مع المركز الإمبريالي الغربي، تنفتح الأسواق على بعضها ويعم الخير على الجميع لا استغلال ولا طبقات ولا فقراء ولا عمال ولا كادحين! إنها طبعة محلية من نهاية التاريخ.

ويضيف:

لقد قدّرت لي فرصة خوض حوار في الثمانيــنيات مــن القرن الماضي مع قوى ثورية في أوروبا كانت تسعى للانفصــال عــن فرنســا واسبانيا وحتى داخل ايطاليا، وكان الصراع حينها مسلحاً وعنيفاً تحت شعارات الانفصال. وكانت حجتي بالحــكم علــى فــشل مثل هذه المشاريــع، وبرغــم تعاطــفي الثــقافي والتاريخي مع هــذه المكونات، ان مشاريع الانفصال لا مكان لها على سطح الجغرافيا السياسيــة عندمــا يكــون هنــاك مشــروع وحــدوي جــامع يتجــاوز هــذه الفئويــات الساعيــة إلى الانفصــال كــي يضــم بلدانــها مــع بلــدان اخــرى، وان حتمــية مصـلــحة الاقاليــم المكونــة للــوطــن الواحد كافة هو بالانضمام لهذا المكون الأكبر، فكيف تسعون للانفصال؟
أثبتت التجربة والحراك التاريخي ومجرى الأمور، ان الفكرة الاوروبية الجامعة لم تمنع فقط الأفكار الانفصالية من التحقق، وأدّت إلى تراجع حدة الصراع الايرلندي والكورسيكي والباسكي فقط، بل أدت إلى طموح دخول شعوب اخرى إلى هذا المكون الاوروبي لأن المصلحة كانت تقتضي ذلك.

ليس جديدا اختراع العجلة الآن. فالكتل الكبيرة تغري الصغيرة على الإلتحاق بها أو تضعها أمام خيار الإلتحاق فقط. فلماذا يبخل على الوطن العربي بالتحاق أقليمه (الشامي) به؟ كل الأوطان لها هذا الحق سوى العرب الذين يصر نقاش على إلحاق إقليمه الشامي بتركيا وإيران؟

ويواصل “ان منطقتنا اليوم امام خيارين لا ثـالث لهــما، أما الاستــمرار بالانتحار تحت سقف الهويات الفرعية، او السعي إلى بلورة مشروع كونفدرالي جامع، لا يدخل في صراع تغيير الحدود السياسية الحالية، بل تخفف من أهميتها وحدتها من خلال الحدود الكونفدرالية الاوسع. مشروع يراعي مصالح جميع مكونات شعوب المنطقة الاثنية والقومية والدينية والمذهبية من خلال تظهير أهمية المصالح المشتركة والفوائد الجامعة التي تعود بالخير على الجميع، وأهمية حفظ غنى التنوع الثقافي والديني والاقتصادي الذي يقوى به الجميع ولا يضعف به احد.

لست أدري إن كان نقاش يتلاعب قصدا لتمرير فكرة خبيثة في راسه، أم هو (رغم انه خبير استراتيجي) لا يسيطر على ما يقول. فمن هي وما هي ما يسميها “منطقتنا”! حتى الآن هو يقصد الشام وتركيا وإيران والأكراد، أما بقية العرب فإلى الجحيم!! ومما يؤكد استنتاجي هذا ما

يقوله بعد ذلك:

“علينا أن نعلن أن القومية العربية كعصبية وكمشروع سياسي ليس له مكان في حراكنا المستقبلي، بل إن العروبة هي لسان وثقافة وليست عرقاً جامعاً او سياسة تجاه القوميات الأخرى. ومن هنا تبدأ المصالحة مع القومية الكردية والتركية”.

لهذا إذن يريد نقاش الإبقاء على الكيانات السياسية، الحدود السياسية، مع أنه في مكان سابق يتفاخر بإلغاء سايكس-بيكو!! عجيب، ماذا يريد إذن؟ فالكيانات السياسية في الوطن العربي برأيه هي إذن قوميات قائمة بذاتها، قومية مصرية واخرى سورية وأخرى جزائرية وأخرى سعودية…الخ ولذا عليها أن تنضم إلى إمبراطوريته وهي مجزأة تماما كما كانت السناجق خلال فترة الاحتلال العثماني وكما هي في فترة الاستعمار الغربي حسب سايكس-بيكو التي في مكان آخر يلعنها ولكن كي ينتج طبعة مثيلة لها. يقوم مشروعه على تصفية القومية العربية، وحينها يهتف نقاش بأن المصالحة قد بدأت بين القومية الكردية والتركية على جثة القومية العربية. ولا ندري إن كانت القومية العربية هي سبب اضطهاد الأتراك للأكراد؟؟ أما أن القومية العربية ليست عرقا جامعاً، فهذا أمر يحتاج إلى فحص DNA لنفحص الأتراك أو الإيرانيين أو حتى الشوام!! والغريب ان نقاش لم يستخدم الفزاعة الأكثر تفاهة ضدنا وهي أن العرب ليس لهم تاريخ مشترك. وربما يعود ذلك لأنه كيميني يخاف من التاريخ بما أن كثيرا من الماركسيين الحقيقيين يرتكزون في تحليلهم على التاريخ.

ويواصل نقاش استخفافه بكل شيء ليصل إلى التناقض التالي:

“إن بلادنــا العربــية وخاصــة سوريــا والعـراق ولبــنان هــم أكــثر الدول المستفيــدة من مشــروع كــهذا. ففــيه الحــفاظ عــلى ما تبــقى من وحدة أراضيهم وفيه السلم الأهلي والقضاء على الصراعات المسلحة بين مكونات اجتماعهم، وفيه مصلحــتهم الاقتصادية أيضاً.

إذا كان نقاش عربياً، وإذا كانت بلاد نقاش العربية هي أوسع من سوريا والعراق ولبنان (طبعاً يحذف الرجل الأردن وفلسطين)، ولكن من هي الأقطار العربية الأخرى؟ وطالما هناك اقطار عربية أخرى، فمن الذي خوَّل نقاش بأن يختار ثلاثة قطريات فقط، ويهمش أو ينفي الأخريات؟ ولماذا لا يكون ديمقراطيا بما يكفي ويقول، بأن من حق العرب أن يقرروا مشروعهم سواء كان وحدويا او فدراليا او كونفدراليا ومن ثم مع غيرهم أم لا؟ ماذا سيقول لنا نقاش كعرب إذا ما اخترنا التحالف مع إيران ورفضنا تركيا!! هل سوف ننال منه “علقة”؟

قد أختم بالتذكير، بأن هذا التعاطي التجزيئي، التعاطي بالقطعة مع الوطن العربي من قبل نقاش، لا يبتعد كثيراً عن تعاطي المثقفين الصهاينة المستنيرين مع القضية الفلسطينية حيث يطرحون في الغالب شكلين من إنهاء الصراع:

  • إما إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والصهاينة كما يطرح إيلان بابي ونوعام تشومسكي،
  • أو كما يطرح موشيه ماخوفر وتمفصلات متسبين، (منطقة الشرق الأوسط)، اي ان المهم لا وطن عربي ولا قومية عربية.

وإذا كان الشيى بالشيىء يُذكر، فإن طرح أحد الفلسطينيين ل مفهوم بر الشام (إبراهيم الدقاق[5]) وهو يقصد اندماج فدرالي بين سوريا وفلسطين (بما فيها الكيان الصهيوني) والأردن ولبنان في فدرالية واحدة يتقاطع كثيراً مع نقاش. جميل والله حقاً، حين يتقاطع ولو لا مباشرة الإسلامي النقاش والشيوعي الدقاق، بغض النظر عن أن نقاش لا يطرح اندماج الكيان كما هو، ربما ليس كما هو!!!

ويكتمل الفريق، الشيوعي والإسلامي مع اللبرالي الفلسطيني رجا خالدي، الذي طرح منذ عدة سنوات اندماج الفلسطينيين اقتصاديا مع الكيان الصهيوني، اي ردد تماماً ما يطرحه بنيامين نتنياهو، ويكرره اليوم جون كيري. في مقالته لكتاب الإقتصاد الفلسطيني، اربعون عاما على الإحتلال…اربعون عاماً من إحباط التنمية، المؤتمر السنوي ل ماس، 4-5- كانون الأول 2007. اتخذ رجا خالدي منحىً تقنياً انتهى به إلى جزء من المشروع التطبيعي للكمبرادور الفلسطيني. فرغم أن مساهمة رجا خالدي في الكتاب هي اقتصادية بالمقصد، إلا أنها محكومة بموقف سياسي مسبق، يظهر في الورقة أكثر من الإقتصادي، وهو موقف حصر الصراع في نطاق فلسطيني إسرائيلي وليس عربي إسرائيلي، واعتماد حل سياسي للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سواء بانفتاح اقتصادي بين المجزءات الفلسطينية الثلاثة، كما كتب، (الضفة، والقطاع، و فلسطينيي 1948) والكيان الصهيوني، او دولتين أو دولة واحدة. وهذا موقف التيار السائد في السياسة الفلسطينية، تيار التسوية، وإن اتخذ محاولة اقتصادية بحتة تحاول، دون نجاح، المباعدة ما بينها وبين الموقف السياسي التسووي.

لعل ما يهمني هنا، هو أن الإقتصاد الصهيوني قام على وراثة الوطن الفلسطيني، وهو ما لم يحاول رجا خالدي تبيانه على الأقل لتفسير “نمو” الإقتصاد الصهيوني. كما لم يحاول التنبه إلى أن العلاقة المشتركة او الوحدة بين اقتصاد/ات متخلفة وآخر متقدم سوف تُبقي المتخلفة تابعة للمتقدم إلى ما لا نهاية. ومن هنا ألحق الكاتب دراسته الإقتصادية بموقفه السياسي.

وحتى حين يقترب من إفقار الفلسطينيين (ص9) فهو يحصر ذلك في الفلسطينيين الباقين بعد احتلال 1948، متجاهلاً التطهير العرقي عام 1948. وقد أُجازف بالقول، انه ما من اقتصادي صهيوني كتب في هذا الأمر دون أن يحاول ولو بسطر واحد الزعم بأن فلسطين، هي “ارض إسرائيل” ويزعم البعض منهم وجود “رابط متواصل بين صهيونية اليوم والقبيلة العبرة قبل ثلاثة آلاف عام!

وفي تماهيه مع خط سلطة الحكم الذاتي ومفاوضاتها مع الإحتلال (ص 15) يُجيز الكاتب مسألة تبادل السكان، والتي هي تجسيداً لخلق دولة لليهود فقط من جهة، ومن جهة ثانية، هي تأكيد على أن ما تقوم عليه هذه الدولة هو لليهود، وليس للفلسطينيين سوى ما قد تُقام عليه دولة لهم!

يضيف خالدي:

“…وفي الحقيقة، فإن تحليل الإقتصادات الفلسطينية في المناطق بمعزل عن بعضها البعض، وعن علاقاتها المشتركة مع الإقتصاد الإسرائيلي/اليهودي هو دور إيديولوجيات قومية مضى زمانها” (ص 30).

يا إلهي، أليس هذا ما يقوله أنيس نقاش!!!

وهكذا، في الوقت الذي تعلن الدولة الصهيوينة عن “ضرورة” التخلص من فلسطينيي 1948 لإقامة دولة يهودية نقية، بزعم ان اليهود في فلسطين أمة وبالتالي لها قوميتها، وأنه لتحقيق الدولة اليهودية النقية، لا بد “برأي” القيادة الصهيونية من تكوين “دولة” فلسطينية، يصر رجا خالدي على إلحاق الفلسطينيين بالإقتصاد الصهيوني. (ص 31)، وعلى السقوط في شرك كثير من تمفصلات اليسار المتهود والتروتسكاوي الذين يتفاخرون بالموقف ضد القومية، في حين لا يجرؤون على قول كلمة واحدة بأن هذا الكيان هو تجميع من مخاليط عالمية لا يجمعها سوى الدور الكولونيالي لهذا الكيان.

وهكذا، تقود المهنية الإقتصادية، رجا خالدي، إلى تناسي البعد الوطني الفلسطيني وخاصة حق العودة، وحتى إغماض العين في معالجة إقتصاد الفلسطينيين والإقتصاد الصهيوني في السياق، على الأقل، العربي، والإقتصاد العالمي.

وأخيراً، وبعد أن بدأت بالشام وانتهيت بفلسطين، وهكذا يجب، لقد حاولت قراءة النقاش بحسن نية، فلم أستطع، تماماً كما لم أستطع اعتماد حسن النية لدى سماعي كثير من المحللين الذين يؤيدون المقاومة والممانعة ولكنهم يعجزون عن كتم أو كبت أو مداراة عواطف طائفية ومذهبية وشوفينية. في خضم الصراع على إعادة تفتيت الوطن العربي، لا ارى ما قاله النقاش وأولئك مجرد فلتات كلامية، بل نتاج فكر مبرمج وممنهج، ولذا، فهي أخطر من فلتات السيوف.

 


[1] انيس نقاش: “من استراتيجية بلاد الشام الى الكونفيدرالية المشرقية” على الرابط التالي:

http://www.assafir.com/Article.aspx?ArticleId=1289&EditionId=2565&ChannelId=61970#.UkIeqxCNAfc

 

[2] أنظر عادل سمارة، ثورة مضادة إرهاصات أم ثورة، مصدر سبق ذكره.

[4] هناك مأزق جديد لحكومة النهضة في تونس. فيعد أن ارسلت النساء المسكينات مخدرات بالدين السياسي إلى سوريا، بدأت بالعودة حواملاً بأجنة معولمة!!! وبأمراض معولمة!!!

[5] أنظر أنظر مقالة غبراهيم الدقاق :مستقبل الاقتصاد الفلسطيني ورقة مقدمة للنقاش في الملتقى الثقافي العربي بالقدس يو 11 آب 1988، وانظر نقد الورقة في كتاب عادل سمارة، التنمية بالحماية الشعبية، 1990 ص ص 47-55. اقرأ النص الكامل للكتاب على الرابط التالي: http://kanaanonline.org/books/?p=50