التطبيع مع إسرائيل خيانة

محمود فنون

 

هل تعرفون أبطال الحوار الأكاديمي ؟؟؟ هم الذين فتحوا باب علنية الخيانة

مقتطف من مقالة قديمة لي بعنوان المفاوضات والشق الثاني من وعد بلفور في 15/8/2013

“ماذا يعني الإعتراف بإسرائيل؟

أولا وقبل كل شيء فإن الإعتراف بإسرائيل لابد حكما أن يمر من باب الإعتراف بوعد بلفور الذي صدر عن وزارة الخارجية البريطانية  عام 1917م، وبصك الإنتداب الذي منح لبريطانيا من عصبة الأمم عام 1922م وذلك على إعتبار أن هذه الوثائق هي الأساس ” القانوني ” الذي ضمن إنشاء دولة إسرائيل ، والذي تضمن نصا صريحا بأن يكون في فلسطين وطن قومي للشعب اليهودي . هذا الوطن القومي الذي أقيم عام 1948 رسميا باسم دولة إسرائيل .

إن هذا يعني حكما وكما تنص كل تصريحات المسؤولين المعنيين أن دولة إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وهذا ما يسمونه بيهودية الدولة .

إن الإعتراف بوعد بلفور وصك الإنتداب البريطاني  هو ممر إجباري لمن يعترف بإسرائيل ولمن يتمثل السياسات الأوروبية والأمريكية في بلادنا من ساسة ومثقفين ومتنفذين .”انتهى المقتطف.

بدأ الإعتراف بإسرائيل من خلال الإعتراف وقبول وعد بلفور .

وكان الأمير فيصل بن الحسين إبن امير مكة في حينه هو من أوائل المبادرين لهذه السفالة .

وتبعه  أمير شرق الأردن  وملك السعودية وحكام العراق وكل حكام العرب التابعين لفرنسا وبريطانيا في حينه وكانوا جميع الحكام .

كانوا يتماهون مع مقاومة الشعب الفلسطيني ويخونوها .

هذا على المستوى الرسمي العربي.

على المستوى الفلسطيني : كان أنصار العصبة الشيوعية مساهمين مع الصهيونية فعليا ويظهرون تناقضا طبقيا معها .

بعد ذلك جاء اعترافهم بقرار التقسيم الذي يعطي حصة الأسد من فلسطين لليهود .

إن هذا يعني إعترافهم وقبولهم بأبشع جرائم العصر ضد الشعب الفلسطيني :

يعني الإعتراف بحقهم في جلب مزيد من المهاجرين اليهود إلى فلسطين وإغتصاب مزيد من الأراضي من أيدي أصحابها لإقامة المستوطنات والمشاريع الأخرى عليها أي تهويدها وليس فقط حيازتها.

وهذا بالضرورة يقتضي استخدام القوة والمحاكم والسجون … كشرط من شروط النجاح أمام مقاومة الشعب الفلسطيني كشعب وومقاومة أصحاب الأراضي من الفلاحين الصغار أو الفلاحين المعتاشين منها ..

وبالضرورة تهجير الشعب الفلسطيني  من أجل أن تكون فلسطين لليهود كما نص وعد بلفور وصك الإنتداب ..  وهذا ما حصل فعلا طوال الوقت وكانت ابرز تجلياته عام 1948 م

وكان جزء من قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية وبالأحرى المتسلقين على مراكز القيادة ، كانوا متفاهمين مع الإنجليز ومتعاونين مع الصهاينة أمثال النشاشيبي وأسعد الشقيري …

والجزء الآخر كان متواطئا ويمكن أن يكون غبيا مثل كاظم الحسيني أومذبذبا  هنا وهناك أو متفاهما مع الإنجليز مما يفيد المشروع الصهيوني مثل الحاج أمين الحسيني وآخرين .

بعد ذلك جاءت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية  ومن موقع قيادتها لنضال الشعب الفلسطيني إنحرفت واعترفت بإسرائيل وكفت عن خوض الصراع ضدها ثم أصبحت في خدمتها أمنيا من خلال التنسيق الأمني  وفتحت باب التطبيع واسعا بل أصبحت أداة من أدواته .

لا يرون ضرورة لوقفة مراجعة أمام الخطيئة الكبرى !

قال عادل سمارة أن الإعتراف بإسرائيل بدأ يساريا .. نعم  بعد الحزب الشيوعي الفلسطيني كانت الجبهة الديموقراطية هي التي فتحت الباب لحركة فتح عام 1973 وعام 1974 بل أن قيادتها ومن انشق من قيادتها لا زالوا يفخرون بالنزول لهذا المستنقع ويعتبرون أنفسهم شقوا طريقا تبعهم فيه الآخرون  وبكل فخر . كانوا يفخرون ولا زالوا يفخرون دون حياء .

دون حياء وذلك بعد أن شاهدوا المآل الذي وصلت إليه الأحوال مما يؤكد أن هذا الموقف كان نهجا وواضحا ومعروف النهايات ومقبولا إلى درجة التبني .إنه تنازل واع.

وهم مثلهم مثل الشيوعيين ينتمون إلى هذا النهج  كموقف أصيل ولذلك هم لا يرون ضرورة لوقفات مراجعة وإعادة النظر .

وجاءت منظمات الأنجزة جميعها لتقول كلمتها ضد العنف والمقصود بالتحديد العنف الفلسطيني الموجه لليهود، أي ضد النضال الفلسطيني من أجل الحرية  ، وكان هذا مصلحة صافية لإسرائيل ، وتدرج شيئا فشيئا إلى الإعتراف بإسرائيل من باب التطبيع  كما أن الإعتراف بإسرائيل يقود إلى التطبيع .

فالإعتراف بإسرائيل يؤسس للتطبيع حتما .

تطبيع الثقافة

بدأ المثقفون المنتفعون بخيرات ال : إن جي أوزونعيمه  بعملية ضخمة لتطبيع العقل الفلسطيني متساوقة ومتناغمة مع الموقف السيلسي للسلطة التابعة للإحتلال ، ومتناغمة مع نشاط واسع قام به انصار أمريكا وأوروبا في الوطن العربي من أجل حقن الوعي والثقافة العربية بأمور عديدة ضارة من بينها تطبيع العقل العربي بأحقية إسرائيل في الوجود وأنها واحة الديموقراطية ..

بما في ذلك إدانة العنف والتوجه للنضال السلمي المدعوم من أمريكا وأوروبا وخاصة التطبيل على الطناجر والقلايات !

يأتي بباغ الأهمية مواقف قوى سياسية منظمة يسارية ويمينية بما فيها التيار الديني في الوطن العربي ليسير على نهج الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها بل وتطبيع عقل الأتباع والمريدين بهذا الهبوط إلى درجة الخيانة  .

هناك مسألة هامة لم ترد في منافحات عادل سمارة : إن الذين تمكنت الصهيونية وحلفائها من شراء حصة في قلوبهم هم الذين يبادرون لتأليف جيوش التطبيع في فلسطين ومصر وتونس والأردن وكل مكانى .

إن الذين جندتهم قوى الأمن الأردني والمصري والإنجليزي والأمريكي في صفوف العملاء هم الذين أصبحوا مندسين وهم الذين مارسوا دورا رخيصا في التطبيع مع العدو الصهيوني .

وعندمالا تعلم أن هذا الشخصية الإعتبارية أو هذا المثقف أو ذاك رجل الإقتصاد قد انحازوا لإسرائيل فإن التفسير الأول الذي يتبادر إلى ذهن الوطنيين أن الواحد من هؤلاء جرى خرق وطنيته وهو يقوم بدور في خرق الوطنية والإنتماء الوطنيؤ الفلسطيني وفي خدمة إسرائيل .

إن عملاء إسرائيل هم الذين قادوا حملات التطبيع بين طلاب المدارس وطلاب الجامعات من الطرفين .

لم أعد أذكر أسماء أبطال الحوار الأكاديمي كلهم ولكن معظمهم أصبح لهم شأن في السلطة وفي منظمات الأنجزة .