عادل سمارة
لا تبدأ أمة ولا فرد المعرفة الإنسانية من الصفر، بل تبني كل أمة معرفتها ونمط إنتاجها وثقافتها على ما عرفته من إنجازات البشرية، أو ما وصل إليها. وهذا يفترض قراءة التاريخ. ومن هنا أهمية التاريخ للطبقات ذات الدور التاريخي. ومن هنا كانت الاية الكريمة “إقرأ…) لم تقل إسمعْ بل إقرأ!!!!
مشكلة التطبيع لليساريات، وهنا أقترح على من يحب أن يقرأ أن يقرأ الفارق الهائل بين يساري وماركسي، فارق يقارب التناقض، مشكلة هذا المؤتمر، أن ترويسة الدعوة تضع جمعية إنعاش الأسرة كراعية. والأهم أن كثيرين وكثيرات لم يقرأوا النص بل “قُرأ لهم/ن”. بل حتى “قِيْلَ لهم/ن”. ومن هنا تم تركيب مواقف بلا معرفة.
أما ثالثة الأثافي، فهي أخطر. لقد اصبح التطبيع هو نمط الحياة اليومية العادية في الأرض المحتلة، كيف لا ونحن نعيش حقبة أوسلو-ستان، وكثيرون منا وزراء فيها وأعضاء ما يسمى مجلس تشريعي- لا حول ولا-، ومدراء وأكثر من ينقد اوسلو اليوم هم من شاركوا في مؤتمر مدريد قبل 22 سنة ومفاوضات أوسلو وجولات ما بعد مدريد العشرة، وحازوا على وظائف من المال المسموم ومال الأنجزة. وبالتالي صارت اية إشارة نقدية للتطبيع المُمارس تهز عروشا وكيانات وكرامات. لذا كتبت كتابي “التطبيع يسري في دمكِ َ” (والكتاب الآن مؤمم لمن يقرأ فقط ليرسل لي من يرغب إيميله). ومن يعتقد بأنني اكتب ضد التطبيع دون أن أعرف قواه المحلية الهائلة يكون غير ذي يقين. ولذا ايضاً أنا سعيد بكل ما حصل مؤخراً بصدد مؤتمر يساريات، لأن تقديري كان صحيحاً، ولأننا رمينا في بركة نائمة (بالفلاحي للذين المحوا اننا قروي وأنا قروي طبعاً، اقول- بركة مشخورة).