عادل سمارة
على غير قصد نشر المناضل صدقي المقت خبرا عن برنامج فريق رياضي سوري سوف يدخل إلى الأرض المحتلة مع فرق عربية أخرى. ولعل اشد الاستغراب أن المقت لم ينتبه إلى استعمال المطبعين حتى للرياضة. وهذا برأينا يؤكد جوهر وعنوان كتابنا: “التطبيع يسري في دمك”. نعم إن التطبيع يسري في دم الكثير من الفلسطينيين والعرب منهم من يعرف ومنهم من لا يعرف.
من يراجع جوهر سياسات الكيان الصهيوني الإشكنازي، يجد بأن ما يهم الكيان سواء دوائره العسكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية وحتى النسوية، ما يهمه هو التطبيع الشعبي وليس الرسمي.
إن اية قراءة ولو متعجلة للعلاقات الدبلوماسية والمحادثات السياسية للحكام العرب مع الكيان الصهيوني لا يكاد يجد نظاما لم يقم بتطبيع ما مع الكيان من تحت الطاولة، ولعل “اشهر” هذه كلها ما تسمى المبادرة العربية التي صاغها الصحافي الصهيوني ثوماس فريدمان وأعطاها للملك السعودي فأخرجها على أنها من راسه، وبالطبع لا فرق بين الإثنين.
ولكن مختلف الدوائر الصهيونية وحتى الإمبريالية الغربية، لا تهتم ولا تقيم وزناً للتطبيع الرسمي، وأكبر شاهد على هذا ما حصل في مصر مبارك حيث رفض الشعب المصري التطبيع بينما تمسكت به السلطة الرسمية من مرسي إلى مبارك، كما أن سلطة الخليط الحالية لم تقدم في هذا المستوى اي موقف يختلف عن سابقاتها!!!
لقد لاحظنا أن التطبيع في مصر لم يخترق الشعب رغم أوضاع البلد الرهيبة اقتصاديا، بينما في الأراضي المحتلة وفي الأردن، يسير التطبيع كأمر عادي، وهو ما اسميناه استدخال الهزيمة والإعجاب بالكيان الصهيوني من موقف دوني متخلف ثقافيا ومتهالك قومياً. والسر هنا أن مصر تشكيلة اجتماعية اقتصادية ثقافية متمأسسة وتاريخية بينما الأردن وفلسطين شطايا شقف.
لقد تورطت الأنظمة العربية في التطبيع كل بطريقته وحسب ذكائه أو خبثه أو فجاجته او تساقطه…الخ. أي فقدت فلسطين جبهة الأنظمة.
كما تورطت أحزاب عربية كثيرة في التطبيع وبذا فقدت فلسطين والأمة العربية جبهة الكثير من الأحزاب.
وتورط مثقفون في التطبيع بقيادة فتى الموساد عزمي بشارة وصولا إلى أدنى مراتب المطبعين أي فتى الموشاف المدعو أحمد اشقر.
ولكن كل هذا لم يوصل الكيان إلى ما يريدـ لأن كل هؤلاء قشور وليسوا حتى نُخباً. ما يريده الكيان هو الوصول إلى قلب الأمة العربية إلى الشعب. هنا فقط يكون التطبيع قد أعطى نتائجه الحقيقية، وهي نهاية القضية الفلسطينية ونهاية الصراع العربي الصهيوني والاعتراف بأن فلسطين وطن لليهود.
ولا يخفى بأن مؤشرات هذا في طريق التحقق.
وإلا:
– فما معنى أن البنادق موجهة ضد دمشق بدل القدس وهذا باسم الدين؟
– وما معنى أن تسمح دمشق نفسها للرياضيين بالدخول إلى الأرض المحتلة بينما يجب ان يكون هؤلاء في المعركة للدفاع عن الغوطة وعن مخيم حندرات واليرموك وحلب…الخ؟
– وما معنى أن المخبرين لسوريا من فلسطين والأردن ومن بينهم حاملي شهادات دكتوراة وماجستير لم يقولوا للسلطات السورية أن هناك فرق رياضية سورية تنغمس في جنة التطبيع!
– ما معنى أن مخبري النظام السوري منشغلين في وصف مدى ولاء هذا أو ذاك للنظام وليس في دفاعنا عن سوريا؟
– وما معنى أن تسمح السلطات السورية للرياضيين بالدخول إلى الوطن المحتل في الوقت الذي تعلن نفسها فيه دولة مقاومة؟
– ما معنى أن أحدا لم يأخذ عبرة من مجيىء سوريين مع فرقة الصهيوني برينباوم 2009 إلى الأرض المحتلة والمعركة التي خضناها مع اقانيم التطبيع هنا في
رام الله؟
– ما معنى أن الجولان بوابة لدخول جرحى الإرهابيين من سوريا إلى فلسطين المحتلة وخروج مقاتلين من قوى الدين السياسي ذاهبين لإسقاط دمشق، وبالمقابل فالجسور مع الأردن ممرات لدخول الرياضيين السوريين للتطبيع مع الكيان الصهيوني؟
– يمكننا أن نفهم مجيىء رياضي من السعودية حيث لا تثقيف قومي ولا يحزنون، وربما يكون من اصول آسيوية، حيث كل شيى هناك في الخليج مشترى بالمال.
نقول للسلطة السورية التي ترسل هؤلاء: كفى تدميرا لسوريا من الداخل. كفى خيانة قومية علانية.