أحمد حسين
كل إعلامي هو استعلامي بنفس المدى. عنكبوت كبيرة أو صغيرة في مركز شبكة واسعة أو محدودة من الخيوط، تتوزع حول العنكبوت الكبرى في مركز الشبكة العامة المترامية الأطراف. خيوط الشبكة العامة التي تتجمع فيها نتائج كل التخصصات تمر عبر النسيج الإجتماع – سياسى المتنفذ للموقع الإجتماعي المعني، وحتى أكثر بؤره وضاعة. وهذا يقتضي في السياسات الكبرى، طبقة من الأعلاميين الإستعلاميين، ذوي المزايا والمهارات والمعرفيين الثقافيين المدربين على أدق علوم وآليات الإستخبار وقراءة الشخصيات. وهؤلاء بالقطع إذا كانوا مدفوعين بالإرتزاق الحر، هم مجردون من الإلتزام يعيشون على نقاط ضعف الأخرين، من ذوي الإهتمام بالموقف الأخلاقي، والدماثة المهذبة في التعامل مع الأخرين من الناس، مهما كانت تجاوزاتهم سمجة وفاقدين للتحفظ والرزانة. وهم في أغلب الأحيان مولعون بالتظاهر بالأهمية والفذاذة الشكلية، خاصة إذا كانوا عربا. فكل إعلامي هو ملتزم، إما وطنيا ينفذ قناعاته المصلحية الوطنية كموظف منتدب، أو عميل ملتزم لأحد أجهزة المخابرات الدولية، أو مرتزق يعمل مع كل من يحتاجه مقابل ثمن لسلعة إعلامية في مجال الحقن أو الدس، أو استعلامية محددة في أي مجال. وهؤلاء الأخيرين هم أخطر أجناس العملاء.
الإستعلامي والأسد
كان الإستعلامي استعلاميا بكل مقاببس الجرأة المبتذلة، ولكن الرئيس كان رئيسا بكل مقاييس الرئاسة. كانت كل الأسئلة التي قدمها الإستعلامي تترنح على حافة السقوط في محاذير التجاوز، وكان الرئيس فيما عدا لون الضيق الذي كان يظهر على وجهه في بعض الحالات، يجيب عليها وكأنها ليست كذلك. هادئا مباشرا في غاية التهذيب يجيب على الأسئلة بعيدا عن مراميها في الأستعلام، بأجوبة تلائم حرفيتها ولا تترك مجالا للشك أنه قد أجاب عن السؤال بوضوح. ألإستعلامي يسأل أحيانا أسئلة استعلامية بريئة للتمويه ونصب الفخاخ، والرئيس يرد إليه الكأس مترعة بالماء العذب وينتظر. وكان الإستعلامي بعد أن يتأكد ان الرئيس قد أصبح في منطقة البلبلة، يرمي قنبلته الإستعلامية فيرد عليه الرئيس، بذات الهدوء والبيان الواضح المهذب ويرد إليه الكأس مترعة مرة أخرى بالماء القراح، فيضطر إلى شربها وهي فارغة.
الأسئلة لم تكن معقدة. كانت اسئلة استخبارية محترفة ببساطتها ومباشرتها. فتلعثم الرئيس أو تأخره في الإجابة أو ظهور الحرج عليه، ربما كان الهدف الأول منها لاستشفاف نوايا الرجل. كما أن صياغتها الإقتحامية كالأسئلة التي تقدمها عادة الديبلوماسية الأمريكية لتلاميذ الالجلالة والفخامة والسمو العرب، ربما كانت استفزازية بقصد، ليجيب الرئيس ولو إجابة واحدة محتدة وغير محسوبة. لكن ذلك لم يحدث. كان الإستعلامي من قناة الميادين. وكان يعمل في الصف المتقدم في قناة الجزيرة آنفا. وانتدب كما يبدو ليقيم نسخة معدلة شكليا منها، تقدم ذات المائدة وذات الألوان، ولكن بإخراج تشويقي جديد بحيث يبدو الباذنجان المقلي فيها وكأنه شرائح لحم مدخن. ولكن، يبدو أيضا أن الأمر كان متفقا عليه بين كل الأطراف بما فيها الديبلوماسية الأمريكية والسورية والأيرانية وحزب الله. فقطع الإتصالات نهائيا بين تلك الأطراف الأخيرة وأمريكا، غير جائز وغير منطقي وغير معهود في العلاقات الدولية تحت أية ظروف. واتفق كما يبدو مع إيران وسوريا وحزب الله، أن يكون الإستعلامي آنف الذكر سفيرا متجولا للطرفين ينقل الرسائل المتبادلة بينهما، أي بين أمريكا ودول المقاومة. كل طرف يفعل ذلك لأهدافه فيما يسمى سياسة الباب الموارب أو خيط الديبلوماسية الأخير، الذي تمرر منه مواقف الطرفين التفاوضية، ليدرسها الطرف الآخر. أي أنها تجسس متبادل على سقوف المواقف، قد يقرب إمكانية الحل السياسي بتخفيض السقوف لدى المتخاصمين. ربما يكون الأمر كذلك، بدلالة الهجوم السجالي الواضح من جانب الإستعلامي الذي يحمل الأسئلة الأمريكية على ما يبدو، وإجابات الرئيس الشديدة الوضوح، وغير المتعينة، التي حددت كل السقوف بالدقة التي تجيب على منطوق السؤال دون نواياه السيئة. هجوم… وصد تفاوضيين. ومع ذلك فليس هذا هو السبب الأساسي الذي دفعني إلى هذا الإفتراض. هناك شبهة منطقية أخرى أكثر وضوحا، تدفع بقوة أكثر في ذات الإتجاه. ما الذي يجعل رئيس دولة، يمكن القول أنها حاليا أشهر دولة في العالم، وأهم دولة في العالم، من حيث كونها طرفا رئيسيا في حادثة تحول كونية تمس المصير الإنساني بتفاصيله وشموله المستقبلي، يجري مقابلة تلفزيونية مع إعلامي غير مدرج، يمثل قناة مشبوهة بامتياز؟ وكيف أيضا، إذا كان هذا الإعلامي الهامشي تتكون كل سيرته المهنية من عمله السابق في كا زينو الجزيرة؟ ولماذا، وهذا الإعلامي المهذب إلى درجة التفاهة، والمولع بدعوة ” رايس ” غولة الأطفال العرب المحترقين بالنابالم والفوسفور الأبيض ” بالآنسة “رايس، يجلس أمام الرئيس السوري، ويتحدث إليه بعنفوان الجبابرة ووقاحة السكران، ويحاول أن يصنع على حسابه مشهدا شخصيا، يجعله يبدو كنجم المقابلة؟ لقد وجه أسئلته إلى الرئيس أحيانا بمباشرة استجوابية، خالية من الذوق المهني، تدل فقط على حاجته الملحة إلى التعاظم المجاني. فما الذي دعا الرئيس إلى تحمل هذه السخافة والفجاجة؟ الترفع والدماثة الشخصية للرئيس قد تكون هي السبب الوحيد. ولكن هناك أيضا مكان للشك أن المقابلة كانت مقابلة استدعائية من جانب أطراف، لم تأخذ بعين الإعتبار اختيار الشخص المناسب لإجرائها. مهما كانت خلفية هذه المقابلة وكواليسها، فقد كانت فشلا ذريعا للإستعلامي المذكور، مهنيا وبروتوكوليا ومظهريا. من حق أي إعلامي أن يستنطق ويطرح الأسئلة المفخخة، ولكن هذا الإعلامي فشل في صياغة أسئلته بطريقة لبقة ولائقة. وعلاوة على ذلك فشل تماما في ابتزاز أية نقاط استعلامية من محدثه. ولعل خيبة الأمل التي مني بها، هي التي كانت وراء سؤاله الأخير الخالي من أية موضوعية سوى محاولة التشهير بالدور السوري في حرب ” تحرير! ” الكويت. كان هذا السؤال محاولة مبتذلة من جانبه للحصول على نقطة واحدة بضربة تحت الحزام. فالرئيس لم يكن هو الذي اتخذ القرار بهذا الشأن، ولم يكن من الذوق أو الموضوعية سؤاله عن قرار اتخذه غيره، خاصة إذا كان هذا الغير هو المرحوم والد الرئيس. وتوقعت أن الرئيس سيكتفي بتنبيهه إلى هذا، ويرفض الإجابة على السؤال. وحينما اختار أن يجيب، أعطى للدس الإعلامي الرخيص نقطته الوحيدة وغير القانونية. حتى القداسة لا تمنع الخطأ. والمرحوم لم يكن نبيا، كان رجل سياسة ورجل دولة. وإذا كان قد اتخذ قرارا خاطئا فهذا من محاذير اتخاذ القرارات، ما دام الإنسان لا يوحى إليه. لقد وقع الرئيس في تبرير الخطأ مجانا.
“السيد” خالد مشعل
فرغ العالم من السياسة، ونقلته الظاهرة الصهيومريكية، إلى كونية غير تاريخية في شكل العلاقات بين الدول والدول، والدول والشعوب. وأصبح سكان العالم يعيشون في عالمين مختلفين، أحدهما حاكم بالمطلق والآخر محكوم بالطلق. لم يعد هناك سبب موضوعي أمام القوة القاهرة في العالم المتفوق، للإلتزام بدستور محدد او بروتوكول متبع، يعوق من اندفاعتها نحو الهيمنة العاجلة والشاملة. كلمة العلاقات أصبحت ببساطة مصطلحا كونيا ساريا يعني ما يريده العالم الصهيومريكي الحاكم خارج قانون العلاقة القديم. تغيرالواقع بواقع القوة. كل الطقوس البروتوكولية القديمة أسقطها التاريخ الجديد، بعد أن انكشفت للعقل حقيقة نظم التاريخ القديم، تحت عناوينها المضللة كالحضارة والإنسانية، وتفصيلاتهما الخيالية المضحكة. بمعنى آخر سقطت الجريمة الفاضلة وأعطت مكانها للجريمة البراغماتية. عند هذه النقطة، بل بعدها، صحا العرب وبدأوا تاريخهم السياسي. ولما لم يجدوا أحدا في الحلبة السياسية، تربعوا على عرشها، واستولوا على سوقها، وملأوا ساحتها بأساطين السياسة وتحليل معضلات العلاقات البشرية تأمليا، بدون أن يكون لديهم تجربة سابقة، أو مختبر تجريبي واحد في هذه الصناعة، وبدأوا بدراسة وتحليل الغرب، أي العالم الذي كان يحكمهم ويظلمهم ويستعبدهم ويصنع تاريخهم. وكانوا، بالطبع، كلما توغلوا أكثر في تحليل الغرب، أزدادوا جهلا به، لأن عقولهم كانت مشغولة بغرب لم يعد له وجود في العالم الحالي. ومع ذلك فمجهودهم لم يذهب هباء، قد نجحوا في عصر المعجزات الذي يعيشه غيرهم، ارتكاب معجزة غير مسبوقة وليس لها سياق في الواقع. لقد ارتكبوا التاريخ في غير زمانه الموضوعي ! أي ارتكبوا معجزة العزير وطعامه وحماره، حيث سلكت المعجزة ثلاثة أزمنة مختلفة في زمن موضوعي واحد.
جاء ” السيد ” خالد مشعل، لا أدري من أين، وهو رجل أصغر كراماته، أن جسده استطاع هزيمة أنقع سموم العالم غير المعروفة للناس، على سرير مستشفى أردني. وبعد مجيئه أدلى ببيان، رأي المحللون السياسيون العرب أنه بيان ليس عاديا، حتى أن البعض على خلفية هزتي طبريا، أكد روحانية حادثة السم، بحادثة الهزتين. ولكنهم أجمعوا على أن بيانه حمل تحولا في مواقف حماس من سوريا ودول المقاومة. ودليلهم القاطع على ذلك أنه قام بإنكار ما سبق واعلنه بعد أن أسرى إلى قطر والناس نيام. هذا الإجماع مصدره التحليل السياسي المحترف، وقنوات الرصد السياسي المحترف أيظه. ولكننا نرفض هذا التحليل بشدة. لأن ” السيد ” لا يجوز عليه التحليل السياسي حتى لو كان له مكانان ( مكان للسيد ومكان للتحليل ). فهو لم يكن عميلا سياسيا لقطر، لأن قطر تستورد سياستها من أمريكا، ويمكن لعميلين أن يخدما سيدا واحدا، ولكن لا يمكن لعميل واحد أن يخدم سيدين ويبقى حيا بعدها. لقد كان ” السيد ” منذ انطلاقته عميلا لروحانية حركة الربيع العربي، وهي تحالف بين روحانية الإخوان الخلافية، ومشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيومريكي، المكون بدوره من تحالف روحانية الصهيونية وفلسفة الليبرالية الحديثة. وحادثة السم تشبه إلى حد بعيد روحانية الفولكلور الصوفي. والقضية الفلسطينية التي ينتمي إليها لم تعد قضية، ولا حتى سياسية، منذ أن تم انتخاب القدس جغرافية عامة لفلسطين، وانتخاب الأقصى مسرى لجميع حركات المقاومة الفلسطينية. من حينها حتى اليوم أصبحت فلسطين تستعمل للدلالة على القدس منعا للإلتباسات الجغرافية في المفاوضات. ثم أصبح المسجد الأقصى بوصفه يمثل مسروية التراب الى الروح، جسدا مؤقتا لفلسطين لحين استكمال مسراويتها الجغرافية إلى القدس في طريقها المعراجية إلى السماء. لذلك احتلت ” قضية القدس” مؤقتا أيضا مكان ” قضية فلسطين ” في الأمم المتحدة. وإلى أن يتحقق العروج، سيظل ” السيد ” يسرى به بين قطر وغزة في مغلف بريدي مكتوب عليه سرى.
كل هذا يدل حتى الحمير، على أن القدس والمسجد الأقصى منذ ” سرايا القدس ” و “كتائب الأقصى”، أصبحا يشكلان عبارة النعي التاريخي المادي لفلسطين. وعلى هذه الخلفية الروحانية فقط قام ” السيد ” خالد مشعل بالحضور وتبليغ رسالته الروحية ليبشر بقيام فلسطين من بين الأموات وصعودها إلى السماء، دون أن يذكر مكان وجود فلسطين حاليا. “
لم يقرأ المحللون السياسيون العرب بيان السيد على المعبر، سمعوا الخبر متلفزا في جميع القنوات، وسمعوه مشروحا ومحققا في الجزيرة والميادين وبداوا بالتحليل بعد الإجماع بينهم الى أن جوهر البيان يخص علاقة حماس بسوريا. مرة أخري لم يقرأوا البيان، أو قرأوا بيانا غيره سهوا. وسئل الرئيس الأسد في المقابلة أعلاه عن البيان، فأجاب باستخفاف. وقرات البيان مرتين خوفا من قرائة بيان غيره سهوا، فلم أفهم منه سوي ما يلي أدناه:
فلسطين بالنسبة لنا هي المسجد الأقصى وقطاع غزة. المقدسات فقط هي التي نلتزم بحمل السلاح من أجلها. وغزة هي فضاؤنا ” الإسلامي ” في فلسطين. ما تبقى ليقم ورثة القومية العربية بتحريره، إذا أرادوا واستطاعوا. نحن تكفينا الخلافة الصغري في غزة وعاصمتها حارة الأقصى في انتظار الخلافة الكبرى. نحن مع الربيع العربي خارج فلسطين وغزة، ولكن على إسرائيل أن تفاوضنا نحن وليس عباس. هذه هي الرسالة التي تتضمن الحل الروحاني الذي قامت من أجله حركتنا المجيدة. أما الشهداء الذين ارتفعوا إلى أعلى عليين، فالمؤمن من يغبطهم على الشهادة، وليس من يريد الإنتقام لهم ممن سخرهم الله بوعد منه ليدخلو المسجد ثانية كما دخلوه أول مرة، ليرسلوهم إلى جنان النعيم. وعلى إسرائيل أن تفهم ذلك إذا أرادت الحل السلمي. من سيحاول الإنتقام منهم، هم القوميون، لأن الله سخرهم ليرسلوهم إلى جهنم. نحن سنفاوض إسرائيل ولكن ليس على الأقصى، فهذا مستحيل. ألأقصى ليس العيزرية أو بيت حنينا أو حي…. ! الأقصى هو الأقصى. هو من مقدساتنا. الأقصى.. الأقصى….الأقصى.. الأق !
بكفي يا سيد ! فهمنا من زمان. إنت واحد جاي توصل رسالة للمتدينين اليهود ولحكام إسرائيل مثل ما بتقول؟ كذب كذب كذب ! همي اللي بعثوك. جاي تحرر الأقصى؟ كذب كذب كذب ! إنت جاي تعلن عن الحل الروحي اللي خلقتكم الصهيومريكية منشانو. جاي تقول فلسطين مش مقدسة المقدس هو الأقصى، وتبرر خيانتكم بالدين مثل عادتكم. جاي تقول للفلسطينيين ما يخافوش. فلسطين بتستنى. وين بدها تروح؟ لما بتقوم الخلافة في سوريا بتتحرر فلسطين. واجبنا هسه نحافظ على الأقصى حتى لا يضيع واليهود يبنوا عليه الهيكل. لما بتقوم الخلافة في الشرق الأوسط الجديد إسرائيل بتصير حارة زغيرة. زقاق من أملاك الخلافة الإسلامية وبترجع فلسطين فلسطين. إفهموا شو قاعدين بنعمل ! يعني جاي حضرتك تطعمنا من اللي أطعموك منو كل عمرك؟ ما حزرتها. إمشي !
هذا هو التفسير المفسر والشرح المشروح، الذي حذرنا منه كتابة منذ عشرات السنين، بخصوص استخدام الأقصى لتحقيق الحل الروحي السلمي الذي أعده الإخوان المسلمون والصهيومريكية لفلسطين. وعلى الصهيومريكية أن تفي لهم بوعدها في تحرير أرض الخلافة من القوميين وتسليمها لهم، كما وفت لهم وأكدت على حقهم في كل فلسطين، عدا ميراث المؤمنين فيها. من لم يعجبه هذا الكلام الذي نقدمه للمرة الثالثة، منذ نزول الإخوان على شواطيء الأقصى، فليشرب ما يريد. ولكن إذا عاد إلى فتوي ” السيد ” وقرأها بعقل الإطلاع وليس بعقل الوعي المسبق، ووجد أن فيها غير ما فهمت منها، فليدع الله علي.وإذا كشفت له الوقائع القادمة أنني أصبت، فلا اريد منه شيئا.
ليس لدى الإخوان ومن لف لفهم من شيء، إلا ما لدى دولة اليهود ومن لف لفهم. دنيا بلا دين يأكلونها معا في الشرق الأوسط الجديد. ودين بلا دنيا يرمونكم فيه بلا دين ولا دنيا، لتعيشوا وتموتوا عبثا، بعيدين عن نعمة الدين ونعمة الدنيا.