محمود فنون
إن طيب تزيني بلا شك محسوب على المثقفين وكذلك على المفكرين . وبهذه الصفة يمكنه تقديم إجابات عن الوضع في سوريا وعن إمكانية إيجاد مخرج من الأزمة العميقة التي تعيشها البلد . وما دمنا نتحدث عن الأزمة فهي أزمة أشكال وتلاوين المعارضة كما هي أزمة النظام بل هي أزمة الكثير من المأزومين في صفوف المعارضات المتعددة والتي تتراوح بين أقصى اليسار وأقصى اليمين ، كما بين الأكثر ثقافة ونضجا والأكثر سذاجة وبساطة.
ومن واقع هذه الأزمة المستعصية طرحت صحيفة عكاظ السعودية سؤالا يتعلق برؤيته للحل. إن صحيفة عكاظ السعودية ليست صحيفة تقدمية ولا تبحث عن حل تقدمي للأزمة السورية كما أنها ليست داعية للتحرر من النفوذ الأجنبي وهذا ما فهمه الطيب تزيني وبينه من خلال إجابته على السؤال أعلاه
“كيف ترى الخروج من المأزق السوري
طيب تزيني عن سؤال لصحيفة عكاظ السعودية ” كيف ترى الخروج من المأزق السوري “
ـ من الصعب القول باستحالة الحل، فالخروج من الأزمة السورية يكون من خلال “تفكيك” هذا النظام بشكل آمن ورحيله لدرء احتمال أي ” حرب أهلية ” ، وانتقال سلمي للسلطة ويترافق هذا مع انتخابات برلمانية ورئاسية، يؤدي من خلالها السوريون دورهم في إرساء مجتمع ديمقراطي، ودولة القانون التي يتساوى فيها كل المواطنين.. دولة يعلو فيها الدستور والعدل على كل القيم الأخرى.. لا دولة تعمل وفق المحسوبيات و” التفاوت الطائفي والانتماء الحزبي”
شام برس” / الاثنين 21-11-2011
لنتفحص إجابة الطيب :
اولا: هو يرى إمكانية الحل وهذا جيد .
ثانيا : يضع حلا مرسوما على البيكار يتمثل في “تفكيك ” النظام ، ولم يقل من سيفكك هذا النظام ولا كيف بل اكتفى برمي الجملة ، وأضاف أن يتفكك النظام بشكل آمن – والنظام ليس لغما يتم تفكيكه بشكل آمن ، وها نحن في تشرين ثاني من عام 2013 دون أن تتحقق الوصفة التزينية ، بل والأنكى من ذلك أن الحرب قد انطلقت في سوريا بتنوع متعدد منها الحرب الأهلية المدعومة من الأجنبي ومنها الحرب الطائفية المدعومة من الأجنبي والحرب الجهوية والأقليات العرقية ، وثالثة الأثافي أن كلها حروب بالوكالة تستهدف الدمار والتدمير لكل شيء . وقد تمت سرقة الحراك الجماهيري الذي انطلق في البدايات كما تم تجييره لصالح الثورة المضادة بل والحرب الكونية التي يشنها الغرب على سوريا من خلال وكلاء محليين ودعم من الرجعيات العربية ومن خلال قيادات سورية إسما .
وبعد أن يفكك النظام بهذه الخفة يتحدث عن الأنتقال السلمي للسلطة ( نفس لغة الأمريكان وحلفهم وأعوانهم )وهذا من أجل إرساء مجتمع ديموقراطي ( على صورة الغرب )ودولة القانون ( على صورة الدولة العراقية )يتساوى فيها كل المواطني ( أمام الذبح والتشريد )
على هذه الشروط إنتقل طيب تزيني إلى طابور أعداء سوريا .
إلى طابور الأعداء ؟ كيف هذا ؟
هذا لأن الطيب وباعتباره مثقفا ومفكرا فإنه قادر على قراءة اللوحة الدامية في سوريا وقادر على تتبع الأهداف والسياسات الغربية في المنطقة .. ولكنه قرأها بمنظار آخر ، بمنظار من تعب واستهلك وانضم إلى المعسكر الآخر .