عادل سمارة: مختارات من صفحة الفيس بوك

اسئلة

ليفني ضاجعت في اليمن

 

كتب كثيرون/ات تعقيباً على مزاعم السيدة  تسيفي ليفني بأنها ضاجعت ساسة عربا وفلسطينيين كثيرين ضمن وظيفتها في الموساد. ولا يعنيني هنا إن كان ذلك صحيحاً أم لا سواء لمرة أو مثل بمقدار عديد الحصى. فما أكثر أكاذيب الصهيونية.

لدي هنا نقطتان:

الأولى: هي أن ما قامت به ليفني أو غيرها لطالما تردد وقيل بأن نساء صهيونيات أوقعن بعرب وفلسطينيين فاوقعوهنَّ جنسياً وواقعنهم سياسيا ووطنيا كخونة. والفارق بين تسيفي ليفني وأخريات هو أنها اليوم توظف ما زعمته في تثبيت بأن “ارض إسرائيل” هي فلسطين. وهذا تزوير علمي وتاريخي وأركيولوجي. فالدراسة العبقرية التي أنجزها د. فاضل الربيعي  بعنوان: فلسطين المتخيَّلة:أرض التوراة في اليمن القديم منشورات دار الفكر دمشق البرامكة 2009 جزئين” تثبت علمياً أن التوراة لا علاقة لها بفلسطين. ولذا بالمناسبة فإن مارتن لوثر مؤسس البروتستانتية هو الذي اقترح دولة لليهود في فلسطين منذ 1532 (انظر دراسة محمد ولد إلمي في كنعان الورقية العدد 113، نيسان 2003 ص ص 29-60 الأصل غير اليهودي للصهيونية) وكان حينها مثقفا عضويا للراسمالية التجارية الهولندية التي هي من مؤسسي النظام الراسمالي العالمي ومن ثم بريطانيا…الخ. ولنلاحظ ان هذا تلا خروج العرب من الأندلس وسقوط القسطنطينية  اي بداية تكون السوق العالمي كما لاحظ ماركس وبعده مدرسة النظام العالمي (سمير امين، إيمانويل وولرشتين، جيوفلني أريغي وجوندر فراك)   بينما الحركة الصهيونية تأسست 1897 وكانت تدرس عدة خيارات منها الأرجنتين وأوغندا مما يؤكد أن لا علاقة لها بالتوراة. إذن علينا أن لا نهدي هذه السيدة هدية الإنبهار بنشاطها الجنسي  ومن ثم نضع توقعاتنا على تزوير الصهيونية للتاريخ من اليمن إلى فلسطين.

والثانية وهي الوقوع في الخلل الوطني من خلال الكيدية السياسية:  لماذا ننشغل في امور جنسية إلى هذا الحد؟ فحتى لو حصل، وهو أمر سيء ولكنه لا يستحق كل هذا الإهتمام لأن هدفها كذلك إشغالنا في ما تعتقد أنه يُشغلنا بل ولدى البعض منا هو شغله الشاغل. إن هذا المستوى من قصدها هو استشراقي انثروبولوجي بامتياز . وهو يشبه ما قصده الذين يحرقون القرآن اكريم أو يرسمون صورة للنبي محمد بشكل مسيء. وكما هو معروف قامت الدنيا لدى مسلمين على هذه الصور، ومن بينهم من تطوعوا منذ 30 شهرا لذبح دمشق!!!

نحن إذن أمام كذبتين تاريخيتين ونقطة مرة: أكذوبة نزول التوراة في فلسطين، وأكذوبة الأصل اليهودي للصهيونية والنقطة المرة أن كثيرين منا لا يزلون مقودين بالجنس إلى حد المرض نظرا للحرمان! أو عجز العقل عن ضبط الغريزة.

***

المفاوضات وتطبيع السعودية وقطر

درج بين الفلسطينيين قول بأن: ما يوقف تورط كثيرين في الاستسلام هو تطرف قيادات الكيان الصهيوني لأنها لا تريد أن تفلت من يدها اي بوصة من وطننا. وفي هذا قدر كبير من الصحة وهو بدوره يغطي على عيوب كثيرين من الفلسطينيين من حيث جاهزيتهم وممارستهم للتسوية. وبالمقابل كثيرا ما ينحي  فلسطينيي التسوية والمفاوضات باللائمة على العرب بمعنى الوضع العربي الرسمي لأنه محبط ومتخاذل ويشجع على الاسستسلام. ولكن في هذا قدر كبير من التلطي، ليس لأن الأنظمة العربية ليست مع التسوية. فكثير من الحكام العرب هم صهاينة حقيقيون، ولكن لأن الإيمان بقضية  هو الذي يجب ان يحكم مواقف أهلها وليس مواقف اي نظام عربي.

في سياق صهينة أنظمة الخليج، وتساوقها مع مشروع الصهيونية لتفتيت الوطن العربي وتكريس اغتصاب كل فلسطين وحتى “أرض إسرائيل الكبرى” نجد تسابق انظمة الريع النفطي على إقامة علاقات تطبيع هائلة مع الكيان الصهيوني: فقد ورد في مقالة ل….: “…كمثال على اتحاد عربي-إسرائيلي تم خلق فرص أسواق لصناديق استثمار وفرص اعتماد بمقدار بليون دولار ساهمت فيه سلطة الاستثمار القطرية ومجموعة العليان السعودية، ومجموعة  أي.دي.بي الصهيونية. كما اعتمدت السعودية الرشكة الأمنية الصهيونية ( G4S ) لضمان أمن الحجيج  إلى مكة، وهي تغطي من مطار دبي في الإمارات وحتى منطقة جدة. وكان هناك فرعا سعوديا للشركة يعمل منذ عام 2010 بوسعه جمع معلومات شخصية ليس فقط عن الحجاج ولكن كذلك عن المسافرين عبر دُبي”

 (  World, In the Shadow of American Geopolitics, or Once Again on Greater Israel (I)

Olga CHETVERIKOVA | 11.11.2013

وقد أوردت جزءاً من هذا الأمر في كتابي (ثورة مضادة إراهاصات أم ثورية) الفصل الثاني  في ص ص 63-104.

وكانت السعودية قد أوقفت العمل بالمقاطعة العربية للكيان الصهيوني منذ عام 2005. أما قطر فافتتحت مكاتب للكيان الصههيوني لعبت ولا تزال دوراً أكبر بكثير من دور سفارة.

قد تتضح مخاطر لعبة السعودية وقطر في:

كلا النظامين يقيمان علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني ربما ما يبدو منها ليس سوى قمة جبل الجليد. فما ليس معلناً التعاون الأمني ضد إيران  بين الكيان والخليج وخاصة السعودية.

وفي الوقت نفسه تقدمان الأموال لسلطتي رام الله وغزة لشراء الصمت !!!

والسؤال هو: هل تقصد أنظمة الخليج “تفهيم” الفلسطينيين بأن ليس أمامكم سوى الخضوع لما يمليه الكيان؟ وبأننا إلى الاعتراف والتطبيع ماضون بكم وبدونكم؟

***

 

العروبة ويوم الاستشهاد جمعت جول جمال وجميلة بو حيرد

يوم 4 نوفمير  الذكرى السابعة والخمسون لاستشهاد جول يوسف جمال الضابط العربي السوري الذي ألقى بنفسه وطائرته في مدخنة البارجة الفرنسية جان دارك فأغرقها بمن فيها. هذه البارجة  الأعظم لدى المستعمِر الفرنسي والتي كان هدف فرنسا منها المساهمة الكبرى في احتلال مصر وإسقاط النظام الناصري. وفي نفس هذا اليوم من هذا العام رحلت المناضلة الأسطورية جميلة بوحيرد. اسطورية مثل جول جمال ليس لأنها لم تستشهد دفعة واحدة ، بل لأنها قضت عمرها المديد مناضلة لم تنثني لم تنحدر لم تنحرف لم تتراجع ورحلت في حي القصبة الشعبي الذي قهر الغزاة الفرنسيين.

عظمتها في أنها بقيت مناضلة نمطية لم يكن النضال بالنسبة لها جزءأ من الحياة بل الحياة.

المشتركات بين جول وجميلة كثيرة أهمها المشترك القومي الذي يتم اغتياله قبل 1956 وحتى اليوم. جول جمال القومي العربي الحقيقي، وليس القومي العربي البرجوازي ذي الانتماء الشكلي أي القطري جوهريا  المضاد للقومية العربية المناضلة من أجل التحرر والوحدة. جول جمال فهم بوضوح أن أمن سوريا من أمن مصر، فهما ووعيا وإيماناً رفعه إلى مقام الاستشهاد ليغير مجرى الحرب نفسها. وجميلة بوحيرد منذ كونها طالبة في المدرسة واجهت ناظر المدرسة الفرنسي بأن قالت في النشيد الصباحي الجزائر أمنا وليست فرنسا أمنا. وبعدها التحقت بالثورة وجرحت واعتقلت وحكم عليها بالإعدام ولم ينقذها سوى راي عام عالمي لم يكن مدنسا آذناك. وبعد الاستقلال بل الانتصار وقهر فرنسا أُفرج عها. وبقيت مناصلة بلا مناصب وهذا شديد الإهمية لأن النضال قيمة استعمالية وليس بضاعة ليكون قيمة تبادلية. أذكر هذه المسألة لتذكير الفلسطيني البسيط بأن أكثر سؤال يسأله مناضل قديم لآخر: هل أخذت وضعك في السلطة؟ اي هل حصلت على مال ووظيفة!!! وطبعا هنا بلا استقلال!!!!!

 لنتذكر أنه حتى الحزب الشيوعي الفرنسي كان يعتبر الجزائر فرنسية. بل إن الكثيرين من اليسار الفرنسي كانوا داعمين للاستعمار الفرنسي للجزائر أو متواطئين تجاه ذلك الاستعمار ومن بينهم حتى ألثوسير. ألثوسير من ابناء المستوطنين الفرنسيين في الجزائر وكذلك الجاسوس المدسوس على اليسار (قبل أن يعلن حقيقته ) برنار هنري ليفي. إذن يجمع جميلة وجول اساسا الموقف القومي ضد المستعمِر وخاصة الفرنسي. فالفرنسي هو الذي استعمر سوريا وطُرد دون ان يتمكن من استيطان فيها فاستوطن الكثيرين من الناس هنا بالفرانكفونية وشارك في توطين الصهانية في فلسطين منذ اتفاق سايكس-بيكو.

ولا ننسى أن فرنسا ولكي تتمكن من قهر الثورة الجزائرية طلبت من بريطانيا غزو مصر وإسقاط الناصرية كنظام وحدوي عربي، ووصل العرض الفرنسي لبريطاينا إلى عرض الوحدة بينهما. في تلك الفترة وقف الاتحاد السوفييتي ضد الغزاة ودعم مصر لأهداف ثورية، ووقفت امريكا ضد الغزاة كي ترث العجوزين بريطانيا وفرنسا.

واليوم، يجمع سوريا والجزائر مواقف في مواجهة الثورة المضادة. صحيح ان الجزائر الرسمية لا تقف ما يوازي قامة الثورة الجزائرية، وهذا حيف كبير.

قد أختم بملاحظة لأهل العقل ونقاء النفس والقلب: ترى هل يفهم الكفرة المعنى والدافع والانتماء لدى جول جمال في الاستشهاد من أجل مصر؟ وفي الحقيقة، إن لم يقف كل مواطن عربي في طريق هؤلاء فإن العرب لن يخرجوا من التاريخ وحسب بل من الوجود الفيزيائي. لا بد من السطوع بحقيقة هي الأهم والأعلى بأن ما يُدار على مسطح الجغرافيا العربية هو: أن الثورة المضادة (الإمبريالية من بُغاثها النرويج مثلا) إلى حيتانها الولايات المتحدة، ثم الكيان الصهيوني الإشكنازي ثم حكام النفط والريع  المتأتي عنه) إن هدف هؤلاء هو الأمة العربية كأمة قيد الاستهداف وهي تقاوم. في ذيل هؤلاء يقع الطابور السادس الثقافي.

***

ما الذي يلجم الوحش الأمريكي؟
منذ أن تراجعت الولايات المتحدة عن التدخل المباشر ضد سورياـ تتوالى التحليلات بمختلف الاتجاهات. وقد يكون أقلها حظاً في المعنى والعمق ذلك التحليل الذي يقول بان ضغط المجتمع هو الذي منع أو ساهم كثيرا في لجم العدوان. لا اود في هذا السياق الدخول في حدود مدنية المجتمع الأمريكي أو الغربي عموماً. فهذه مسألة اقتصادية وثقافية واجتماعية أخرى.

لكن  لنقرأ ثلاث محطات في العدوان الأمريكي ربما تنير الطريق:

في عدوان امريكا على فيتنام، لم تتوقف الحرب سوى بعدما تأكدت امريكا انها لن تنتصر. يزعم بعض المتفائلين بالإمبريالية بأن ضغط الشارع الأمريكي هو الذي دفع الطبقة الحاكمة هناك للخروج من فيتنام. كلا، خرجت لأنها هُزمت. هكذا ببساطة ووضوح. أما ضغط الشارع الأمريكي فتم استغلاله كغطاء ليخفي بعض وضوح الهزيمة.

ثم هناك تجربة العراق، لم تخرج أمريكا من هناك كليا بعد. صحيح ان خروجها العسكري كان تحت جنح الليل كما خرج الصهانية من جنوب لبنان، ولكنه خروج بسبب صمود وقوة ضربات المقاومة العراقية. وهي المقاومة التي بدأها البعث. وأعلم أن هذا الاعتراف سيغضب بعض الأصدقاء. وكان بوسعي أن لا اذكره. ولكن علينا ان نتهيأ ونعتاد على المصالحة وعلى إعادة اللُحمة وليس تغذية التفرقة. بدأها البعث ولا يزال ثم شاركت فيها مختلف القوى العراقية بتنوعها، ولا اريد ذكر الطوائف. وفي العراق ترنح الوحش الأمريكي عسكريا ومالياً. هذا سبب الخروج.

طبعاً خرج من فيتنام ومن العراق بعد أن دمرهما تماماَ. لأن هذا شأن راس المال والعرق الراسمالي الأبيض.

ولم يتدخل الوحش الأمريكي مباشرة في سوريا لأنه عاجز اقتصادياً. إن كل الحديث عن الكونجرس والتصويت والنقاش هو محض أكاذيب. وكل الحديث عن دستورية قرار الرئيس الأمريكي او عدم دستورية اتخاذه قرار حرب بالرجوع او عدم الرجوع للكونجرس، كل هذا هراء. فقد اتضح ان الجيش الثقيل لا يمكنه دخول الأرض السورية دخولا سياحياً وبأن التدمير من الجو لا يقود وحده إلى سقوط النظام، وبأن  هناك احتمال حرب واسعة مديدة وهذه تحتاج لأموال غير متوفرة.

قد يقول البعض بأن الأصدقاء ساهموا في حماية سوريا وهذا صحيح من موسكو إلى بكين إلى طهران الى الضاحية الجنوبية. ولكن الوحش لو كان بوسعه النهوض لربما تجاوز كل هذا. فلنبقيه طريحا.

::::

صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/adel.samara.5?fref=ts