وربما إلى عريقات وكيري
عادل سمارة
على الإخبارية السورية كنتما (خالد أبو خالد وحسن حميد) بالصدفة استمتعت إليكما، كل ما قلتاه لافتاً، ومنه ان عريقات يجلس إلى جانب ليفني بحضور كيري.
جميل، ماذا لو كتبت أنا سؤالاً: ماذا لو سمعتما أن كيري قد قتل عريقات وسلخ جلدة راسه وأهداها إلى ليفني محفظة لطيوبها وحِلِيِّها؟ هل في هذا خيال مجنون؟
بداية، التقيت د. عريقات مرتين فقط في موقفين متناقضين: الأول كان في ندوة حينما استعاد الراحل صدام حسين الكويت (أول عربي يستعيد ارضا عربية محتلة-قولوا بعدها ما شئتم، هذا قبل أن يُبدع حسن نصر الله تحرير الجنوب). المتحدثون أنا و د. عريقات و. د. غسان الخطيب متحدثين والمتوكل طه (كان رئيس اتحاد الكتاب الذي يقدمنا- اليوم هو سفير سلطة أوسلو-ستان في ليبيا ناتو-ستان). قال عريقات قبل الحديث تعالوا نتفق على موقف موحد لصالح القيادة؟ قلت له انا لست مع هذا، وهذه أول مرة يتقاطع موقفي معها تجاه العراق. وكان الراحل ابو عمار قد ايد صدام. قال: الله أكبر هل انت قومي إلى هذه الدرجة؟ قلت وأكثر.
المرة الثانية كانت عام 1996 حينما منع الكيان زوجتي عناية من دخول الأرض المحتلة ل 9 اشهر، حيث احضر عريقات رسالة من الكولونيل الصهيوني يوسف ميشلف. لخص عريقات الأمر بأن على حاملي الجوازات الأحنبية ان يجددوا إقاماتهم إما بالذهاب إلى الإدارة العسكرية الصهيونية أو تقديم طلبات لمكاتب خدمات برام الله لتقوم بذلك. كان في الجلسة شخص من هذه “المكاتب”!!! قلت له إذن ليجددوا/ن من خلال العدو مباشرة. قال: يا اخي بدك كل الناس يصيروا جواسيس! قلت التجسس يحصل حينما يذهب البعض إلى فيللات في القدس الغربية!!!!
أما لماذا يقوم كيري بقتل عريقات. هذا موضوع طويل، من أجل فهم هذا الإحتمال، أُحيل القارىء إلى أحد كتب د. منير العكش :حق التضحية بالآخر:أمريكا والإبادات الجماعية- منشورات الريس 2002). الكتاب باختصار يصف توثيقاً كيف قتل المستوطنون البيض 112 مليون هم سكان القارة الأصليين. وأهم مراسم ما بعد القتل: سلخ جلدة الراس وحتى قطع الأعضاء التناسلية.
كيري وليد ووريث هؤلاء، فهو كان في فيتنام حيث الفظاعات أكثر، لأن الثقافة لم تختلف.
يقول كيري:” لقد شاركت في مهمات قتل وتدمير، وإحراق قرى، وهذا كله انتهاك لقوانين الحرب واتفاقيات جنيف، وكل ذلك بناء على اوامر مكتوبة وفقا لسياسة حكومة الولايات المتحدة من قمة الهرم الى القاعدة” (ص 89 من الكتاب).
إذن، ما الذي يمنعه من قتل عريقات إن خالف الأوامر؟ فجميع ال 112 مليون قُتلوا وهم على ارضهم بل وهم يعقدون تسويات لصالح البيض ومع ذلك قُتلوا!!!
هذا هو العرق الأبيض، اصله اوروبي لا تنسى، اصله بمعنى ثقافته وليس لونه.
هل يكفي هذا للتحريض ضد الولايات المتحدة؟ وهل يكفي هذا للإقناع بأن المفاوضات عبثية وخطرة وهدفها قتل فلسطين وجز ضفائرها وسلخ جلدة راسها وتقديمها محفظة لمساحيق تسيفي ليفني؟
هل يكفي هذا كي نعود إلى الأُسس؟ بمعنى أن لا حل سوى التحرير والعودة. فالحديث عن حق العودة لوحده حديث تافه ومجاني. نعم بصراحة.
أسمح لنفسي هنا ببعض الإطراء. قبل 25 سنة ، كنت أحمل اطباق البيض من مزرعتي الصغيرة إلى بقالة الراحل الصديق الشاعر حنا عوض حوشان في بلدة بيت حنينا شمال القدس (البقالة كانت منتدى للمثقفين الوطنيين، وبالمناسبة هو الذي عرفني على عزمي بشارة قبل ان اكتشف أنه فتى الموساد).
دخلت، فقدم لي رجلا في عمر الأربعين وسيما ابيضاً يرتدي بزة مكلفة: وقال: الملحق الثقافي في القنصلية الأمريكية.
مد الرجل يده.
لم أمد يدي!
فوجىء حنا وقال لماذا؟
قلت لأنه رسمي امريكي. خرج الرجل فقال حنا مازحا: لا يوجد أوقح من أولاد سمارة.
كان الأجانب يأتون للشراء من بقالة حنا لأن بها كثير مما يشتهون.
لكنهم لم يكونوا يعرفون أنه ابن سوري من قرية من قري حمص تطوع في فلسطين قبل 1948 واستشهد في فلسطين وبقيت أم عبدو وعبدو وحنا في فلسطين. كنا نسميه حنا الآرامي. قُتل حنا على يد لصوص.
والمهم: هل يسمح عوض حوشان بتسوية تعطي اوسلو-ستان جزءاً من منطقة (ج) وتفقده كل المحتل 1948 والكثير من المحتل 1967؟ نعم هذا جوهر التسوية الآن التي تُدار على نار نووية القوة.
هل يسمح بعد أن استشهد هذا العربي السوري المسيحي الارامي السرياني!!!! إسألوا دمه!!!!