محمود فنون
كتب عبد الله ابو شرخ مقالة “ماذا تبقى من حل الدولتين؟! “المنشورة في 22/9/2013م على الحوار المتمدن وينعي فيها حل الدولتين ويطرح حل الدولة الواحدة في فلسطين . وبعد منافحته عن حل ” الدولة الواحدة” كتب في خاتمة المقال :” لكن العقبة الأكبر لحل الدولة الواحدة هو الشعب الإسرائيلي الذي يستأثر بالأرض ومواردها بالقوة العسكرية نافياً أن يكون للشعب الفلسطيني حق الحياة في هذه الأرض على قدم المساواة معه، فالواقع وممارسات إسرائيل تخبرنا أن غالبية الشعب الإسرائيلي عنصري ولا يميل إلى السلام الحقيقي بين الشعبين.”
وهنا لا بد أن نسأل الكاتب عبد الله ابو شرخ : وماذا تبقى من حل الدولة الواحدة بعد هذه الخلاصة ؟!
وقد كتب في نعيه لمشروع حل الدولتين :” إسرائيل لا تؤمن بحل الدولتين، بدليل أنها قضت على كل بارقة أمل لهذا الحل من خلال الاستيطان الوحشي في الضفة الغربية، فأين ستقوم تلك الدولة التي سيعود إليها اللاجئون ؟! ستقوم خلف الجدار على أقل من 50 % من الضفة مع احتفاظ إسرائيل بنصيب الأسد من الموارد المائية، وبقاء كافة التكتلات الاستيطانية التي تهدد يومياً حياة الفلسطينيين، والنتيجة أن حل الدولتين قد تبخر على أرض الواقع..”
لقد نعيت مشسروع حل الدولتين باستخلاص أن إسرائيل لا تريد حل الدولتين مما يوجب التخلي عنه .
فهو قد نعى سلفا حل الدولة الواحدة لذات السبب الذي نعى فيه حل الدولتين “العقبة الأكبر هو الشعب الإسرائيلي …”
ومع الأسف فهو لم يذكر لنا ما هي الأداة السحرية التي ينوي بواسطتها إزالة هذه العقبة كي يجري وراءه الناس على حل ” الدولة الواحدة”
ماهي نوعية أمثالك يا عبد الله ؟ هل أنت جاهل أم تتعامل مع القراء على أنهم جهلة ؟أم أنت في خدمة مقاولة مشروع ” الدولة الواحدة ” ومن الباب إلى المحراب والكل يقبض وفلسطين خاسرة وشعب فلسطين هو الخاسر الأكبر من هذا الذكاء .
ولكن عبد الله ابو شرخ عاد باللائمة على الفلسطينيين في ضياع وطنهم وعاد مثل مريدي الحزب الشيوعي يتباكى على قرار التقسيم وهو يقول :”
أغلب الظن أن الفشل السياسي الفلسطيني والقومي العربي يعود إلى العنتريات والشعارات الجوفاء البعيدة كل البعد عن طموح الشعب الفلسطيني، فمثلاً على أي أساس تم رفض قرار التقسيم وتم طرح شعار رمي إسرائيل في البحر طعاماً للسمك فيما نجري مفاوضات اليوم في ظل استمرار الاستيطان ؟؟! من الذي يتحمل مسؤولية معاناة الشعب الفلسطيني ومآسيه منذ رفضت قيادة الحسيني التقسيم عام 1947 ؟؟!
فهو بعد أن تباكى على قرار تقسيم فلسطين سيء الصيت عاد باللائمة على العنتريات والشعارات الجوفاء ..
فهل كانت الصهيونية متساهلة مع قرار التقسيم ؟ أم كانت ولا زالت تريد فلسطين كلها كما خطط لها الإمبرياليون إن كنت لا تعلم ؟
لقد سبق لي وكتبت ضد طرح مقاولة ” حل الدولة الواحدة “المأجورة في معرض نقاش مع الرفيق غازي الصوراني بعنوان ” مرة أخرى في شعار الدولة الواحدة – تفاعل مع الرفيق غازي الصوراني”وطرحت تشخيصي لطرح مقاولة ما عرف بحل الدولتين : فهو قد جاء تحت عنوان إقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة والقطاع بما يعني حصرا التخلي عن ما عداهما من الأراضي الفلسطينية وليس برنامجا للتطبيق لإقامة هذه الدولة بالإستناد إلى النضال والتضحيات . لقد جاء هذا الشعار تعبيرا عن حسن نية القيادة المتنفذة وجاء بالتحديد في سياق “إعادة تأهيل المنظمة لتصبح مقبولة أمريكيا وعربيا ” دون أي إلتزام من أمريكا بأي شيء ولا حتى في حدود المساومة …”
بينما الرافضون الجدد لما يعرف بحل الدولتين وهم ذاتهم أصحاب شعار دولة في الضفة والقطاع وهم ذاتهم مؤيدوا برنامج النقاط العشرة … هؤلاء كانو يعيبوا على الرفض الفلسطين بأنه غير واقعي وأنه يرفض أن يكون للفلسطينيين دولتهم …الخ
وكان الرفض يرفض النهج الجديد للقيادة المتساوقة مع النظام العربي والتي اصبحت جزءا منه بعد أن أصبح بقيادة الرجعية وكامب ديفد .
واليوم يرد عبدالله أبو شرخ على مقالتي المذكورة بتعليقه :” عزيزي محمود فنون .. لا أعلم من أين تكتب بالضبط ؟ فلو كنت تكتب من غزة سيختلف عليه الأمر عما لو كنت تكتب من الضفة، وسيختلف كثيراً عما لو كنت تتحدث من لبنان أو سوريا. من أين لك هذه العبقرية لترفض عودة اللاجئين والتزام إسرائيل بالديمقراطية وإنهاء العنصرية وتعتبرها شعارات ساقطة ؟؟؟ ..”
هنا يدافع عن مشاركته في مقاولة حل الدولة الواحدة والذي نعاه سلفا بقوله :” :” لكن العقبة الأكبر لحل الدولة الواحدة هو الشعب الإسرائيلي الذي يستأثر بالأرض ومواردها بالقوة العسكرية..”
يدافع دون أن يقول كيف ستسمح إسرائيللا بحق العودة ودون أن يقول من سيلزم إسرائيل وجيش إسرائيل بقبول الديموقراطية !!!
يدافع برمي الآخرين بدائه ،وبأنهم يرفضون عودة اللاجئين والتزام إسرائيل بالديموقراطية …
إن ما يدفع للإشتباك مع هؤلاء ليس قوة منطقهم في الطرح بل قوة تجنيدهم لبث فكرتهم في أوساط الشعب الفلسطيني . إنهم واثقون تماما أن “أنصار الحقيقة ” أي ال:إن جي أوز ، “وأنصار السلم “أي العملاء والمرتزقة و”عليّة القوم ” أي القيادات المتهالكة ، كل هؤلاء سيسمحون بتمرير هذه المقاولة، فكلهم طابور واحد فيها وكلهم قابضون ومتساوقون ومتعاونون ومتآمرون.