عادل سمارة: مختارات من صفحة الفيس بوك

 

حزب الله ليس متدخلاً  والمذهبية لا تزال خطاب الكثيرين

لا يستطيع المرء الجزم إن كانت تبعية الكثير من القوى الوطنية والقومية للخطاب الغربي الرأسمالي هي نتاج عفوية ما أو  تورط في ابتلاع ذلك الخطاب، وفي الحالتين كارثة. لست ممن يقدِّمون اللغة على الواقع، ولا حتى المعنى والمحمول على الواقع. ولكن الخطاب وهو كوعاء لغة او كلمات ولكنه كمعنى ومحمول أعمق وأشد تاثيرا وفي التحليل الأخير يتبادل التأثير مع ومن الواقع.

حينما كان التهديد بالعدوان الجوي والصاروخي الإمبريالي الأمريكي المباشر على سوريا استخدم العدو كلمة “ضربة” وتورط فيها حتى إعلام المقاومة، ومن ثم تمت محاولات التعديل لوضعها او تجليسها في مكانها اي “عدوان” لأن الضربة هي اعتراف بأن المعتدي سيد وقوي وصاحب حق في العدوان وبأن سوريا مذنبة ومشاكسة وضعيفة!

منذ أن أعلن حزب الله عن دوره في سوريا وخاصة بعد عملية القصير، جرى استخدام عبارة “تدخل حزب الله” في سوريا. والغريب ان هذه العبارة صارت دارجة حتى في إعلام المقاومة.

أعتقد أن هذا في أبسط أحواله وبأفضل تفسير لحسن النية هو “ذُلٌ” لغوي لا يليق  بمقام المقاومة. من يواجه الثورة المضادة (الإمبريالية كلها والصهيونية كلها والصهيونية العربية كلها) يجب ان لا يقع في خطابها!!!

إذا كان حزب الله يرى نفسه متدخلاً، فهو بهذا يرغمنا على السؤال:

هل هو حزب عربي؟ إذا كان عربياً، فهو يُدافع ليس فقط عن نفسه وعن شرفاء لبنان (ليس كل لبنان اي ليس 14 آذار) ويدافع عن بلده الأم سوريا وعن الوطن العربي.

هوية المقاومة ليست قُطرية، أو هكذا نأمل. وما تسمى :نهائية لبنان” هذه مسألة يجب إسقاطها على الأقل من ثقافة الطبقات الشعبية العربية، فما من قطر عربي “نهائي” من حجم مصر وحتى حجم البحرين.

قد لا يجد حزب الله مبرراً اليوم  ليقول بأنه يعتبر نفسه جزءا من سوريا، ولكن هذا لا يبيح النزول عند مفردة “تدخل”. وللحزب قدرة على صياغة ما يرى من مصطلح بديل.

إن ترسيخ خطاب كهذا، يعني أننا مقبلون بعد كل هذه المذابح وبعد انتصار سوريا على تعميق المسألة القُطرية من جديد وربما مرفوعة إلى قوة أكبر!!!!

إذا لم تعلمنا المذبحة بأن وحدة المشرق على الأقل كمقدمة للوحدة او الاتحاد العربي للعرب ولشركاء العرب، فهذا يعني اننا متورطون في تبعية قاتلة.

إن الابتعاد عن البعد العروبي نحو هويات بين دول قومية مثل إيران أو تركيا وبين قُطريات عربية مجزأة هي كارثة يؤسس لها مثقفون لاعروبيين مثل السيد أنيس نقاش.  وهذا تأسيس لخليط هوياتي يكرس العرب كتابعين فرادى تماما كما هي التبعية فرادى للنظام الراسمالي العالمي بل هي تقديم تبعية جديدة لا تنفي الأولى بل تعينها.

ومن جهة ثانية، هناك كثير من المعلقين والمحللين وخاصة من إيران والعراق ولبنان الذين لم يتعبوا من شتم الرئيس الراحل صدام حسين. وأنا اعتقد بوضوح أنهم مأخوذين بقناعات داخلية تقوم على الطائفية بمعنى أنهم لا يحبون نسف الطائفية لأنهم يتغذون عليها ويستمدون مراكزهم الروحية والمذهبية والسياسية والتحليلية والاستراتيجدية والعسكرية من الجذر المذهبي.

كثيرون منهم يهاجمون صدام حسين بشأن الحرب مع إيران ويبدو ان الله وحده يعلم من البادىء فعلاً. وهذا ملف لا مجال لفتحه الآن ولكن حبذا لو يقول لنا هؤلاء وخاصة حلفائنا الإيرانيين: ترى لو أعلن الإمام الخميني منذ انتصار الثورة بأنه مستعد للحوار حول الأهواز (عربستان) هل كان صدام سيقول لا!!!!! لذا، أعتقد ان الهجوم على صدام مقصود به الإبقاء على التخلف الوحشي (سني-شيعي ومن ثم تمفصلاتها إلى مختلف المذاهب والطوائف. اي تحويل الموزاييك التاريخي إلى مزبلة أوسخ من اسطبلات أوجياس) ولكن تحت غطاء وزعم رفض هذا التذابح المتخلف والممجوج والمرتبط غربياً.

بعد سبات مديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد، بدات سوريا بالحديث عن لواء الإسكندرون المحتل من تركيا. هل سوريا اليوم على خطأ!!!!!

وأخيرا، حبذا لو ينتبه الشرفاء من عرب وفرس إلى كل كلمة لأنها إما تتقدم ضد العدو او ترتد إلينا.

■ ■ ■

 

آل سعود وتدمير جذر العروبة

 

لا يمكنك الحديث عن اليمن دون ان تنتصب أمامك السياسة الأميركية في المنطقة ومن ثم توزيعها لأدواتها. في الجزيرة العربية فحكام السعودية اصحاب الدور الأساس، هذا مع وجوب الإشارة إلى أن هؤلاء مدوا أذرعهم إلى ليبيا والعراق وخاصة سوريا. فبعد ذلك الصمت الخبيث خلعت الأفعى جلدها ومشت على اقدام بل ونحولت إلى قاذفات مقاتلة ضد النظام الليبي وفخخت الآلاف للقتل في العراق وعشرات الالاف في سوريا.

لكن وجعها الحقيقي من اليمن، واليمن أعرق بلدان العرب من حيث اللغة والقبائل والحضارة وهو إذا ما تماسك على جرحه يكون آل سعود  أمام معقل قومي “خطير” . أليس عدوان 1967 ضد مصر لأن مصر الناصرية اقتربت من منابع النفط؟. لعب آل سعود   الدور الأساس في إجهاض الحراك الشعبي الحالي في اليمن، وتم التبديل “الناعم” بهندسة امريكية وتنفيذ سعودي وكان هدف آل سعود شل الجذر القومي لدولة اليمن ولا شك أنهم يقفون  وراء التقسيم والمذهبية. فهل يمكن لوهابي أن لا يكون ضد كل من ليس مثله؟ ففي اليمن كل التنوعات من الحوثيين إلى الناصريين والبعثيين والقوميين  إلى الماركسيين إلى الإخوان…الخ.  ويبدو ان حتى النظام الحالي غير مقنع لها لأنها تبحث عن هدم اليمن. اليست هي التي دعمت علي سالم البيض بعد أن انتقل من تراث عبد الفتاح إسماعيل العروبي والأممي إلى كيانية أقل من وطنية!!!فهل يُعقل أن يتحول المرء هكذا؟؟؟ أليست السعودية هي التي تغذي وتسلخ وتمول المذهبية  السلفية ضد العرب الحوثيين حتى وهم جانحون للسلم والبناء! كيف يمكن أن تكون هي المُصلح في اليمن وهي التي ترسل  المال والسلاح والمخابرات  بالتنسيق مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. باختصار : تواجه الأمة العربية اليوم الطبعة الأشد من الحرب وهي حرب السلاح المفتوحة من المحيط إلى الخليج.  والحلف الصهيوني (يهودا وعربا) والإمبريالي الأمريكي والغربي عامة يخوضها علانية. لعلنا على بساطتنا قد اكشتفنا سرا خطيراً: فالرجعية العربية هي الصهيونية العربية تماماً. كل قُطْري عربي هو صهيوني. فليس من عبث إذن أن هذه القُطريات تولدت 1916 ومن رحمها النجس تولد وعد بلفور ولا يزال يربطهما الحبل السُري. فمن أرد نضالاا قوميا عروبيا واشنراكيا ليبدأ من هنا.

 ■ ■ ■

ليس شرطاً أن تكون حسان اللقيس

نعم، ليس شرطاً ان تكون مقاوما ولا فدائياً ولا حتى عضو في حزب أو جمعية خيرية. كل هذه لست مجبرا عليها ولن يحاسبك أحداً. كن مواطنا عاديا يعمل ويأكل ويشرب ويُنجب وحتى بلا حساب. ولكن، يجب أن تكون وطنياً حقيقياً، اي أن لا تكون خائناً ولا مأجوراً. الخائن قيادي والمأجور فقير ربما يقوم بقتل اي شخص من الإمام علي وحتى حسان اللقيس ببعض المال.

الخائن عقيدي، اي صهيوني، ولذا، ليس شرطاً أن يموله الكيان بل قد يدفع هو له. أما المأجور فحافزه الأجرة وشخصية فارغة أمية متهالكة. نعم صهيوني، ألسنا في مرحلة إعلان الصهيونية العربية عن نفسها؟ ترى، حين يتحدث بيرس ل 28 مسؤولا عربيا من أعلى “المراتب-اتفه طبعا” ألا يعني هذا أن هؤلاء ساسة ومخابرات جاهزين لتزويد الكيان بكل ما يقع تحت أيديهم عن المقاومة؟

لماذا نقول هذا؟ لأن حزب الله وكل المقاومة تواجه العدو داخل البيت. فليس هناك اصعب من العمل النضالي في بلد نصفه تقريبا ضد الوطن. قد لا يصح القول بأن نصفه عملاء وصهاينة، ولكن من يسكت على الصهيوني بدافع مذهبي او طائفي أو قرابي هو شريك في الخيانة وربما أن وجوده هو الذي يسمح لخائن بأن يقف على أرضية تسهل اختفائه وعمله اللوجستي.

لذا، ليست عبقرية صهيونية ابداً أن تتمكن من هذا الشهيد او ذاك. فالنصف اللبناني المعادي للبنان، يوفر للعدو فرصة اغتيالات العدو نفسه يندهش لها! صحيح ان العدو متربص ولا يتوقف عن العدوان، ولكن الفارق بين عدو يسير في أرض عمياء وبين عدو عيونه محلية وليس من عيون ذاته فقط، إنه فارق هائل.

فقاتل حسان اللقيط ليس كاتم الصوت، ولا مختبر التحليل المخابراتي بتقنيته الأمريكية والغربية عامة، القاتل هي الإخبارية ،المعلومة الخام التي يوفرها أحد في الحقل ويرفعها إلى سيده ومنه إلى طواقم كاملة تطار د المقاومة:

يرفعها إلى شبكة الجواسيس التي كما يبدو لم تُشل، فهي “تُنجب” بنسبة عالية

يرفعها إلى دعاة الطائفية

إلى دعاة المذهبية

إلى دعاة الوهابية

إلى دعاة الغربنة

بل إلى 22 فريق 14 آذار في 22 دولة عربية.

وإلى إلى عديدة.

وهؤلاء يتعاونون جميعاً ضد المقاومة. فهل من غرابة أن يتمكنوا من رجل!

لعل السؤال الذي له جواباً: هو الحذر الشعبي ليس من العميل الصغير الذي يجمع المعلومة من تحت قدمي  المرشح للشهادة، بل من قيادات سياسية وثقافية ومصلحية اقتصادية هي التي تشكل الحاضن والقائد والممول لشبكات من العمالة تنسق مع بعضها البعض.

كثيرا ما يُقال بأن الديمقراطية افضل. وهذا صحيح. ولكن ليس في كل موقف أو كل لحظة. اليس لبنان :”بنمطه الديمقراطي” يشرعن الخيانة؟

إن شارعا يقبل ويحتضن وحتى ينتخب قيادات خائنة علانية وعميلة علانية، ليس شارعاَ حراَ.  هذا على الأقل.

::::

صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/adel.samara.5?fref=ts