عادل سمارة: مختارات من صفحة الفيس بوك

 

من دُبَيْ إلى ماركس: كلمة في التنمية

لا يتمتع كثيرون بمادة الاقتصاد. وهناك أكثر ممن يكرهون التحليل القائم على الاقتصاد السياسي بل ويحاولون طمس هذا التحليل لأنه من جهة يقوم على المادية التاريخية ومن جهة ثانية يرغم العقل على الشغل فيخلق العقل النقدي وينتهي إلى خلق المثقف المشتبك.

صور لنافورات راقصة مع الموسيقى في دبي. أموال لا شك أُنفقت على البنية التحتية لها بينما ملايين السوريين والفلسطينيين يغرقون في ماء الوحول الآن. من غزة إلى مخيم الزعتري إلى اليرموك الى الى …الخ هل يمكن النظر إلى هذه دون النظر إلى تلك؟ هذه شقاوة الوعي.

الثروة للناس مجانا هذا ا يقوله الاقتصاد السياسي لأن كل ما في الأرض هو مجاني وحر وخُلق كي تستعمله الناس أي هو قيمة استعمالية. Use Value أما ان تتحول ثروة إلى تبذير لا طائل له ولا هدف سوى وجود ملايين البشر ممن  يلعبون بالمال ويقولون انهم دول !!!!!  بينما لا تجد الناس ما تغطي اجسادها النحيلة به، فهذا عالم من التوحش. فبين التنمية والتبذير مسافة وعي ربما لا تختصرها سوى فَلَتات السيوف. أخلص من هذا بالسؤال: هل تعتقدون بأن نقاشا في الاقتصاد السياسي على الفيس بوك مفيد، طالما جامعاتنا تُعلم الطلبة شكليات الاقتصاد الرياضي الذي يملأ عقولهم بالأرقام والمعادلات التي لا تُصرف؟

■ ■ ■

الشام يوحدها الثلج ويفرقها أوغاد؟

 

عشق ثلجي للشام جميعها. هي امرأة نضجت في الخريف فحملت وفي الشتاء تضع وليدها الأبيض النقي. ثلج على الشام جميعها. لم يعترف بحدودها الوسخة ولم يخرج عن حدودها حتى إلى بغداد توأمها.

هل يعرف أهل الشام كم هم خونة الذين يتقيدون بحدود داخل الشام!! كم هم مأجورون ليحولوا الثلج إلى معجون اسود كقلوبهم وتاريخهم.

وطن وحدته الطبيعة لن يجزئه الأوغاد.

ذات يوم حين كان المطبعون يشحنون الفاشيست لاغتيال ناجي العلي وكان يقودهم إميل حبيبي، الذي كان  حينها يرشق القومية العربية والوحدة برصاص الصهاينة كتبت له مقالة في جريدة العرب في لندن بعنوان: “إذا كان مشروع التجزئة ممكنا، فلماذا يكون مشروع الوحدة مستحيلا”؟؟؟

■ ■ ■

قناة البحرين

لا بل قنوات البحار والتطبيع، فهذه بداية لقنوات اخرى من البحر المتوسط إلى الأحمر ومن المتوسط إلى الميت عير نهر  الأردن…الخ وليس ذلك بديلا للسويس وحسب، كما انه لا يبتعد عن مشاريع خلق محيط اقتصادي تجاري سعودي اردني صهيوني  (ومصر في فترة مرسي).

لكنها قنوات سياسية قبل كونها اقتصادية لأن التطبيع الاقتصادي حاصل ويتسع على حساب المقاطعة العربية بدءا من سلطة أوسلو-ستان إلى الأردن إلى مصر إلى السعودية وكل الخليج  ذي الريع المنجمي.

وهكذا، بعد أن تمكنت المقاومة من تحجيم قدرة الكيان الصهيوني الإشكنازي على التوسع الجغرافي واحتلال اراضي جديدة، يقوم المطبعون العرب بتقدم توسع اقتصادي للكيان  لا يجعله طبيعيا في ما احتله وحسب بل يعطيه فرصة المشاركة في البنية التحتية مع الشعب العربي. نعم، فإقامة شبكات مياه وري، وطرق وخطوط هاتف كلها بنية تحتية  تتعلق بل تخترق الحياة اليومية للناس فيصبح المواطن العربي منخرطا في شبكة من هذه مع المستوطن. وهنا ليس الأمر فقط:

 ليس فقط تطبيع

 وليس فقط خضوع اقتصادي وتبعية

 بل تورط في علاقة تجعل المقاومة مثابة إرباك للحياة اليومية والاقتصادية للناس حين تقرر مواصلة الصراع مما قد يؤثر على البنية التحتية وخدماتها. وهذا يبين الخبث في هكذا تشبيك.

هذا نمط من “التطبيع يسري في دمك”. فبدل ان يتوسع الكيان جغرافيا يتوسع اقتصاديا وفي البنية الأساسية وكأنه حقأ يحتل الأرض.

من جهة أخرى، هذا هو الاختراق الحقيقي في المفاوضات التي يزعمون انها متعثرة؟؟؟

هذا الاتفاق ليس شرعيا لأنه مع كيان غير شرعي.

ومع ذلك فالكيان الذي لا يملك الماء لا في البحر الأحمر ولا الميت ولا طبريا هو الذي سيوزع المياه على الفلسطينيين والأردنيين اي سيكون المالك تحت رحمة المسيطر والشريك المضارب.

أما البنك الدولي كشريك فهو ليس دوليا هو مؤسسة امريكية. إذن امريكا الشريك الأساسي.

ولكن اين مربط الفرس؟

مربط الفرس أن المطبعين يسابقون الزمن ضد قوى المقاومة والممانعة/ فكل الصفقات وخاصة تهويد فلسطين يجب ان تتم قبل انتصار سوريا. لأن انتصار سوريا إذا اقترن بموقف عروبي واضح وجريء لن يسمح لهذه الأهرام المزيفة بالبقاء. هنا لحظة الحقيقة وآلية المستقبل وروح الأمة. ولا تسقط هذه إلا بتلك. ويبقى الجواب عند سوريا.

■ ■ ■

ملك الرمال والصهاينة العرب

 

ما يحضرني من هذه الأعمال وتوضيح دور حكام السعودية بالنيابة عن الوحش الأبيض وفي خدمة الكيان الصهيوني الإشكنازي، ما يحضرني هو: كان سيكون الأمر مختلفا لو تم القيام بهذا منذ الستينات وبشكل منهجي لأن دور حكامها ومختلف حكم خليج الريع المنجمي والأنظمة الملكية العربية هو دور العداء المنهجي للأمة العربية وخاصة للطبقات الشعبية والاشتراكية. كان يجب ان تكون مقاومتنا لهم منهجية متواصلة على الأقل بقدر عدائهم وارتابطاتهم. يُحرجني تأدُّب البعض على حساب التاريخ والحاضر والمستقبل، وهو تأدب من أجل من؟ من أجل الصهاينة العرب، ترى هل نعود للتأدب أم نعود لموقف المثقف النقدي الثوري المشتبك. ومن لن يعود معنا ليس منا. وإذا كان رد عدوان الصهاينة العرب كحكام مندوبين للوحش الرأسمالي الغربي، فإن كشف صهاينة الثقافة أو الطاور السادس الثقافي ملحَّة للغاية. بقي أن اقول قارنوا قامة نجدة أنزور بالقزمية البينة  لفواز طرابلسي ومارسيل خليفة وهما يشعلان الشموع لجهاد النكاح…لعله يكون رومانسياً بعض الشيء!!!!

::::

صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/adel.samara.5?fref=ts