مؤتمر فتى الموساد وحماس
قد يرى البعض في العنوان استفزازاً، كلا. ولكن الوضوح قد يعني للبعض استفزازاً. من لديه اخلاق دينية او سياسية أو اي نوع من الأخلاق (غير التي كتب عنها أرسطو) ليتفضل ويقدم لشعبنا العربي تفسيرا: ما الذي يجمع في الدوحة تحت اسم مراكز الأبحاث كل من اسامة حمدان (الذي يرى في فلسطين وقفا إسلاميا) مع صائب عريقات الذي يرى الحياة مفاوضات عبثية تؤدي يوما بعد يوم ، بما هي طريق انتقالي للتصفية، تؤدي إلى يهودية فلسطين ضمن اتفاق أوسلو-ستان. وما دور عزمي بشارة في جمع الإثنين معاً؟. بشارة عضو كنيست ولم يتخلى عن الإقرار بوجود و “شرعية”الكيان. بقية من حضروا المؤتمر كما يسمونها اهل المال (صرافة) ولدى الفلسطينيين “شواكل جمع شيكل عملة الكيان”. أليس ما يجمع الثلاثة مشروع امريكي لتهويد فلسطين وتدمير سوريا؟ سؤالي أولا للناس النظيفة في وطننا وثانيا لكل من هو في حماس ولديه إجابة تنقض حديثي هذا. انتظروا بيان المؤتمر. الذي لا شك ستتم ترجمته إلى عدة لغات (اقصد لغات المشاركين/ات) فهم كما قال المتنبي: “تجمع فيه من كل لُسن وأمة…فما يُفهم الحداث إلى التراجمُ”. قد اكون مخطئاً، فهل يفهم اسامة حمدان لغة تروتسكي/ية يعتبر حقوق اللزبيان قبل الطبقة العاملة، وكيف تفهم العربية أكاديمية متزوجة من نازي!!!! وكيف يفهم معلقون على الأخبار يتحدثون لكل فضائية كما تحب وكما تدفع؟؟؟ كيف يفهم هؤلاء لغة حماس القديمة عن الوقف الإسلامي…. الف كيف، ولكن ما يجمع كل هؤلاء سيولة الدولار مما يحقق سهولة اللقاء. اللهم إلا إذا ذهب أحدهم على حسابه وأخذ بطانيات وسكر كما فعل عقاب صقر مع مسلحي 83 دولة تشن حربا اوسع من عالمية ضد سوريا. قد يختلف بعض اقطاب (وليس -صرافة المؤتمر) على شيء لكنهم متفقون على امرين: إسرائيل باقية وسوريا العدو الرئيس. وتعليمات الصهاينة اليهود والعرب لها كل الاحترام وامريكا فوق الجميع.
الطبيعة والتطبيع
ما الذي يريده “الفنان” لطفي بشناق من حضوره إلى رام الله المحتلة في الوقت الذي تغرق فيه أكثرية الفلسطينيين في الشلج والظلام؟ ما الذي سيقدمه وما الذي ينتظره هؤلاء؟ قرى يمنع الاحتلال سلطة الحكم الذاتي من وصولها ومزارعون تدمرت محاصيلهم، وبدو تُهدم أكواخهم. ما الذي سيقدمه بشناق؟ هل سيغني؟ أما والفن شعور إنساني، فهل لدى هذا الرجل مثل هذا الشعور؟ لا نطالبه طبعا بشعور قومي طالما هو مطبع. لو كان لديه بعض الحس لما أعلن عن زيارته وعاد من حث أتى! ولكن لا شك أن حسن الضيافة اغراه، وهي بلا شك ليست ضيافة على الشعب . وبوضوح أكثر، هل هذا المجيء بلا ثمن من السيولة المالية على حساب شعب يغرق في سيول الطبيعة وعسف الصهيونية؟
قريتنا والكهرباء
في قريتنا الصغيرة بين عور الفوقا التي تقف على كتف الجبل وتطل على فلسطين المحتلة كفتاة تنظر إلى شرفها المستباح. قُططعت الكهرباء ليل الخميس. أصبحت القرية كمن أتى عليها الموت. لا حياة قطعا، مشيت في شارعها الرئيسي على الثلج، لا شيء يتحرك سوى التسلل الناعم لتساقط الثلج (يسمونه هنا نَفِش). حتى كلاب حراسة بيوت القرويين خانت وظيفتها، لم احتاج لحجر أهش به على كلب جارح فيما لو حاول الاعتداء. مشيت حتى المدخل الغربي وعدت قبل ان يراني جنود الحراسة، ومشيت حتى المدخل الشرقي حيث المستوطنة الصهيونية وهي بالطبع مضاءة ببذخ خليجي!!! ولا اقصد فقراء الخليج طبعا. وحينما اقتربت من المستوطنة توقفت. تذكرت فترة نهاية الستينات حيث كان الرجال يتسللون لإطلاق النار على المستوطنات. أما اليوم فيتم الاعتراف للمستوطنات بتوسخها الطبيعي وليس لقرانا بذلك التوسع. ظللت أجوب الشوارع حتى قاربت السادسة صباح، ولا حرك قط في القرية. حيث شيخ القرية لم يؤذن كعادته. يخرب بيته يمنعه البرد إلى حد يخالف الله؟ لو لم يكن شيخا لقالوا شيوعي او لقالوا انشغل يحتفل بانطلاقة الجبهة الشعبية!!!! قررت العودة للبين قبل ان ينطلق اول من يصحو من القرية، عبد الحليم، مجنون القرية خفت ان يشعر بالمنافسة فعدت.
معذرة
انقطع النيت في مكان سكني حيث لا كهرباء وحتى لا هاتف ارضي. طبعا ما يحصل أمر خطير ولكنه شديد الفائدة. كانت العاصفة. كان بوسعنا رؤية حدود اوسلو-ستان حيث الأضواء فقط في مناطق الاحتلال 1967. تراتب طبقي: أولا كهرباء للكيان ثم كهرباء للوفد المفاوض وفي اليوم الثاني للمدينة، أما الريف فلاشيء.
نحن ندفع فواتير ماء وكهرباء وهاتف اكثر من المستوطنين فلماذا لا نحصل على خدمات؟ قالوا قطاع خاص يشل الاقتصاد، ولهف هذا القطاع من البنك الدولي اكثر مما نتخيل كما لهفت السلطة من الأعداء المانحين ، الخاص لم يستثمر ما لهف بل ارسله للخارج وحتى من استثمر استثمر في خدمات وكل النقود تنتهي في اقتصاد الكيان يعني البنية الاقتصادية هنا عبارةعن مجاري تصب في بركة الكيان.
::::
صفحة الكاتب على الفيس بوك