أسئلة : اليرموك والشباب والتهديف الأحول

عادل سمارة

هذا حديث عن نداء شباب يطالبون منظمة التحرير بإنقاذ  مخيم اليرموك

 

من أغرب تطورات حرب (الثورة المضادة – الصهيونية النفطية العربية الأطلسية على سوريا كان اختلاط الموقف الفلسطيني – جميعه) وخاصة تجاه مخيم اليرموك. كان المخيم وجميع الفلسطينيين في سوريا والعراق يعيشون بأفضل من اي قطر عربي كالعراقيين والسوريين.

وارض اليرموك سورية تحت سيادة الدولة. تسللت إليه عصابات المسلحين، هكذا بوضوح ومن هنا بدأت مأساة المخيم، ومن هنا وجب تحديد المواقف. فلا سكان المخيم أدخلوه في الحرب ولا الجيش العربي السوري أدخله. وحتى المسلحين أدخلوه بناء على تعليمات الثورة المضادة. وهنا حجر الزاوية. وهنا يحصل الافتراق المحتوم بين المواقف والحسابات.

لقد سقط معظم الفلسطينيين في حسابات خاطئة لأنهم تجردوا اساساً من المواقف الثابتة والمخلصة والحقيقية. هذا كلام مر ولكنه حقيقي.

أساس كل هذا هو، الانتقال من الحياة مقاومة (وهو نحت أعتز بأنني صغته) إلى الحياة مفاوضات الذي رد به د. صائب عريقات وقد تبع هذا الكثير.

كثير من الفلسطينيين تيقنوا بأن النظام والجيش والشعب في سوريا سوف يتلاشى مع بعض الطلقات، فركضوا بل هرولوا لتسجيل انفسهم في قوائم الثورة المضادة. وأغروا بؤساء في المخيم/ات على لعب دور حصان طروادة مؤكدين لهم بأنها محنة قصيرة وتسقط سوريا كجاموس بين فريق من الضباع.

ولكن أزمة هؤلاء امتدت وافتضح امرهم تدريجياً، وقلَّة شريفة من الفلسطينيين التي أدركت أنها انتقلت من المواقف إلى الحسابات فعادت إلى المواقف.

لم يتشرف بالدفاع المسلح عن سوريا من القيادات الفلسطينية سوى السيد أحمد جبريل. وبالطبع انصبت عليه الهجمات من الفلسطينيين أعداء سوريا وبالنتيجة هم أعداء فلسطين. هجمات كالتي تنصب ضد حرب الله لأنه يدافع عن سوريا التي هي أم لبنان المفصول عنها قسراً. كلا التنظيمين قاما بواجب عروبي ومقاوم بوضوح.

ولكن فلسطينيي الثورة المضادة شاركوا ضد سوريا بالقتال والمال والتحريض والتشويه وكل ما وسعهم ذلك.

والآن، جميل ان يتذكر الحراك الشبابي وقاوم مخيم اليرموك. وأنا لست متأستذا عليهم ولا متزلفاً لهم كم اشعر بالقرف ممن يتغزلون أكثر من اللازم بالشباب بل هم يغطون على تهافتهم الطويل بمدح الغير. ولن أناقش حتى في جذر الحرب، بمعنى هل هي ضد مخيم اليرموك أم ضد سوريا. لن أجادل لأن (الحَوَلْ) القُطْري/الإقليمي للقدماء كما يبدو يصيب بعض الجدد من الشباب. سأدع العروبة جانباً. واسأل:

هل فكرتم من الذي يمول ويسلح ويدرب ويؤدلج المسلحين الذين احتلوا المخيم؟

نعم فكرتم.

ولكن هل تجرؤون على الوقوف ضد هؤلاء؟

ما قيمة منظمة التحرير اليوم وما الذي بوسعها فعله في سوريا؟ صفر.

وما دورها ؟ سيئ.

من يجرؤ على الاحتجاج عند البعثات التجارية والمالية والرشواتية وما تسمة الخيرية للسعودية  وقطر (هنا في الأرض المحتلة 1948 و 1967) وفي البلدان العربية والعالم؟ وحكام هذين القطرين هم الذين يضخون الإرهاب في سوريا واليرموك.

إن المطلوب ممن يريد أن يفعل، أن يفكر في “تفكيك مفاصل الدولة القُطْرية” وبما ان الحراك ليس على أرض تلك الدول المارقة فليكن الشعار والشغل :”تفكيك مصالح وأنياب السعودية وقطر” في الوطن العربي. تفكيك مفاصل تغلغلها في هذه الأمة.

هذا هو السؤال. هؤلاء هم الذين حرقوا مخيم اليرموك وتراث معركة اليرموك!

هل تجرؤون على مساءلة مئات مثقفي الطابور السادس الثقافي وقيادات القوى التي ذهبت حجيجاً إلى الدوحة قبل ايام وغير هذه الأيام؟ هل تسألونهم لماذا لا توقف قطر والسعودية تسليح من يحتلون اليرموك؟

ما يمكن ان تفعله منظمة التحرير والفصائل هو فقط ان تعلن موقف مع سوريا لأنها أعجز من الارتفاع إلى قامة حزب الله.  وحين تشجب العدوان على سوريا تكون قد غسلت بعض خطاياها التي ترتبت على حسابات الانتهازية وليس على مبدأئية المواقف.

::::

صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/adel.samara.5?fref=ts