كيري يعود للمنطقة الأسبوع المقبل

للضغط غلى الفلسطينيين والعرب القبول بيهودية الدولة

سعيد عريقات

 

كيف تمّ تسويق مصطلح “الدولة اليهودية”؟

علمت القدس الأربعاء أن وزير الخارجية الأميركي جون الذي عاد إلى واشنطن من جولته الأخيرة إلى المنطقة يوم الاثنين 6 كانون الثاني الجاري، ويعتزم العودة إليها الأسبوع المقبل، مارس ضغوطاً مكثفة على الفلسطينيين للقبول “بيهودية الدولة الإسرائيلية” وبذل جهوداً حثيثة لإقناع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والعاهل السعودي الملك عبدلله “لإقناع الفلسطينيين بأهمية القبول بهذه النقطة وعدم تفويت فرصة إبرام اتفاق سلام شامل وعادل يضمن قيام الدولة المستقلة على أساس حدود 67”.

يشار إلى أن الوزير الأميركي كيري سيعود بداية الأسبوع المقبل  للأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل للمزيد من اللقاءات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لاستكمال المباحثات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تدعي وزارة الخارجية الأميركية أنها “حققت تقدماً ملحوظاً” بحسب الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في إطار ردها على سؤال وجهته القدس، ولكنها توقفت دون تأكيد ما إذا كان كيري قد أخذ تعهداً من عباس لقاء نتياهو.

ولم يحدد بعد ما إذا كان كيري سيلتقي عباس ونتنياهو فبل أو بعد لقائه في باريس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الاثنين 13 كانون الثاني الجاري لبحث مشاركة إيران مع المشاركين الآخرين في مؤتمر جنيف-2 المزمع انعقاده يوم 22 كانون الثاني الجاري لحل الأزمة السورية.

وتسرب في واشنطن أن وزير الخارجية كيري يعمل على اقتراح مع الفريق الأميركي الذي يرأسه سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك “يقضي بإنشاء دستور أو قانون دستوري يربط بين اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية واعتراف إسرائيل بحقوق مواطنيها العرب كمواطنين غير يهود وينص على حمايتهم وحماية حقوق مواطنتهم وفق المعايير الدولية” دون تحديد هذه المعايير.

كما علمت القدس أن كيري سيستمر في ضغطه على حلفاء الولايات المتحدة السعودية والأردن للضغط بدورهم على الفلسطينيين من أجل القبول بهذه المعادلة.

يشار إلى غياب في الرد العربي والإسلامي على ما تمكنت منه إسرائيل حتى هذه اللحظة من المضي في تسويق عبارة “الدولة اليهودية” على المستوى الدولي، لإكسابها شرعية دولية بالاتفاقيات والأعراف الدولية السائدة، وفي القانون الدولي، غداة إدراجها ذلك كشرطً لقيام الدولة الفلسطينية قبل قيامها.

وقد شهدت الأشهر الخمسة الماضية منذ استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المحددة بتسعة أشهر تبني وزير الخارجية الأميركي للموقف الإسرائيلي بالنسبة ليهودية إسرائيل، والأمن والحدود وتبادل الأراضي، ولكنه يعارض نقل الفلسطينيين الذي أصبحوا مواطنين إسرائيليين بعد إنشاء إسرائيل عام من المنطقة المعروفة بمنطقة المثلث كون أنها “تقترب كثيراً من تصنيف ذلك كتنظيف عرقي من قبل المنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة ووكالاتها المتعددة” بحسب مصدر مطلع.

يشار إلى أن إسرائيل بعد أن نجحت في  “شرعنة” فكرة يهودية الدولة إسرائيلياً بغرض تأكيد يهودية الدولة وطابعها اليهودي وأغلبيتها اليهودية بالقانون، حيث باتت العبارة منذ العام 2002 مطلباً في جلسات التفاوض الفلسطينية الإسرائيلية وفي المؤتمرات، وحتى في الخطاب الأميركي الرسمي الذي تبناها تودداً للاحتلال وتبديداً لمخاوفه، تأمل في ترويج هذا التعبير عالمياً.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما  في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول 2012 خصص فقرة واحدة فقط في خطابه للصراع العربي الإسرائيلي، حيث تحدث عن “دولة يهودية آمنة ودولة فلسطينية مستقلة ومزدهرة  من خلال اتفاق عادل بين الطرفين”، دون إثارة أي اعتراض من الطرف العربي.

وتشترط  سلطات الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط الاعتراف بها كدولة ذات سيادة وكأمر واقع، وإنما كدولة يهودية بما يعطيها ذلك من مشروعية تاريخية ودينية مزعومة، تهدف إلى تنازل الفلسطينيين عن المطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم في الأراضي المحتلة عام 1948، وحرمان فلسطينيي 1948 من حق الإقامة في وطنهم، وشرعنة القوانين العنصرية الإسرائيلية ضدهم، بما يشكل خطراً على القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.

وبدأ مفهوم يهودية الدولة – إسرائيل دولة يهودية، يتبلور منذ عام 2002 /2003 ، ويتردد على ألسنة عدد من المسؤولين الإسرائيليين، ويشغل اهتمام وسائل الإعلام، ويحتل حيّزاً في أوساط الباحثين والأكاديميين. كما يلاحظ أن ارتفاع وتيرة تردده وتداوله ترافق مع مسار عملية التفاوض بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي. كما وأنه يطرح، عادة، من جانب الطرف الإسرائيلي، كطلب، أو اشتراط، موجه إلى الطر ف الفلسطيني.

ويطرح  نتنياهو باستمرار ، إذا ما كانت القيادة الفلسطينية مستعدة لتقول لشعبها، إنها على استعداد للاعتراف بإسرائيل ‘كدولة قومية للشعب اليهودي’ مثلما نحن على استعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية ‘كدولة قومية للشعب الفلسطيني’ وهو ما تعنيه الإدارة الأميركية عندما تقول على الطرفين تقديم التضحيات ومصارحة شعبيهما.

:::::

المصدر: “القدس”، رام الله المحتلة