فجأة دارت عجلة تشكيل حكومة لبنانية متعددة الألوان، وفجأة ألغى حزب المستقبل حربه على سلاح المقاومة وعلى الموقف الأشرف لحزب الله في القيام بواجبه العربي في سوريا، وقفز فؤاد السنيورة للقاء نبيه بري! وبدأ القِدر يغلي ببعض الطعام وليس بالحصى!
ترى، ما الذي حصل؟
هل السبب التفجيرات سواء في الضاحية الجنوبية أو في سيارة شطح؟ هل السبب دخول داعش إلى شارع الحمراء حيث راس المال اللبناني الكمبرادوري والطفيلي والمقاول؟. هل السبب الترتيبات الجديدة بين إيران والولايات المتحدة؟ هل السبب صلابة عضو ال كي.جي .بي السابق بوتين؟
ربما هذه جميعا وغيرها، ولكن يمكن تكثيفها في جملة واحدة: السبب هو أن سوريا منتصرة لا محالة، ولكي لا يمتد انتصارها لاحقا ،حتى بعد زمن، إلى إستعادة لبنان، فلا بد من إعادة ترميم الهيكل الطائفي البغيض. وإذا كان الكيان الصهيوني هيكلا سياسيا دولانياً لدين فإن لبنان هيكلاً للعديد من المذاهب والطوائف!!! وكلاهما “ديمقراطي”!!
وماذا وراء حملة الإعلام الفلسطيني الممول (فضائات وراديوهات وأقلام صغيرة وصحف…) بلا اسرار ضد سوريا تحت ذريعة مخيم اليرموك؟ ولماذا تذكرتم المخيم اليوم؟ وأين رجولة الكثيرين وقوميتهم وحتى إنسانيتهم (بما في ذلك الجندريات) حينما أعلن كل العالم أن نساء سوريا في المخيمات في الأردن معروضات للدعارة العلنية ومن بينهم فلسطينيات معروضات حتى برغيف خبز!!!!، هذا ناهيك عن الدعارة السرية لوحوش الجنس من بدو التاريخ؟
ما الذي أسكت هؤلاء عن نساء الزعتري، وما الذي اثارهم/ن اليوم؟ هل غير المال النفطي الأسود؟
أليس التحرك اللبناني بإشارة أمريكية/صهيونية مادة إيصالها بندر؟ أما التحرك الثقافوي (الإعلامي-الإعمائي) في الأرض المحتلة بالإشارة نفسها عبر موصلها عزمي بشارة مستشار بندر الثقافي ومنسق زياراته ل تل أبيب!. بعد مؤتمر الدوحة الأخير للطابور السادس الثقافي كان هذا النشاط ضد سوريا!
قلق امريكا والكيان على لبنان ولَّد وزارة، أما في الأرض المحتلة، فلا يمكن لمن يقبض إلا أن يكتب حتى لو كلاماً في …..الهواء.
ولكي نضع للأمور معيارها نقول: لا تتركوا من مثالب النظام السوري شيئا إلا واكتبوه. ولكن هل تجرؤون على كلمة عن حكام الخليج وخاصة السعودية وقطر ؟. اليست أمانة الكلمة من أمانة الوطنية؟
***
هبَّة التطبيع ومنشورات فتى الموساد
اليوم حيث تتصدر هجمة المطبعين المناخ السياسي الفلسطيني والعربي. قرأت مسألة مثيرة ولافتة تبين أهمية المطبعين للكيان الصهيوني الإشكنازي والصهاينة العرب بمن فيهم عزمي بشارة.
نشر مركز عزمي بشارة في الدوحة (المركز العربي لأبحاث ودراسة السياسات) كتابا لصهيوني مستنير اسمه ألان غريش، وهو شخصية مركَّبة تماما كالمستوطنين اليهود في فلسطين (فهو من أم يهودية وجد لتواني وجدة روسية وأب مصري قبطي، وولد في مصر ثم ارتحل إلى فرنسا ص 41). اسم الكتاب: “علام يُطلق إسم فلسطين” أيلول 2012.
يقول الكاتب في وصفه لوضع فلسطين في ثلاثينات واربعينات القرن العشرين اي قبل طردنا من وطننا 1948:”ما كان يزيد من هشاشة التعاون اليهودي-العربي ندرة التشكيلات الفلسطينية التي تقبل شرعية المطالبة الصهيونية بفلسطين” (92-93 ).
نحن إذن أمام مركز دراسات عربي ينشر مزاعم صهيوني مركَّب من قطع غيار عدم أمم، ينشر ما يسميه “شرعية المطالبة الصهيونية بفلسطين”. فهل اتجنى بتسميته فتى الموساد! او تسمية أحد الصغار ب فتى الموشاف؟
اقول للكاتب الكريم اليوم الأمور مختلفة. فكتابك اليوم صار مرجعاً ينشره أغنى مركز ابحاث “عربي” ويشرف عليه فلسطيني وصل تعاونه حد عضوية الكنيست، وهو يدير تشكيلات تعاون صهيوني يهودي وصهيوني عربي لا تُعد ولا تُحصى. ما تسميه التعاون نسميه التطبيع أو استدخال الهزيمة.
والسؤال: هل هذا ومثيله ما سينشره مركز عزمي بشارة؟؟ وهل نحن على حق في التحذير من الدور الكبير الذي يُناط بقطر في تخريب الثقافة العربية بعد ما قامت (ولم تتوقف) به من تدمير ليبيا وسوريا والعراق. من هنا وجوب الشد ضد الطابور السادس الثقافي.
::::
صفحة الكاتب على الفيس بوك