مقابلة مع الدكتور موفق محادين حول أبرز أحداث العام 2013

 

مجلة راديكال، التقت برئيس رابطة الكتّاب الأردنيين الدكتور موفق محادين في آخر أيام العام 2013، وحاورته حول أبرز أحداث العام.

 

راديكال

حاوره: طلال عبدالله

سؤال: بعد نهاية العام 2013، ما هي الصورة العامة لخريطة القوى العظمى في العالم بين الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة من جهة، ومحور البريكس من جهة أخرى؟

جواب: بالتأكيد هنالك تحول كبير في شكل العالم، ليس تحولاً حاسماً، ولكن بالتأكيد هو يحمل مؤشرات على خرائط العالم، وخرائط الشرق الأوسط بشكل خاص، بل والخرائط التي تتعلق بالمنطقة الساخنة والحساسة المرشحة لأن تعيد صياغة العالم وهي آسيا الشمالية مع أوروبا، أو المنطقة المعروفة بقلب العالم أو الـ (Heart Land)، انطلاقاً من هذه المسألة أعتقد بأن ما يحدث في الشرق الأوسط هو جزء كبير مما يحدث حول قلب العالم.

فكرة قلب العالم تعود إلى مجموعة من الاستراتيجيين الأوروبيين والأمريكيين، تقوم هذه الفكرة على أن من يسيطر على قلب العالم أو الأورو-آسيا، والذي يشكل اليوم قوام دول البريكس، نتحدث عن الصين، نتحدث عن روسيا، نتحدث عن الهند، بالإضافة إلى القوة الأساسية في أمريكا اللاتينية -البرازيل-، وجنوب أفريقيا.

ولكن هذه القوى هي التي تشكل اليوم قوام البريكس كما تحدثنا، تقول هذه النظرية أن من يسيطر على هذه المنطقة يسيطر على العالم، لأنها تشكل المنطقة الحساسة للحضارات القديمة والجديدة وتسيطر على الطرق والموانئ ومصادر الثورات الرئيسية.

وبالطبع فإن هذه النظرية خضعت لتعديلات عديدة أبرزها تعديلات الأمريكيان سبيكمان والاستراتيجي الأمريكي المعاصر -مسؤول الأمن القومي في إدارة كارتر- بريجنسكي، الإضافات على هذه النظرية يمكن اختصارها بالقول أن العالم لا يزال يخوض صراع بين امبراطوريتين، امبراطورية برية، وامبراطورية بحرية. في السابق شكلت تركيا مشروع امبراطورية برية، ثم روسيا البطرسية (بطرس الأكبر)، ثم روسيا السوفياتية، والآن روسيا بوتين أو بطرس الجديد، بالإضافة إلى الصين، فالصين الآن تنهض كقوة برية.

فيما يتعلق بالقوى البحرية، القوى البحرية الكبرى التي عرفها العالم هي الامبراطورية البحرية البريطانية، ثم الولايات المتحدة الأمريكية.

الصراع يجري هناك كما قلت، وينعكس على كل مناطق العالم، وبشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط، أصحاب هذه النظرية يذهبون إلى القول بأن أهمية الشرق الأوسط تتراوح بين الحين والحين، بحسب معطيات الصراع، ولكنه عملياً لا يزال على حافة قلب العالم، وليس قلب العالم.

طبعاً هنالك خلاف حول هذه المسألة، ولا يزال هذا الخلاف قائماً، في جميع الأحوال، سبب تقدمي بهذه الخلفية هو أننا لا يمكن أن نرقب ما يجري في الشرق الأوسط بمعزل عن الصراع على قلب العالم، ولا زلت أعتقد شخصياً بأن أخطر حلقة في هذا الصراع هي الحلقة التركية، ولا أعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية، حتى ضمن ما يسمى بـ “التفاهمات الأولى مع إيران”، ستتخلى عن هذه الحلقة.

لماذا الحلقة التركية؟ باختصار لأن الحلقة التركية هي أكثر منطقة يمكن أن تقدم مادة داعمة وأساسية للرأسمالية، سواءً بشكلها التقليدي، أو بشكلها الجديد، أو حتى بشكلها السابق.

الرأسمالية أمام روسيا السوفياتية السابقة، ثم أمام روسيا البطرسية، وأمام الصين السابقة، ثم أمام الصين الصاعدة، هي بحاجة إلى ما يمكن تسميته بحزام أخضر من القوى الإسلامية، أحياناً يمكن أن تكون معتدلة، وأحياناً يمكن أن تكون متطرفة، بحسب الحاجة. تركيا تلعب دوراً حاسماً في كل ذلك، بحيث تساعدها عوامل تاريخية، أخطر عاملين هما: العامل القومي، والعامل المذهبي.

انظر إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة أو المناطق الإسلامية التي تحيط بالصين أو المناطق التي تحيط بروسيا، سكان هذه مناطق إما من أصول تركية، وإما من أصول فارسية، ويدينون إما للمذهب الشيعي، وإما للمذهب السني. تركيا حيث لا تستطيع أن تؤثر مذهبياً، تستطيع أن تؤثر قومياً. لدينا مثال مهم، هو مثال أذربيجان، أو جمهورية أذربيجان، وسنرى لماذا يكتسب هذا المثل كل هذه الأهمية.

أذربيجان، دولة أو أمة، من أصول تركية، ولكن غالبيتها الساحقة تدين للمذهب الشيعي، هذا الخليط يسمح لكل من تركيا وإيران بأن تمارسا نفوذاً في أذربيجان، إيران تمارس النفوذ من خلال تصعيد أهمية المسألة المذهبية، وتركيا تمارس هذا النفوذ من خلال تصعيد أهمية ما يعرف بالطورانية.

تركيا على سبيل المثال، وحتى إيران، ولكننا نتحدث عن تركيا بشكل خاص، تلجأ في أحيان كثيرة إلى المداخل المذهبية، وفي أحيان أخرى تلجأ إلى المداخل القومية.

في أذربيجان، لا تستطيع أن تتحدث عن كونها “حامية السنة”، فتلجأ إلى الحديث عن كون الأذريين هم امتداد للطورانيين، وهكذا.

في كل الأحوال لا تزال تركيا تشكل الخطر الرئيسي بما تمتلكه من هذه الامتدادات، ثم أنها مسكونة بعقلية عثمانية طورانية أتاتوركية، هي لم تتخلى بعد عن هذه الأوهام، هذه الأوهام يتغير شكلها، بمعنى أن تركيا بالتأكيد لا تفكر في “مرج دابق” جديدة، أي بمعركة عسكرية لاختراق الشرق، ولكنها تمتلك أدوات أيدولوجية وإعلامية ومذهبية … إلخ.

من هنا، أنا أعتقد بأن كل ما يتعلق بالشرق الأوسط، جزء أساسي منه له علاقة بالصراع الذي تلعب فيه تركيا دوراً حاسماً، لندقق كيف تدير تركيا هذه المسألة، في جانب هي تشكل حلف مع الإخوان المسلمين، ومركزهم التاريخي قطر، بمعنى أننا نتحدث عن حلف قطري-تركي-إخواني، دخلت عليه فرنسا بشكل متأخر، وفي جانب آخر لا تتورع هذه الدولة التركية التي تقدم نفسها كحامي للإسلام الناعم أو الإسلام الليبرالي عن مد اليد ودعم جماعات إرهابية تكفيرية.

هذا يعيدنا إلى سورية، هذا لأن الصراع على سورية يحسم قضايا عديدة. في التشابك السوري-التركي، هناك قضايا ليست سهلة. لا تستطيع تركيا أن تفتح هذه الملفات لوحدها اليوم أو أن تغلقها كما تشاء، سنتحدث في البداية عن التشابكات الموضوعية، ومن ثم ننتقل إلى اللحظة السياسية.

في التشابكات الموضوعية، وعلى سبيل المثال، تحاول تركيا أن تحرض على النظام السوري بوصفه مذهبياً، وبوصفه نظاماً علوياً، وفي الوقت ذاته يوجد في تركيا 20 مليون علوي، فإذا كان العلويون في سورية خمس السكان، فهم في تركيا ثلث السكان. تركيا تفتح ملفاً تحاول أن تربح فيه في سورية، ولكنها ستخسر فيه خسارة كبيرة بالتأكيد في تركيا.

القضية الأخرى، هي القضية الكردية، أنت لا تستطيع أن تقيم تحالفات مع البرازاني لتمرير خط نفط بمعزل عن بغداد، ودون أن تواجه الملف الكردي الأساسي لديك في تركيا، أنت تقمع حقوق الأكراد في تركيا، وتفتح خطاً على الجناح اليميني في كردستان. في سورية تتواجد كل هذه التيارات الكردية، تيارات رجعية، تيارات يمينية، تيارات يسارية.

عامل آخر، نسبة كبيرة من الأكراد في تركيا أيضاً هم من العلويين، بمعنى أننا نتحدث عن امتزاج هذا العامل القومي-المذهبي.

العامل الثالث والمهم، والذي لا يلتفت له أحد، أن تركيا التي تقدم نفسها كـ “حامية للسنة”، هي عملياً تفتقد إلى الثقافة السنية، تركيا ليست دولة سنية، هي تبيع العرب وتبيع المسلمين أنها حامية للسنة، هنالك توظيف أيدولوجي للسنة، ولكن في الثقافة التركية وفي الوجدان التركي، الأتراك ليسوا سنة على الإطلاق. تركيا عبارة عن خليط من الثقافات الشعبية، وحتى الأتراك هم خليط من القبائل، فالأمة التركية هي خليط من القبائل التي حتى تمتلك لغات مختلفة، على سبيل المثال، كان أكبر مذهب منتشر في تركيا يسمى بالمذهب البكتاشي، وهذا المذهب البكتاشي كان هو أيدولوجيا الانكشارية، هذا الجيش الامبراطوري الذي غزت من خلاله تركيا كل هذه السهوب، كانت الإيدولوجيا له هي البكتاشية.

ما هي البكتاشية؟ البكتاشية هي طريقة من طرق المتصوفة، وهي ليست طريقة قريبة من السنة، هي ليست من الطرق القريبة من السنة، هناك طرق صوفية يمكن أن تتقاطع مع بعض التأويلات السنية، ولكن البكتاشية ليست واحدة منها، وإذا عدتَ إلى جذور حتى هذا اللعب في الدين، أو اللعب في المذاهب، تركيا يمكن أن تفتح على نفسها حكايات ليست بالبسيطة أبداً، تركيا وهي تلعب في المذاهب والقوميات، وهي تلعب في الجغرافيا السياسية، عملياً، هي مرشحة لأن تتلقى خسائر فادحة، بتشابكات ذلك أيضاً مع الملف السوري.

انظر إلى الملف السوري-التركي على سبيل المثال، أين تكمن أهميته، سورية تحتفظ بعلاقات تاريخية حميمة مع جيران تركيا كلهم، مثلاً، لديها علاقات جيدة مع اليونان، ومع أرمينيا، مع العراق الحالي، وقسم من الأكراد. تركيا عملياً وبسبب هذه السياسات، وضعت نفسها داخل شرنقة من العلاقات العدائية أو العلاقات الحذرة، بمعنى أنها يمكن أن تقيم علاقات اقتصادية مع اليونان أو مع أرمينيا، ولكنها عملياً مثقلة بـ “عداوات” يمكن توظيفها وتفجيرها إذا ما ذهبت تركيا أكثر فأكثر في الحديث عن النزعة الامبراطورية والنزعة المذهبية، ذلك بأن اليونان على سبيل المثال تتذكر دوماً أن قسماً من أراضيها لا تزال تحت الاحتلال التركي، وكذلك الأرمن، حتى جورجيا، هنالك صراع تركي-جورجي لم يحسم.

جورجيا المنحازة للغرب، ولكن في تاريخها وفي ثقافتها لا يزال هنالك مشكلة حقيقية مع تركيا، وبذلك فإن تركيا مطوقة بمجموعة من القوميات والحساسيات سواءً كانت قومية أو مذهبية، يمكن أن تشكل عبئاً عليها، هذه اللحظة السياسية، هذه الخلفية العامة.

هنالك خلفية أخرى، لنقل أنها خلفية راهنة عمرها سنوات، ما يقال عن اكتشاف النفط والغاز، وهذا جزء من هذا الصراع، هذا أيضاً بقدر ما يثير شهية الأتراك، يثير شهية الآخرين، ويمكن أن يؤسس لتحالفات، لربما كانت بين اليونان، القبارصة .. إلخ. هذا في المشهد العام للصراع.

أين تذهب المنطقة؟ أنا أعتقد أن الصراع في المنطقة لن يحسم في العام 2014، ولا حتى في العام 2015، ولكن عملياً، بدأت تستقر أشكال من موازين القوى، سواء المعارضة، الجيش السوري، أطراف في لبنان، تتقدم، تتراجع، تتعرض إلى انتكاسات، ولكن ذلك لا ينفي بأن ميزان القوى استقر، وحمل معه استقراراً للنظام السوري، بصرف النظر عن موقفنا من هذا النظام، هذا النظام استقر من الزاوية الاقليمية الموضوعية، والتموضعات على الأرض، هذا النظام استقر، سواءً تقدم أو تراجع .. إلخ، وعندما نتحدث عن مفاوضات، فإننا نتحدث عن مفاوضات مع نظام مستقر، بمعنى لم يعد من الممكن الحديث عن مفاوضات مع نظام “برسم السقوط”، أو “آيل للسقوط” في لحظة أو أخرى.

الدولة السورية، وبقدر ما تحمل نقاط ضعف، تحمل نقاط قوة، انظر إلى خصوم سورية اليوم، وبما في ذلك أردوغان، أنا أتوقع أن أردوغان سيسقط خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، ولكن هذا السقوط لن يعني بأن سورية قد كسبت المعركة نهائياً في تركيا، ولكنه يؤشر على أن خصماً من خصوم سورية قد سقط.

ماذا يعني هذا التوقع؟ وما هي انعكاساته على المنطقة؟ وعلى الشرق الأوسط؟ باعتقادي هو انعكاس خطير، أولاً، أردوغان والإسلام التركي هم الذراع السياسي أو الأيدولوجي لما يسمى ببرجوازية الأناضول، وتلك برجوازية انتهازية براغماتية، كغيرها من البرجوازيات. قائدها الحقيقي ملياردير شهير يدعى فتح الله غولان، وهو من جاء بأربكان، ومن جاء بأردوغان، وهو من سيذهب بهم، لأن هذا النوع من البرجوازيات يحسب كل شيء بالورقة والقلم، كم ربحنا؟ وكم خسرنا؟

تركيا اليوم مطوقة، هنالك حديث عن أن نسب النمو الاقتصادي فيها أعلى من جيرانها، ولكنها مطوقة، ماذا يعني ذلك؟ ذلك يعني بأن بضائعها حتى تفقد قيمتها التنافسية في الأسواق، فبدلاً من أن ترسل بضائعك عن طريق العراق أو سورية، لتصل إلى الأسواق الاستهلاكية، الآن أنتَ مضطر لترسلها عن طريق البحار وعن طريق الطائرات، مما يرفع التكلفة، وهذا سيجعل من المعجزة الاقتصادية التركية شيئاً فشيئاً إلى عبء مع مرور الزمن.

فتح الله أوغلان، وبرجوازية الأناضول، ليسوا معنيين بذلك كله، ولكنهم معنيين بإيجاد حلول، وبرأيي فإن التورط التركي في سورية سيغلق دون أن تتخلى تركيا عن دورها كمخلب للرأسمالية حول قلب العالم والصين وروسيا، نحن أمام إدارة أزمة، أمام معطيات جديدة، لا بد لك من إيجاد أطراف تحسن إدارتها.

الصين وروسيا، وهما قوتان على أطراف قلب العالم، تديران الصراع بحكمة كبيرة، وهي قوى صاعدة، الصين قوة صاعدة، روسيا قوة صاعدة، أمريكا ليست بالقوة الهابطة بالتأكيد، ولكنها قوة مأزومة، وبذلك فمن المبكر الحديث عن أن أمريكا بدأت تتحول إلى إمبريالية هابطة، على الرغم من كونها قوة مأزومة، فمن الممكن أن تعيد إنتاج نفسها، ومن الممكن أن تدخل في أزمات جديدة، حتى الآن لا نعرف أي السيناريوهات هو الأصح. ولكن، وبشكل عام، فإن هذا المناخ يساعد قوى البريكس وتحالفاتها في المنطقة، من سورية وحزب الله وإيران، وهي ظلال أو امتداد لهذا التحالف الكبير، وهو تحالف براغماتي، نحن لا نتحدث عن روسيا السوفياتية.

المقاربات هنا، مقاربات سياسية، وليست أيدولوجية أو فكرية، وبذلك فأنا مع سياسات بوتين، أو بطرس الجديد، ليس بوصفه اشتراكياً، ومع الصين، وهي لم تعد اشتراكية، ولكنني مع مقاربات سياسية لقوى صاعدة تبحث عن خرائط جديدة في الشرق الأوسط، ليست كالخرائط التي تركتنا ملحقين في إطار التبعية للولايات المتحدة. الصعود الروسي والصعود الصيني يعطيانك فرصة جديدة، صعود لن يحملك، لكنه يعطيك فرصة جديدة لفك التبعية واكتشاف نفسك.

لا يمكن للعرب أن يعيدوا اكتشاف أنفسهم إلا عبر قوة تقدمية، أو عبر قوة لها علاقة بطبيعة العصر. قوى الإسلام السياسي قاطبة، بصرف النظر عن تحالفاتها السياسية الخطيرة (وهنا أنا لا أريد أن أحاكم هذه القوى السياسية، فقط بسبب تورطها في الأزمة السورية، أو تورطها في الأزمة اللبنانية، أو تورطها هنا وهناك. أنا كيساري واشتراكي، أريد أن أحاسبها على تكوينها وطبيعتها، بمعنى أنني ضد هذه القوى سواءً كانت متورطة في سورية أو تحالفت حتى مع النظام السوري). هذه القوى (الإسلام السياسي) معيقة في حد ذاتها، لا يمكن لنا أن ننتقل خطوة إلى الأمام ما دامت هذه القوى هي من تشكل السمة العامة للحراك في الشرق الأوسط.

سؤال: في العام 2013، أطلقت كوريا الشمالية تهديدات واضحة للولايات المتحدة، أخذها الجميع على محمل المزاح، هل تتفقون مع هذا الطرح؟

 

جواب: مجدداً، لا يمكن أن تجيب على أي سؤال في الدنيا دون البحث والحفر في الخلفية العامة، فلننظر إلى كوريا الشمالية، باعتقادي، كوريا الشمالية لا تزال تتحرك بوصفها حليفة أساسية للصين، عملياً هي تقوم بكل ما لا تستطيع الصين أن تجاهر به وتقوم به، بوصفها دولة أصبح لديها الكثير من المسؤوليات الدولية والإقليمية الكبيرة جداً، ولكنها بحاجة إلى هذه المخالب.

لا يمكن أن ننظر إلى جميع سياسات كوريا الشمالية بمعزل عن الصراع الصيني-الأمريكي، عليك أن تنظر إلى كوريا الشمالية من هذه الزاوية. كوريا الشمالية في علاقاتها مع الصين كحزب الله في علاقاته مع سورية وإيران، ولكن على شكل دولة.

برأيي لا ينبغي الاستهتار بما أنجزته كوريا الشمالية على صعيد التكنولوجيا والبنية الاقتصادية، كوريا الجنوبية مثلاً تتمتع بسوق مرن أو باقتصاد مرن على الصعيد المالي والمصرفي، ولكن كوريا الشمالية، هذه الدولة التي يجري تسويقها كدولة متخلفة، هي في الواقع متقدمة على كوريا الجنوبية في حقلين كبيرين، الحقل الأول الصناعات الثقيلة، والحقل الثاني الزراعة، على الرغم من تعرضها لموسم جفاف.

وبالتالي فإن كوريا الشمالية تمتلك قطاعاً زراعياً متقدماً، وقطاعها الصناعي متقدم جداً، وحتى قطاعها التكنولوجي متقدم. وبالحديث عن هذا القطاع الصناعي، فإن روسيا والصين بدأتا بتحويل جزء من صناعة الأسلحة التقليدية إلى كوريا الشمالية. وكوريا الشمالية بدأت بتطويرها، بل وتمكنت مع إيران وبضوء أخضر صيني-روسي من تطوير عدد لا بأس به من الأسلحة الحديثة.

 

سؤال: البحرية الروسية في العام 2013 قامت بمناورات هي الأوسع منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، كيف تقرأون المشهد؟

 

جواب: هذا سؤال مهم وكبير، لأن روسيا عندما بدأت تصعد إبان حكم بطرس الأكبر وكاترينا، أول ما قامت به، بناء أسطول، وليس صدفة أن بطرس الثاني (بوتين)، أحب أن يُطلق عليه بطرس الثاني.

بدأ يعيد الاعتبار لهذه الأساطيل وتحديثها وتطويرها، وليس فقط الإبقاء عليها. هذه مناورات قوة صاعدة. أنظر إلى حركة الأساطيل الروسية، وهي تتركز في البحر الأسود، بحر قزوين، وفي البحر المتوسط، وكأن بوتين أو روسيا الحالية بدأت بشن مناورات بما يخص قلب العالم، فإذا ما اقتربتم منا، نحن سنذهب إلى المياه الدافئة، وأنا أتوقع ازدهاراً كبيراً جداً للأسطول الروسي.

دعني أقول لك شيئاً عن الأسطول الروسي، الأسطول الروسي سيبقى أسطولاً بلقانياً في منطقة أوراسيا، أتوقع أنه لن يتجاوز ذلك، فإذا ما حاول أكثر من ذلك، فسيصبح كالأسطول الأمريكي.

الأمريكيون في لحظة من اللحظات بدأوا بالتحول من قوة بحرية إلى قوة برية، أو اعتقدوا أن باستطاعتهم تشكيل قوة برية، مما أثر على قوتهم البحرية، روسيا امبراطورية برية، ينبغي أن تتصف كذلك، ولكنها بحاجة إلى هذا الأسطول البحري، لتعزيز هذا التوسع البري، أو الامبراطورية البرية.

 

سؤال: ما هو المصير الذي ينتظر سورية بعد مرورها بسلام من العام 2013؟

 

جواب: سورية استقرت، والنظام السوري استقر، ولكن هذا لا يعني نهاية المتاعب، باعتقادي، الشهور الأولى من العام 2014 ستكون دامية، ولكنني أعتقد بأن السوريين سيتجاوزون هذه المتاعب، فالنظام السوري استقر تماماً، في سياق انحيازه واصطفافه في معسكر إقليمي ودولي واضح المعالم.

سؤال: مع تغير موازين القوى العالمية في العام 2013، هل باتت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم تنظر إلى الكيان الصهيوني على أنه عبء عليها؟ أم أنها ما زال بحاجة إليه كذراع في المنطقة؟

جواب: باعتقادي لم يعد الكيان الصهيوني ذراعاً مؤثراً لا لأمريكا ولا لغيرها، وإذا ما عدنا بالتاريخ إلى الخلف، فالحركة الصهيونية بدأت فعلياً مع الإنجليز، ثم نقلت بندقيتها من كتف الإمبريالية البريطانية الهرمة إلى كتف الإمبريالية الأمريكية الشابة، باعتقادي ليس هناك كتفاً جديداً.

لن يجد الكيان الصهيوني كتفاً جديدة، أمام مأزق الإمبريالية الأمريكية، ما يحاول هذا الكيان فعله الآن، إقامة علاقات مع الهند على سبيل المثال، أو مع الصين، ومع روسيا، ولكن هذه العلاقات لن تصل إلى مرحلة العلاقة العضوية، تلك علاقات يمكن توظيفها، ولكنها لا يمكن أن تصل إلى مرحلة العلاقة العضوية، لأسباب تتعلق بتركيبة هذه الدول ومصالحها … إلخ.

الكيان الصهيوني لم يعد أداة مربحة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بالتأكيد لن يتخلى الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة عن الكيان الصهيوني، ولكنه سيتوجه نحو إعادة إنتاج العلاقة الأمريكية-الصهيونية، وهذا ما سيضعف الكيان الصهيوني بالتأكيد، شيئاً فشيئاً، وبالأخص أن تركيبة الكيان الصهيوني الاجتماعية بدأ يطرأ عليها عوامل خطيرة. لم تعد هذه التركيبة عملياً تركيبة تشبه الغرب، الكيان الصهيوني في الخمسينيات كان يشبه الغرب، نظراً لكون الصهاينة في ذلك الوقت كانوا يحتفظوا بأصولهم الغربية، من روسيا، بلغاريا، فرنسا، ومن أمريكا، فيما كان اليهود الشرقيين أقلية في الكيان، وبذلك كان الكيان الصهيوني آنذاك يشبه الغرب فعلاً، أما الكيان الصهيوني الآن فلم يعد يشبه الغرب، والحديث هنا عن التركيبة الاجتماعية، هو اليوم يشبه الشرق أكثر، وهنا الحديث عن الشرق البربري، أو الشرق الطائفي.

وبذلك أصبحت التركيبة الاجتماعية للكيان الصهيوني تشبه الشرق أكثر من ناحية هذه النزعات، أضف إلى ذلك علاقة الكيان الصهيوني الوثيقة بالنظام الرأسمالي العالمي، ما عاد الكيان مندمجاً في النظام الرأسمالي العالمي بكليته، بمعنى أن صناعة الأسلحة أصبحت لوحدها، والتكنولوجيا لوحدها، إلخ.

وبذلك فقد تفكك الكيان الصهيوني اجتماعياً وتفكك اقتصادياً، ما يربطه بالنظام الرأسمالي العالمي قرارات سياسية “برسم الصراع”، وبالتالي فإن هذا الكيان يعيش أزمة حقيقية، وللأسف لم يقرأ العرب هذه التحولات بعد.

وبالتأكيد هذا الكيان عدواً وسيبقى عدواً، وينبغي أن يهزم، وينبغي أن نلاحقه إلى الأبد حتى نطرده من كل شبر، ولكن علينا أن ندرك أن هذا الكيان لم يعد كما في السابق.

في الحرب لا يمكن الحديث عن هزائم فادحة، وفي الوقت الحالي، لا يمكن الحديث عن نصر أوهزيمة بالمطلق، الهزيمة أو الانتصار أصبحت أموراً متفرقة، وضمن محطات وموازين قوى، برأيي لقد دخل العرب هذه المعركة. وفي اعتقادي لقد أسس حزب الله لهزيمة الكيان الصهيوني بهذا المعنى التاريخي، وبالأخص قبل أن يحاصروا طائفياً ومذهبياً.

سؤال: ما هو موقع تركيا في المنطقة بعد سلسلة الأحداث التي عمّت العام 2013؟ وبالأخص حين نذكر الوضع الداخلي التركي أيضاً، المظاهرات المستمرة وتهم الفساد التي تلاحق الطبقة الحاكمة في تركيا.

 

جواب: لقد أجبنا عن ذلك في السؤال الأول، ولكن في اعتقادي فإن أردوغان سيذهب حتماً، وبرجوازية الأناضول ستستبدل هذا الشخص بشخص آخر قادر على الانسجام مع قواعد اللعبة الجديدة، أردوغان ذاهب، وتركيا تعيش أزمة حقيقية، قد يكون بديله عبدالله غل أو غيره، لا أدري.

 

سؤال: في العام 2013 شهدنا انتخابات كثيرة، في أمريكا وألمانيا وإيران .. إلخ، ماذا تعني نتائج الانتخابات الرئاسية في كل من أمريكا وإيران تحديداً خلال هذا العام؟

 

جواب: الأمريكيون أداروا أزمة، الانتخابات الأمريكية لها علاقة بإدارة أزمة، أما الانتخابات الإيرانية فلها علاقة بإدارة صعود، إيران دولة صاعدة بالمعنى الإقليمي، بصرف النظر عن الموقف منها، هي دولة صاعدة، وانتخاب روحاني ينم عن دبلوماسية وعقل استراتيجي لا مثيل له. الإيرانيون جاؤوا بنجاد في فترة التأسيس للمشروع النووي، وهم يعون جيداً أن وضع المنطقة لا يحتمل عدواناً عليهم، فتركوا نجاد، والآن حان وقت الحصاد.

اختيار روحاني دقيق جداً، روحاني هذا الشيخ الناعم، الذي يفتح المبادرات، ويستوعب هذه الأزمة، إلى أن تنجز إيران مشروعها، انتخاب روحاني له علاقة بفلسفة صعود وبإدارة صعود، إيران دولة قادمة. ليس لدي معلومات دقيقة عن الاقتصاد التركي أو الاقتصاد الإيراني في هذه الأيام، ولكنني على ثقة بأن إيران خلال خمس سنوات ستتجاوز تركيا، اقتصادياً وسياسياً، ولأكثر من سبب؛ أحدها موقع إيران في آسيا الوسطى، وأنا لا زلت أعتقد بأن إيران تناور في الشرق الأوسط، سواءً في العراق أو في لبنان، لتعزيز مكانتها في آسيا الوسطى، هي لا تريد أن تنشر المذهب الشيعي، ولا تمتلك الوقت لحديث فارغ كهذا، ولكن إيران تنظر إلى الشرق الأوسط على أنه ساحة تعزز من نفوذها في آسيا الوسطى، وفي اعتقادي من يثبت نفسه لاعباً أساسياً في آسيا الوسطى وفي أوراسيا وفي قلب العالم يثبت نفسه كلاعب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإيران تمتاز عن تركيا في هذه اللعبة، لعبة آسيا بأكثر من عامل. العامل الأول، الشبه بينها وبين تركيا، من حيث الامتدادات القومية، والامتدادات المذهبية، ربما ليس بحجم تركيا، ولكنها تشبهها، تركيا أوسع، بمعنى أن المذهب السني منتشر أكثر، والجماعات القومية التي تعود إلى أصول طورانية أوسع، ولكن أيضاً هناك حضور إيراني في الجمهوريات التي تمتلك شعوبها أصولاً فارسية، في آسيا الوسطى، هنالك جمهوريات تعود أصول سكانها إلى الفارسية، وهنالك جمهوريات أخرى تدين بالمذهب الشيعي، وبالتالي فإن إيران تستطيع أن تتحرك، مع التركيز على أن حركة إيران في آسيا الوسطى ليست عدائية، كما هو الحال في تركيا، تركيا حركة عدائية، وبالوكالة، فهي تحاول أن تتوسع عثمانياً وبارتباط بالمشروع الأمريكي.

إيران تتحرك في المنطقة بشكل طبيعي بوصفها جزءاً طبيعياً من المنطقة. كنا قد تحدثنا عن المثال الأذري في سؤال سابق، خذ مثالاً آخر، أفغانستان، يكثر الحديث عن أفغانستان بوصفها قلعة للإسلام السني المتشدد، مع العلم بأن ثاني فصيل في أفغانستان، والذي يرأسه قلب الدين حكمتيار، هو سني، ولكن من أصول فارسية، ولذلك هم متهمون بأن إيران تديرهم. العامل الثاني، هو عامل مهم في التاريخ الثقافي والحضاري لآسيا، وهو أن الحضور الفارسي لا مثيل له، مقابل الأتراك الذين كانوا يلقبوا ببدو الجبال.

لم يسجل في تلك الفترة أي إنجاز باسم الأتراك، بينما حضور الإيرانيين الحضاري والثقافي كان حضوراً كبيراً في التاريخ، لا تنسَ أيضاً بأن إيران صدرت العلماء، حضورها يشبه حضور الصين والهند في التاريخ، هي دولة تشاطر الصين والهند في كونها شاركت في بناء حضارة الشرق، أو هذه الحضارة الآسيوية، بينما لم يترك الأتراك أي بصمة، نهوض الأتراك كان عقب احتلالهم للقسطنطينية وتحويلها إلى إسطنبول، وبذلك تجمع لديهم الحرفيون والتجار والموسيقيون وما إلى ذلك في عاصمة الامبراطورية، فهم بذلك خليط، بالطبع هنالك فنانيين أتراك، أو مصممين، ولكنهم خليط، هذا المصمم أو الفنان قد يكون إيطالياً في الأصل، أو يونانياً، أما إيران، فالأمر مختلف، الفرس كان لهم حضارتهم، وإسهاماتهم الحضارية والتاريخية، تماماً كما الهنود والصينيون. إيران دولة قادمة.

 

سؤال: عقب رحيل القائد البوليفاري هوغو تشافيز في العام 2013، وعقب نتائج الانتخابات الفنزويلية الأخيرة، وفوز مادورو بفارق ضئيل عن منافسه الليبرالي، ما التحديات التي تقف أمام فنزويلا اليوم؟

 

جواب: لا أمتلك تفاصيل عن الوضع في فنزويلا، وبذلك فإن ما يهمنا هو الإطار العام، في اعتقادي كان أهم ما في تجربة تشافيز، أو لنقل أهم منجز له، والذي تلخص في كسر مبدأ مونرو الجديد، هذا المبدأ ينسب إلى رئيس الولاسيات المتحدة السابق، الذي عمل في أمريكا اللاتينية في تلك الفترة، كما تعمل الولايات المتحدة في منطقتنا الآن لملئ الفراغ، وذلك المبدأ يشبه مبدأ أيزنهاور في ما يتعلق بمصر، فعقب الحرب العالمية الثانية، جاءت الولايات المتحدة الأمريكية لدينا هنا لتكسر وجود الإنجليز والفرنسيين، بمعنى أن الاستعمار الجديد في وقتها كان يسعى لتكسير الاستعمار القديم، وكالعادة قدموا أنفسهم على أنهم رعاة لحقوق الإنسان، وما إلى ذلك. أيزنهاور في ذلك الوقت قدم هذا الاقتراح، اقتراح ملئ الفراغ، وحاول التحالف مع قوى عربية صاعدة في وقتها، ومنها محاولاته للتحالف مع عبدالناصر، عبدالناصر جاء في هذا السياق، ولكنه خرج عليهم مثل تشافيز تماماً.

الأمريكيون قاموا في أمريكا اللاتينية بالأمر ذاته، ليطردوا الاستعمار القديم ممثلاً بالأسبان والبرتغاليين والإنجليز والفرنسيين، لا تنسَ بأن أمريكا اللاتينية استعمرت من قبل معظم القوى الأوروبية، ولكن الاستعمارين الكبيرين في أمريكا اللاتينية كانا من نصيب البرتغال وأسبانيا، حيث استعمرت البرتغال البرازيل، واستعمرت أسبانيا بقية المناطق، وبذلك جاء الرئيس الأمريكي وتقدم بمدأ مونرو، لمساعدة بلدان أمريكا اللاتينية في التحرر، ليقوموا باستعمارهم عقب ذلك!

تشافيز كسر مبدأ مونرو، تماماً كما كسر عبدالناصر مبدأ أيزنهاور، هذه مسألة مهمة، أين تكمن أهميتها؟ بالطبع فإن أهميتها في تداعياتها، عبدالناصر كسر مبدأ أيزنهاور ليكتشف بأن المنطقة برمتها حوله، وباعتقادي فإن فكرة القومية كانت لدى سيمون بوليفار وتشافيز وعبدالناصر فكرة لم تكن أيدولوجية، بمعنى أنهم لم يقرأوها في الكتب، لم يحفظوها ليتقدموا بفحص عقب ذلك، بل كانت فكرة على الأرض مباشرة.

حزب البعث على سبيل المثال رفع شعار “أمة عربية واحدة”، وقام بطبع كراس صغير أو مجموعة من الكراسات، وبدأ بنشرها، أي أنه حمل فكرة مكتوبة، أما عبدالناصر فقد عمل على الأرض مباشرة، فاكتشف أنه قومي عربي على الأرض، ولهذا فإن جمهور الوطن العربي لم يذهب باتجاه حزب البعث، هو عملياً التف حول عبدالناصر، والبعث نفسه قام بانقلابات عسكرية، ولم تكن ثورات شعبية، بصرف النظر نحن معها أم ضدها، نحن معها بالتأكيد.

تشافيز، وضمن لعبة أمريكا اللاتينية فيما يتعلق بصناديق الاقتراع وعلى الرغم من كونه عسكرياً، كسر مبدأ مونرو، وهذا كان إنجازه الكبير، ما يهمنا هو المناخ العام، والمناخ العام في فنزويلا أصبح جارفاً، تشافيز أسس مناخاً عاماً لأمريكا اللاتينية، قال نحن أمم واحدة، متشاركة، وتكسرت بذلك فكرة كون أمريكا اللاتينية هي “الحديقة الخلفية للبيت الأبيض”.

لاحظ بأن الأمريكيين في الوقت الحالي يعملون في كل مكان، ولكنهم لا يعملون في أمريكا اللاتينية، ذلك ليس كرماً منهم، ذلك لأنهم وببساطة، علموا أن هذه المنطقة لم تعد تحت سيطرتهم، سيطرتهم في أمريكا اللاتينية تنحصر على كولومبيا، التي أسميها “إسرائيل أمريكا اللاتينية” أو “إسرائيل الصغيرة. وبذلك يمكننا القول بأن تشافيز خلق تداعيات وسياقات للمستقبل، في السياق العام، في المجرى العام، حتى لو شهدنا انتكاسة هنا وأخرى هناك، المهم أن تشافيز خلق هذا المنحى العام.

:::::

المصدر: “راديكالي”، العدد الثاني والأربعين 01-15 كانون الثاني 2014