احسان سالم
الأراضي المحتلة ـ رام الله
ماذا جرى حتى يحصل ما حصل في مخيم اليرموك،
إذا كان من قام بهذه الانحرافة قد مل الانتظار..
ومل حلم العودة…
فليقل ذلك بصراحة،
برغم أنه ليس لديه بدائل
سوى توظيف نفسه بخدمة أعداء حلمه..
إنه يصطف بكل مباشرة في فريق أعداء قضيته
إذا كان ما زال محسوبا على قضية ما.
لم يطلب أحد من أحد أن يكون فلسطينيا..
وطالما هو كذلك،
فمن واجبه أن يشتبك مع الاحتلال في كل مكان
وفي كل مناسبة.
وعندما يعود شهيدا أو جريحا، فهو قد ارتقى ولم يهبط…
وكان يفترض أن تستقبله الأكف والصدور،
وأن تفتح له بيوت فرح،
فها هو ينطلق ويفك قيده ويتمرد على غاصبه..
ويقول له لن تهنأ بهذا الوطن،
فهو ملكي ولن أتنازل لك عنه..
ولكن ما حصل قد فطر القلوب وأدمى الأفئدة…
لقد سجل كل من شارك في هذه الواقعة النكراء،
تاريخا وحاضرا أسود،
لا يليق إلا بشعب تآمر على نفسه
وشنق نفسه..
بالأمس القريب وفي ذكرى اغتصاب فلسطين،
عاد الشهداء و الجرحى واستقبلتهم الزغاريد..
فماذا حصل منذ الخامس عشر حتى الخامس
ماذا حصل في هذه العشرين يوماً
حتى تصبح المقاومة وصمة عار..
ويصبح المقاومون هدفا لحشود مارقة..
دفنوهم أم لم يدفنوهم،
فهم أبناء شعبنا الذي سيظل ماضياً إلى كل ما هو ظافر
أما من رفض ويرفض دفن الشهيد، فهو قد باع نفسه،
ووضع لنفسه سعرا أمام الأعداء المتربصين،
والذين هم دوما مستعدون وجاهزون لالتقاط من يسقط،
وتعريفة سعر كل واحد جاهزة..
ألم تشاهدوا المجد في عيون هؤلاء الشهداء
شاخصة نحو فلسطين..
حينما عبروها بأجسادهم وأرواحهم..
هم الأحياء
وأنتم الأموات..
حينما أخذتم تتاجرون بدمائهم النازفة..
تحت سقوف هابطة،
غير بريئة ومرتبطة..
ليس الحزن حافزكم،
فأنتم من طينة فلتمان
وأبناؤكم من طينة صلاح الدين..
فأرواحهم الطاهرة
ستظل تلعنكم،
فأنتم ما عدتم تنتمون لهم..
ومتى كانت دماء الشهداء
رخيصة هكذا…؟!
ومتى كانت معروضة في بازار الارتزاق والتآمر
ماذا دهاكم يا قوم….!
هل العشرون يوما كانت كافية لانقلابكم على قضيتكم
هل كانت كافية لكي تتحللو من كل ما يربطكم بهذه القضية،
سيرمونكم غدا كالكلاب الضالة..
وستنفقون ما أخذتموه منهم ثمنا لعزتكم المفقودة منذ الآن،
وبعدها من سيدفع لكم !!
ثمنا لهذا الحقد المتدثر بكل ما هو مهزوم وآثم،
عندما خرجت الفتنة المارقة في البدايات وفي درعا،
كان حقدها على المقاومة حافزا وواضح المعالم،
وهتفت به
وحينها انفض من حولها الناس..
وها انتم تعاودون الكرّة،
وتهتفون حقدا على المقاومة.. على مقاومتكم
رمز عزتكم..
وتضعون أنفسكم خدما وعبيدا لمن اغتصبكم واغتصب تاريخكم،
وتهتفون له بأشواق محمومة..
تريدون تجربة الانحدار كيف يكون..
وترسلون الرسائل بأنكم قد انقلبتم على كل ما هو صحيح،
وأنكم جاهزون للمضي في طريق الخيبة والارتزاق..
وأنكم بلا قضية.. وبلا وطن..
فليهنأ بال المحتل
وليهنأ بال أمريكا
فالرسالة وصلت، وغدا سترون أنفسكم في الصحاري العربية،
حيث سيقيمون لكم وطنا تهنئون به،
ليس به مقاومة، بل ركوع أبدي..
تريدون ديتهم..!!
ألم تكتفوا بما أخذتموه بالليل من أعداء شعبكم ؟!
وفي الصباح الباكر،
تشهرون غدركم الرخيص
وتنقلبون على أعقابكم،
شاهرين سلاح هؤلاء الأعداء،
فعلي لم يمت
وإن غدر به المجوس..
تريدون أن تكونوا وقوداً،
لفتنة أشعلها أعداء قضيتكم
هكذا تردون الجميل لمن حمل قضيتكم منذ البدايات،
وهاهي السيوف الخائنة
تتقاطع فوق هامته ثمنا لهذا..
أهذا ما تريدونه..؟؟
ليس هناك سوى تفسير واحد
تصفية قضية فلسطين،
لن تتم فصولها
إلا بأيدي فلسطينيين،
سقطت في منتصف الطريق..
وباعت نفسها للشيطان
فلتذهبوا أنتم والشيطان إلى الجحيم
فأنتم ومن دفعكم ومولكم وأنار لكم طريق الارتداد
أنتم أمر عابر،
وحالة عدمية لن تكون إلا كذلك..
فالبقية النقية من هذا الشعب
المؤمنة به، والمنتمية إليه وإلى قضيته
والتي لم تستطع كل صنوف الغواية حرفها عن مشروعها وطريقها..
هذه البقية المنتشرة في كل مكان،
كتائب النضال والعودة المظفرة..
ستلفظكم انتم يا من نسيتم جذوركم
وانقلبتم على اعقابكم،
تحت ذرائع وحزن كاذب..
ألم تشاهدوا أمهات الشهداء من فلسطين التي انسلختم عنها..؟؟
ألم تشاهدوها وهي تودع أبنائها بالفرح والشوق إلى فلسطين؟
ولم تهن عزيمة هذه النسوة، بل ظلت على يقين العودة والنصر..
امّا أنتم فقد خيبتم آمال شعبكم..
وبددتم ظنونهم بوجود خير ما بكم..
ألا تعلمون بأن هؤلاء الشهداء الذين تنتظرون ثمن دفنهم
هم من أعاد فلسطين إلى تاريخها..
وهم من رسم المجد لعظمة شعبها الذي لا تشبهونه اليوم…
لقد أيقظت دماؤهم المسفوحة فوق تراب الوطن كل نائم،
وأنبات هذا النائم بان أصحاب الحق قادمون وعائدون..
أما أنتم..
فابقوا في حضن الغاصب و الخائن
فلن تغيروا المعادلة،
حتى لو انتظمتم في أتون الاشتباك المدفوع ثمنه،
فستظلون أقزاماً..
وستحيا فلسطين العربية
وستحيا بلاد الشام العربية
حرّة أبية…
عصية على التآمر والخيانة…
:::::
الاراضي المحتلة رام الله
7/6/2011