كيري: العرس في الشام والمضاجعة في فلسطين

د. عادل سمارة

أُخذت الأنظار إلى جنيف نظراً لاشتعال أرض سوريا. وقلة هم الذين التفتوا إلى الرقص الثلاثي لوزير الخارجية الأميركي الذي يفطر في تل أبيب ويتغدى في جنيف ويتعشى في دافوس وربما بشكل يومي.وكل تحركاته تستهدف فلسطين.

الرجل عبر مؤسسات دولته يدير عدة محاور في وقت واحد. وجميعها هدفها تصفية الشعب والأرض الفلسطينية.

في فلسطين المحتلة اتضحت معالم اتفاق الإطار:

•        دولة يهودية بلا مواربة تحمل تنفيذها هذه المرة واشنطن

•        الأغوار بيد الكيان الصهيوني

•        عمل أمني موحد: الحدود مع الأردن تحرسها قوات امريكية وصهيونية واردنية وفلسطينية! أمن معولم

•        الكتل الاستيطانية اليهودية باقية (وبالطبع سوف تتمتع بموجب أوسلو ب “حق” التوسع الطبيعي من هنا إلى ما شاء الله!

•        تبادل أراضي فلسطينية في المحتل 48 بمحتل 67، ونقل فلسطينيي المثلث إلى المحتل 1967، على شكل قطيعي.

•        الدولة الفلسطينية المفترضة لا حق لها بتسليح ولا أجواء ولا معاهدات عسكرية مع أعداء الكيان

•        الحدود والمعابر تحت رقابة مشتركة، اي بيد الأقوى.

•        إعادة بعض اللاجئين إلى الضفة الغربية وربما أقل إلى المحتل 48 بشرط ان يكونوا هرمين ولهم أقارب.

•        وأخيراً، دولة فلسطينية بعد كل هذا.

إذا صحت هذه المعلومات، فليس شرطا إنهاء كل شيء خلال بضعة اشهر، بل إن كل شيء منتهي، ولا داع لإعلان واضح عنه. بل إن الأمر يحتاج إلى استكمالات هامة.

فلا بد من مسح أملاك الفلسطينيين في المحتل 1948. (هناك أخبار تحتاج تأكيداً) بأن مؤسسة الدراسات الفلسطينية تقوم اليوم بسرعة رهيبة ومفاجئة وحتى تشغيل الموظفين في الليل لإنجاز المسح. وهي نفس المؤسسة التي تعاونت مع مؤسسة (فافو) النرويجية التي انتجت دراسة كانت إنجيل اتفاق أوسلو من الناحية الاجتماعية. (إرجعوا إلى الكتاب الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية للدراسة ومعرفة الفريق. ما الذي جد للقيام بهذا وبإشراف كندا؟)

وهل صدفة أن وزير خارجية كندا زار هذه الأيام  فلسطين المحتلة بشقيها وخطب في الكنيست وتحدث كأنه في معبد انجليكاني. فهل من علاقة بين تمويل والشروع بمسح املاك الفلسطينيين وبين زيارة وزير خارجية كندا الدولة التي تمسك بخناق ملف اللاجئين؟ وهل الهدف هنا غير التعويض كبديل للعودة؟ وكندا دولة عنصرية ذبحت ملايين الهنود الأصلانيين وجلست مكانهم. وكندا هي التي مولت  مسح بلدة عمواس 1967 واقامت مكانها حديقة باسم (كندا بارك). ومن ضمن ما قاله في الكنيست: “الشعب اليهودي يستحق وطنه، ويستحق أن يعيش بأمن وسلام على أرض وطنه”.

واضح ان الرجل لا يؤمن بالتاريخ لأنه من بلد لا تاريخ له، لذا يستخدم خرافة التوراة! لا شك انه لا يتحمل قراءة أي مرجع فلسطيني، لذا حبذا لو يقوم فلسطيني مستنير وغيور بشراء كتاب إيلان بابيه عن التطهير العرقي في فلسطين والذي يبين أن فلسطين لم تكن صحراء، والكاتب يهودي وليس فلسطيني.

وهل صدفة أن جون كيري يظهر للحظات في مفاوضات جنيف بين سوريا والمعارضة الشكلانية، بينما يقضي الوقت في دهاليز دافوس حيث تجري اجتماعات ساخنة تضم: كيري وعريقات وعمرو موسى. ولا ندري إن كانت هناك لقاءات لهؤلاء مع بيرس ونتنياهو وغيرهم سواء من الرأسماليين الفلسطينيين ورجال ونساء الأنجزة ورسميين عرباً…الخ.

وما المانع؟ فإذا كان عمرو موسى قد التقى في نابلس بالضفة الغربية مع رامي ليفي الصهيوني المستوطن وباستضافة منيب المصري فلماذا لا يكون اللقاء في دافوس موسعاً!!

لذا، يكون لنا حق السؤال: إذا وضعنا هذه النشاطات واللقاءات المحمومة إلى جانب بعضها البعض، الا نلاحظ أن هناك طبخة خطرة قد تم إنضاجها وبإن تسخين الحديث عن سوريا، في هذه الفترة هو تغطية على تنفيذ الشغل ضد فلسطين.

ملاحظةأما حول دور السعودية فيتضح في بناء تحالف مسلح مع الكيان الصهيوني وهذا يخدم تماما مشروع ‘طار كيري. وفي السياق نفسه كان مؤتمر الدوحة  الذي اشرنا غليه والذي جوهره البدء من: إن الكيان الصهينوي باق، واي حديث  يبدا بعد التسليم بهذا السقوط. المؤتمر الذي أطلق علناً 300 شخص للترويج لوجوب ان يفكر الفلسطينيين بشكل مختلف عن حق العودة. ويعلم الله كم عدد من أطلقهم سراً.