د. عادل سمارة لـ’القدس العربي’:

كيري عبر مؤسسات دولته يدير عدة محاور في وقت واحد وجميعها تهدف لتصفية الشعب والأرض في فلسطين

زهير أندراوس / الناصرة

’ أكّد وزير الخارجية الأمريكيّ، جون كيري، في لقاءٍ مع رجال أعمال إسرائيليين وفلسطينيين، على هامش مؤتمر دافوس الإقتصادي، أنّه سيُقدّم خلال أسابيع معدودة وثيقة الإطار التي تحدد المبادئ الأساسية لحل القضايا الجوهرية، والتي وفقاً لها ستستمر المفاوضات بين الطرفين.
ونقلت صحيفة ‘هآرتس′ عن رجل أعمال إسرائيلي، من الذين شاركوا في اللقاء وينتمون إلى مجموعة مبادرة ‘Breaking the impasse’ التي شكلت مؤخرًا لتشجيع التسوية، قوله إنّ كيري أبدى تصميمًا على دفع المفاوضات، وترك انطباعًا لدى المشاركين بأنّ الوثيقة التي سيطرحها ستكون على قدر على من الجدية.
وأضاف رجل الأعمال الإسرائيلي واصفاً كيري بأنه بلدوزر ولا ينوي التوقف، والإنطباع هو أن الوثيقة ستعتمد على حدود عام 1967 مع تبادل أراض كأساس لحدود الدولة الفلسطينية، على حدّ قوله.
وفي معرض ردّه على تصريحات وزير الخارجيّة الأمريكيّ قال الكاتب والباحث الفلسطينيّ د. عادل سمارة، أمس الإثنين لـ ‘القدس العربيّ’ إنّ الأنظار أُخذت إلى جنيف نظراً لاشتعال أرض سوريا، لافتًا إلى أنّ قلة هم الذين التفتوا إلى الرقص الثلاثي لوزير الخارجية الأمريكيّ الذي يفطر في تل أبيب ويتغدى في جنيف ويتعشى في دافوس، وربما بشكل يومي. وكل تحركاته تستهدف فلسطين.
وأضاف د. سمارة: الرجل عبر مؤسسات دولته يدير عدة محاور في وقت واحد، وجميعها هدفها تصفية الشعب والأرض الفلسطينية، لافتًا إلى أنّه في فلسطين المحتلة اتضحت معالم اتفاق الإطار: دولة يهودية بلا مواربة تحمل تنفيذها هذه المرة واشنطن،الأغوار بيد الدولة العبريّة، عمل أمني موحد: الحدود مع الأردن تحرسها قوات أمريكية وإسرائيليّة وأردنية وفلسطينية، ‘أيبْ أمن معولم’، على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً إنّ الكتل الإستيطانية اليهودية باقية (وبالطبع سوف تتمتع بموجب أوسلو بـ’حق’ التوسع الطبيعي من هنا إلى ما شاء الله. كما أشار إلى تبادل أراضي فلسطينية في المحتل 48 بمحتل 67، ونقل فلسطينيي المثلث إلى المحتل 1967، على شكل قطيعي.
وأوضح أنّ الدولة الفلسطينية المفترضة لا حق لها بتسليح ولا أجواء ولا معاهدات عسكرية مع أعداء دولة الإحتلال، أمّا الحدود والمعابر تحت رقابة مشتركة، أي بيد الأقوى، مشيرًا إلى إعادة بعض اللاجئين إلى الضفة الغربية وربما أقل إلى المحتل 48 بشرط أن يكونوا هرمين ولهم أقارب، وأخيرًا، قال د. سمارة، دولة فلسطينية بعد كل هذا.
وتابع: إذا صحت هذه المعلومات، فليس شرطًا إنهاء كل شيء خلال بضعة أشهر، بل إن كل شيء منتهي، ولا داع لإعلان واضح عنه، بل إنّ الأمر يحتاج إلى استكمالات هامة، فلا بدّ من مسح أملاك الفلسطينيين في المحتل 1948، مشيرًا إلى أنّ هناك أخبارًا بحاجة لتأكيد تُفيد بأنّ مؤسسة الدراسات الفلسطينية تقوم اليوم بسرعة رهيبة ومفاجئة وحتى تشغيل الموظفين في الليل لإنجاز المسح.
وهي المؤسسة نفسها التي تعاونت مع مؤسسة (فافو) النرويجية التي أنتجت دراسة كانت إنجيل اتفاق أوسلو من الناحية الإجتماعية. (ارجعوا إلى الكتاب الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية للدراسة ومعرفة الفريق، ما الذي جدّ للقيام بهذا وبإشراف كندا؟) وتساءل د. سمارة: هل صدفة أن وزير خارجية كندا زار هذه الأيام فلسطين المحتلة بشقيها وخطب في الكنيست وتحدث كأنه في معبد إنجليكاني. فهل من علاقة بين تمويل والشروع بمسح أملاك الفلسطينيين وبين زيارة وزير خارجية كندا الدولة التي تمسك بخناق ملف اللاجئين؟ وهل الهدف هنا غير التعويض كبديل للعودة؟ وكندا دولة عنصرية ذبحت ملايين الهنود الأصليين وجلست مكانهم.
وكندا هي التي مولت مسح بلدة عمواس 1967 وأقامت مكانها حديقة باسم (كندا بارك). ومن ضمن ما قاله في الكنيست: الشعب اليهودي يستحق وطنه، ويستحق أن يعيش بأمن وسلام على أرض وطنه. وزاد: واضح أنّ الرجل لا يؤمن بالتاريخ، لأنه من بلد لا تاريخ له، لذا يستخدم خرافة التوراة، لا شك أنّه لا يتحمل قراءة أي مرجع فلسطيني، لذا حبذا لو يقوم فلسطيني مستنير وغيور بشراء كتاب إيلان بابيه عن التطهير العرقي في فلسطين والذي يبين أن فلسطين لم تكن صحراء، والكاتب يهودي وليس فلسطينيا.
وهل صدفة أن جون كيري يظهر للحظات في مفاوضات جنيف بين سوريا والمعارضة الشكلانية، بينما يقضي الوقت في دهاليز دافوس حيث تجري اجتماعات ساخنة تضم: كيري وعريقات وعمرو موسى. ولا ندري إن كانت هناك لقاءات لهؤلاء مع بيرس ونتنياهو وغيرهما سواء من الرأسماليين الفلسطينيين ورجال ونساء الأنجزة ورسميين عرباً.
وأضاف: وما المانع؟ فإذا كان عمرو موسى قد التقى في نابلس بالضفة الغربية مع رامي ليفي الصهيوني المستوطن وباستضافة منيب المصري فلماذا لا يكون اللقاء في دافوس موسعًا لذا، يكون لنا حق السؤال: إذا وضعنا هذه النشاطات واللقاءات المحمومة إلى جانب بعضها البعض، ألا نلاحظ أن هناك طبخة خطرة قد تم إنضاجها وبأن تسخين الحديث عن سوريا، في هذه الفترة هو تغطية على تنفيذ الشغل ضد فلسطين. وخلص إلى القول: أما حول دور السعودية فيتضح في بناء تحالف مسلح مع الدولة العبريّة وهذا يخدم تماما مشروع إطار كيري.
وفي السياق نفسه كان مؤتمر الدوحة الذي اشرنا إليه والذي جوهره البدء من: أن الكيان الصهيوني باق، وأي حديث يبدأ بعد التسليم بهذا السقوط. المؤتمر الذي أطلق علناً 300 شخص للترويج لوجوب أن يفكر الفلسطينيين بشكل مختلف عن حق العودة. ويعلم الله كم عدد من أطلقهم سرًا، على حدّ تعبير د. سمارة.