فلسطين المحتلة: من أوغاد المرحلة إلى مرحلة الأوغاد

عادل سمارة

ذات وقت وصف الرفيق احمد حسين المعترفين ودُعاة الاعتراف بالكيان ب “أوغاد المرحلة”. لا يزال احمد حسين (ابو شادي) في روعته الفكرية وأقول له نحن في “مرحلة الأوغاد”. لقد تضخم الطابور السادس الثقافي وكوادر الأنجزة وأنظمة وقوى الدين السياسي فاحتلوا المرحلة مما نقل البلد من أوغاد المرحلة إلى مرحلة الأوغاد.

ما يلي اسم كتاب بالفرنسية يكشف فساد وخطورة حمد بن جاسم. ومن بين ما يكشف دور عزمي بشارة كذلك، ونحن نكشف تمفصلاته.والتمفصل بداية هو وجود قضية أو فريق قوي ومهيمن تتمفصل معه اي تترابط وتتبع له فضايا فكرية أو فرق صغيرة مع فرقة كبيرة كتوابع.

Titre original en français: “Qatar, les secrets du coffre-fort ” de Christian Chesnot et Georges Malbrunot

ما خفي عن صفقات وعمولات “حمد بن جاسم” أغنى رجل في قطر
حمد بن جاسم دي برس الخليج – وكالات

سنحصر الحديث في دور عزمي بشارة وبعض أدواته والمتمولين منه لتبيان كم ان الرجل خطيراً.

“…يقول الكتاب الفرنسى: «إن أمير قطر صار يعتمد على ابنه أكثر فأكثر لإدارة الملفات الدبلوماسية المهمة التى كانت فى الأساس مهمة رئيس الوزراء. وخلال الحرب ضد نظام القذافى فى ليبيا، كان الأمير تميم هو المسئول عن الاتصالات بالقبائل الليبية، التى لعبت دوراً شديد الأهمية والحسم فى الإطاحة بالقذافى». وكان نجاح تميم فى إدارة الملف الليبى سبباً فى أن يعتمد عليه والده من جديد فى تعامل قطر مع الأزمة السورية، وهو الملف الذى أشعل الصراع بين حمد بن جاسم وعزمى بشارة، رجل تميم فى الملف السورى، على حد وصف الكتاب.”

سؤالنا هنا ليس في حمد بل في عزمي بشارة، بمعنى البحث عن تفسير كيف كان لرجل عضو كنيست صهيوني ان يصل إلى موقع القدرة على مصارعة الشخص الثاني من “مالكي” إمارة قطر بأرضها وثروتها وشعبها!!! ما مصدر قوة بشارة ليصل إلى هذه الدرجة في بضع سنوات، وهو آتٍ من بعيد!

لو قال قائل، من حق بشارة بالمعنى القومي ان يكون له كلام في  قطر، لقلنا لا، لأن قطر دُويلة قُطْرية معادية للقومية العربية بالمطلق!!!

لذا، لا يجد المرء في هذا المعرض سوى قراءة دور بشارة ورصيد قوته عبر كونه ممثلا للكيان الصهيوني كأداة تنفيذ دور له رسمته الولايات المتحدة. كما ان ليبيا القذافي، بمعزل عن كون القذافي ديكتاتوراً، لكنه كان ديكتاتوراً وطنياً وقومياً ولذا، يُفترض أن يكون عزمي أقرب إليه من التصاق عزمي بقطر كإمارة لا قومية!!!

كما كان يجب ان يكون عزمي أقرب إلى سوريا قومياّ!!! ولكن دوره ضد سوريا واعتقاده ان النظام بل الدولة ساقطة لا محالة دفعه كي يوغل ضد سوريا فسقطت مراهنته وتلاشى وراء ذلك مثل كيس من القمامة.

قد يعتقد البعض أن انكشاف بشارة جاء من موقفه من سوريا او ليبيا. وهذا ليس دقيقا، فموقفه بدأ من عضوية الكنيست. أما استقراره في قطر فاكد أن له دوراً خطيرا ضد المسألة العروبية وفلسطين ولصالح الكيان.

نستذكر هنا المعارضة السورية غير المسلحة سواء التي في الشام أو خارجها. فقد تحدث هيثم مناع بوضوح على قناة المنار أنهم طاروا إلى قطر للقاء عزمي بشارة مما يؤكد الدور الخطير لبشارة. طبعاً لم تكن شخوص المعارضة ذاهبة إلى قطر في دورة للتثقيف القومي العربي أو الحوار في الفلسفة والنظريات!!! كان الهدف ولا يزال تلقي تعليمات وتمويل وأفكار موسادية في كيفية تقويض سوريا كما كان تقويض ليبيا. فمن يذهب لتلقي تعليمات بشارة وهو يعرف تاريخه، وتعليمات حمد وهو يعرف أنه في أحضان القواعد الأميركية لا يمكن ان يكون معارضاً حقيقياً. وهنا لا يليق بالإعلام السوري ولا بوفدها المفاوض أن يقدم “بعض المديح أو  الشطف” لمعارضة الداخل” ! هذا الغزل وإن بدا دبلوماسياً ، فهو شديد الضررر وطنياً وقومياً.

ويضيف الكاتب:

“وتواصل البرقية: «وكما حدث فى ليبيا، فإن رجلاً واحداً لعب دوراً محورياً فى هذا التحرك، هذا الرجل هو عزمى بشارة، نائب الكنيست الإسرائيلى السابق من عرب إسرائيل، والرجل الذى تم نفيه من إسرائيل بسبب صلاته بحزب الله، واستضافته الدوحة بعدها لكى يدير أحد مراكز الأبحاث فيها. إن عزمى بشارة، المقرب من الأمير تميم، منخرط مع المعارضة السورية منذ بداية الأزمة، لكنه اضطر لاحقاً إلى أن يتراجع أمام رئيس الوزراء حمد بن جاسم، الذى انتزع ملف الأزمة السورية وأحكم قبضته عليه».

هنا يبتلع الكاتب الغطاء الصهيوني لخروج بشارة من فلسطين المحتلة. فهو ليس منفياً، بل خرج قصداً، وبرايي الخاص خرج في مهمة تطبيعية وهذا  ما كتبته في مجلة “كنعان” الورقية فور خروجه.

أما مركز الأبحاث فهو جزء من مهمة بشارة. فدوره ضد ليبيا وضد سوريا لا علاقة له بالأبحاث بل بالإرهاب!!

بعد فشل العدوان على سوريا والمراهنة على سقوط الدولة جري تسييل كثير من أموال قطر إلى نشاطات بشارة الثقافية، فتولدت عنه كائنات أميبية كثيرة وخاصة في الأرض المحتلة فأغدق على الكثيرين الذين هرولوا إلى قطر معتقدين ان غطاء “الأبحاث” يمكن أن يستر تورطهم وتواطئهم!!! وبالطبع، يقوم البعض بابحاث موجهة والبعض يقوم بالردح وتشويه من لا يمكن تشويههم كما يفعل مرتزقة من طراز (فتى الموشاف أحمد اشقر  وعوض عبد الفتاح –موقع عرب 48- وأحمد مطر ) أما أدوات من طراز محمد ابو مر الذي صاغ – أو صِيغت له- ورقة يتهم عادل سمارة وغيره بالقبض من سوريا فتلقفها غُلام من بقايا اليسار المتأنجز (محمد الحلو) لينشرها. ترى هل شعر بتفاهته حيث علم أنني نشرتها بنفسي!!! أم ان العمل مع الأنجزة يجتث من المرء كرامته!!!

سؤالي هنا: ماذا سيكون المعني بتسويه الشرفاء؟ فهو ليس مجرد متلقي أموال؟ مَن يقم بهذا غير عملاء الصهيونية بشقيها: اليهودي والعربي.

لم يلتقط مؤلف الكتاب حقيقة أن بشارة لم يخرج منفياً ولا حقيقة انه هرب من الكيان. فهذا كذب ايضاً، فالكيان الضالع في الجاسوسية وضبط حدود الأرض المحتلة الكترونيا يحول دون هروب الفيروسات، فما بالك بالحجم  “المحترم” لعزمي بشارة الذي ذهب بموقف احتفالي علني ليسلم جواز سفره الصهيوني لسفارة الكيان في مصر كامب ديفيد. وهي خطوة لا يفعلها هارب ولا منفي، بل شخص يحفظ خط الرجعة ذات يوم بعد إنهاء مهمته. لو كانت حدود فلسطين المحتلة سهلة بما يسمح لجثة بشارة بالتسلل غير المرئي، لتمكن الفدائيون من الدخول!!!