(رداً على تخابثات لبرالي : فاتح عزام)، عادل سمارة
الجزء الثالث: لصدِّ الأنجزة: دفاعاً عن التاريخ والزمن المقبِل
مضى على توليد منظمات الأنجزة قرابة نصف قرن. فترة استقرت البشرية خلالها على إجماع مختلف ذوي العقول المشتبكة والنقدية وحتى المتحررة بان هذه المنظمات هي أدوات لأنظمة المركز الراسمالي الغربي لاختراق بلدان المحيط. وتمت الكتابة والنشر عن هذا الإجماع بمختلف اللغات الحية، وربما المتواضعة.
بعد هذا، ربما لم يعد هناك من يدافع عن هذه المنظمات سوى بعض الفلسطينيين المتعيشين منها ، وهم شريحة ذوي العائدات غير المنظورة Invisible Income ، وذوي النزوع اللبرالي وخاصة في الأكاديميا. وهؤلاء ضمن الطابور السادس الثقافي وتحديداً بطبعته الأميركية. وقد لا ارى ذلك غريباً، لأن الساحة الفلسطينية مشاعا مراحا براحاً، لكافة الموبقات. هي ساحة مستهدفة بامتياز، لا حارس لها. أما وهي على هذا الحال، فبوسع المرء أن يجد فيها من يفاخر بالتطبيع الثلاثي:
- تطبيع مع الكيان الصهيوني الإشكنازي بما فيه الاعتراف بالكيان وتقاسم الوطن مع هذا العدو على اساس (اقتصاد التساقط Trickle-down Economy) اي الحصة الأقل لأصحاب الوطن.
- والتطبيع مع أنظمة الريع والدين السياسي والكمبرادور العربية التي لا تقل عداء للعروبة وخاصة لفلسطين، لا تقل عن الكيان الصهيوني
- والتطبيع مع أنظمة المركز الإمبريالي وخاصة الولايات المتحدة.
اللافت حتى الصدمة، أن لا شرفاء في هذا العالم يختلفون على خطورة ولا إنسانية هذا الثلاثي.
وخطورة هذا الثلاثي هي في ما يفعل وليس في مجرد خطابه. وطبعاً الخطورة في مرددي خطابه عن ما يسمى السلام في فلسطين والوطن العربي وما يسمى الشرق الأوسط، سلام يقوم على الحياة مفاوضات وليس الحياة مقاومة، يقوم أكاديمياً على الحياة مخادعات من أشخاص مثل السيد فاتح عزام هم من السيولة بمكان حيث يسيلون إلى أدنى درجات الوعي الاجتماعي، اشخاص بلا عامود فقري وطنياً، يستديرون كما المروحة في كل اتجاه وكل لحظة.
ومن بين أخطر ما يفعل هذا الثلاثي توليد منظمات الأنجزة بمضمونها الراسمالي الغربي وبمضمونها الريعي النفطي تحت مسميات إسلامية.
ما كتبه فاتح عزام في: Al-Shabaka:The Palestinian Policy Network NGOs vs. Grassroots Movements: A False Dichotomy المنظمات غير الحكومية مقابل الحركات الشعبية: تقسيم زائف https://www.facebook.com/alShabakaPalestinianPolicyNetwork
هو نموذجي على الاختفاء وراء زجاج شفاف يكشف عن صاحبه كما لا يحميه حتى من حصوة صغيرة.
يستخدم عزام مصطلحات في غير محلها، تماماً كما يفعل كثير ممن يكتبون عن الاقتصاد في الأرض المحتلة.وكثيرون منهم يقصدون الخلط الذي لم ينجم عن اختلاط، وبالطبع هناك من يقعون في الاختلاط. وهذا تضليل للوعي الناشىء وخاصة لطلبة الجامعات الذين عليهم مسؤولية وطنية وعلمية ونظرية ووعيوية بأن يتنبهوا وأن يكونوا نقديين ومشتبكين بالوعي مع هذه الشريحة الأكثر خطراً والتي تخصي وعيهم بالأجرة.
فمصطلح التنمية لا يمكن استخدامه في وطن تحت استعمار استيطاني اقتلاعي يمارس الاقتلاع المتواصل على الأقل منذ 1948، وحتى الآن لا يعرض على الشعب الفلسطيني سوى بقايا وطن عبر سلام اقتصادي هو سلام راس المال. ذلك لأن التنمية لا تقوم بها سوى سلطة لبلد مستقل ذي سيادة. بل حتى في البلد المستقل أثبتت التجارب بان التنمية بقيادة طبقة حاكمة غير ممثلة للأكثرية الشعبية لا تستقيم، (أنظر عادل سمارة (Beyond Deplinking 2005) وتحديداً، أن الدولة ،السلطة الرسمية ليس شرطا أن تبني تنمية حقيقية بل طبقية مما يؤكد اساسية التنمية بالحماية الشعبية. بمعنى أن التنمية هي بحماية ولصالح الطبقات الشعبية كاكثرية. لذا، فإن على الطلبة في المراحل الجامعية الأولى أن لا يكتفوا بالمنهاج كما المدارس وأن ينطلقوا لقراءة الأدبيات الثورية في التنمية ليتخرجوا بوعي لا بورق الشهادات المزركش وبتواقيع إدارات في أرقى أحوالها تكنوقراط.
في هذا السياق تستخدم منظمات الأنجزة مصطلحا خبيثا هو: الفئة/المجموعة المستهدفة Target Groupمما يحصرها ويزيحها قصداً بعيدا عن الأكثرية الشعبية ويؤكد أن لها اهدافا خاصة ربما أوضحها هو: كيف اخترتم هذه الفئة؟ ومن الذي عينكم في هذا الموقع والدور، ومن انتم ومن يمولكم/ن؟ وهل يمكن ل ذي وعي تسمية تقديم بعض الماعز لبعض العجائز “تنمية”؟ وهل تقديم تمويل مسموم لمجالس بلدية بشرط أن لا يكون بها أعضاء من حركة حماس هو تنمية؟ وهل تقديم بعض المال لمحطة إذاعة أو مركز ابحاث تتحدث عن الشباب؟ بينما في الحقيقة وراء هذا تمويل من يو.اس إيد مخصصاً لهذه الأنشطة لاختراق الشباب؟ وهل إعطاء منحاً دراسية جوهرها تقديم تقارير إخبارية عن سوريا لدول المركز أو دويلات المركز هو تنمية بشرية مستدامة أم تسمين مخبرين/ات!
في مدائحه لمنظمات الأنجزة، تغافل عزام بخبث عن التطرق لتوقيع وثيقة نبذ الإرهاب التي ابتكرتها السلطة العنصرية الراسمالية البيضاء في الولايات المتحدة كشرط للإقراض. بل وأخطر منها وثائق معنوية غير مكتوبة ولكنها فاعلة. هذا التغافل مضحك يذكرنا بوفد الائتلاف السوري المعارض الذي رفض شجب الإرهاب في سوريا ويزعم بأنه يمثل الشعب السوري!!
ولتحديد أكثر، فإن ما يمكن أن يُقال اقتصاديا (وليس تنموياً) عن الأرض المحتلة هو تحسين اوضاع معيشية، إصلاح إقتصادي، وفي أرقى الأحوال نموا اقتصاديا. لذا، كان لا بد من هذه الصرخة العلمية لأنقاذ مفهوم التنمية من هذا الاغتصاب المقصود. بل لا بد من الدفاع عن التنمية. لذا، من تورط في هذا التشوُّه والتشويه حبذا بعض الخجل الوطني بان يعتذر عن ما كتب لا أن يسحب مطبوعته من السوق، لتبقى نموذجا إما على الجهل أو إتخام المجتمع بفيروسات الخطاب القاتل.
هذه “المسماة أدبيات هي مثابة ألغام مولتها منظمات الأنجزة الغربية منها بمنهج رأسمالي يميني بلا مواربة كالأمريكي يو اس إيد ومنها ما يحمل اسماء يسارية مثل روزا لكسميورغ، إن قبر السيدة الثورية ليشتعل ناراً!!!! وروزا المتأنجزة هي التي مولت مؤتمر تجميع اليسار قبل أعوام ولم ينتج عنه سوى تفتيت اليسار وإنفاق اموال باسم التنمية الفكرية، وهي التي مولت مؤتمر نساء يساريات قبل بضعة اشهر في ثوب تطبيعي.
مرة أخرى، معظم إن لم نقل جميع منظمات الأنجزة تسمي نفسها تنموية! وكثيرون/ات ممن يكتبون أو يُستكتبون ينتهكون هذا المصطلح الشريف!!! وأعتقد أن هذا لا يحصل سوى هنا!!! في هذا الفضاء المنتهكْ.
يزعم عزام أن التمويل لمنظمات الأنجزة يُستخدم لحقوق الإنسان. وهذا أمر بات مزعجاً. فحقوق الإنسان هو مصطلح مسحوت اليوم كعملة ورقية ألغتها دولتها. وفي حالتنا الفلسطينية، فإن حقوق الإنسان هي في وطنه. وهي في حالة الفلسطيني حقوقاً منتهكة منذ اغتصاب فلسطين، اي منذ أن قامت معظم انظمة الأمم المتحدة بدعم وتسليح الكيان لاغتصاب فلسطين واصدرت قرارات العودة والتعويض ولم تفعل شيئاً، بل إن الكيان يعربد في أروقة الأمم المتحدة!!! هذه هي حقوق شعبنا إن كان هناك من يهتم بها. وغير هذا، فإن إي حديث عن حقوق شكلية للإنسان في الأرض المحتلة هو تغطية على التدمير الرهيب لحق الشعب في وطنه وعودته وبالتالي حرف الأمر إلى جوانب شكلانية. ولسنا ضد الجوانب الشكلانية او الجانبية، ولكن يبقى من الواجب على كل كاتب صادق أن يبدأ دوما من حق التحرير والعودة وليذهب بعدها اي مذهب. وعليه، من يمول منظمة أنجزة محلية من أجل “حقوق” تتجاهل او تتناقض مع حق العودة هو خبيث بهدفه وسلوكه. مثلا، حين تقوم منظمة سويدية بتمويل مؤتمر عن النساء الفاقدات، اي اللواتي فقدن الزوج أو الإبن في المقاومة في هدف هو تطفيش الناس عن المقاومة وحتى رفضها والندم على المقاومة. فهل هذه حقوق الإنسان؟؟ والطريف أن مثل هذا “النشاط” تتم استضافته في جمعية ترى في نفسها قمة العمل الوطني والقومي!!! هنا تقع الناس بين التموُّل والهبل!!!
مقالة عزام اشبه بالقصيدة، فهي بلا مراجع من استاذ أكاديمي؟؟؟ ولكن ربما معه حقاً، لأنه يكتب عن بلد بلا حقوق، بلا رقابة وبلا نقد، لا احد يسأل احداً. فهو يزعم أن التمويل بدأ بعد الانتفاضة الأولى. وحبذا، لو يرجع إلى سجلات الملتقى الثقافي العربي في القدس حيث بدأ يتلقى التمويل الأجنبي من منظمة (نوفيب NOVEB) الصهيونية الهولندية 1974/ وهو ما تلاه تخريب في أوساط الحزب الشيوعي حيث تطورت فئة قيادية في الحزب عرفت مداخل المال المسموم فاطاحت بمؤسس المنتدى والتموُّل وأتقنت الدور تماما!!! ومنذ تلك اللحظة تفشى التموُّل في اوساط اليسار، لنجد له تفريخات هائلة، وحتى انشقاقات ولكن باتجاه التمول ايضاً!!!
ينخرط عزام في فتاوى من طراز أن الإغاثة الطبية والزراعية من مولدات الانتفاضة الأولى. أترك هذا ليرد فتاواه من فجروا الانتفاضة !!! كيف يُفتي في هذا لا أدري؟ لكن كما يبدو لا بد من تزويق منظمات أنجزة ، فهذا اصول التلاعب. كيف يمكن لمنظمات ممولة من الخارج من الألف إلى الياء أن تفجر انتفاضة شعب! اي مسخ استشراقي هذا! لا شك ان عناصر من هذه المنظمات شاركت في الانتفاضة كمواطنين وليس كقيادات في هذه او تلك. وهنا يجب التفريق بين موظف/ة أنجزة عادي وبسيط لا يجد شغلا بديلا في بنية اقتصاد اوسلو-ستان التي هي :الاقتصاد السياسي للفساد، وبين قيادي او مدير أو مؤسس، هذا مع العلم أن هناك موظفين/ات عاديين التقطوا الصنعة والعناوين فأنشأوا فروعا وصاروا على طريق القطط السمان!! كل شيىء إن توفر المناخ لا بد أن يفرِّخ. إن نسب الانتفاضة إلى قيادات منظمات الأنجزة اشبه بنسب نضالات طلبة جامعة بير زيت منذ بدء احتلال 1967 إلى إدارة الجامعة!!
كما يشير عزام إلى أن المانحين هم منظمات أجنبية، وهذا غير صحيح، فمعظم المانحين هي
دول تضع بندا خاصاً في ميزانياتها هو Overseas Developmeny Ajemcy ODA. إن عالم راس المال وخاصة في حقبة العولمة لا يمكن أن يسمح بتسريب فلس واحد دون إشراف سلطة الدولة الأمنية في المركز خاصة. وحتى المنظمات غير الحكومية المنبثقة عن منظمات يسارية لها حصصا من هذا البند الحكومي، ومنظمة روزا لكمسبورغ خير شاهد!!! اي ان التمويل هو اساسا رسمي ومسيس تماما.
يتفاخر عزام بمؤسسة الحق في رام الله كنموذج انجزة!!! وهو لا شك يعرف بأنها تكونت منذ عام 1978 من خلال ICJ International Jurist Commission وهي منظمة أنشأتها أل CIA لمواجهة منظمة المحامين الديمقراطيين في البلدان الشرقية سابقاً. هذا ما قاله نيل ماكديرمنت رئيسها عام 1978 لنا في رام الله ومعه سكرتيرته نينا دودج. فقد قام محامون محليون نضال طه ورجا شحادة ونبيل مشحور بمراسلة هذه المنظمة وتشكيل فرع (منتسب وليس اساسياً لها) في رام الله لأن البلد ليس دولة مستقلة!!! وقد انضممت إليهم من خلال الصديق نضال طه مع انني لست حقوقياً، وكان الهدف تربيط شارلي شماس الذي انضم للمؤسسة و الذي ليس حقوقياً!!!! ، وحينما عرفنا انها من تمفصلات أل سي آي إيه خرجنا انا ونضال. وبقي الآخرون وتوسعت لتصبح أكبر من حجمها …ولا أريد التفصيل بعد. وبالمناسبة، السيدة نينا دودج فوجئنا بها موظفة كبيرة في الأنروا بعذ بضع سنوات بقدرة (قادر)!!! كيق ينتقل هؤلاء من موقع مؤثر إلى آخر…لا ندري.
في دفاعه عن الأنجزة يقارن عزام بين بقاء مدراء هذه المنظمات لعقود او مدى الحياة ببقاء قيادات المنظمات الشعبية أو القوى السياسية. وفي هذا المعرض تجدر الإشارة إلى كثيرين يخلطون بين الأحزاب والأنجزة، أو بين المنظمات الشعبية القاعدية والأنجزة. ولأن هذا ليس مجال التوسع، أود التذكير بقاعدة اساسية بان القوى السياسية تبدأ بمبادرة محلية ذاتية وتتمول ذاتياً، وتبدا من قاعدة واسعة، بينما منظمات الأنجزة تبدا من الخارج وتمول من الخارج وتهدف اختراق القاعدة الشعبية. إنها هرم مقلوب في الشكل والمضمون.
إن بقاء قيادات حزبية لعقود ، وهذا موقف متخلف لا يعني مقارنة القوى السياسية بمنظمات الأنجزة، لا يمكن مقارنة النضال الوطني والقومي والطبقي بمنظمات الأنجزة. هذا استخفاف بالوعي وربما وعي خفيف. فهل يمكن مساواة منظمة مارست الطفاح المسلح بتاريخها وتضحياتها وشهدائها (حتى لو لم تتمكن من تحرير الوطن) كيف يمكن مقارنتها بمنظة يو اس إيد، أو ايا من تفريخاتها المحلية؟ هل يمكن تشبيه النضال الوطني ومعاناة الأسرى بندوة تطبيعية لمنظمات الأنجزة في فندق فاخر قد يكون النادل هناك إبن اسير محكوم 300 سنة لدى الاحتلال! ؟ إن مساواة الطرفين مقصود به شطب تاريخ النضال الوطني تماماً وتسويد الأنجزة على المرحلة كما يحصل اليوم فعلاً.
يجب أن يعني تورط كثيرا من القوى السياسية في التسوية أن يعني بالمقابل استنهاض العمل الوطني وليس العمل التموُّلي من الأجنبي أو النفطي! أي يجب ان لا يعني تورط قوى سياسية في التسوية يجب ان لا يعني تطاول عنق الأنجزة إلى مستوى التشبه بقوى النضال الوطني رغم إشكالاته، هذا كثير يا عزام، وكأنك عكس قول المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ…وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
ولعل أخبث ما وراء ذهنية عزام بأنه حصر الحديث عن فلسطين في الوسط الفلسطيني كي لا يضطر للإشارة إلى قوى المقاومة في لبنان لأجل فلسطين! أو حتى معسكر الممانعة لأن هذا يُربكه وينسف أطروحته. هذا مع العلم أن حديثه كله عن الأنجزة والأنجزة هي حالة معولمة اساساً، اي انه يتعاطى مع الطرف المعولم مجسداً في المعسكر المضاد للثورة ويغفل الطرف الثوري! وبهذا فهو يروج للغرب الراسمالي دون أن يذكره بوضوح، وهذا في الحقيقة خبث مبتكر.
في حين تناضل دولة وطنية مثل سوريا للحفاظ على وجودها، تقوم منظمات النجزة بالمساهمة المباشرة في تقويض الدول الوطنية ذات التوجه القويم كما حصل ضد ليبيا. أود التذكير هنا بمقالة دانييل ماك آدمز :” الأنجزة هكذا دمرت ليبيا:الحروب الإنسانية والأنجزة، جنودها المشاة”. ترجمة وتعقيب بادية ربيع، كنعان العدد 154 خريف 2013. ( الرابط:http://kanaanonline.org/quarterly/wp-content/uploads/2013/10/Kanaan-Magazine-154-Fall-2013-Full-Text.pdf.)
وابعد من هذا، أنظروا النقد اللاذع الذي يوجهه اقتصادي لبرالي امريكي، بول كرياج روبرتس، لسياسات واشنطن التي تمول منظمات الأنجزة لتخريب اوكرانيا والعدوان ضد روسيا :
http//clicks.aweber.com/y/ct/lOKikMm3gA4Ga7MDDnjM89bTIHzEkLvkg_mMQP9Z3krRA,
Washington Destabilizes Ukraine
Only Washington Knows Best
Paul Craig Roberts
Ukraine has a democratically elected government, but Washington doesn’t like it because Washington didn’t pick it. The Ukraine or the western part of it is full of Washington funded NGOs whose purpose is to deliver Ukraine into the clutches of the EU where US and European banks can loot the country, as they looted, for example, Latvia, and simultaneously weaken Russia by stealing a large part of traditional Russia and converting it into US/NATO military bases against Russia.
“لأوكرانيا حكومة منتخبة ديمقراطيا، لكن واشنطن لا تريدها. إن أوكرانيا، بل الجزء الغربي منها مليىء بمنظمات أنجزة ممولة من واشنطن وهي منظمات هدفها توريط أوكرانيا في أحابيل الاتحاد الوروبي والولايات المتحدة كي تتمكن المصارف الأوروبية من نهب البلد، تماما كما نهبت على سبيل المثال لاتفيا وأضعفت في الوقت نفسه روسيا بسرقة جزء كبير من روسيا التقليدية وقلبت لاتفيا إلى قواعد عسكرية للولايات المتحدة والناتو ضد روسيا.”
The NGOs financed by Washington are committed to delivering Ukraine into Washington’s hands where Ukrainians can become American serfs and this integral part of Russia can become a staging ground for the US military.
” إن منظمات الأنجزة الممولة من واشنطن متعهدة بأن تقوم بتسليم أوكرانيا بين يدي واشنطن بحيث يتحول الوكرانيين إلى عبيد بحيث يصبح هذا الجزء اللصيف من روسيا قاعدة انطلاق لعدوان عسكري امريكي ضد روسيا”
هل يمكن لمرء أن يلاحظ الفارق بين لبرالي كهذا وبين لبرالي مثل فاتح عزام !!!!
وطالما نحن في الشأن الفلسطيني ونضال شعبنا ضد الكيان الصهيوني الإشكنازي، ألا يعلم عزام بأن ممولي منظمات الأنجزة يطلبون ويفرضون في حالات كثيرة توأمة مع منظمات أنجزة صهيونية داخل الكيان؟ أليس لأنجوزة روزا لكسمبورغ شقيقة لها في تل ابيب (وطبعا في بيروت حيث اصدر مكتب بيروت دراسة عن الشيوعيين هناك متركزة لصالح الاتجاهات اليمينية في اليسار اللبناني؟) هل يجرؤ مكتب رام الله على عدم التنسيق واللقاء مع شقيقه في تل ابيب؟ (انظر بهذا الصدد مقالة عادل سمارة: مطلوب مسائلة باثر رجعي لكل القطط وقطط أل NGOs، في مجلة كنعان، العدد 97 تموز 1999 ص ص 3-7. وذلك عن مؤتمر عقد في مدرسة طاليتا قومي ببيت لحم 29-30 حزيران 1999، تحت عنوان Prime peace Research in the Middle east: The Role of the Non-Governmental Organizations in Peace Building between Palestiniane and Israelis.
أحد الأسئلة لكل من هو مدعو لذلك المؤتمر نصه كما يلي:
With which Ngo from the “other side” do you cooperate?
مع اية منظمة أنجزة في “الجانب الآخر تتعاون”؟ والسؤال يعني ان “التعاون” تحصيل حاصل!!!
إن إطراء عزام للأنجزة وخاصة مقارنتها بالقوى السياسية الثورية تحديداً، هو إنكار للتاريخ وصولاً إلى اغتيال المستقبل. أليس من قبيل الافتئات اللامعقول مقارنة تاريخ الحكيم بتاريخ أنجوز متمول!!! لهذا السبب ولغيره كان لا بد من هذا الرد دفاعاً عن التاريخ من جهة، ومن جهة أخرى هي أكثر إلحاحاً، حماية للجيل الجديد من ابناء هذا الوطن. إن تشفي عزام باستدخال قيادات سياسية للهزيمة لا يرفعه إلى مصاف النقد الوطني ولا حتى العلمي. وهناك كثير من أمثال عزام وسنراهم لاحقاً. لذا اقتضى وضع اساس لنسف أسس توجهاتهم.
بقي أن نشير، وبلا إطالة، إلى أن حديث عزان عن “المجتمع المدني” في بلد تحت استعمار استيطاني هو صناعة اشبه بصناعة الهلكوست أو متسادا. وللاطلاع يمكن الرجوع إلى مقالة عادل سمارة: الأطروحات الأم للمجتمع المدني:سؤال في شروط وجود مجتمع مدني ودور الأنجزة محلياً، في مجلة كنعان العدد 146 صيف 2011 ص ص 67-97.
ملاحظة: للمزيد عن منظمات اGنجزة، انظر كتاب عادل سمارة: “منظمات غير حكومية أم قواعد للآخر NGOs؟ منشورات مركز المشرق/العامل للدراسات الثقافية والتنموية-رام الله 2003