د. عادل سمارة – رام الله المحتلة
بداية أقسم لك وللقارىء/ة بكل شيىء لو كنت رئيساً او ملكا لما خاطبتك من موقعي البسيط كفلسطيني تحت اكثر من احتلال. لا وطن ولا اقتصاد ولا حتى حُلماً بأن يعيش غدِهِ. ومع ذلك لا أخاطب حتى أنظف الرؤساء . فجميع الرؤساء العرب حضروا وبايعوا حاكم ارض الجزيرة العربية على مبادرته التي كتبها ثوماس فريدمان الصحفي الصهيوني اليهودي النقي! صحيح أن الرئيس لحود والرئيس الأسد أصرا على “دحش” حق العودة فيها، ولكن مجرد حضورهما مُدان. كان يجب ان يرفضا، وكان يجب أن لا يحضر كذلك عزت إبراهيم عن العراق الذي بعدها بعام واحد تم إعدامه كوطن. وها إن سوريا تخوض بدمها حرب دفاع إن لم تنتصر ستكون فلسطين جنة مقارنة بها.
أُخاطبك كسيد مقاوِم، هذا شرف لك وحق لي أن اسألك وليس أن أُعاتبك: لماذا حاذرت الحديث عن فلسطين أمس؟ ما قلته لا يتعدى نصائح رجل دين محايد في قضية أمة وشعب، ووطن، قضية سياسية معولمة.
أنت تعرف جيداً أن اتفاق أوسلو منح الكيان الصهيوني الإشكنازي كل المحتل 1948 ويمنح اليوم، نعم اليوم، معظم بقايا البلد، اشلائها متراً متراً.
قبل أن تُطل مساء أمس كان رئيس سلطة اوسلو-ستان يستقبل 300 طالبا يهوديا، وهم إما طلبة مدارس دينية يؤُهلون لذبح (الغوييم) أو فراخ مخابرات يتدربون على اعتقالنا واغتيالنا، أو جنوداً سوف يقتلون من شعبنا ومن شعبكم ذات يوم ما يروي عقيدتهم، كان يقول لهم لن نُغرق “إسرائيل” بكثير من الفلسطينيين!!
يا إلهي، راعي الغنم لن يسمح للغنم بدخول حقل صاحب الأرض! هذا تعاطٍ واضح بأن لا حق في العودة! بلا رتوش ولا غبار.
أنت المؤهل للوقوف ضد هذا التطفيش للعرب عن فلسطين، ولست أنا. أنت في موقع صدر المقاومة والتصدي للمرحلة. أما أنا فبوسعه قتلي او اعتقالي ببساطة.
قبل شهر كتبت بأن على سوريا أن ترفض حلول سلطة رام الله في الشام بدل حماس، قبل أن تتورط حماس في مخطط انظمة وقوى الدين السياسي، ببساطة لأن سلطة رام الله لن تقاوم. وأن تحذر مصر حلول سلطة رام الله في مصر محل حماس لأن سلطة رام الله لن تقاوم. وبات على حماس أن تعتذر وتؤكد أنها ستقاوم. كان الرد الأولي اتهامي بالقبض من سوريا! لا يحق لسوريا أن تفعل هذا. وإن فعلت لن نصمت حتى وسوريا تخوض معركة الدم.
لماذا تراعي تلك الأصوات البئيسة التي ترتدي المذهبية فقط كرداء، لكنها عقيدياً ترتبط بالصهيونية والإمبريالية الأميركية تماماً ومطلقاً. تلك التي تشكك في فلسطينية حزبك وفي انتصاره؟ هل تتوقع أنت وجميع المقاومين اللبنانيين أن لا يهاجمكم أحد! أن لا يشكك بكم أحد؟ هل تنتظرون إجماع كل الناس على الاعتراف بموقفكم الشريف؟ لا يا سيد، ففي اوساط شعبنا وأمتنا حكاماُ وطابور سادس ثقافي وحتى غوغاء لا يرجموا سوى الشرفاء.