مبادرة الجبهة وقبول عباس

محمود فنون

رسالة محبة إلى الرفيق جميل مجدلاوي

صرح الرفيق جميل مجدلاوي لأمد :” أن الرئيس محمود عباس اعطى موقفاً ايجابياً بشأن مبادرة الجبهة الشعبية لإنهاء الانقسام، بعناصرها الرئيسية، تشكيل حكومة توافق وطني، وتحديد موعد انتخابات المجلس التشريعي خلال ستة أشهر، ودعوة لجنة الاطار القيادي لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، والاتفاق على آليات تفعيل باقي بنود المصالحة، بما في ذلك تحديد السقف الزمني لإنتخابات المجلس الوطني “.

هكذا إذن…قدمت الجبهة الشعبية مبادرة لإنهاء الإنقسام، فالإنقسام قد طال أمده، وهو حقا يضر بمصلحة الشعب الفلسطيني.. وقد تقدمت جهات عديدة دول وأحزاب بمحاولات وضغوطات ومبادرات لإنهاء الإنقسام ولم تنجح.. وكلما قال القائلون بأن المصالحة على الأبواب وأن الإنقسام يقترب من نهايته، تنتهي الآمال بإنهاء الإنقسام ويبقى الإنقسام.. وسبق ان شاركت الجبهة وشارك الرفيق جميل في محاولات المصالحة وإنهاء الإنقسام ولم ينته الإنقسام.

هنا رأت الجبهة مجددا أن عليها أن تحاول ولعلّ وعسى يحصل تقدم أو يتم إنهاء الإنقسام على أهون الأسباب !

تقول أمد في عنوان الخبر ناسبة للرفيق جميل بأنه كشف لأمد عن قبول عباس مبادرة الجبهة الشعبية لإنهاء الإنقسام. بينما في السياق تعود وتنسب للرفيق جميل بأن عباس أعطى موقفا إيجابيا بشأن مبادرة الجبهة.وأن الجميع ينتظر اليوم موافقة حماس.

بعد ذلك يقفز الرفيق جميل إلى الحديث عن النتائج كما هي عادة القيادة الفلسطينية. فهم بالعادة يرفعون الشعار ثم يتغزلوا في النتائج التي ستتحقق كما لو أنها تحققت فعلا. هذا نهج عام.لننظر ماذا قال الرفيق :” واضاف القيادي البارز في الجبهة الشعبية،أننا ننتظر كما تنتظر باقي القوى والفصائل جواب الاخوة في حركة حماس على مبادرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حتى نفتح الباب لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ومعالجة العديد من اثار الأزمة التي تمر بها الساحة الفلسطينية، بما في ذلك رفع الحصار عن قطاع غزة، والسعي لتسوية وضع معابر القطاع بما فيها معبر رفح، ومعالجة العلاقة الحالية بين الاخوة في حركة حماس والاشقاء المصريين، في إطار المظلة الوطنية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية”

كل هذا سيتحقق إذا وافقت حماس بما في ذلك رفع الحصار الذي فرضته إسرائيل ومصر وبقية النقاط الواردة.. ولننظر كذلك أن المبادرة كرست منظمة التجرير كمظلة وطنية..

إن هذا ما دفعني للكتابة.

تتقدم الجهة المسؤولة بالمبادرة وترى نفسها فعلت ما عليها فتفرك يديها ابتهاجا وتجلس هناك تنتظر قرار غيرها الذي لا تقوى على التأثير فيه. ولكن المبادرة سوف توزع على الهيئات المسؤولة ويبدون إعجابهم بها..!

إن المبادرة عبارة عن إعادة صياغة لذات النقاط المتداولة في كل المبادرات وكل اللقاءات، وهي موجهة لذات الأطراف بل لذات الأشخاص وتحيط بها ذات الظروف.

والطرفان عاجزان عن المصالحة مهما كانت طرائقهما في التعاطي مع المبادرات والضغوطات. فالإنقسام كان مفيدا لحماس حيث حصلت على إمارة من جهة ونقطة ضغط مقابل سلطة رام الله من جهة. فحماس في الضفة لا تجلس على القنينة وقليل منها في السجون قياسا إلى ما كان قبل إنتفاضة الأقصى.

وفتح عادت للسلطة التي خسرتها وحازت على الضفة الغربية مقابل حصة حماس في القطاع.

بعد هذا من هي الجهة التي تقرر الموافقة على فكرة المصالحة ؟

إنها إسرائيل. فهي صاحبة القرار.(إنظر مقالتي بعنوان ” حماس، المصالحة، التنسيق الأمني ” المنشورة على الحوار المتمدن ) إن من يريد أن يضغط من أجل المصالحة عليه أن يضغط على إسرائيل أو يضغط على السلطة بطرائق تجبر إسرائيل على التراجع.

هل معبر رفح بيد مصر حرا هكذا ؟ الجواب لا إنه بيد إسرائيل وهي التي تقرر الخطوات الأساسية فيه ومصر تنفذ.