ماذا لو تصالح الأبوات؟

محمود فنون

ماذا لو تباوس محمد دحلان ومحمود عباس، وأمام الناس وأمام عدسات التلفزيون؟الله الله.

ماذا لو تباوسوا أمام ناظري إسرائيل ؟(عقليتنا تتخيل شيخ العرب الإسرائيلي وهو يرى المنظر ويستشيط غضبا ويصفق يدا بيد ولا يدري أين تدور به الدنيا ولا يدري أيقف ام يجلس أم يمشي أم يدخل أم يخرج ، مثل شيخ عشيرتنا حينما يغضب ..)

ماذا لو تباوس محمود عباس مع هنية وخالد مشعل؟ .. يا ستار

طيب ماذا لو وافقت كل الفصائل الفلسطينية مجتمعة وأمام عدسات التلفزيون على الذهاب للمفاوضات دون تجميد الإستيطان ووافقت كلها مجتمعة وبحضور قياداتها وكل عناصرها على قيادة محمود عباس  وسياسة محمود عباس ودعم محمود عباس  ؟  ماذا لو وافقوا على تمديد المفاوضات تسعة أشهر أخرى ؟هكذا ترتج الدنيا كلها.

ماذا لو أصبحت اللجنة التنفيذية قيادة حقيقية للوضع الفلسطيني بحاله الحاضر ووحدت تحت أجنحتها حماس والجهاد الإسلامي والشعبية مع بقية الفصائل وقالو جميعا : بالروح بالدم نفديك يا عباس . كلنا معك يا عباس . سر ونحن من ورائك يا عباس .. بينما خالد مشعل يحمل العلم الفلسطيني ويهتف :

قل أعوذ برب الناس .. فليحيا محمود عباس

فليسمع جميع الناس …أنا جندي مع عباس

فلشهد جميع الناس …وحدة عباس وحماس

وجاء شلّح متطأ طيء الرأس ويقول لعباس :آسف سيدي .. سر على بركة الله وأنا والشعب الفلسطيني من ورائك . ماذا لو أرسل سعدات رسالة من سجنه يعلن فيها الولاء للقيادة الحكيمة وعلى رأسها محمود عباس ونبيل شعث وأحمد قريع وسعيد تفاحة وخميس بطايطة وجوكر الشدّة

ماذا لو حصل كل هذا قبل ذهاب عباس لواشنطون ؟؟؟؟؟ الله أعلم!!! زلزال

يمكن كان اوباما لاقي عباس على المطار واصطحبه في نزهة سير على الأقدام على شاطيء بحيرة ..!!وهو يعلن له الولاء والطاعة ويحسده على قوته وعظمته!!!

طيب الوحدة الوطنية ليست شيئا قليلا .ولكن ! وحدة على ماذا ؟

إذا كانت وحدة من أجل المفاوضات استتباعا لإتفاقات أوسلو ، فهذه المفاوضات مستمرة ولم تنقطع ،والتنسيق الأمني مستمر ولم ينقطع ، وبناء المستوطنات في الضفة وفي مناطق 48 م  مستمر ولم ينقطع وكذلك الإستيلاء على أراضي في الضفة الغربية وفي منطقة 48م مستمر ولم ينقطع . والدوريات والمداهمات مستمرة ولم تنقطع والإغتيالات والإعتقالات مستمرة ولم تنفطع .. والوفود الأجنبية ذاهبة آيبة ومستمكرة ولم تنقطع …

إذن لو توحدوا على المفاوضات بمنهجها القائم وبوّسوا لحى بعضهم بكثرة واشتياق وشبق فهذا لن يضيف  شيئا للمعادلات القائمة . ومع ذلك !!

ومع ذلك يكرر الناطقون وبدون كلل ولا ملل بضرورة مصالحة أبو مازن مع هنية ومصالحة أبو مازن مع دحلان وبضرورة عودة اللحمة ؟! اللحمة ؟بضم اللام ما هي اللحمة التي يدعون الى عودتها؟ يمكن عودة اللحمة  بفتح اللام تعبيرا عن جوع قديم .

دعونا نقول الحقيقة : هذه القيادة هي صنيعة إتفاقات أوسلو وبإدارة أمريكا والغرب الإستعماري . هذه القيادة هم موظفون عند الأجنبي ومن أجل خدمة سياسىة الأجنبي .صرح شعث يأن الفلسطينيين ( أي فريق القيادة والمفاوضات ) مستعدون للنظر في يهودية الدولة لا حقا ،أي في وقت آخر .

إذا إلتحق بهم الباقي فهذا حتى لن يغير من قيمتهم ووزنهم أمام مشغليهم شيئا  ، وغياب الغائبين لم ينقص من قيمتهم شيء .

فالغائبون هم بلا وزن سياسي مؤثر وليس لهم تأثير على مجرى التفاوض، والسياسة والمنهج الذي يمثله التفاوض وأبطاله . وزنهم وحجمهم معروف ولا يزيد عن بيان ضعيف أو مسيرة وكأنها مصطنعة .

حماس وهي تمتلك مقدرات كبيرة في الضفة والقطاع إختارت الصمت في الضفة والتصريحات في القطاع بديلا عن النضال  وخشية من الإعتقال . وربما عينهم على العظمة.

 والجهاد بلا وزن سياسي في الضفة وتصدر البيانات في القطاع وفي الخارج .

والجبهة في حال ضعيف وتحاول الصراخ في وجوههم ولكن بحدود طاقتها المحدودة اليوم.

والباقي حزب الشعب والديموقراطية وفدا وجبهة النضال  هم مع المفاوضات من زمان بعيد ويصرحون ويغضبون ويخالفون ويتفقون تحت البنديرة ذاتها ونشاهد كوادر من فتح وهيئاتها يصرحون  بالمعارضة بدرجات متفاوتة من الحدة كذلك .

إن تبويس اللحى لا يخيف إسرائيل

إن تبويس اللحى لا يعزز قوة فريق أوسلو أمام إسرائيل . إنما يعزز مكانتهم أمامنا ويشجعهم على الغدر بالقضية الفلسطينية .

إن تجميع الضعفاء والمتهافتين مع المتخاذلين لا يشكل عنصر قوة للقضية الفلسطينية .

وليس لليهود شيخ عرب ولا يقفوت في الخيمة من بعيدج للتفرج على البرجاس الفلسطيني الموحد وهو يركب على ظهور الخيل كتظاهرة قوة .

المطلوب: أن يذهب هؤلاء ويدفنوا مع عفنهم تقليلا للأضرار الماحقة التي تلحق بالشعب الفلسطيني بسببهم.