المثقف المشتبك وتطبيع الأكاديميا الطري. مؤتمر “سياسات المعاناة”

عادل سمارة

حلقة 2

المطبعون…لا للأرض ونعم لفرط اللذات

بداية، أود التنويه إلى أن مؤتمر التطبيع تحت تسمية خبيثة هي  “سياسات المعاناة” هي تسمية مقصود بها تبهيت المذبحة ضد شعبنا. فالمعاناة موجودة منذ وجود الإنسان، حتى في الجنة هناك معاناة من البذخ وكثرة الحور العين!!! المقصود بالتسمية هو إخفاء حقيقة الكيان الصهيوني الإشكنازي كاغتصاب وطن.

وأنا اقرأ ما كتبه الصحفي الصهيوني (أدناه) شعرت بانه يعاني من كثرة اللذة!!! تماما كما عانى كاتب صهيوني آخر في أوسلو في مؤتمر تطبيع بين كتاب فلسطينيين وصهاينة 1998، حيث شعر بالفقر أمام أحد الفلسطينيين الذي كان يستعرض عشرات البدلات الثمنية في اللقاءات. ويبدو ان الصهاينة يعانون من فرط استخذاء كثير من الفلسطينيين وكذلك العرب.

اقتطف في هذه الحلقة بعضاً مما ذكرته عن مناحيم بين لكي يعرف القارىء بأية عين ينظر المستوطن للأصلاني التابع قصدا وطوعا وطمعا ودونيةً معاً.

“لا ادري بماذا أبدأ…بثديين على الشاطىء بيضاوين، سوداوين، ورديين، حمراوين أم بالأسماء  التي تواجدت في الفندق حيث انه ليس من الواضح ما هو الأكثر جنسياً ، في نظر القراء… كنا جميعا في فندق واحد وبتمويل  من حكومة اليونان  والاتحاد الأوروبي …وقد كان ممثلون عن السلطة الفلسطينية، والأردن ومصر والمغرب وشرقي القدس …كان في لقاء السلام الإسرائيلي الفلسطيني  في رودس الذي انتهى بوم الأحد الماضي كل من: فيصل الحسيني، تومي  لبيد، سفيان ابو زايدة، حاييم يابين، هشام عبد الرازق ، يوسف ابو شريف،  وعضوي الكنيست من  الليكود جدعون عزرا وزئيف بويم… كانت هناك فتاة فلسطينية جذابة اسمها (حذفت اسمها ع.س…)  وهي صحفية من (حذفت المدينة ع.س….) عيناها زرقاوين حادتين ، سألتها مرتين فيما اذا كان لون عيناها الرائع حقيقي ام مجرد عدسات لاصقة…نحن جميعا إخوة ، وجميعا ابناء ابراهيم، وأثداء الفتيات  اللواتي على الشاطىء توحدنا جميعا. فالسلام يبدو مثل الثدي المدور والمدلل والطري…أشار  احد الفلسطينيين في وقت لاحق  بعد ذلك الى وعد الله لإبراهبم :”اذهب ولأورثك الأرض”. … وأنا مع حق العودة طالما ان العائدين سيعودون لمناطق السيادة الفلسطينية… لم يكن هناك اي توتر  لم يكن هناك اي عداء لم يكن هناك اي تحفظ”. (صحيفة يروشلايم العبرية 10-7-1998 مترجم في كنعان العدد 92 ايلول 1998 ص  ص 46-51)

ملاحظات:

1-   ترى ما سبب ان هذا الصحفي ركز على المستوى الجنسي؟ طبعا لا استغرب من صهيوني مستوطن وثقافته لبرالية راسمالية أن يهين المرأة، اية مرأة، ولكن لماذا في هذا المعرض؟ هل أراد أن يقول لنا ما يقوله نُصب على الكرمل بأننا (نحن المستوطنون اليهود) وضعنا هذا في مؤخرتكم! (الحديث نقله لي د. مفيد قسوم).

2-   تمويل الكلفة من حكومة اليونان. جميل، إنني أنا الفلسطيني أتمتع اليوم بالانهيار الاقتصادي لليونان وهي تلعق مؤخرة الاتحاد الأوروبي كي لا ينهار مجتمعها بعد اقتصادها وكل هذا بانتظار انهيار اليورو نفسه.

3-   تمويل الانحاد الأوروبي، كي يعرف من يتلقون التمويل الأوروبي أن هذا التمويل هو لهذه الأغراض بينما يقدموا للكيان السلاح النووي والغواصات حاملة الرؤوس النووية.

4-   حديث أحد الفلسطينيين بأن الله أورث الأرض لإبراهيم هو حديث يختصر العلاقة بين الطرفين مناخ مخملي وتسليم وطن. أما توريث الأرض فيبدو ان هذا الفلسطيني وأمثاله لم يسمعوا بالتهكم الشائع دولياً، بأن الله لم يفتح مكتب عقاري للتوريث.

5-   إذن، لا داع للذين يرون المرأة مجرة ماسورة تلقي، لا داه لأن يتمنفخوا بالقول “صون الأرض والعرض”. واضح تماماً أن من لا يصون الأرض يؤجِّر العرض أو يتبرع بع زُلفى. فلنقل هي الأرض، وحدها الأرض.

6-   الصحفي الصهيوني المترع باللذة والأثداء يضع النقاط على الحروف بأن العودة مقبولة لأنها إلى مناطق السيادة الفلسطينية.

7-   وأخيراً، لا توجد مناطق سيادة فلسطينية.

8-   لذا، أتمنى لو يتحدث الأردنيون الذين شاركوا (دعك طبعا من المصريين والمغاربة) ألا يخشون من الوطن البديل في هكذا مناخ؟

9-   يبدو أن قطر كانت تمارس التطبيع (سراً) آنذاك. لا بأس فقد دفعها فتى الموساد لكي “تسطع بما “تُؤمر”. ولذا كان في مؤتمر سياسات المعاناة  نديم روحانا الذي يهرول إلى قطر بأكثر من الصوائف والشواتي.