المثقف المشتبك وتطبيع الأكاديميا الطري

عادل سمارة

تطبيع طري، ليس قولي هذا، بل قول صحفي صهيوني (مناحم بين) شارك في حفل تطبيعي بين مثقفين/ات فلسطينين وصهاينة، حيث كتب: “…في رودس كان السلام مثل ثدي مدور طري ومدلل” (مجلة كنعان العدد 92، أيلول 1998 ص ص 46-51). وللأسف ذكر بعض الفلسطينيات بعبارات مهينة!!!!

والآن يكتب السيد خالد عودة الله عن حفل تطبيع طري ايضاً. شكراً لخالد المثقف المشتبك، وخالد ليس متطرفا ارثوذكسياً شيوعيا  متخشباً كما يصفونني، بل هو ذو توجه ديني تقدمي وجهادي، إن أجاز لي هذا التوصيف.

وعليه، إذا كنت مبالغاً في وصف هؤلاء من مدخل نظري إيديولوجي، فماذا عن خالد؟

أليس الموقف الوطني هو الأساس والمنطلق؟ نعم، ولكن هؤلاء خارج حسابات الوطنيين. ولا يخامرني الشك بأن هؤلاء سوف يندلقون علانية إلى أحضان الصهاينة مؤكدين لهم، بأن فلسطين ليست عربية، وبانهم يشعرون بارتفاع المكان (حاشا لله ارتفاع المكانة) بمجرد ان يسمح لهم صهيوني بالتحدث معه.

أما سراً، فأعتقد بان هؤلاء يهرولون إلى المحتل 1948، ويتمنون لو يبقوا هناك. لكن العدو لا يسمح حتى لاستسلامهم بالبقاء هناك!

بعض هؤلاء من تمفصلات فتى الموساد عزمي بشارة ومتمولين منه. وبعضهم لا شك فتية أو فتيات هنا وهناك كما هو فتى الموشاف.

كثير من هؤلاء من جامعة بير زيت، وما يقوم به هؤلاء تأكيد مجدد بأن سمعة الجامعة من نضالات طلبتها. ولمعلمي هذه الجامعة تاريخ تطبيع عريق، عرفته حينما دعاني سليم تماري وهامة نحاس 1974 إلى حوار تطبيع ورفضت (شارك فيه جورج جقمان وآخرون). ومنذ ذلك الوقت لم أتوقف عن كشفهم.

السؤال الآن إلى جماعة المقاطعة الأكاديمية الذين يطالبون عالم اكاديميا العالم بمقاطعة جامعات الكيان الصهيوني. هل الصهاينة المشاركون هم بلاشفة أم من صحابة رسول الله ام من حزب الله أو يحملون بنادق حرب الغوار ضد الكيان؟؟؟

بل سؤالي هو إلى الذين يتلطون وراء المرونة لعدم نقد هؤلاء، وخاصة تدليع من يتفلتون على الفضائيات ناسبين لأنفسهم بطولات المقاطعة، ماذا تقولون لهؤلاء؟

صحيح ان هؤلاء هربوا إلى القدس كي لا تطالهم ايدي محبي الشهيد معتز وشحة ومحمد عاصي. ولكن صحيح كذلك أنهم لا شك استمدوا تشجيعا ما بطريقة ما من اجتماع راس المال المحلي التابع مع راس المال الصهيوني قبل ايام في لقاء اسموه “كسر الجمود” ردا على شعار الجهاد الإسلامي” كسر الصمت”. شارك في هذا اللقاء كامل الحسيني وسمير حليلة وغيرهما.

سوف يتهامس التطبيع الطري بأن خالد عودة الله إيراني فارسي وربما علوي، يتمول من طهران. فهؤلاء كجميع أهل التسوية وأوسلو-ستان ووثيقة جنيف السوداء والطابور السادس الثقافي لا يتخيلون أن هناك رجل/إمرأة وطنياً.  يرون أن كل حركة ولو خطوة، كل كلمة بدولار. فمن يعتاش من بيع ثدييه لا يؤمن أن هناك حرة او حرا لا يأكلان بشرفهما.

عزيزي خالد أعرف وأعلم أنك لن تأبه.

هذا ما كتبه خالد عودة الله:

لمعاناة تحت الإستعمار… ولكن بمنتهى اللذّة في 10-11 من نيسان تعقد في فندق الإمباسادور في القدس ورشة عمل تحت عنوان “سياسات المعاناة “( The Politics of suffering) يشارك فيها خليط من “المطبّعين/المطبعات” المحترفين/المحترفات بالإضافة الى “مطبعين/مطبعات” جدد من جامعات فلسطينية وصهيونية وعربية ( جامعة القدس وبيرزيت وبيروت والجامعة العبرية)، وينسق الورشة صاحب مقال ” نحو استعادة المنظور الكولنيالي للقضية الفلسطينية”، لعل الورشة أولى بركات هذه الاستعادة. يتضمن برنامج ورشة المعاناة وجبات ” غورميه ” فاخرة، من الأجبان والنبيذ، وإفطار “كونتيننتال”… وبمناسبة الحديث عن المعاناة، كلّي الآن حسرة على معاناة ذلك الثنائي المَرِح، الذي تعرفت عليه في إحدى الندوات في مدينة رام الله، وذلك بسبب عدم قدرتهما على الوصول إلى القدس بسبب الحواجز… كنت قد تنبهت إلى حوار جانبي دار بينهما حول الندوات والمؤتمرات القادمة في رام الله، حينها كانت أوداج المتحدث في الندوة تكاد تنفجر أثناء تشخيصه لتحولات الحالة الفلسطينية… وفي لحظة ما احتدّ النقاش بينهما… تجرأت وسألتهما عن سرِّ هذا الاهتمام الجاد بالنشاطات الثقافية والفكرية؟… تفتحت ابتسامة صادقة على وجه أحدهما وقال لي : ” إحنا الاثنين لا شَغله ولا عملة، وميتين من القلّة، إحنا بنحضر المؤتمرات والندوات على حسب قائمة الطعام” المينيو “، بنيجي بنشرب قهوة وبنوكل معجنات وبنتغدّى ببلاش وبنروح، وكان الله بالسر عليم “…

البرنامج واسماء من لا يُسمون!!!!!

http://mada-research.org/wp-content/uploads/2014/04/April-Workshop-The-Politics-of-Suffering-PROGRAM-SCHEDULE.pdf

مصدر مقالة مناحم بن صحيفة يروشلايم العبرية 10-7-1998