غزة: مضاربون في كازينو الدم

عادل سمارة

لا يزال المرء مأخوذا بالقلق من استثمار الدم في غزة. صحيح أن الكيان يستهدف كل ما يستطيعه وهو على شفير الذهاب إلى الإبادة الشاملة إن تمكن. هو لا يخفي حقيقة هدفه النهائي.

لكن الكارثة في المستثمرين العرب والمسلمين لما يجري.

الولايات المتحدة تمسك بكافة الخيوط:

·       خيط العلاقة بنظام الخليط في مصر كي يتوسط ليثبت ولاءه لكامب ديفيد والخليط لا يخجل متذرعا بأن لمصر هموما أخرى. ولكن لماذا لم ينأى بنفسه؟

·       خيط العلاقة مع مستوطنة قطر عاصمة الإخوان المسلمين  وتآخي الإسلام (قرضاوي) والنصرانية (عزمي بشارة) واليهودية (شمعون بيرس) وعاصمة تخريب سوريا والعراق والجزائر واي شبر تهدف تدميره امريكا.

·       الإخوان يحاولون استعادة الدعم الأمريكي عبر استثمار حماس ضد مصر مع وعد لأمريكا بأنهم قادرون على إسقاط النظام المصري وهذا ما يشجع قيادة حماس ضد مصر. إنه العيش على “الأمل”.

·       أمريكا سعيدة بهذه الحرب المفتوحة في مصر بين خيطين كلاهما بيدها.

·       الإخوان يحاولون استثمار علاقة عاصمة الخلافة (أنقرة) بالناتو والتوسط بين الكيان والمقاومة بموقف موحد مع قطر. متجاهلين امرين:

  • بعد قطر وتركيا جغرافياً
  • ومنكرين حقيقة أن تركيا سلطة صهيونية بامتياز.

·       الإخوان يواصلون الحرب على سوريا أملا في إسقاط النظام كي يستعيدوا التوكيل الأمريكي. والحرب على سوريا هي على معسكر المقاوم والممانعة وهذا ما يجعلهم دائما خيارا بيد امريكا. ألا نلاحظ تأجيل المحادثات الإمبريالية مع طهران؟

·       مصر حكومة الخليط تفاوض حماس من وراء حجاب بهدف:

  • إضعافها وتطويعها
  • وإفهامها ان قطر وتركيا لا يمكنهما حماية دولة خاصة بحماس تكون شوكة في خاصرة مصر كما هي ليبيا.
  • حماس تصر على مقارعة مصر، إرضاء للإخوان وقطر وتركيا،  مما يفتح الباب لكافة المطبعين والعنصريين والعملاء في مصر ليهجموا عل كل فلسطيني.

·       السعودية تستثمر في نظام الخليط في مصر من وراء حجاب ايضاً سعيدة بتحاشيه اية علاقة مع إيران

·       الإمارات تمول العدوان الصهيوني بدون حجاب

حماس توكل قطر وتركيا للتفاوض

عباس يتوسط بين جميع المستثمرين متقاربا مع مصر

عباس يستثمر ايضاً

الكيان الصهيوني هو صاحب الكازينو ، يقبض خسائر كل هؤلاء.

والشعب الفلسطيني في غزة يدفع الدم في هذا البازار المعولم.

والشعب العربي يزداد بهذا ضياعا وعدم رؤيا وبالتالي عدم التفاعل مع الضحايا  على الأقل كما تفعل شعوب أخرى.

لو نأت مصر بنفسها عن الوساطة وتركت الأمر لوساطة قطرية تركية إخوانية لكان الأمر اوضحاً واقل تعقيداً، وحين لا تناسب مصر المبادرة، تقول “كش ملك”.

تورط حكومة الخليط في دور مبارك ومرسي شكل غطاء لألاعيب تركيا وقطر.

والسؤال: ماذا بعد هذه الاستثمارات؟

لنفرض انه تم التوصل إلى تركيب مبادرة لن يكون اساسها إلا مصري، فماذا بعد؟

هل سيبدأ الناصحون بتدجين المقاتلين بتحويلهم إلى شرطة امن في غزة (كجيش العراق مثلا بعد 2003) وإنهاء المقاومة بذرائع عدة منها:

·       لا أحد مع غزة

·       العرب ليسوا معها

·       الغرب ليس معها

·       قطر جاهزة لشراء كل قطعة سلاح ما فوق بندقية

·       تعمير ما هُدم ولكن تغييرا سلميا!

·       دفع “دية”الضحايا نيابة عن الكيان وإقناع الغزيين بأن “الله يعوض” وذلك عبر معدل النمو السكاني العالي. هكذا تباع الأرواح!

لكن هذه الحرب أعاددت فلسطين إلى الخارطة كعنوان لتجميع شرفاء العرب. إنها عودة فلسطين من أجل العودة إلى فلسطين. لقد أكدت على ان الصراع تناحري. الحياة مقاومة لا مفاوضات ولا مضاربة.

لا يمكن للقُطريات ان تكون ارقى من هذا الوضع الوضيع، فمن يذبح من صدف انهم رعاياه لن يبالي بموت فلسطين بأكملها.

الغائب الوحيد عن كل هذا هو البعد العروبي. وحده الرئيس السوري الذي لا يزال يذكر هذا في خطاب القسم. نحتاج  ما هو أبعد من هذا. نحتاج لحركة عروبية واحدة ووحدوية واشتراكية . لا بد من صنعاء وإن طال السفر. لا خياراً آخر. ولا ننسى ان جميع المتقاتلين المضاربين يتفقون ضد هذه الحركة.