امريكا تُخضع الأديان الثلاثة لصنم رأس المال

عادل سمارة

لم يعد خافياً، بعد كتاب برنال “اثينا السوداء” بأن الحضارة اليونانية مشرقية ونهلت بل رضعت من الحضارة المصرية. ولم يعد خافياً، بأن المسيحية شرقية وبأن أوروبا ولاحقاً امريكا احتلت المسيحية وأصبحتا مركز هذه الديانة شرقية الأصل والنكهة. وصار مُعلنا وبفخار أن امريكا احتضنت اليهودية وزاوجت بينها وبين المسيحية الغربية للخروج بدين مركَّب هو اليهو-سيحية، وهذا ما كتب عنه الرفيق أحمد حسين كثيراً وبعمق. بل وتطلب امريكا من مسيحيي الشرق التحالف مع الصهيونية ضد عروبتهم. شكرا للبطريرك الجريىء لحام الذي ركل الدعوة بقدمه. والأخطر، أنه لم يعد خافياً أن امريكا اغتصبت الإسلام وهو شرقي وعربي خالص، إذا كان هناك من يرفض الاعتراف بأن العبرانيين هم قبيلة من جزيرة العرب، وبأن المسيح مشرقي وفلسطيني.

الإسلام اليوم أداة بيد الولايات المتحدة. فلينكر من دأبه الإنكار المعاند بلا اساس.

عشرة دول عربية مسلمة خالصة تنطوي تحت جناح الرخ الأمريكي لتحارب 30 الف مسلح من داعش. باسم الإسلام.

امريكا جمعت النقائض من الدين السياسي الإسلامي التالية :

  • السعودية الوهابية مع تركيا الإخوانية
  • مصر نصف المتدينة سياسيا مع تركيا الإخوانية التي وهبت الخلافة للناتو
  • الإمارات الوهابية مع الأردن النصف إخوانية
  • قطر الإخوانية مع الإمارات الإخوانية،
  • والباقي بين هذا وذاك

وقطر إثبات حسن النية بل الطاعة تطرد قادة إخوانيين (شكليا) أمراء قطر مؤدبين. قم ليجلس ابنك محلك، قام حمد، وجلس تميم. إذهب يا تميم إلى د. ابو متعب، ذهب تميم..  هل يفهم الإخوان أن عزمي بشارة اقوى منهم!

والأهم: هل يفهم المسلم العادي كم هو خطير الدين السياسي؟

كيف يمكن تجميع كل هؤلاء أولاً، وفقط ضد داعش ثانياً؟

من الذي أفتى بأن بقية المنظمات الإرهابية في سوريا هي عصرية وعلمانية وإنسانية وتؤمن بتحرر المرأة وتحرير فلسطين؟

لعل أبلغ ما في كمال اللبواني هو:

  • انه تحدث من تل أبيب المحتلة
  • وبأنه قال بأن المنظمات الأخرى على وئام مع داعش.

فهل بقي من شك بأن ما يحصل هو تصقية للقضية الفلسطينية:

أولا، بسيطرة أمريكا على قوى وانظمة الدين السياسي

وثانياً: الاصطفاف هذا ضد سوريا وإيران والمقاومة.

وثالثاً: هذه التحالفات تعني تطبيق مشروع امريكا في تفتيت وتذرير كل (الدول القطرية العربية) لتصبح كل واحدة أصغر مساحة من فلسطين المحتلة وحتى اقل عددا سكانياً.

ورابعاً: هنا يصبح الكيان اوسع دولة وأكثر عددا سكانياً، وأغنى واكثر تقدما صناعيا عسكريا ومدنيا. ألا يعني هذا أمرين:

الأول: ان دين راس المال الأمريكي قد احتل الأديان الثلاثة

وأن الكيان سيكون إن نجح هذا المخطط، سيد المنطقة وحاكمها؟