إفقد رأسك ولا تفقد نفسك
عادل سمارة
ملاحظة: هذه محاورة ضد التطبيع مع طلبة من جامعة بير زيت بدعوة من القطب الديمقراطي التقدمي يوم الأربعاء 3 كانون أول 2014.
بداية لو كان لي أن اسمًّي هذا اللقاء أفضِّل ان يكون محاورة لا محاضرة. فالمحاورة هي بين أنداد ، هي تبادلية مفاهيمياً على قدم المساواة تفتح الذهن نحو موقف نقدي وحتى مشتبكا مع الواقع المخروق بمختلف الأوبئة وخاصة وباء التطبيع كوليد سفاح للتمويل. بينما المحاضرة هي أستذة تلقينية تحصر الطلبة في زنزانة العلامة والدرجة والتخرج للبحث عن وظيفة في النظام السائد وفي أغلب الأحيان على ارضية دور تكنوقراط لا أكثر.
ولأننا نناقش التطبيع هنا، لو جاز لي تسمية هذه المحاورة لأسميتها:”والله لولا كمشة المقاتلين والداعسين:إفقد رأسك ولا تفقد نفسك”. أفضل هذا العنوان لتشخيص مرحلة نعيشها في مناطق الاحتلال الثاني 1967، مرحلة مخروقة مخردقة بالتمويل والتطبيع. أي لولا مقاتلي غزة، ولولا شباب القدس في انتفاضتهم الأخيرة بالدهس والدعس والطعن والفيض إلى الشوارع من مختلف االقوى وبمبادرات فردية ، لكان الجو أسوداً تماماً. بل لولا أولئك في غزة وهؤلاء في القدس لأقام المطبعون لنا محاكم على وطنيتنا. ولوجهوا تهم الانتماء للمنظمات الفلسطينية مباشرة وبأثر رجعي لتقديم القدامى منا للمحاكمة على أي دور مقاوم. وبسبب تفشي هؤلاء في كل مجال كان عنوان كتابي قبل بضع سنوات: “التطبيع يسري في دمكَِ”[1].
التطبيع ليس كائن وهمي أو خرافي. التطبيع اساساً مشروع تمويلي من أجل تحقيق أهداف سياسية ضد الوطن وضد حق العودة بلا مواربة. هو تمويل اشخاص ومؤسسات ودوائر جامعات وصحف وإذاعات وتلفزيونات وفضائيات، ودور نشر وصحف وسلطات للتخلي عن المشروع الوطني. هو استدعاء فنانين ومثقفين رجالا ونساء من الوطن العربي لزيارة الأرض المحتلة تحت راية الاحتلال وبزعم وتبرير “زيارة السجين” . وهم لا شك يتهربون من حقيقة أن السجين هو الوطن وأن زيارته بتحريره لا بالركوع أمام جنوده على الحدود وأمام 650 حاجز تفتيش في الضفة الغربية وحدها.
لا يمكن فهم التطبيع بدون أداة الفهم والتحليل العلمية الثورية اي الاقتصاد السياسي. فمختلف المداخل او المقتربات من العلوم الاجتماعية: الفلسفة، التربية، علم النفس، علم الاجتماع، علم الإنسان، الجغرافيا، التاريخ، الحقوق، الاقتصاد الجاف والمعلَّب أي الرياضي أو المدرسي…الخ جميعها مهمة ولكن مفتاح تشغيل مااكناتها لفهم ونقد الواقع يبقى في سحر الاقتصاد السياسي. طبعاً تعرفون أن كثيرا من الدوائر في هذه الجامعة وغيرها تحت احتلال تمويلي من الحكومات الاستعمارية الغربية (النرويج، فرنساا، بريطانيا الولايات المتحدة…الخ).
لا تمويل لوجه الله. قال السيد المسيح : “لا تعبدوا إلهين الله والمال”. إذن المال مطروح كإله نقيض لله. وما هو المال؟ في الاقتصاد الذي تتعلمونه هنا على أنه وسيلة ادخار وأداة استثمار، ووسلية تبادل ومعيار قيمة وكمية من النقود، ونمو وربح خسارة…الخ. وكل هذا في نطاق ذر الرماد في العقول لأن الأهم ليس الأشياء والمصطلحات، بل إن وراء كل شيىء إنسان يملكه ويوجههه، ووراء كل مصطلح ليس فقط شكله اللغوي بل الذين نحتوه ومن أجل ماذا وظفوه
ليس من الضروري الدخول في تشابك تعريفات التطبيع، ولا الأخذ ب أو نقض تعريف قدمته هذه اللجنة أو تاك سواء من الحركة الوطنية أو الأنجزة. ففي اي دفاع وطني، لا يوجد تلقينا بل حق الاجتهاد والاقتناع وخاصة حين يعتمد على الميدان.
التطبيع هو وصول عدوين بعد حرب إلى تحويل علاقتهما إلى علاقة طبيعية حيث يشعر كل عدو برضى عن أنه أخذ حقه. وعليه، في حالتنا مع الكيان الصهيوني الإشكنازي التطبيع مستحيلا لأن كل الحق لنا. كل الأرض لنا ولم نأخذ شيئاً. وهذا يعني ان كافة اشكال التطبيع مع هذا العدو هي استدخال للهزيمة مهما دحشوا فيها من مُسهِّلات الهضم وما بعد الهضم. إن استدخال الهزيمة هو أن يفكر ويتصرف ويعمل ويتحدث المرء وهوعلى قناعة عميقة أنه مهزوم. وهذا ينفي المصطلح الذي أوصلني إليه التناقض مع العدو اي “إن الحياة مقاومة”.
من يرفض التطبيع يتعالى على استدخال الهزيمة ويقاطع العدو تماماً. وهذا يعني ان رفض التطبيع هو مقاومة العدو عبر آليات كثيرة منها المقاطعة في المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والنفسية…الخ. وبهذا المعنى، فإن التطبيع ليس فقط الهزيمة واستدخال الهزيمة، هو كذلك احتقار للذات وللشعب. والسؤال احتقار الذات والشعب لصالح من؟ ليس فقط لصالح العدو، بل لصالح عدو هو نفسه مكروه عالمياً، ليس للونه أو دينه أو لغته، بل لدوره تاريخياً، ولأنه بعد احتلال فلسطين اقام بنية سياسية عسكرية عميلة للإمبريالية. كيان عميل من رئيس الوزراء وحتى عامل النظافة.
الثورة المضادة هي مبتكرة المقاطعة
نقيض التطبيع هي المقاومة، ولنقل للتبسيط المقاطعة. ولكن للمقاطعة قصتها الطريفة. فرغم أن الثورة المضادة، هي المعتدية دائماً على الأمم وعلى الطبقات الشعبية، إلا أنها هي التي بدأت أو اسست للمقاطعة. وهذه مفارقة طريفة.
في عام 1870 اقام العمال في فرنسا جمهورية ثورية اشتراكية اسموها كميونة باريس. تمكنت البرجوازية وملاكي الأرض من منع وصول القمح والمواد الغذائية إلى المدنية أي مقاطعة الكميونة وكان هذا من عوامل سقوطها بعد حياة قصيرة لواحد وسبعين يوماً.
إثر انتصار البلاشفة قادة الثورة الروسية ضد القيصر عام 1917، قررت الدول الغربية الرأسمالية مقاطعة الدولة الاشتراكية الجديدة (الاتحاد السوفييتي)، وأرسلت جيش غُزاة من مليون ونصف جندي لمساعدة قادة الثورة المضادة هناك جيرنسكي وكورنيليوف . هذه المقاطعة كتحدي دفعت القيادة الشيوعية هناك لبلورة سياسة تنموية هي فك الارتباط بالسوق العالمي الرأسمالي. وغضباً من هذا أطلق الغرب على الاتحاد السوفييتي ولاحقا الدول الاشتراكية في اوروبا الشرقية تسمية دول “الستار الحديدي”.
فرضت الولايات المتحدة مقاطعة على الثورة الكوبية منذ انتصارها عام 1858 وعلى كوريا الديمقراطية منذ 1953. واليوم تفرض مقاطعة اقتصادية على الاتحاد الروسي بسبب موقف روسيا مع الدولة السورية وضد الثورة المضادة في أوكرانيا وتفرض على سوريا مقاطعة وعقوبات منذ حتى ما قبل العدوان الأخير على سوريا ممثلا في الثورة المضادة، وتفرض عقوبات على إيران.
وحتى في حالتنا الفلسطينية، من اللافت ان العدو هو الذي بدأ المقاطعة، بدل أن نبدأها نحن! فمنذ بداية الاستيطان الصهيوني في فلسطين برعاية الاستعمار البريطاني –العدو البريطاني- رفع الصهاينة شعار “العمل العبري” اي عدم تشغيل الفلسطينيين في المشاريع الصهيونية الصناعية والزراعية. وأخذوا يوجهون عناصرهم بملاحقة السيدات اليهوديات اللائي يشترين منتجات زراعية عربية ليقوموا بإتلافها.
بالمقابل، قاطعت الدول العربية الكيان بعد اغتصاب فلسطين 1948، وقاطعت الشركات المتعاملة مع الكيان، ولكنها لم تقاطع الدول المتعاملة مع الكيان ولم تقاطع البلد الأم للشركات المتعاملة مع الكيان.
بعد اتفاقية كامب ديفيد بين النظام المصري بقيادة السادات وبين الكيان الصهيوني اوقف ذلك النظام مقاطعة الكيان واعترف به على أرض فلسطين. وحينها رفعت الحركة الوطنية المصرية شعار مناهضة التطبيع.
بعد اتفاق أوسلو واعتراف قيادة م.ت.ف بالكيان الصهيوني بينما اعترف الكيان فقط بمنظمة التحرير وسمح لها بحكم ذاتي تحت الاحتلال، ولم يسمح بدولة في الضفة والقطاع، دعت قيادة الحكم الذاتي إلى وقف الانتفاضة الأولى ووقف مقاطعة منتجات العدو على اعتبار ان ما حصل 1993 هو “سلام الشجعان. كتبت بدوري إنه “سلام راس المال”. والغريب أنه حسب بروتوكول باريس 1995 يحق للاحتلال والحكم الذاتي تصديراً متبادلاً، ولكن البروتوكول نص على منع تصدير ستة منتجات زراعية فلسطينية أساسية إلى اسواقه. اي فرض مقاطعة بدل ان يقوم بذلك الجانب الفلسطيني. ولعل أطرف موقف هو ما طرحه رئيس الوزراء السابق د. سلام فياض أي مقاطعة منتجات المستوطنات الصهيونية وليس كل منتجات الكيان! والسيد فياض هوالذي أولج في اقتصادنا المتهالك السياسات اللبرالية الجديدة التي تمد يدها الى جيوب الفقراء[2]. إثر اتفاق أوسلو حصل تفككاً في المقاطعة العربية للكيان وخاصة من الأردن وقطر والسعودية ومعظم دول الخليج.
أوجه التطبيع
يأخذ التطبيع اشكالا متعددة ومتكاثرة. فبمقدار ما يُبدع شعبنا أشكال مقاومة بمقدار ما تقوم الثورة المضادة بتوليد أشكال عدوانية ضدنا وخاصة الأشكال التي يأخذها التطبيع.
هناك التطبيع السياسي اي اعتراف قيادة منظمة التحرير وسلطة الحكم الذاتي بالكيان. وخطورة التطبيع السياسي بأنه شكَّل مظلة لمختلف أشكال التطبيع الأخرى. وهو في جوهره ، كما اشرنا أعلاه، تقاسم الوطن مع العدو.
وإذا كان التطبيع السياسي هو المظلة التي تشرعن التطبيعات الأخرى، وهو غالباً محصور في القيادة السياسية وقيادات تنظيمات معترفة بالكيان(سواء منذ 1948 أو منذ 1993) ومستفيدة من التسوية، إلا أن التطبيع الاقتصادي يمكن أن يُطال كل فرد في المجتمع مما يشكل إهلاكا اقتصاديا ونزيفا للثروة وتبعية لا فكاك منها. تبعية في مستوى الاقتصاد عامة واستهلاك كل فرد على حدة.
وإذا كان التطبيع الاقتصادي عامل تعميق للتبعية، إلا أن مدى التطبيع الثقافي أخطر لأن الثقافة هي سلعة ممتدة العمر تكاد تكون مؤبدة، بينما السلع والبضائع وحتى المعمرة منها لا تعيش طويلا. اي يمكن استبدال ثلاجة صهيونية باخرى من دولة صديقة، ولكن الثقافة تُنقل من جيل إلى آخر. فهي التعبير المباشر عن استدخال الهزيمة ونقلها إلى الأجيال القادمة.
أحدث طبعات التطبيع الثقافي حيث دعى القائم باعمال وزير السياحة العراقي عادل الشرشاب، وزراء السياحة العرب ليعقدوا مؤتمرهم المقبل في رام الله المحتلة. صمت الوزراء العرب لكن وزيرة السياحة الجزائرية نورية زرهوني اعترضت بشدة مما أحرج الفلسطينية رولا معايعة والعراقي. هنا يبرز السؤال: لماذا الفلسطينة والعراقي يصران على التطبيع؟ أليس لأن النظامين اتيا من خلال الإمبريالية الأمريكية وهذه تعليماتها[3] ؟ هنا خطورة التطبيع الثقافي لأنه يخترق الحدود. فهو المسؤول عن استجلاب مثقفينعربا إلى الأرض المحتلة يمثلون الطابور السادس الثقافي.
ضمن التطبيع الثقافي يكون التطبيع الأكاديمي. هناك لجان فلسطينية ضد التطبيع الثقافي وتدعو الأكاديميا في العالم لمقاطعة الكيانالصهيوني. ولكن أهم هذه اللجان وهي BDS هي نفسها تتضمن أعضاء يدعون علانية ضد الكفاح المسلح، ويبررون الذهاب من المحتل 1967 للدراسة في المحتل 1948، ولا يدعون او يلتزمون بكافة اشكال المقاطعة بل بالمستوى الأكاديمي وحده. وكأن صراعنا مع العدو أكاديمي بحت. بل إن الجامعات المحلية لم تتخذ موقفاً ضد رئيس جامعة القدس الذي يعلن قيامه بالتطبيع على رؤوس الأشهاد.
لعل أكثر اشكال التطبيع تشويها للمجتمع هو التطبيع الديمقراطي! فضمن التورط في التسوية جرت انتحابات لما يسمى “المجلس التشريعي الفلسطيني” وهي تسمية تضليلية لأن اتفاق اوسلو يسميه “مجلس الحكم الذاتي” باعتباره ليس له حق التشريع وخاصة على الأرض. بكلام آخر فهذه الانتخابات هي “ديمقراطية” تحت الاحتلال أي من توليدات الاحتلال. وأردأ نتائجها أن الكيان زعم بأن الظروف طبيعية وبأنه ديمقراطي جدا مما جلب له استثمارات اجنبية بأكثر من مئة مليار دولار.
ومع ذلك بقيت أبواقه الإعلامية والسياسية تقول لا يوجد شريك سلام فلسطيني؟
لا بد من التذكير دائما بأن مستويات التطبيع متداخلة كحزمة واحدة ويجب ان تكون مناهضتها متواشجة كحزمة واحدة. لا يوجد تقسيم عمل في التطبيع.
جغرافيا التطبيع
لا تنحصر مناهضة التطبيع في المستوى الفلسطيني في الأرض المحتلة. بل للمناهضة ثلاث مستويات جغرافية:
مناهضة التطبيع تحت الاحتلال
ومناهضة التطبيع العربي والمطبعين العرب وخاصة الأنظمة العربية التي تعترف بالكيان الصهيوني وتتعامل معه علانية (مصر والأردن وقطر) أو شبه علانية كالسعودية أو تخدمه عبر دورها العميل للغرب الراسمالي مثلا كالعدوان القطري السعودي مع الناتو ضد ليبيا ومعظم الأنظمة العربية ضد سوريا. هذه الخدمة غير المباشرة هي ضرب المشروع العروبي ممثلا في قوى المقاومة لأنه يمثل الخطر الحقيقي والوحيد ضد الكيان الصهيوني.
والأمر نفسه بوجوب مقاطعة الدول التي تحتضن وتسلح الكيان الصهيوني وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومقاطعة هؤلاءهي واجب الشعب العربي عامة وتشمل منتجاتهم ومؤسساتهم الثقافية الخطيرة. ولكن هذا لا يمنع ابدا الاطلاع على خطابهم من مدخل نقدي .
الحركة الطلابية
من التبعات البائسة للتسوية واتفاق اوسلو تفكيك الحركة الطلابية والحركة العمالية من حركة موحدة إلى منظمات وقوائم طلابية ترتبط كل واحدة بفصيل سياسي. هذا التدهور أفقد الحركة الطلابية زخمها ودورها الطليعي في النضال ضد الاحتلال فأصبح نضالها الوطني موقعي ومفكك.
صحيح ان الطلبة في هذه الجامعة طردوا وزير الخارجية الفرنسي جوسبان قبل بضعة أعوام حينما هاجم حزب الله، وطردوا القنصل البريطاني قبل بضعة اشهر كممثل لأقدم عدو لشعبنا. وهذه مواقف مشرفة تجاوزت الموقف البائس لإدارة الجامعة التي تسعى لتحويل كل دائرة إلى طفل يبحث عن من يتبناه. علماً بأن كافة “الاباء” الذين يتبنون دوائر أكاديمية هم الحكومات الرأسمالية الاستعمارية الغربية. لذا اسمحوا لي بالقول بأنه من شبه المؤكد أن طرد الفرنسي والبريطاني لا شك عرَّض المعلمين المترزقين منهم إلى علقة ساخنة!
إن دفاعكم عن انفسكم في الجامعة التي في النهاية هي أنتم هو موقف ثوري وطني. فلا جامعة بلا طلبة. ولكن مجيىء أوغاد الإمبريالية هو غزو للجامعة، أي ان الطلبة في حالة دفاع! وهذا لا ينسجم مع الدور التاريخي للحركات الطلابية في العالم كطلائع رفض واعتراض.
الطلبة في الصين هم الذين فجروا الثورة الثقافية 1965. وعنهم أخذ الطلبة في فرنسا وبقية الغرب شعلة تفجير الثورة الطلابية 1968.
الحركة الطلابية في هذه الجامعة هي التي انتفضت 1978 لتأميم المقصف وتعريب الدراسة وأرغمت الإدارة والحركة الوطنية على قبول شروط الطلبة.
ما اقصده هو ان تنطلقوا إلى خارج الجامعة لتكونوا صوتا للوطن وسوطاً ضد التطبيع.
لماذا لن تنتبهوا لتورط مدارس في رام الله خاصة وفي الضفة حيث يخترقها المطبع الخطير دانييل بارنباوم[4]؟ الذي يطبق الاستراتيجية الأميركية لاختراق الشباب حيث رصدت الإمبريالية هذه في العام الحالي اموالا طائلة للإنفاق على مشاريع اختراق الشباب عبر محطات الراديو والتلفزة ومنظمات ودوائر الإعلام محليا وعلى صعيد عالمي.
هذه روابط متعلقة بالأمر:
http://www.al-ayyam.com/article.aspx…
http://www.ping-palestine.pna.ps/about/barin.html
http://alakhbar.spiru.la/node/63193
https://kanaanonline.org//articles/00678.pdf
لماذا لا تذهبوا إلى هذه المدارس وتواجهوا أداراتها ؟ لماذا لا تتحدوا محطات الراديو والتلفزيون المحلية بأن تسمح لحكم بعقد لقاءاتضد إدارات هذه المدارس التي تنشىء جيلا تطبيعيا والذي حين يصل الجامعة يكون قد أحل التطبيع محل نضالاتكم/ن؟ أحرجوامدراء الإذاعات والتلفزة مثلاً فضائية معاً، تلفزيون وطن، أجيال…الخ الذين كان يجب ان يقوموا بالتصدي الإعلامي لهذه التطبيعالخطير. قد يقول البعض بأنه لا يعلم، قولوا له ها قد علمت. حينها من يرفض وكان يعلم ولم يتصدى للأمر، تكشفون بأن تمويلهمشبوهاً وإن كان لا يبدو أنه يتقاضى المال اليوم، فهو كان قد أتخم . بهذا التحدي ستفهموا الكثير.
إذهبوا إلى قيادات القوى السياسية وتحدوها لماذا لا تقف ضد هذه الأنشطة الخطرة؟ إذهبوا إلى رجال الدين الوطنيين واسالوهم لماذايصمتون كالمطران عطا الله حنا؟ لا يجوز الصمت أبداً.
إن لم تدخلوا المعركة الوطنية الاجتماعية، لن تتبلوروا مجدداً في حركة طلابية، وعليه، قد يأتي يوماً تجدون انفسكم أو من بعدكم فيكليات لا يُحاضر فيها الفرانكفونيين والمتغربينين والمابعد حداثيين وحسب بل حتى دكاترة (شهادات مشتراة من هولندا)! وستجدونالكثير ممن يُحاضرون عندكم وقد امتصتهم جامعة قطر أي الإمارة التي ليس فيها من العرب سوى 12 بالمئة والتي تلعب دورتخريب في الوطن العربي عجز عنه الكيان الصهيوني. فهل تقبلون محاضرين كهؤلاء حين يعودون وقد انتفخوا ماليا وسلفياً!
التمويل يسوٍّق المطبعين
ليست الأيام القادمة بالمضيئة كما أشرت في البداية لولا تلك الكمشة من الشباب. لكن نضال هؤلاء لا يكفي أمام طوفان التمويلالمسموم والذي هدفه التطبيع. سوف تتخرجون لتجدوا بلدا تدفقت إليه ما لا يقل عن 24 مليون دولار وهي ريع مالي مقابل تورط فيالتسوية ناهيك عن مليارات قبضتها الأنجزة وراديوهات وتلفزيونات وصحف…الخ
ستجدون انفسكم حين التخرج أمام اصحاب منظمات الأنجزة ومدراء تلفزيونات وراديوهات تركعون امامهم للحصول على وظائفوسينتقمون من ماضيكم الكفاحي كما هو حال موظفي هذه المؤسسات وستعانون كما يعاني الشغيلة المسحوقين والمضطهدين في هذهالمؤسسات حيث يتعرضون لذل الحاجة للعمل من قبل مطبعين تعاقدوا مع العداء من أجل المال، مما ولد لديهم حقدا على الشرفاءالذين احتاجوا للوظيفة. لسان حالهم يقول: انا بعت نفسي فكيف تتمتع انت بوظيفة دون ان تعاني.
[1] لو تتبعتم كتابات مثقفي الأنجزة في السنوات الأخيرة، واللبرالين وكثير من الأكاديميين لوجدتم هجوما كاسحا على القوى المنظمة وخاصة منظمات الكفاح المسلح ومنها اليسار، وجميعها كتابات تطالب بنبذ التنظيمات، واتهامها بتهم كثيرة قليلها صحيحا وكثيرها ملغوماً. لماذا؟ لأن هدف هذه الطراف تفكيك أية بنية تنظيمية كفاحية في البلد كي يمر التطبيع والتسوية بنعومة أي كي يمراستدخال الهزيمة. وهؤلاء الذي كتبوا وصمموا برامجاً…الخ موظفين لدى الممولين لهذا الغرض. أنظروا بعد صمود غزة 51 يوما وانتفاضة القدس: لقد صمت هؤلاء، ولكن إلى أن تمر العاصفة.
[2] الأكثر طرفة ان محاضرين وباحثين في جامعتكم هذه كانوا ينادون باندماج اقتصادي بين الكيان والضفة والقطاع وفلسطينيي 48 أي بتطبيع في العمق وفجأة قفزوا لنقد سياسات فياض، ومنهم رجا الخالدي!
[3] القاهرة ـ “راي اليوم” (1-12-2014):
[4] في عام 2009 اخترق بيرنباوم بلدية رام الله ووافق معظم اعضاء مجلسها على تأجيره القصر الثقافي لحفل تطبيعي. وقد احتججت على ذلك، فقام نائب رئيسة المجلس السيد محمود عبد الله برفع قضية ضدي مثله فيها المحامي كريم شحادة، وطولبت بغرامة مليون دينار او اعتذار، ولم افعل لا هذا ولا ذاك. وها هو يرنباوم الذي ايد العدوان الصهيوني على غزة 2008 يعود ثانية.